
مقدمة
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المجازات في القرآن
لعل أول كتاب وأقدمه فى « مجازات القرآن
» هو الكتاب الذي صنفه أبو عبيدة بهذا العنوان. فإن هذا الرواية من أسبق الرواة
إلى التصنيف والتدوين ، لأنه جاء بعد قتادة بن دعامة السدوسي ( المتوفى سنة ١١٧ ه
) . وأبى عمرو بن العلاء ( المتوفى سنة ١٥٤ ه ) وهما لم يخلفا لنا أثرا مكتوبا ،
وإنما كانت الأخبار تنقل عنهما مشافهة. أما أبو عبيدة معمر بن المثنى ( المتوفى
سنة ٢٠٩ ه ) فقد ترك بعده طائفة من الكتب زادت على المائة ، كما عدها صاحب «
الفهرست » . ومن حسن الحظ أن يطبع كتابه « مجاز القرآن » طبعة محققة لأول مرة فى
المكتبة العربية
.
وليس كتاب أبى عبيدة فى مجازات القرآن
بالمعنى الاصطلاحي الذي تناوله الشريف الرضى فى كتاب « تلخيص البيان ، فى مجازات
القرآن » وهو ذلك المعنى الذي يوضع اصطلاحا فى مقابل « الحقيقة » كما فعل
البيانيون فى تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز. لا ! ليس كتاب أبى عبيدة فى مجازات
القرآن بهذا المعنى. ولكن لفظة « المجاز » عنده تساوى طريق الجواز إلى فهم اللفظة
القرآنية ، فهو أقرب إلى تفسير غريب القرآن منه إلى الكشف عن وجوه البيان فيه
بالمعنى الذي يريده البيانيون
. فالمجاز القرآنى ـ عند أبى عبيدة ـ لا يعدو أن يكون
__________________
تفسيرا لألفاظ القرآن
ومعجما لمعانيه. وإذا شئنا أن نأخذ أبا عبيدة بنص كلامه فإننا لا نجد أصرح من
مقدمته فى الدلالة على ما ذهبنا إليه. فإنه يقول : ( فلم يحتج السلف ولا الذين
أدركوا وحيه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم
أن يسألوا عن معانيه ، لأنهم كانوا عرب الألسن ، فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه
، وعما فيه مما فى كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص. وفى القرآن مثل ما فى
الكلام العربي من وجوه الإعراب ، ومن الغريب ، والمعاني )
.
وما لنا ومقدمة أبى عبيدة لنستدل منها
على أن المجاز عنده هو تفسير المعنى من غير نظر إلى الاصطلاح البياني الذي لم يظهر
فى القرن الثاني الهجري ، وإنما ظهر على شكل لمع متناثرة قليلة فيما كتبه الجاحظ
أولا ، وفيما كتبه ابن قتيبة بعده فى كتابه « تأويل مشكل القرآن » وكان ذلك فى
النصف الثاني من القرن الثالث الهجري ؟ نقول : ما لنا ومقدمة أبى عبيدة مع أن
كتابه كله بين أيدينا فنرى فيه أنه يعنى بالمجاز تفسير المعنى للألفاظ القرآنية ؟
ويتناول القرآن كله من فاتحة الكتاب
فالبقرة فآل عمران سورة سورة ، فيعرض ما فى كل سورة من الألفاظ يشرحها شرحا لغويا
ويفسر غريبها ويقيم إعرابها ، ذاكرا من الشعر العربي الفصيح ما يؤيد المعنى الذي
ذهب إليه ، كقوله فى مجاز قوله تعالى : ﴿
عَذابٌ
أَلِيمٌ ﴾
[ أي موجع من الألم ، وهو فى موضع مفعل. قال ذو الرمة :
|
و يرفع فى صدور شمردلات
|
|
يصكّ وجوهها وهج أليم
|
الشمردلة : الطويلة من كل شىء ]
.
وكقوله فى مجاز قوله تعالى : ﴿ فِي
طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾
: [ أي بغيهم وكفرهم ، يقال : رجل عمه ، وعامه ، أي جائر عن الحق. قال رؤبة :
|
و مهمه أطرافه فى مهمه
|
|
أعمى الهدى بالجاهلين العمّه ]
|
__________________
وكقوله فى مجاز قوله تعالى : ﴿ وَأُشْرِبُوا
فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ﴾
: [ سقوه حتى غلب عليهم ، مجازه مجاز المختصر ؛ أشربوا فى قلوبهم العجل : حب العجل
: ] وأين هذا من كلام
الشريف الرضى فى هذه الآية : [ .. وهذه استعارة ، والمراد بها صفة قلوبهم
بالمبالغة فى حب العجل ، فكأنها تشربت حبه ، فمازجها ممازجة المشروب ، وخالطها
مخالطة الشيء الملذوذ. وحذف حب العجل لدلالة الكلام عليه ، لأن القلوب لا يصح
وصفها بتشرب العجل على الحقيقة ] .
وكقوله فى مجاز قوله تعالى : ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا
لِي ﴾
: [ أي يجيبونى ، قال كعب الغنوي:
|
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى
|
|
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
|
أي : فلم يجبه عند ذاك مجيب ]
.
وكقوله فى مجاز قوله تعالى : ﴿ وَإِنْ
خِفْتُمْ عَيْلَةً ﴾
: [ وهى مصدر عال فلان : أي افتقر ، فهو يعيل. وقال :
|
و ما يدرى الفقير متى غناه
|
|
و ما يدرى الغنىّ متى يعيل ]
|
وكقوله فى مجاز قوله تعالى : ﴿ فِي
غَيَابَتِ الْجُبِّ ﴾
: [ مجازها : أن كل شىء غيّب عنك شيئا فهو غيابة. قال المنخل بن سبيع العنبري :
|
فإن أنا يوما غيّبتنى غيابتى
|
|
فسيروا مسيرى فى العشيرة والأهل
|
والجب : الركية التي لم تطو ، قال
الأعشى :
|
لئن كنت فى جب ثمانين قامة
|
|
و رقّيت أسباب السماء بسلّم ]
|
وكقوله فى مجاز قوله تعالى : ﴿ لَأَحْتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
: [ مجازه : لأستميلهم
__________________
ولأستأصلنهم ، يقال :
احتنك فلان ما عند فلان أجمع من مال أو علم أو حديث أو غيره ، أخذه كله واستقصاه ]
. .
وأين هذا من قول الشريف الرضى فى هذه
الآية : [ وهذه استعارة على بعض التأويلات فى هذه الآية ، وهو أن يكون الاحتناك
هاهنا افتعالا من الحنك. أي لأقودنهم إلى المعاصي كما تقاد الدابة بحنكها غير
ممتنعة على قائدها ، وهى عبارة عن الاستيلاء عليهم ، والملكة لتصرفهم كما يملك
الفارس تصرف فرسه ، بثني العنان تارة ، وبكبح اللجام مرة. وقال يعقوب فى « إصلاح
المنطق » : حنك الدابة يحنكها حنكا ، إذا شد فى حنكها الأسفل حبلا يقودها به ، وقد
احتنك الدابة ، مثل حنكها ، إذا فعل بها ذلك. وقال بعضهم : لأحتنكن ذريته ، أي
لألقين فى أحناكهم حلاوة المعاصي حتى يستلذوها ويرغبوا فيها ويطلبوها ، والقول
الأول أحب إلى. وقال بعضهم : لأستأصلن ذريته بالإغواء ، ولأستقصين إهلاكهم
بالإضلال ، لأن اتباعهم غيه ، وطاعتهم أمره يؤولان بهم إلى موارد الهلاك ، وعواقب
البوار. وقال الشاعر :
|
نشكو إليك سنة قد أجحفت
|
|
و احتنكت أموالنا وجلّفت
|
أي أهلكت أموالنا ، ويقال : احتنكه ،
إذا استأصله وأهلكه. ومن ذلك قولهم : احتنك الجراد الأرض : إذا أتى على نبتها.
وقيل أيضا : المراد بذلك لأضيقن عليهم مجارى الأنفاس من أحناكهم ، بإيصال الوسوسة
لهم ، وتضاعف الإغواء عليهم. ويقال : احتنك فلان فلانا : إذا أخذ بمجرى النفس من
حنكه ، فكان كالشبا فى مقلته ، والشجا فى مسعله ]
.
يتضح من هذه الأمثلة التي نقلناها هنا
من « مجازات القرآن » لأبى عبيدة ما قررناه من
__________________
انه استعمل « المجاز
» بمعنى التفسير ، وأن المجاز البياني المقابل للحقيقة لم يكن فى حسبانه وهو يصنف
فى مجازات القرآن ، وأن عنوان كتابه قد يوهم القارئ بأنه أول من ألف فى المجاز
البياني للقرآن ، مع أن منهجه فى الكتاب بعيد عن ذلك بعدا عظيما.
وإذا صح ما ذكره صاحب « الفهرست » من أن
لأبى عبيدة كتابا اسمه « غريب القرآن » فليت شعرى أين يكون موضوع هذا الكتاب من
كتابه فى مجازات القرآن ؟ أ ليس كتاب المجازات هو فى الحق كتابا فى غريب القرآن أو
فى تفسير ألفاظه ؟ فهل يكون الكتابان اسمين على مسمى واحد ؟ أو قد يكون ابن النديم
وهم فحسب أن « غريب القرآن » لأبى عبيدة هو كتاب آخر غير المجازات له ؟
على أن مما يزيد المشكلة تعقيدا أن صاحب
« الفهرست » لم يذكر كتاب « مجازات القرآن » لأبى عبيدة وهو يسرد أسماء الكتب
المؤلفة فى معانى القرآن ومشكله ومجازه
، ولكنه ذكر كتاب « معانى القرآن » لأبى عبيدة. فهل يكون هذا الكتاب هو « مجازات
القرآن » الذي تم طبعه أخيرا ، أم يكون كتابا آخر غيره لا يزال مستسرا فى ضمير
الغيب. ؟
__________________
الجاحظ ومجازات
القرآن
لعل الجاحظ المتوفى سنة ٢٥٥ ه هو أول
من استعمل المجاز فى القرآن بالمعنى المقابل للحقيقة ، وهو ذلك المعنى القريب جد
القرب مما استعمله البيانيون المتأخرون ، وبهذا كان أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
هو أول مصنف عربى استعمل لفظتى المجاز والاستعارة على نحو يقرب مما قصد بهما عند
البلاغيين. فهو لا يريد بكلمة المجاز ذلك المعنى الذي قصده أبو عبيدة بالتفسير ،
ولكنه يريد ذلك الشيء المقابل للحقيقة. ونراه فى مواطن متفرقة من كتابيه « الحيوان
» و « البيان والتبيين » يشير إلى المجاز والاستعارة إشارات تعد أول ما سجل منهما
بالمعنى البياني فى المؤلفات العربية. حتى ليعد الجاحظ بذلك أول رائد للبلاغة
العربية بمعناها الاصطلاحي الذي أخذ يتطور على الزمن حتى بلغ قمته على يد السكاكي
، والقزويني وغيرهما من أعلام البلاغة الفنية.
ولعل من أوائل اللمع البيانية عند
الجاحظ قوله فى « الحيوان » : [ باب آخر فى المجاز والتشبيه بالأكل ، وهو قول الله
عزوجل
: ﴿
إِنَّ
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا ﴾ وقوله تعالى عز اسمه
: ﴿
أَكَّالُونَ
لِلسُّحْتِ ﴾
وقد يقال لهم ذلك ، وإن شربوا بتلك الأموال الأنبذة ، ولبسوا الحلل ، وركبوا
الدواب ، ولم ينفقوا منها درهما واحدا فى سبيل الأكل ، وقد قال الله عزوجل : ﴿
إِنَّمَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ﴾
وهذا مجاز آخر ]
.
ولا يكتفى الجاحظ بهذه اللمعة البيانية
الواضحة بل يضيف إليها بابا آخر فى مجاز الذوق : [ وهو قول الرجل إذا بالغ فى
عقوبة عبده : ذق ! وكيف ذقته ؟ ! وكيف وجدت طعمه ؟ ! وقال عزوجل : ﴿
ذُقْ
إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾
.... وقال يزيد بن الصعق :
__________________
|
و إن الله ذاق حلوم قيس
|
|
فلما ذاق خفتها قلاها
|
|
رآها لا تطيع لها أميرا
|
|
فخلّاها تردد فى خلاها
|
فزعم أن الله عزوجل يذوق .... وللعرب إقدام على الكلام ،
ثقة بفهم أصحابهم عنهم ، وهذه أيضا فضيلة أخرى.
وكما جوزوا لقولهم أكل وإنما عضّ ، وأكل
وإنما أفنى ، وأكل وإنما أحاله ، وأكل وإنما أبطل عينه ـ جوزوا أيضا أن يقولوا :
ذقت ما ليس بطعم ، ثم قالوا : طعمت لغير الطعام. وقال العرجى :
|
و إن شئت حرّمت النساء سواكم
|
|
و إن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا
|
وقال الله تعالى : ﴿ إِنَّ
اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ ، فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ، وَمَن
لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي
﴾
يريد : لم يذق طعمه ]
.
فالمجاز عند الجاحظ هو استعمال اللفظ فى
غير ما وضع له ، على سبيل التوسع من أهل اللغة ، ثقة من القائل بفهم السامع.
وقد حلت هذه النظرة الجاحظية البيانية
كثيرا من المشكلات التي قامت بسبب التعبيرات القديمة. فقد أنكر المنكرون وعلى
رأسهم الحسن قول القائل : طلع سهيل ، أو برد الليل ، وقالوا فى إنكارهم : إن سهيلا
لم يأت بحر ولا ببرد. وكره مالك بن أنس أن يقول الرجل عن الغيم والسحاب : ما
أخلقها للمطر ! ولكن الجاحظ يرى أن إخراج الكلام على وجه المجاز يحلّ المشكلة
ويقيم الكلام على وجه سليم ، فهو يقول عن التعبير الأول : ولهذا الكلام مجاز
ومذهب. وهو يقول عن التعبير الثاني : وهذا كلام مجازه قائم ، ويقول عن مثال آخر
مما ينكره المنكرون : وهذا الكلام مجازه عند الناس سهل.
والحق أن الجاحظ قاس هذه العبارات على
نظائرها فى كلام العرب فوجد لها دعامة من
__________________
الصحة وسندا من
القياس السماعي الصحيح ، فإن العرب من قديم تقول : جاءت السماء اليوم بأمر عظيم.
والشاعر العربي يقول :
|
إذا سقط السماء بأرض قوم
|
|
رعيناه وإن كانوا غضابا
|
ولكن المنكرين أنكروا لمعنى دينى قائم
فى نفوسهم ، وهو إسناد الأفعال جميعها إلى الله تعالى ، تنزيها له عن أن يشركه
غيره في فعل ، أو يشاركه فى خلق ، فاحتج لهم الجاحظ بشواهد من اللغة تجيز ما ذهبوا
إليه من الاستعمال. أما لفظة « استعارة » التي يكررها الشريف الرضى فى كل آية فيها
مجاز ، فقد كان الجاحظ ـ فيما نعلم ـ أول من استعملها بمعنى تسمية الشيء باسم غيره
إذا قام مقامه. فكان بذلك ـ أيضا ـ ممهدا للبيانيين ، ورائدا فى البلاغة العربية.
فإن هذه اللفتات البيانية الوجيزة كانت الأساس الذي بنى عليه صرح البيان العربي ،
وأخذه الأعاجم فجعلوا منه موضوعا عتيدا لصناعة البيان والبلاغة.
وتصادفنا فى بعض كتب الجاحظ أمثال هذه
الإشارات البيانية الاستعارية ، كقوله : [ وقال عزوجل
: ﴿
هَٰذَا
نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴾
والعذاب لا يكون نزلا. ولكن لما قام العذاب لهم فى موضع النعيم لغيرهم سمى باسمه
... وقال الله عزوجل
: ﴿
وَلَهُمْ
رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾
وليس فى الجنة بكرة ولا عشى ، ولكن على مقدار البكر والعشيات. وعلى هذا قول الله عزوجل : ﴿
وَقَالَ
الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ﴾ والخزنة الحفظة ،
وجهنم لا يضيع منها شىء فيحفظ ، ولا يختار دخولها إنسان فيمنع منها ، ولكن لما
قامت الملائكة مقام الحافظ الخازن سميت به ]
.
وكقوله وهو يشرح أرجوزة يقول فيها
صاحبها :
|
و طفقت سحابة تغشاها
|
|
تبكى على عراصها عيناها
|
__________________
[ وطفقت : يعنى ظلت. تبكى على عراصها
عيناها. عيناها هاهنا للسحاب. وجعل المطر بكاء من السحاب على طريق الاستعارة
وتسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه ] .
هذه اللمع البيانية عند الجاحظ لا نراها
من الكثرة بحيث تكون مذهبا بيانيا قائما بذاته ، وإنما كانت معالم طريق لمن جاءوا
بعده ، فقد أفاد منها تلميذه ابن قتيبة المتوفى سنة ٢٧٦ ه وخاصة وهو يتحدث عن
ألفاظ القرآن فى كتابه « تأويل مشكل القرآن » .
__________________
ابن قتيبة ومجازات
القرآن
جاء بعد الجاحظ تلميذه أبو محمد عبد
الله بن مسلم بن قتيبة ( المتوفى سنة ٢٧٦ ) ، ويشير ابن قتيبة إلى هذا التتلمذ على
الجاحظ بقوله فى « عيون الأخبار » مثلا فى أكثر من موضع : [ وفيما أجاز لنا عمرو
بن بحر من كتبه ، قال ]
.
وقد توسع التلميذ فى نظرته إلى
الاستعارة والمجاز أكثر من أستاذه قليلا ، وخطا باللمع البيانية عند أستاذه الجاحظ
خطوة وسعت دلالات كثير من الألفاظ والاصطلاحات التي أخذت تظهر بعد ذلك بالتدريج فى
علوم البلاغة ، فنراه يقول فى كتابه « تأويل مشكل القرآن » : [وللعرب المجازات فى
الكلام ، ومعناها طرق القول ومآخذه. ففيها الاستعارة ، والتمثيل ، والقلب ،
والتقديم ، والتأخير ، والحذف ، والتكرار ، والإخفاء ، والإظهار ، والتعريض ،
والإفصاح ، والكناية ، والإيضاح ، ومخاطبة الواحد مخاطبة الجميع ، والجميع خطاب
الواحد ، والواحد والجميع خطاب الاثنين ، والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم ، وبلفظ
العموم لمعنى الخصوص ، مع أشياء كثيرة سنراها فى أبواب المجاز ، إن شاء الله
تعالى]
.
ثم نراه يعقد بعد ذلك بابين أولهما فى «
المجاز » وثانيهما فى « الاستعارة » فيتحدث عن المجاز فى القرآن ، ويكثر من
الأمثلة القرآنية يخرجها تخريجا مجاز يا يبعدها عن الاصطدام بالحقيقة ، ولا يكتفى
بالقرآن وحده ، وإنما يذهب إلى الإنجيل فينكر من يرون من النصارى أبوة الولادة فى
قول المسيح عليهالسلام
: ( أدعو أبى ، وأذهب إلى أبى )
، ويفسر هذا القول
__________________
تفسيرا مجازيا فيقول
: [ ولو كان المسيح قال هذا فى نفسه خاصة دون غيره ، ما جاز لهم أن يتأولوه هذا
التأويل فى الله ـ تبارك وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ـ مع سعة المجاز ، فكيف وهو
يقوله فى كثير من المواضع لغيره ؟ كقوله حين فتح فاه بالوحى : « إذا تصدقت فلا
تعلم شمالك بما فعلت يمينك ، فإن أباك الذي يرى الخفيات يجزيك به علانية ، وإذا
صليتم فقولوا : يا أبانا الذي فى السماء ! ليتقدس اسمك ، وإذا صمت فاغسل وجهك
وادهن رأسك لئلا يعلم بذلك غير أبيك » . وقد قرءوا فى الزبور أن الله تبارك وتعالى
قال لداود عليهالسلام
: « سيولد لك غلام يسمى لى ابنا ، وأسمى له أبا » وفى التوراة أنه قال ليعقوب عليهالسلام : « أنت بكرى.
وتأويل هذا أنه فى رحمته وبره وعطفه على عباده الصالحين كالأب الرحيم لولده ] .
والحق أن الاشتغال بفهم القرآن الكريم
ومدارسته وتفسيره كان سببا قويا لظهور هذه المجادلات المجازية الاستعارية ظهورا
متميزا فى عصر ابن قتيبة ، وهو عصر بدأ علم الكلام فيه يتميز بظهور طائفة من
المتكلمين من أمثال ابن الهذيل العلاف ( المتوفى سنة ٢٣٥ ) وأبى على محمد بن عبد
الوهاب الجبائي ( المتوفى سنة ٣٠٣ ) . فقد كان علماء الكلام شديدى الجدل أقوياء
العارضة ، وكانت لهم فى الله وصفاته وأفعاله وذاته وفى العدل والجبر والاختيار
آراء لا بد لها من الفهم البياني القوى ليؤيدوا بها وجهات نظرهم. فحين يلتقى
المفسرون يقوله تعالى : ﴿
وَكَلَّمَ
اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴾
فمنهم من يقول بالكلام على وجه الحقيقة لا على سبيل المجاز ، بدليل توكيد الفعل
بالمصدر تكليما ، ومنهم من يقول بالكلام على وجه المجاز. ويقول ابن قتيبة فى إرادة
الكلام هنا على حقيقته : [ إن أفعال المجاز لا تخرج منها المصادر ولا توكد
بالتكرار. فتقول : أراد الحائط أن يسقط ، ولا تقول : أراد الحائط أن يسقط إرادة
شديدة. وقالت الشجرة فمالت ولا تقول : قالت الشجرة فمالت قولا شديدا. والله تعالى
يقول :
__________________
﴿
وَكَلَّمَ
اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴾
فوكد بالمصدر معنى الكلام ، ونفى عنه المجاز ]
.
ويدافع ابن قتيبة عن المجاز فى القرآن
دفاعا قويا فيقول : [ وأما الطاعنون على القرآن بالمجاز فإنهم زعموا أنه كذب ، لأن
الجدار لا يريد
، والقرية لا تسأل
. وهذا من أشنع جهالاتهم. وأدلها على سوء نظرهم وقلة أفهامهم ، ولو كان المجاز
كذبا ، وكل فعل ينسب إلى غير الحيوان باطلا ، كان أكثر كلامنا فاسدا. لأنا نقول :
نبت البقل ، وطالت الشجرة ، وأينعت الثمرة ، وأقام الجبل ، ورخص السعر. ونقول :
كان هذا الفعل منك فى وقت كذا وكذا ، والفعل لم يكن وإنما كوّن. ونقول : كان الله.
وكان بمعنى حدث ، والله جل وعز قبل كل شىء بلا غاية ، لم يحدث فيكون بعد أن لم
يكن.
والله تعالى يقول : ﴿ فَإِذَا
عَزَمَ الْأَمْرُ ﴾
وإنما يعزم عليه.
ويقول تعالى : ﴿ فَمَا
رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾
وإنما يربح فيها.
ويقول : ﴿
وَجَاءُوا
عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾
وإنما كذّب به ] :
ويصل ابن قتيبة فى دفاعه عن المجازات فى
القرآن إلى قمة الدفاع حين يقول : [ ولو قلنا للمنكر لقوله : ﴿ جِدَارًا
يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ ﴾
: كيف كنت أنت قائلا فى جدار رأيته على شفا انهيار : رأيت جدارا ما ذا ؟ لم يجد
بدا من أن يقول : جدار ايّهم أن ينقض ، أو يكاد أن ينقض ، أو يقارب أن ينقض.
وأيّاما فقد جعله فاعلا. ولا أحسبه يصل إلى هذا المعنى فى شىء من لغات العجم إلا
بمثل هذه الألفاظ.
__________________
وأنشدنى السجستاني عن أبى عبيدة فى مثل
قول الله : (يريد أن ينقضّ):
|
يريد الرمح صدر أبى براء
|
|
و يرغب عن دماء بنى عقيل
|
وأنشد الفرّاء :
|
إن دهرا يلف شملى يجمل
|
|
لزمان يهمّ بالإحسان
|
والعرب تقول : بأرض فلان شجر قد صاح ،
أي طال. لما تبين الشجر للناظر بطوله ودل على نفسه ، جعله كأنه صائح ، لأن الصائح
يدل على نفسه بصوته ]
.
فهذا السبيل الذي سلكه ابن قتيبة فى
مجازات القرآن هو السبيل الذي أفضى إلى تطور الدراسات البلاغية البيانية عند ابن
المعتز ( المتوفى سنة ٢٩٦ ه ) وعند الشريف الرضى فى كتابه هذا الذي نقدم له ، وعند
الجرجاني ( المتوفى سنة ٤٧١ ه ) وهو مؤلف « أسرار البلاغة » ، في علم البيان ، و
« دلائل الإعجاز » فى علم المعاني ، وعند السكاكي ( المتوفى سنة ٦٢٦ ه ) حين ألف
كتابه المشهور : « مفتاح العلوم » ، وعند ابن الأثير
( المتوفى سنة ٦٣٧ ه ) حين ألف كتابيه المشهورين : « المثل السائر » ، و «
البرهان فى علم البيان » .
أما الباب الذي عقده ابن قتيبة
للاستعارة فى كتابه « تأويل مشكل القرآن » فهو لا يقل إمتاعا ولا فائدة عن باب
المجاز ، وتكاد ألفاظه تكون هى الألفاظ التي استعملها البيانيون بعد هذا. أسمعه
مثلا وهو يقول : [ فالعرب تستعير الكلمة فتضعها مكان الكلمة إذا كان المسمى بها
بسبب من الأخرى أو مجاورا لها أو مشاكلا. فيقولون للنبات : نوء. لأنه يكون عن
النوء عندهم ... ويقولون للمطر : سماء. لأنه من السماء ينزل ، فيقال : ما زلنا نطأ
السماء حتى أتيناكم. قال الشاعر :
|
إذا سقط السماء بأرض قوم
|
|
رعيناه وإن كانوا غضابا
|
__________________
ويقولون : ضحكت الأرض. إذا أنبتت ،
لأنها تبدى عن حسن النبات ، وتنفتق عن الزهر كما يفتر الضاحك عن الثغر ، ولذلك قيل
لطلع النخل إذا انفتق عنه كافوره : الضحك ، لأنه يبدو منه للناظر كبياض الثغر.
ويقال : ضحكت الطلعة. ويقال : النّور يضاحك الشمس لأنه يدور معها. ]
.
ثم يمضى ابن قتيبة فى الكشف عن بعض
الاستعارات فى القرآن الكريم ، كالاستعارة فى قوله تعالى : ﴿ يَوْمَ
يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾
وقوله : ﴿
وَلَا
يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾
وقوله : ﴿
وَقَدِمْنَا
إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴾ وقوله : ﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ
هَوَاءٌ ﴾
وقوله : ﴿
أَوَمَن
كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾
أي كان كافرا فهديناه ، وقوله : ﴿
وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا
﴾
وغير ذلك من عشرات الآيات التي كشف ابن قتيبة عما بها من استعارة ، على نحو ما صنع
الشريف الرضى هنا فى كتابه هذا ، وقد استغرق هذا الباب أكثر من أربعين صفحة من
كتاب ابن قتيبة.
وتمضى السنون بعد وفاة ابن قتيبة سنة
٢٧٦ ه ويمضى القرن الثالث بما فيه من موجات أدبية لغوية نحوية كلامية ، وبمن فيه
من أمثال أبى عثمان المازني ، وثعلب ، والزجّاج ، وابن الأنبارى ، والسجستاني ،
والمبرد ، وغيرهم ، ويجيء القرن الرابع بمن فيه من أمثال ابن خالويه ( المتوفى سنة
٣٧٠ ه ) ، وأبى بكر الزبيدي ( المتوفى سنة ٣٧٩ ه ) ، وابن جنى ( المتوفى سنة ٣٩٢
ه ) ، والسيرافي ( المتوفى سنة ٣٦٨ ه ) ، وأبى على الفارسي ( المتوفى سنة ٣٧٧ ه
) ، وأبى حسن الرماني ( المتوفى سنة ٣٨٤ ه ) وغيرهم فلا نجد كتابا ألف فى «
مجازات القرآن » من هؤلاء الأعلام المشتغلين باللغة والنحو. ونرى الشاعر العلوي
الأبى الشريف الرضى ينصب همته ، ويلقى عزمه بين عينيه ، فيصنف كتابا فى « مجازات
القرآن » هو الذي نقدم له بهذه المقدمة الطويلة وعنوانه :
__________________
« تلخيص البيان فى
مجازات القرآن »
ظل هذا الكتاب الثمين سرا مطويا فى ضمير
الغيب إلى أن وقع السيد محمد المشكاة على نسخة خطية لكتاب يبحث فى آيات القرآن
الكريم بعنوان الاستعارة. وقد محا الزمان عنوان المخطوط ،
كما عاثت أيدى البلى فى بعض صفحات منه انتزعتها من المخطوط ، فظن السيد المشكاة ـ
أول الأمر ـ أنه لمؤلف قديم من الشيعة ، ولكن لم يخطر على باله أن ذلك المؤلف
الشيعي المعتدل الرأى ، الكثير النصفة ، العف اللسان هو الشريف الرضى. فلما مضى فى
قراءة المخطوط ، لاحظ أن المؤلف يحيل على كتاب له اسمه « حقائق التأويل » ، وهنا
قطع الشك باليقين ، واستظهر عن ثقة أن هذا المخطوط الباحث عن الاستعارات فى آي
القرآن الكريم هو كتاب الشريف الرضى الذي ظل قرابة عشرة قرون مفقودا ، والذي يشار
إليه فى مراجع كثيرة بأنه من كتب الشريف الرضى التي خلفها تراثا غاليا فيما خلفه
للفكر العربي من تراث قيم.
ولم تكن الإحالة على كتاب « حقائق
التأويل » فى هذه المخطوطة هى وحدها المفتاح الذي كشف عن حقيقة صاحبها وشخصية
مؤلفها الشاعر العلوي الفحل ، فهناك بعض المواطن يشير فيها المؤلف إلى كتابه «
مجازات الآثار النبوية » ، ولا شك أن المجازات النبوية هى للشريف الرضى وقد طبعت
من زمن فى بغداد مرة ، وطبعت فى مصر طبعة محققة ومعلقا عليها بقلم المرحوم الأستاذ
محمود مصطفى الذي اشتغل بتدريس الأدب العربي فى كلية اللغة العربية بالجامعة
الأزهرية. فلم يعد بعد ذلك مجال للشك فى حقيقة صاحب الكتاب.
__________________
على أن هاتين
الإحالتين ليستا وحدهما الدليل القاطع على صحة انتساب هذا المخطوط لمؤلفه الشريف
الرضى ، وقد يكونان وحدهما قاطعين فى الدلالة ، إلا أننا نسوق من الأدلة الحاسمة
والبراهين الجازمة ما يقطع بأن هذا الأثر العلمي النفيس هو للشريف الرضى لا لغيره
، وأنه ـ رحمهالله ـ ترك فى طى الكتاب من قواطع الأدلة ما يشير بصراحة إليه ،
ويدل بقوة عليه.
فهو يقول فى كلامه عن مجازات سورة
الرحمن : [ وقد كان والدي الطاهر الأوحد ذو المناقب أبو أحمد الحسين بن موسى
الموسوىّ رضى الله عنه وأرضاه سألنى عن هذه الآية
فى عرض كلام جر ذكرها ، فأجبته فى الحال بأعرف الأجوبة المقولة فيها ] .
وما من شك فى أن أبا أحمد الحسين بن
موسى الموسوي هو والد الشاعر العلوي الشريف الرضى. وقد لقب بالطاهر الأوحد ـ كما
يذكر ولده المصنف ـ وكان هذا اللقب مما لقبه به أبو نصر بهاء الدولة
بن عضد الدولة بن بويه الذي كان سلطانا على العراق فى سنة ٣٧٩ ه بعد وفاة أخيه
أبى الفوارس شرف الدولة بن عضد الدولة بن بويه.
وأكثر من هذا فإنا نجد المصنف يقول فى
موطن آخر من المخطوط وهو يتحدث عن الاستعارة فى سورة ص : [ وقال لى الشيخ أبو بكر
محمد بن موسى الخوارزمي ـ أدام الله توفيقه ـ عند بلوغي عليه فى القراءة من مختصر
أبى جعفر الطحاوي إلى هذه المسألة ]
والمعروف أن الشيخ أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي كان أستاذا للشريف الرضى ، وكان
شيخه فى الحديث كما أشار هو إلى ذلك أيضا فى كتابه « المجازات النبوية »
.
وفوق هذا فإنا نرى المصنف يقول فى معرض
الحديث عن مجازات سورة النحل :
__________________
[ وكان شيخنا أبو
الفتح عثمان بن جنى رحمهالله يقول ... ] ويقول فى مجازات سورة طه : [ وهو مما
سمعته من شيخنا أبى الفتح النحوي عفا الله عنه ] . ومن المقطوع به أن أبا الفتح
عثمان بن جنى ( المتوفى سنة ٣٩٢ ه ) والذي كان إماما فى النحو والعربية ـ كان
شيخا للشريف الرضى ، وقد أكثر الشريف النقل عنه فى كتابه « المجازات النبوية » .
وقد عده الشيخ عبد الحسين أحمد الأمينى النجفي ـ مؤلف موسوعة الغدير ـ أستاذا له
وجعل ترتيبه الخامس فى قائمة أساتذته ومشايخه
.
بقي من أدلة الاستشهاد بالشيوخ
والأساتذة دليل أستاذه قاضى القضاة أبى الحسن
عبد الجبار بن أحمد ، فإن المصنف يذكر فى معرض الحديث عن استعارات سورة الكهف هذا
الشيخ المعتزلي الأصولى قائلا : [ وفيما علقته عن قاضى القضاة أبى الحسن عبد
الجبار بن أحمد ـ أدام الله توفيقه ـ عند قراءتى عليه كتابه الموسوم بتقريب الأصول
] ونرى الشريف الرضى فى « المجازات النبوية » يشير إليه إشارة التلميذ إلى شيخه ،
مما يقطع بأن مصنف هذا المخطوط هو بعينه مؤلف المجازات النبوية ، وهو الشريف الرضى
رضى الله عنه.
هذه هى الأدلة المادية القاطعة بأن هذا
المخطوط الذي نطبعه اليوم هو للشريف الرضى. بقيت بعض القرائن التي نضيفها إلى
الدلائل القطعية لا لتعزيزها وتوكيدها ـ فهى بغير حاجة إلى توكيد ـ بل لنستكمل بها
سبيل التحقيق العلمي فى مخطوط لم تترك لنا عاديات الأيام اسمه ، ولم تبق على اسم
مؤلفه. فإننا نلاحظ فى كتابنا هذا « تلخيص البيان فى مجازات القرآن » أسلوبا أدبيا
عاليا يمشى مع الأسلوب العلمي فى درب واحد. وقد اجتمع هذا فى الشريف الرضى بما لم
يجتمع لغيره من المؤلفين ، فإن العبارة هنا أدبية متأنقة واضحة الحجة ، بينة
المعالم لا تشوبها عجمة ، ولا يعيبها غموض ، ولا يشينها إبهام. اسمع قوله فى قوله
تعالى : ﴿
وَالشُّعَرَاءُ
__________________
يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ : [ وهذه استعارة ،
والمراد بها ـ والله أعلم ـ أن الشعراء يذهبون فى أقوالهم المذاهب المختلفة ،
ويسلكون الطرق المتشعبة ، وذلك كما يقول الرجل لصاحبه إذا كان مخالفا له فى رأى ،
أو مباعدا له فى كلام : أنا فى واد وأنت فى واد. أي أنت ذاهب فى طريق ، وأنا ذاهب
فى طريق. ومثل ذلك قولهم : فلان يهبّ مع كل ريح ، ويطير بكل جناح ، إذا كان تابعا
لكل قائد ، ومجيبا لكل ناعق. وقيل إن معنى ذلك تصرّف الشاعر فى وجوه الكلام من مدح
، وذم ، واستزادة ، وعتب ، وغزل ، ونسيب ، ورثاء ، وتشبيب. فشبهت هذه الأقسام من
الكلام بالأودية المتشعبة ، والسبل المختلفة.
ووصف الشعراء بالهيمان فيه فرط مبالغة
فى صفتهم بالذهاب فى أقطارها ، والإبعاد فى غاياتها. لأن قوله سبحانه : يهيمون ،
أبلغ فى هذا المعنى من قوله : يسعون أو يسيرون. ومع ذلك فالهيمان صفة من صفات من
لا مسكة له ، ولا رجاحة معه. وهى مخالفة لصفات ذى الحلم الرزين ، والعقل الرصين ]
.
فالعبارة هنا أنيقة ، وفيها ضرب من
المزاوجة التي يعرفها كل من قرأ للشريف كتابه فى المجازات النبوية ، أو قرأ له بعض
ما نشر من رسائله.
على أن قارئ المجازات النبوية ، وقارئ
مجازات القرآن هنا يجد أن القلم الذي جرى هنا هو بعينه الذي جرى هناك ، وأنهما
جميعا ينبعان من معين واحد ، هو ذلك الفيض البليغ الذي كان يقطر به قلم الشريف
شعرا أو نثرا. فإن فى أسلوبه من العلو ما يناسب علو نسبه ، لأن من خصه الله بهذا
النسب النبوي الكريم يأبى أن يميل عن مستوى العلو فيما يأخذ بسبيله من قول أو فعل.
على أن النّفس فى مجازات القرآن
والمجازات النبوية يكاد من لطفه وروحه ووحدة متنفّسه يدل على أن الكتابين لكاتب
واحد. فلا تجد فى أي من الكتابين ضربا من
المعاظلة أو التفهيق
أو التعقيد أو ما إليها مما يعيب القول وقائله ... ولكنك واجد فيهما من الأدب وحسن
الذوق ولطف النقد وسلامة المنهج ، ونصوص البيان وكثرة الاستشهاد وتطبيقه المحزّ ما
يدل على مقام المؤلف ومنزلته من البلاغة ، وموضعه من الفصاحة. ولو كنت لا تعرف أن
الشريف الرضى شاعر من الفحول العباقرة لجزمت بأن مؤلف هذين الكتابين لا بد أن يكون
شاعرا ... فإن الرقة فى معالجة موضوع المجازات النبوية والقرآنية لا تصدر إلا عن
شاعر رقيق. إلا أنها رقة مازجها العلم الغزير ، وصاحبتها المعرفة الأدبية ،
وناصرها الفقه الإسلامى ، وظاهرها النحو واللغة ، فاجتمع من ذلك كله قوام معتدل
سليم لكتابين سيظلان على مدى الدهور مفتاحا لبلاغة القرآن والحديث النبوي ، من حيث
اشتمالهما على أبدع الاستعارات وأعجب المجازات.
والآن وقد فرغنا من صحة انتساب هذا
المخطوط إلى الشريف الرضى ، فقد يقول قائل : وما أدراكم أن هذا المخطوط هو كتاب «
تلخيص البيان فى مجازات القرآن » ؟ فقد يكون كتابا آخر للشريف الرضى غير التلخيص.
ونحن نقول للمعترض : على رسلك ! فإن كتب الشريف الرضى معروفة ، ما طبع منها وما لم
يطبع ، وقد ذكروا له فى كتب الدراسات القرآنية كتاب « حقائق التأويل فى متشابه
التنزيل » وكتاب « معانى القرآن » وكتاب « تلخيص البيان فى مجازات القرآن » . وقد
طبع « حقائق التأويل » فى النجف ، وكتب الشيخ عبد الحسين الحلي النجفي
ترجمة للشريف الرضى صدر بها الجزء الخامس من هذا التفسير المطبوع. أما « معانى
القرآن » فلم يطبع ، ويجوز أن يكون هو بعينه كتاب « حقائق التأويل » فاختلط أمره
على مترجميه وكتاب سيرته. فلم يبق إلا كتاب « تلخيص البيان فى مجازات القرآن » وهو
هذا الكتاب الذي بين يديك ، وفيه من الحديث عن استعارات القرآن الكريم ما يقطع
بكونه كتاب الشريف الرضى فى مجازات القرآن.
__________________
هذه الطبعة من تلخيص
البيان
إذا قلنا : إن هذه الطبعة التي بين يديك
ـ أيها القارئ الكريم ـ هى أول طبعة لكتاب « تلخيص البيان فى مجازات القرآن »
فإننا لا نعدو الحق فى قليل أو كثير ، فقد ظهر الكتاب قبل ذلك بطريقة « الفوتوتيب
» ، أي أن المخطوطة الوحيدة نفسها صورت وظهرت كلها مصورة كأصلها ، مع مقدمتين
لناشر الكتاب السيد محمد المشكاة ، والأستاذ حسين على محفوظ ، ومع الفهارس للآيات
والمطالب والأعلام والأمثال والأمكنة والألفاظ والأشعار. وقد طبعت المقدمتان
والفهارس بطريقة الحروف المطبعية ، أما متن الكتاب نفسه فقد طبع مصورا كما هو
بأصله على النسخة الوحيدة فى العالم التي كان يملكها السيد محمد المشكاة.
لهذا لم نكن مجافين للحقيقة حين قلنا إن
هذه الطبعة التي نقدمها لك هى أول طبعة لهذا الكتاب ، فإن طبعة إيران المصورة عن
المخطوطة لا تعدو أن تكون نثّا وتكثيرا للمخطوط نفسه ، بحروف الناسخ نفسه ، وبخطه
، وبأوهامه فى النسخ ، وبترميجه للكتابة ، وبغير ذلك من العقبات التي لا تيسر
الاستعانة بالكتاب ، ولا تحقق المنفعة منه على وجه صحيح سليم.
على أننا هنا نعيذ أنفسنا أن ننقص ذرة
من قيمة الجهد العلمي العظيم الذي بذله السيد محمد المشكاة فى إخراج المخطوط على
الصورة التي خرج بها ، والهيئة التي ظهر عليها. فإن تلك الفهارس التي صنعها ونسقها
وافتن فيها وبذل لها من الجهد ما يقدره المنصفون ـ تدل على روح علمية أصيلة فى نفس
السيد المشكاة ، كما تدل أكبر الدلالة على أكيد رغبته فى تيسير النفع بهذا الكتاب
بأدنى جهد وأيسر مشقة. إلا أن عيب هذه الطريقة التصويرية فى نشر المخطوطات أنها
تعرض أمام عينى القارئ أصلا محرفا ، ونصا غير مقوّم ولا مصحح. فقد لاحظت أن أغلب ما
فى المخطوطة المصورة من الشعر محرف مشوه فى الصفحات المصورة ،
ولعل الزمن أعجل
السيد محمد المشكاة فلم يتسع له الوقت لتصحيح هذه الكثرة الكاثرة من الأخطاء
والتحريفات وهو يفهرس لأبيات الشعر التي استشهد بها المؤلف فى كتابه ...
ففي مجازات سورة « الطارق » استشهد
الشريف الرضى ببيت من الشعر شطره الأول هكذا :
* وجاءت سليم لا رجع فيها *
فأعاده السيد المشكاة فى فهرس الأشعار
كما هو ، مع أن تصويبه :
* وجاءت سلتم لا رجع فيها *
والسّلتم بكسر التاء المثناة الفوقية هى
الداهية أو السنة الصعبة.
وفى مجازات سورة « الزمر » جاء هذا
البيت لأبى ذؤيب الهذلي :
|
و لا شبوب من الثيران أفرده
|
|
عن كوره كثرة الإغراء والطّرد
|
فأعاده الناشر هكذا :
|
و لا شبوب من النيران أفرده
|
|
عن كورة كثرة الأغراد والطّرد
|
والبيت ـ كما صححناه فى المتن ـ هكذا :
|
و لا شبوب من الثيران أفرده
|
|
عن كوره كثرة الإغراء والطّرد
|
والشّبوب من الثيران هو المسنّ منها ،
والكور : هو القطيع من الحيوان ، فهى الثيران جمع ثور ، لا النيران جمع نار كما
أثبته المحقق.
على أن كثيرا من الآيات القرآنية وردت
محرفة من الناسخ فى المصورة المطبوعة ، وقد فات المحقق الفاضل أن يصحح خطأها ويقيم
عوجها ... ولعله أحسن الظن بناسخ المخطوطة فوثق به فى مقام لا يحمد فيه الوثوق ،
وخاصة حين يحقق المرء نصا قرآنيا كريما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !
ولسنا هنا بسبيل تعداد الآيات المحرفة
فى المخطوطة المصورة ، والتي فات المحقق الفاضل أن
يردها إلى صواب
موضعها وصحة أصلها ، ولكننا نذكر هنا بعض هذه التحريفات ، دفعا لتهمة التجني على
رجل لا تحملنا أسباب التقدير لعمله إلا إلى الثناء عليه والإشادة بجهده ، وسبحان
من تنزه عن السهو وتعالى عن الخطأ !
|
الآية محرفة
|
|
الآية صحيحة
|
|
وضربت
عليهم الذّلة
|
|
﴿ وَضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ﴾
|
|
فلا
تقعد معهم حتى يخوضوا
|
|
﴿ فَلَا
تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا ﴾
|
|
واستبقوا
الخيرات
|
|
﴿ فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ ﴾
|
|
وإذا
أذقنا الإنسان منا رحمة
|
|
﴿ وَلَئِنْ
أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ﴾
|
|
إنى
أخاف عليكم عذاب يوم محيط
|
|
﴿ وَإِنِّي
أَخَافُ عَلَيْكُمْ ﴾ إلخ
|
|
يستعجلونك
بالسيئة قبل الحسنة
|
|
﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ ﴾ إلخ
|
|
ولما
تراءى الجمعان
|
|
﴿ فَلَمَّا
تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ﴾
|
|
فافتح
بيننا وبينهم فتحا
|
|
﴿ فَافْتَحْ
بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ﴾
|
|
وجعلنا
الجبال أوتادا
|
|
﴿ أَلَمْ
نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾
|
إن هذه الكثرة من الآيات القرآنية
الكريمة المحرفة تؤكد ما ندعو إليه ويدعو إليه التحقيق العلمي من شدة الحذر فى
الاطمئنان إلى نص المخطوط وخاصة فيما يتصل بالقرآن الكريم والحديث الشريف والآثار
والأشعار ، فإن المرء قد يكون جيد الحفظ لكتاب الله تعالى ، ومع هذا فقد يلتبس
عليه الأمر ، فيخلط آية بآية ، أو يبدل حرفا بحرف ، مما يوسوس به الوهم أو يوحى به
الظن ، وأسلم الطرق فى ذلك هى الرجوع إلى كتاب الله نفسه ، أو إلى طبعة موثقة من
الحديث نفسه ، حتى تطمئن النفس إلى عملها.
ولقد لقى صديقنا المحقق المدقق الأستاذ
عبد السلام محمد هارون
ـ جزاه الله عن العلم خيرا ـ
__________________
كثيرا من التحريفات لآيات من القرآن وهو
يحقق طبعته الثمينة من كتاب « الحيوان » للجاحظ ، وهى تحريفات تؤكد لنا أن
الاعتماد على الحافظة فى رواية القرآن الكريم قد يفضى غالبا إلى الوقوع فى الخطأ ،
وهو مما لا يجوز للمسلم ارتكابه مع توفر حسن النية لديه ، فلا بد دائما من الرجوع
إلى المصحف ، ولا بد من أن يطمئن الناقل شيئا من القرآن إلى أنه نقل عن المصحف
نفسه ، لا عن حافظ أو راو مهما كان حفظه ، فإن أمور الذاكرة عجيبة فى هذا الباب.
ومن أعجب تحريفات الجاحظ القرآنية فى
كتابه « الحيوان » :
|
خطأ الآية
|
|
صوابها
|
|
«
فلما أتوا على وادي النمل »
|
|
﴿ حَتَّىٰ
إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ ﴾
|
|
«
إنى مبتليكم بنهر »
|
|
﴿ إِنَّ
اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ ﴾
|
|
«
ثم اسلكى سبل ربك ذللا »
|
|
﴿ فَاسْلُكِي
سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ﴾
|
|
«
فلما جاء أمرنا وفار التنور »
|
|
﴿ حَتَّىٰ
إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ﴾
|
|
«
هو الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا »
|
|
﴿ الَّذِي
جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا ﴾
|
|
«
وأنهار من ماء غير آسن »
|
|
﴿ فِيهَا
أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ﴾
|
|
«
وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جانّ ولّى مدبرا ولم يعقب ، يا موسى أقبل ولا
تخف إنك من الآمنين »
|
|
﴿ وَأَلْقِ
عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ
مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ
لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴾
|
لقد ذكر ابن أبى الحديد فى شرحه لنهج البلاغة
أن الشريف الرضى ـ رضى الله عنه ـ حفظ القرآن بعد أن جاوز ثلاثين سنة. فهل نقول إن
هذا الحفظ المتأخر للقرآن قد جرّ إلى هذه التحريفات فى « تلخيص البيان » ، أم إنها
تحريفات من الناسخ الذي قد يكون اعتمد فى نسخ الآيات على حافظته فخانته الحافظة ؟
؟ .
__________________
والحق أن السيد محمد
المشكاة قد بالغ فى حسن الظن بناسخ المخطوطة مبالغة أفضت به إلى أن يترك تحقيق
النص جانبا ، وأن يهتم بالفهارس البديعة أكثر من اهتمامه بإصلاح الهفوات وتصحيح
التحريفات ! وهى فهارس نرى من حشو الكلام أن نزيد فى قدرها ، وأن نشيد بها ، وأن
نكرر الثناء على صاحبها.
وقد بلغ من حسن ظن السيد المشكاة بهذه
النسخة الخطية الوحيدة أنه قال فيها : [ إنها نسخة مهذبة ... إلا أنها مع ذلك لا
تخلو من أغلاط قليلة لا يسلم منها أي ناسخ ] ، وتلك شهادة الرجل الكريم حين يحسن
الظن بالناس وبالأشياء ! فالحق أنها نسخة مملوءة بأغلاط كثيرة ستظهر من الهوامش
الكثيرة التي سيلقاها القارئ هنا فى هذه الطبعة المصرية.
والحق أننا كدنا نحسن الظن بالنسخة
وناسخها حينما وقعت العين لأول وهلة على خطها الواضح المقروء فى سهولة ويسر ،
ولكننا آثرنا جانب الحذر والحيطة على جانب الإحسان بالظن ، حين يكون حسن الظن
مفضيا إلى مشايعة المخطئ ، ومتابعة المحرّف ، ومجانبة المصيب ! والحق أن تصحيح
الآيات القرآنية لم يتعبنا قدر ما أتعبنا تقويم النص وإصلاح الشعر ، ورد أكثر إلى
قائليه الذين أغفلهم الشريف الرضى رحمهالله ، ثقة منه بعرفان الناس فى زمانه لهذه
الشواهد ولأصحابها. ولكن بعضا من هذه الشواهد الشعرية قد خفى قائلوه حتى على
السابقين من المفسرين والأدباء ومؤلفى كتب الشواهد ، وصاحب « لسان العرب » نفسه !
مع أنه أكثر مصادرنا ومراجعنا فى أبيات الاستشهاد. ومع ما بذلت من جهد فى سبيل
تحقيق نسبة الشعر المستشهد به إلى قائليه ، فقد بقيت بضعة أبيات لم أقف لها على
أثر فى كتب المراجع التي يجدها القارئ فى فهرس خاص فى آخر الكتاب ، ولعل الله يتيح
لها من القراء الكرام من يزيح عنها نقاب الخفاء ، فيسهم فى التحقيق بما توجبه
وشائج العلم وروابط الفكر ، وهى وشائج مجابة الدعاء ، وحقوقها واجبة الأداء.
القيمة العلمية
والأدبية لهذا الكتاب
أشار الشريف الرضى فى مقدمة كتابه «
المجازات النبوية » إلى كتابه هذا : « تلخيص البيان فى مجازات القرآن » إشارة تحمل
رأى المصنف فى تصنيفه قال فيها : ( فإنى عرفت ما شافهتنى به من استحسانك الخبيئة
التي أطلعتها ، والدفينة التي أثرتها ، من كتابى الموسوم بتلخيص البيان عن مجازات
القرآن ، وأنى سلكت من ذلك محجة لم تسلك ، وطرقت بابا لم يطرق ، وما رغبت إلىّ فيه
من سلوك مثل تلك الطريقة فى عمل كتاب يشتمل على مجازات الآثار الواردة عن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
... ) .
وظاهر هذه العبارة أن هذا ليس رأى
الشريف الرضى فى كتابه « تلخيص البيان » ، ولكنه رأى الذي يخاطبه فى مقدمة
المجازات النبوية ... ! وأيّاما كان الأمر فإن الحق أن الشريف الرضى سلك فى «
تلخيص البيان عن مجازات القرآن » محجة لم تسلك ، وطرق بابا لم يطرق. فإن كتابا
قائما بذاته مستقلا بنفسه لم يظهر فى مجازات القرآن كما ظهر كتاب الشريف الرضى فى
أخريات القرن الرابع الهجري. وقد ذكرنا قبلا أن « مجازات القرآن » لأبى عبيدة
المتوفى سنة ٢٠٩ ه ، لا يدخل فى باب المجاز بمعناه البياني ومدلوله البلاغى
المقابل للحقيقة عند علماء البيان ، ولكنه يستعمل المجاز بمعنى التفسير والتأويل
لمعانى القرآن ، سواء أ كانت واردة على سبيل الحقيقة أم على سبيل المجاز البياني.
أما إشارات الجاحظ وتلميذه ابن قتيبة إلى
المجازات والاستعارات القرآنية بالمعنى الاصطلاحي عند البيانيين فلم تكن إلا لمعا
بيانية منثورة فى « البيان والتبيين » ، « والحيوان » ، « وتأويل مشكل القرآن » ،
ولم تأخذ ذلك المنهج القائم الكامل الذي سلكه الشريف الرضى فى « تلخيص البيان فى
مجازات القرآن » .
__________________
ومن هنا كان « تلخيص البيان » أول كتاب
كامل ألف لغرض واحد ، وهو متابعة المجازات والاستعارات فى كلام الله كله سورة سورة
وآية آية. ومن هنا كانت القيمة العلمية لهذا الكتاب الذي لم يؤلف مثله فى هذا
الغرض. فهو يقوم فى التراث العربي الإسلامى وحده شاهدا على أن الشريف الرضى خطا
أول خطوة فى التأليف فى مجازات القرآن واستعاراته تأليفا مستقلا بذاته ، ولم يأت
عرضا فى خلال كتاب ، أو بابا من أبواب مصنّف.
ويظهر أن الله شاء أن يظل كتاب مجازات
القرآن للشريف الرضى وحده ، وأن يتفرد بهذه المزية فلا يشركه كتاب عربى آخر فى
مجازات القرآن. فقد ذكر صاحب « كشف الظنون » أن لعز الدين بن عبد السلام سلطان
العلماء المصري الشافعي الدمشقي ( المتوفى سنة ٦٦٠ ه ) كتابا اسمه « مجاز القرآن
» ، وأن جلال الدين السيوطي ( المتوفى سنة ٩١١ ه ) قد اختصره وسماه : « مجاز
الفرسان إلى مجاز القرآن » فأين كتاب العز بن عبد السلام ؟ وأين مختصر السيوطي له
؟ وهل هو فى مجاز القرآن بالمعنى الذي قصده أبو عبيدة ؟ أم بالمعنى البياني
الاستعارى الذي انفرد الشريف الرضى بالتصنيف فيه ؟ الحق أن مصادرنا تسكت سكوتا مطبقا
عن كتاب « مجاز القرآن » للعز بن عبد السلام. ولعله ضاع فيما ضاع من تراث الإسلام.
والحق أن السيوطي المؤرخ ـ رحمه الله ـ
وهو يترجم لنفسه بنفسه فى كتابه « حسن المحاضرة » ج ١ ص ١٨٨ ذكر ثبتا شاملا بأسماء
كتبه ورسائله ، فلم يذكر فيه اسم كتاب « مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن » الذي ذكر
صاحب « كشف الظنون » أنه اختصره من كتاب « مجاز القرآن » لعز الدين بن عبد السلام.
فكيف يفوت السيوطي نفسه أن يسجل لنفسه كتابا اختصره لسلطان العلماء قبله ؟ مع ما
نعرفه من مبلغ حرص السيوطي على أن لا يفوته فى هذا الثبت الجامع كتاب واحد من كتبه
؟
إن السيوطي نفسه ـ فى كتاب آخر من كتبه ـ
يساعدنا على حل هذا اللغز. ففي كتابه
« الإتقان فى علوم
القرآن
» وفى الفصل الذي عقده للحديث عن حقيقة القرآن ومجازه يقول هذه العبارة عن المجاز
القرآنى : ( وقد أفرده بالتصنيف الإمام عز الدين بن عبد السلام ، ولخصته مع زيادات
كثيرة فى كتاب سميته مجاز الفرسان ، إلى مجاز القرآن ) .
فكيف نعلل إغفال السيوطي لذكر كتابه هذا
عن مجاز القرآن فى ثبت مؤلفاته الذي ذكره فى ترجمة حياته فى كتابه « حسن المحاضرة
» ؟ يبدو أن العلة من اليسر والوضوح بحيث لا تثير شكا ولا خلافا ولا إلغازا ؟ فقد
كتب السيوطي كتابه « حسن المحاضرة » قبل أن يؤلف « مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن »
، الذي يبدو أنه صنفه بأخرة من عمره ، ومن هنا لم يدرجه فى ثبت مؤلفاته لأنه كان
لا يزال مستكنا فى طوايا المجهول المغيّب.
على أن ابن شاكر الكتبي لم يذكر فى «
الوافي بالوفيات
» ـ وهو يترجم لعز الدين ابن عبد السلام ـ أن له كتابا فى « مجاز القرآن » مع أنه
ذكر له « القواعد الكبرى » و « القواعد الصغرى » و « مقاصد الرعاية » و « مختصر
نهاية المطلب » وغيرها ، فلما ذا أغفل ابن شاكر الكتبي كتاب مجاز القرآن لعز الدين
بن عبد السلام ؟ مع أن موضوع المجازات القرآنية نادر فى التأليف الإسلامى العربي ؟
.
الحق أن هذا الإغفال قد أوقعنا على عشوة
من الأمر ، وحيرة من الرأى. وليست هذه بأول حيرة وقعنا فيها ونحن ننقب عن مجازات
القرآن فى المصادر والمراجع ، فقد أوقعنا حاجى خليفة ـ صاحب كشف الظنون ـ فى حيرة
أخرى وهو يذكر لنا فى حرف التاء من حروف المعجم كتابا باسم « تلخيص البيان عن
مجازات القرآن » للشيخ رضى الدين العزى ! ! فما هو هذا الكتاب الذي يتفق اسمه واسم
كتاب الشريف الرضى الذي نقدمه اليوم إلى القراء الكرام محققا مصححا مفهرسا ؟ ومن
هو الشيخ رضى الدين
__________________
العزّىّ هذا الذي
يقول صاحب « كشف الظنون » إنه مؤلف كتاب « تلخيص البيان عن عن مجازات القرآن » ؟ ؟
.
الحق أننا فى داجية من الأمر مظلمة !
فإن ملا چلبى ـ أو حاجى خليفة صاحب « كشف الظنون » ـ لم يذكر لنا « تلخيص البيان
عن مجازات القرآن » للشريف الرضى الذي يعرف المسلمون جميعا بأنه للشريف الرضى ،
والذي صرح الشريف نفسه فى مقدمة كتابه « المجازات النبوية » بأنه صنع هذا على غرار
ما صنع فى كتابه « تلخيص البيان عن مجازات القرآن » .
والذي نعرفه عن صاحب « كشف الظنون » أنه
بحاثة عن الكتب من طراز نادر فى تاريخ التراث الفكرى العربي ، فكيف فاته أن يذكر
للشريف الرضى كتابه « تلخيص البيان عن مجازات القرآن » الذي ذكره الشريف وأشار
إليه فى كتابه « المجازات النبوية » ؟
إن حاجى خليفة لا يذكر للشريف الرضى إلا
كتابا واحدا يسميه « المجاز » ، وهو بهذه التسمية المفردة يوقعنا فى حيرة أخرى ؛
فأى المجازات يعنى ؟ أ هو مجاز الحديث النبوي ؟ أم هو مجازات القرآن ، الذي صرح
الشريف الرضى نفسه بأن عنوانه هو « تلخيص البيان عن مجاز القرآن » ؟ ؟
إن قراء « المجازات النبوية » في الأمم
الإسلامية كلها كانوا يعلمون حق العلم أن للشريف الرضى كتابا هو « تلخيص البيان عن
مجازات القرآن » ، ولكنهم لم يروه ولم يطلعوا عليه ، إلا حين يجوز الاطلاع على
الغيب ! حتى جاء السيد الجليل محمد المشكاة ، فوفقه الله إلى العثور على نسخة خطية
لهذا الكتاب الذي ينطق بالأدلة القاطعة التي
لا تثير شكا ولا تقبل
نقضا بأنه للشريف الرضى ، كما أشرنا إلى ذلك قبلا بما لا يتسرب الوهم إلى خلافه.
فكيف سكت صاحب كشف الظنون عن ذكر «
تلخيص البيان فى مجازات القرآن » ، للشريف الرضى ؟ وكيف نسب كتابا بهذا الاسم نفسه
إلى الشيخ رضى الدين العزى ؟ فمن هو هذا الشيخ رضى الدين العزى يا ترى ؟
لقد أضنانى البحث فى كل مظنة وغير مظنة
من كتب التاريخ والتراجم والطبقات ، فلم أجد للشيخ رضى الدين العزى ذكرا ولا أثرا.
وهنا لم أجد غير الظن بأن صاحب كشف الظنون يكون قد وهم فى الاسم فحرفه هذا التحريف
، أو يكون الاسم محرفا تحريفا مطبعيا حين طبع كشف الظنون فى استنبول سنة ١٣١١ ه
بقي بعد هذا الكلام الطويل أن نثبت
القيمة العلمية والأدبية لكتاب « تلخيص البيان فى مجازات القرآن » للشريف الرضى
بعد أن حققنا صحة الكتاب وصحة نسبته للشريف الرضى ، وتفرّده فى التراث الفكرى
الإسلامى بمكان التحدث عن مجازات القرآن الكريم ، كما تفرّد كتاب « المجازات
النبوية » للشريف أيضا بحديثه عن مجازات السنة النبوية.
* * *
إن إعجاز القرآن فى ألفاظه وأساليبه
ومعانيه من الحقائق الخالدة التي أطبق المسلمون عليها ، وقد سلك فى التعبير سبلا
هى مما ألفه العرب ، ولكن فصحاءهم وبلغاءهم أعجز من أن يأتوا بمثله ولو ظاهر بعضهم
بعضا. فهذه المسالك اللطيفة والدروب الدقيقة ، والغرائب العجيبة فى التعبير ،
والنكت البلاغية الخفية والظاهرة ، من يرفع الستر عنها ، ويكشف النقاب عما حوته من
روعة الجمال ، وقدسية الجلال ؟ وهذه الأسرار البلاغية فى
كتاب الله ، من يطلع
دفائنها ويخرج خزائنها ويعرضها عرض الصيرفي الخبير والناقد البصير ؟
وهذه الاستعمالات القرآنية العجيبة من
يجد لها فى لغة العرب ما جرى القرآن على مسنونه ، حتى لا يكون هذا الكتاب الكريم
بدعا مما اعتادته العرب من وجوه الكلام ؟ .
وهذه المجازات القرآنية من يميط اللثام
عن حقيقتها ، ويزيح الشّبه الناجمة من سوء فهمها ؟ ألم يفهم قوم من قوله تعالى : ﴿ فِي
أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾
معنى التناسخ. مع أن الله ـ كما يقول ابن قتيبة فى تأويل مشكل القرآن ـ لم يرد فى
هذا الخطاب إنسانا بعينه ، وإنما خاطب جميع الناس كما قال : ﴿
يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا ﴾ كما يقول القائل :
يا أيها الرجل ! وكلكم ذلك الرجل. فأراد أنه صوّرهم وعدّلهم فى أي صورة شاء ركّبهم
من حسن وقبح ، وبياض وسواد ، وأدمة وحمرة.
وهذه الاستعارات القرآنية من يكشف عن
حقيقتها فيبين أن ظاهر اللفظ لم يقصد ، وإنما قصد غيره لعلاقة ؟ ففي قوله تعالى : ﴿ يَوْمَ
يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾
لم يقصد ظاهر الكلام من الكشف عن السوق حقيقة ، [ وإنما المقصود أنه يكشف عن شدة
من الأمر ـ كما قال قتادة ـ أو عن أمر عظيم كما قال إبراهيم النخعي. وأصل هذا أن
الرجل إذا وقع فى أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجد فيه شمّر عن ساقه. فاستعيرت
الساق فى موضع الشدة ]
وفى قوله تعالى : ﴿ وَثِيَابَكَ
فَطَهِّرْ ﴾
من الذي يبين لنا أنه المقصود ليس تطهير الثياب حقيقة وإنما القصد تطهير النفس من
الذنوب ، فكنى عن الجسم بالثياب لأنها تشتمل عليه ؟
ثم قد تكون الثياب هنا بمعنى الأزواج ، لأنّ الله قال فى آية أخرى عن الأزواج : ﴿ هُنَّ
لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾ واللباس والثياب
بمعنى واحد ، فكأنه تعالى أمر النبي
__________________
عليهالسلام
أن يستطهر النساء ، أي يختارهن طاهرات من دنس الكفر ، ودرن العيب ، لأنهن مظان
الاستيلاد ، ومضام الأولاد
.
وهذه الأساليب القرآنية والمقاصد
البيانية اللطاف ، من يفسّرها بما يزيح لثامها ويوضح أعلامها ، فيبين لنا مثلا أنّ
القصد من قوله تعالى : ﴿
وَلَا
تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ﴾
أي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين ، لأنهم كأنفسكم ، أو أن القصد من قوله تعالى : ﴿ سَنَسِمُهُ
عَلَى الْخُرْطُومِ ﴾ أن الله عزوجل يسم وجهه يوم القيامة بالسواد جريا على
مذاهب العرب حين يقولون : وسم فلانا بميسم سوء. أي سبّه سبة قبيحة ونثا عليه فاحشة
، يريدون : ألصق به عارا لا يفارقه ، كما أن السّمة لا تمحى ولا يعفو أثرها كما
قال جرير
|
لما وضعت على الفرزدق ميسمى
|
|
و على البعيث جدعت أنف الأخطل
|
أي أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل
بالهجاء ، أي أبقى عليه عارا باقيا مثل الجدع والوسم ؟ ؟
لقد تناول المفسرون والمؤولون السابقون
أمثال هذه الأساليب والتعبيرات بالشرح والتفسير ، ملتمسين لها فى لغة العرب
أمثالها وأشباها. ولكن هذه التأويلات والشروح لم تنتظم القرآن كله سورة سورة من
أوله إلى آخره ، ولكنها كانت تأتى متفرقة متناثرة فى أقوال المفسرين من الصحابة
والتابعين. وهؤلاء كانوا يفسرون اجتهادا منهم أو سماعا من رسول الله ، الذي لم يكن
يفسر شيئا من القرآن إلا آيات تعد ، علّمهن إياه جبريل
فهذا على بن أبى طالب كان أكثر الخلفاء
الراشدين ـ رضوان الله عليهم ـ تفسيرا للقرآن الكريم ، حتى روى معمر عن وهب بن عبد
الله بن أبى الطفيل قال : « شهدت عليا رضى الله عنه يخطب ويقول : سلونى ! فو الله
لا تسألونى عن شىء إلا أخبرتكم. وسلونى عن كتاب الله. فو الله ما من آية إلا وأنا
أعلم أ بليل نزلت أم بنهار ؟ أ فى سهل أم فى جبل
__________________
وهذا ابن عباس رضى الله عنه يسأل عن
معنى آية أو لفظة من القرآن الكريم فيجيب عن علم غزير تحقيقا لقول النبي فيه : «
نعم ترجمان القرآن أنت » . فقد روى أن رجلا جاء ابن عمر يسأله عن معنى قوله تعالى
: ﴿
وَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ فقال : اذهب إلى ابن
عباس ، ثم تعالى أخبرنى ! فذهب فسأله فقال : « كانت السموات رتقا لا تمطر ، وكانت
الأرض رتقا لا تنبت ، ففتق هذه بالمطر ، وهذه بالنبات » فرجع الرجل إلى ابن عمر
فأخبره بجواب ابن عباس. فقال : « قد كنت أقول : ما تعجبنى جراءة ابن عباس على
تفسير القرآن. فالآن قد علمت أنه أوتى علما »
.
فتأويل مجازات القرآن وتوضيح أساليبه
والكشف عن أسرار البلاغة فيه ، وتحليل استعاراته هو عمل بدأه الشريف الرضى متناولا
القرآن كله وفق ترتيب السور فى المصحف الذي بين أيدينا ، ومتناولا كل آية فيها
مجاز وفق ترتيبها من السورة التي هى فيها. ومن هنا حق لنا أن نقول : إن الشريف
الرضى فعل فى مجازات القرآن ما فعله الطبري المتوفى سنة ٣١٠ فى تفسير القرآن ، من
حيث وضع التفسير لكل آية من كتاب الله أو جزء من آية مرتبة حسب ترتيب المصحف
على أننا ننتهز هنا هذه الفرصة لنقول إن
« مجازات القرآن » لأبى عبيدة معمر بن المثنى المتوفى سنة ٢٠٩ قد أصبح ـ بعد طبعه
الآن ـ أقدم التفاسير المطبوعة لكتاب الله ، وأنه أسبق من تفسير الطبري بعشرات من
السنين.
* * *
ولسنا نعد « تلخيص البيان » للشريف
الرضى تفسيرا للقرآن بالمعنى الكامل الصحيح لكلمة التفسير ، لأنه لم يتناول القرآن
الكريم كلمة كلمة كما فعل الطبري
__________________
والنسفي والقرطبي
والبيضاوي وابن كثير وغيرهم ، ولكنه كان يعرض القرآن كله سورة سورة ، فيستخرج من
كل سورة الآيات التي فيها مجاز بيانى ، ويكشف عما فيها من وجوه المجاز والاستعارة
والبيان. وقد تكون السورة مثلا مأتين أو أكثر من الآيات ، فلا يخلص منها على
المجاز إلا بضع عشرات من الآيات ، أما بقية الآيات التي ليس فيها مجاز فلم يتعرض
الشريف الرضى لها ، ولكنه يسقطها من سمط السورة. وقد يحدث أن تكون سورة قرآنية قد
خلت من المجاز جملة ، فيشير المصنف إلى ذلك قائلا : « وليس فى هذه السورة شىء من
غرض كتابنا هذا » أو « ولم نجد فى هذه السورة شيئا من المعنى الذي قصدنا إليه » أو
غير ذلك من العبارات الدالة على خلو السورة من المجاز ، كما فعل فى سورة « عبس » و
« الانفطار » وغيرهما.
على أننا إذا أعرضنا جانبا عن ذكر
المجازات البيانية فى « تلخيص البيان » فإننا نجده بجانب ذلك قد خدم اللغة خدمة لا
ينتظر صدورها إلا من مثل الشريف الرضى فى علو كعبه وثبوت قدمه فى لغة العرب. فهذا
الفيض الغزير من العبارات الفصاح والألفاظ اللغوية ، والتراكيب التي جرت من
العربية فى الصميم ، والاستعمالات التي صح ورودها عن العرب الفصحاء البلغاء ـ هذا
الفيض الفياض من الذخيرة اللغوية الحية فى الأمثال والتراكيب ، قد فاض به « تلخيص
البيان » فيضانا كانت مظنته فى كتب اللغة لا فى مجازات القرآن ، ولكن الشريف الرضى
بحر صادف فى القرآن الكريم محيطا لا تنفد مادته ولا ينضب معين القول فيه ، فملأ
كتابه باستعمالات عربية فصيحة ساقها دعما لقضيته وسندا لمسائله ، فاجتمع من ذلك
هذا السيل اللغوي الذي لا تغب فواضله ...
وأين لنا بمثل الشريف الرضى ليزخر كتابه
بأمثال هذه الاستعمالات :
أخذت المرأة قناعها : أي لبسته. وأخذت
هذا الأمر باليد : أي بالسلطان. وأعطيته
رجلا بريشه : أي
بكسوته. وأكلت الضبع القوم : أي نهكتهم سنة الجدب. وأنا بعين الله : أي بمكان من
حفظه. وبكينا فلانا بأطراف الرماح : أي طلبنا دمه وأدركنا ثأره. والقوم بيوتهم
رياء : أي متقابلة. ودور بنى فلان تتراءى : أي تتقارب. وعلى وجه فلان قبول : أي كل
ناظر إليه يقبله قلبه وتسر به نفسه. وفلان عندى بالميزان الراجح : إذا كان كريما
عليك أو حبيبا إليك. وفلان يمشى على وجهه : إذا كان لا ينتفع بمواقع بصره. وهفا
حلم الرجل : إذا احتد عند الغضب. ونفح الفرس فلانا بحافره : إذا أصابه إصابة خفيفة
ولم يبلغ فى إيلامه الغاية. وهذه المرأة فى حبال فلان : أي فى ملكه وأسره. وهو
عربى قلبا : أي عربى صريح النسب. وفلان على الواضحة من أمره : إذا كان عالما بما
يورده ويصدره ؟
أين لنا بمن يدون مئات من الاستعمالات
الفصاح فى كتاب يتحدث عن مجازات القرآن ؟ لقد دل الشريف هنا على أنه واسع الاطلاع
فى العربية ، عليم بأسرارها ، خبير بدقائقها ، ملم باستعمالاتها ، وأنه تثقف ثقافة
لغوية بعيدة الأصول ، عميقة الجذور. وحسبه أن يكون من بيت الرسول العربي محمد بن
عبد الله صلىاللهعليهوسلم
وهو مدينة العلم
. وأن يكون جده على بن أبى طالب باب مدينة العلم ، وأن يكون من أساتذته السيرافي
المتوفى سنة ٣٦٨ ه ، وأبو على الفارسي المتوفى سنة ٣٧٧ ه ، وأبو الفتح عثمان بن
جنى المتوفى سنة
__________________
٣٩٢ ه ، وأبو الحسن
على بن عيسى الربعي المتوفى سنة ٤٢٠
ه ، وعبد الرحيم بن نباتة الخطيب العربي المعروف المتوفى سنة ٣٩٤ ه وغيرهم.
ثم هذه الشواهد الشعرية الكثيرة
المبثوثة فى تضاعيف كتاب « تلخيص البيان » والتي ترتد بنسبها إلى أبى ذؤيب الهذلي
، وأبى كبير الهذلي ، والأفوه الأودى ، وامرئ القيس ، والنابغة الذبياني ، وعبدة
بن الطبيب ، وعنترة العبسي ، والمتنخل ، وملاعب الأسنة ، وبقيلة الأكبر الأشجعى ،
وأبى الهندي ، والعديل بن الفرخ ، وطرفة ، والخطام ، وذى الرمة ، وعمر بن أبى
ربيعة ، وجرير وغيرهم من أساطين الشعر العربي الذين يحتج بهم ويستشهد بأقوالهم ـ أ
لا تدل هذه الكثرة الكاثرة من أبيات الاستشهاد على أن الشريف الرضى ضارب فى أعراق
الأدب العربي بأوفر السهام ، وأنه ينزع إلى صميم العربية بأعراق وأعراق. فما
استشهد بشاعر واحد من المولدين ـ على كثرتهم ـ فى عصره وقبل عصره. ولكنه وقف بغاية
الاحتجاج عند العصر الأموى ، فلم يجاوزه إلى العصر العباسي ، الذي انقطع فيه
الاستشهاد بالشعر العربي بما بدأ يدخل فيه أو يطرأ عليه من العوامل التي نحّته عن
مكان الاستشهاد ، ومقام الاحتجاج.
أما الأحاديث النبوية التي استشهد بها
الشريف الرضى فى مقامات الاستشهاد فلم تبلغ من الكثرة ما يجعلها ظاهرة واضحة
المعالم فى الكتاب ، إنها ستة أحاديث لرسول الله صلىاللهعليهوسلم
، وكلهن صحيح الإسناد. فحديث : ( اللهم اشدد وطأتك على مضر ) أي أغلظ عليهم عقابك
، وضاعف عليهم عذابك ، حديث صحيح السند ذكره ابن حنبل فى « المسند » عن سفيان عن
الزهري عن سعيد عن أبى هريرة ، وقد رواه ابن سعد
__________________
فى « الطبقات » عن
الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن بقية الإسناد السابق ، ورواه مسلم فى صحيحه عن
طريق يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب ، ورواه البخاري من أوجه كثيرة عن أبى
هريرة رضى الله عنه. وقد أورد الشريف الرضى من هذا الحديث ما يحتج به لقوله تعالى
: ﴿
رَبَّنَا
اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ﴾ أما نص الحديث كاملا
فهو ـ كما جاء فى مسند ابن حنبل : ( لما رفع النبي صلىاللهعليهوسلم
رأسه من الركعة الأخيرة من صلاة الصبح قال : اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة
بن هشام ، وعياش بن أبى ربيعة ، والمستضعفين بمكة. اللهم اشدد وطأتك على مضر ،
واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف )
أما حديث : ( أنا برىء من كل مسلم مع
مشرك لا تراءى ناراهما ) فهو من صحيح أبى داود ، وقد رواه هشيم ، ومعمر ، وخالد
الواسطي. وقد أورده الشريف غير تام ، كعادته فى إيراد ما يحتج به. ونص الحديث
كاملا كما فى سنن أبى داود : ( بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم
سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود ، فأسرع فيهم القتل. قال فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوسلم فأمر لهم بنصف العقل
، وقال : أنا برىء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين. قالوا : يا رسول الله ! ولم
؟ قال : لا تراءى ناراهما )
وقد أورد الشريف الرضى هذا الحديث فى كتابه « المجازات النبوية » ليكشف هناك عما
فيه من استعارة
.
أما قوله عليه الصلاة والسلام « وهل ترك
عقيل لنا من دار » الذي ساقه الشريف
__________________
الرضى فى معرض الحديث
عن قوله تعالى فى سورة « ق » : ﴿
يَوْمَ
نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴾ فهو من الأخبار
النبوية التي أضنانا العثور عليها فى مظان كثيرة ، حتى كاد اليأس يصرفنا عن مواصلة
البحث. إلى أن هدانا الله للوقوف عليه فى كتاب « إمتاع الأسماع » للمقريزى. وقد
قاله النبي عليهالسلام
يوم فتح مكة حين مضى الزبير بن العوام برايته حتى ركزها عند قبة رسول الله ، وكان
معه أم سلمة وميمونة رضى الله عنهما ، وقيل : يا رسول الله ! أ لا تنزل منزلك من
الشعب ؟ فقال : وهل ترك عقيل لنا منزلا ؟ وكان عقيل بن أبى طالب قد باع منزل رسول
الله صلىاللهعليهوسلم
ومنزل إخوته
.
وهذا خبر لم تأت به كتب التاريخ والسيرة
والمغازي التي بين أيدينا ـ على قدر اطلاعنا ـ فكان للعثور عليه « فى إمتاع
الأسماع » للمقريزى فرحة بعد طول المراجعة ، وكثرة التنقير. وقد أفادنا السيد محمد
المشكاة محقق المخطوطة المصورة فائدة جليلة حين ذكر هذا الخبر النبوي نقلا عن «
تفسير التبيان » للشيخ الطوسي ( طبع طهران ج ٢ ص ٦١٤ ) .
وبمثل هذا الخبر النبوي نستطيع أن نقول
إن « تلخيص البيان » قد ذكر من أنباء فتح مكة ـ على الإيجاز ـ ما لم تذكره أكثر
المراجع التاريخية وأكبرها وأقدمها تدوينا لحوادث الرسول. وكذلك كان شأنه حين ذكر
قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنكم تموتون كما تنامون ، وتبعثون كما تستيقظون )
فهذا الحديث النبوي البليغ هو من خطبة
__________________
النبي عليهالسلام ، وهى أول خطبة
خطبها بمكة حين دعا قومه إلى الإسلام. والخطبة كاملة فى كتاب « جمهرة خطب العرب »
ج ١ ص ٥١ ، وقد نقلها صاحب الجمهرة عن « السيرة الحلبية » ج ١ ص ٢٧٢ ، وعن «
الكامل » لابن الأثير ج ٢ ص ٢٧.
أما حديث ( نعوذ بالله من الحور بعد
الكور ) الذي ساقه الشريف الرضى فى خلال الحديث عن مجازات سورة الزمر ، فهو من
الأحاديث التي أوردها المصنف فى كتابه الآخر « المجازات النبوية » وهو الحديث رقم
١٠٧ من الطبعة المصرية. وقد ساقه الشريف الرضى فى « تلخيص البيان » غير تام ،
وتمام الحديث ـ كما فى المجازات النبوية ـ : ( اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر ،
وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكور ، وسوء النظر فى الأهل والمال ) .
ويقتضينا التحقيق فى سبيل الحق هنا أن
نقول إن « الحور » هى بالحاء المهملة المفتوحة والواو الساكنة ، وهو النقصان ، و «
الكور » بفتح الكاف هو الزيادة. فنقط الحور بالجيم المعجمة فى نسخة إيران المصورة
هو وهم لا محل له ، وخاصة بعد وجود الحديث صحيحا فى المجازات النبوية وفى معاجم
اللغة .
القراءات فى تلخيص
البيان
يلاحظ المتأمل عند أدنى نظر إلى هذا
الكتاب أن الشريف الرضى يورد كثيرا من الآيات على قراءات غير القراءة فى المصحف
الذي بين أيدينا. وهى قراءات صحيحة غير شاذة ، لأنها للأئمة السبعة المروية
قراءاتهم بالتواتر ، وهم ابن عامر المتوفى بدمشق سنة ١١٨ ه ،
__________________
وابن كثير المتوفى
بمكة سنة ١٢٠ ه ، وعاصم بن أبى النّجود المتوفى بالكوفة ـ أو بالسماوة ـ سنة ١٢٧
ه ، وأبو عمرو بن العلاء المتوفى سنة ١٥٤ ه ، وحمزة بن حبيب الزيات ( المتوفى
بحلوان سنة ١٥٦ ه ، ونافع بن عبد الرحمن المتوفى سنة ١٦٩ ه ، والكسائي المتوفى
سنة ١٨٩ ه .
ففي سورة البقرة نجد هذه الآية :
يخادعون الله والّذين آمنوا وما يخادعون إلّا أنفسهم وقراءة حمزة والكسائي وعاصم
وابن عامر : ﴿
وَمَا
يَخْدَعُونَ ﴾
.
وفى سورة النساء نجد هذه الآية :
والّذين عاقدت أيمانكم بفعل المفاعلة وهى قراءة.
وفى سورة الأنعام نجد هذه الآية : فالق
الإصباح وجاعل اللّيل سكنا أي أن جاعل بصيغة فاعل ، وهى قراءة رويس عن يعقوب ،
وبها يقرأ أهل المدينة ، أما قراءة حمزة والكسائي والحسن وعيسى بن عمر فهى ﴿ فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ﴾
وهى القراءة التي نقرؤها نحن.
وفى سورة الأعراف ذكر الشريف الرضى
قراءة « ورياشا » مع قراءة « وريشا » فى قوله تعالى : ﴿ يَا
بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا
وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ
﴾
.
وفى سورة يونس نجد قراءة « فاجمعوا
أمركم » من الجمع ، بدلا من « فأجمعوا أمركم » من الإجماع. والأولى هى قراءة عاصم
الجحدري ، وهو غير عاصم بن أبى النجود ، وقد روى عنه عيسى الثقفي من أصحاب
القراءات الشاذة.
وفى سورة هود يروى الشريف الرضى قوله
تعالى : ﴿
يُمْدِدْكُمْ
رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ
مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ بكسر الواو المشددة
، ومسوّمين بفتحها ، والكسر هو قراءة أبى عمرو وعاصم وابن كثير ، والفتح هو قراءة
بقية السبعة.
وفى سورة التحريم ذكر المصنف رضى الله
عنه قراءة « نصوحا » مع قراءة « نصوحا » بضم النون فى القراءة الأولى وفتحها فى
الثانية فى قوله تعالى : ﴿
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ﴾ والضم هو قراءة أبى
بكر بن عياش قرأها عن عاصم بن أبى النجود.
وقس على ذلك كثيرا من الآيات التي
أوردها الشريف الرضى على بعض القراءات السبعة الصحيحة. وقلّ أن نراه يلجأ إلى
قراءة شاذة كما صنع فى قراءة « فاجمعوا أمركم » التي أشرنا إليها سابقا.
ولا شك أن هذه القراءات التي روى بها
الشريف الرضى فى كتابه هذا تجعل منه مرجعا لمن يطلبون معرفة القراءات ، وتصنيف إلى
قيمة الكتاب قيمة جديدة يهتم بها طلاب القراءات.
إفاضة الشريف الرضى
فى البيان
لقد كان يقال عند مؤرخى الأدب فى
الخمسين الماضية : إن « مجازات أبى عبيدة » هو أول كتاب فى علم البيان تناول كتاب
الله من الناحية البيانية فيه. ولقد تابع مؤرخو الأدب أستاذنا الشيخ أحمد
الإسكندرى ـ رحمهالله ـ زمانا طويلا ونقلوا عنه كلامه هذا الذي ذكره فى كتابه «
الوسيط » . فلما طبع كتاب « مجاز القرآن » لأبى عبيدة فى عامنا هذا بتحقيق الأديب
التركي فؤاد سزكين بجامعة استنبول وبمعاونة المستشرق ه. ريتر. تبين أن « مجاز
القرآن » لأبى عبيدة ليس إلا تفسيرا وجيزا لألفاظ القرآن الكريم ، وليس فيه من
المعاني البيانية
فى كتاب الله ما يغرى
به عنوانه ، وما يوهم بأنه « أول كتاب دون فى علم البيان » كما ذكر ذلك فى «
الوسيط » للأستاذين أحمد الإسكندرى ، ومصطفى عنانى.
وعذر القائلين بهذا ومن تابعهم على هذا
الرأى أنهم لم يطلعوا على « مجازات القرآن » لأبى عبيدة ، وقد كان مطويا فى ضمائر
الغيب ، ولم يأخذوا إلا بظاهر عنوان الكتاب ، وبما صنعه ابن النديم من عدّه كتاب
أبى عبيدة فى كتب مجازات القرآن.
على أن الله قد أذن لمجازات أبى عبيدة
أن يرى النور فى هذه الطبعة الوثيقة المحققة التي نشرها السيد سامى الخانجى ، فخدم
بها الحقيقة خدمة لا تقل عن خدمته لكتاب الله تعالى بنشر هذا الأثر القديم ، الذي
أصبح الآن أول وأقدم كتاب فى تفسير معانى القرآن الكريم ، بعد أن كان تفسير الطبري
له مكان الأقدمية فى هذا.
ولكن أبا عبيدة ـ رحمهالله ـ لم يكن فى
تفسيره هذا ـ أو فى مجازاته ـ طويل النفس ، ممدود الأمراس. فهو يوجز فى تأويل
اللفظة القرآنية إيجازا قد يبلغ فى أكثر الأحيان إلى حد وضع اللفظة المفسّرة مكان
اللفظة المفسّرة. كقوله فى تفسير سورة آل عمران.
﴿
لِيَجْعَلَ
اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ الحسرة : الندامة.
﴿
فَإِذَا
عَزَمْتَ ﴾
أي إذا أجمعت.
﴿
وَمَا
كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ﴾
: أن يخان.
﴿
لَوْ
نَعْلَمُ قِتَالًا ﴾
: أي لو نعرف قتالا.
﴿
فَادْرَءُوا
عَنْ أَنفُسِكُمُ ﴾
: أي ادفعوا عن أنفسكم.
﴿
يَجْتَبِي
مِن رُّسُلِهِ ﴾
: يختار.
﴿
سَنَكْتُبُ
مَا قَالُوا ﴾
: سيحفظ.
ولا يزيد أبو عبيدة على هذا التفسير
اللفظي كلمة واحدة توضح المعنى ، أو تؤيده من شواهد العرب ، أو توثقه برأى بعض المفسرين
السابقين عليه. ويمضى فى الكتاب كله على هذا الضرب من الإيجاز كأنه يفصّل التفسير
على القدّ ، لا يزيد على الكلمة المفسرة حرفا ... وإن كان فى كثير من الألفاظ يزيد
الشرح ويسوق الشاهد من شعر صحيح فصيح يحتج به ، ويعرب اللفظة على الوجه الذي
يستقيم به المعنى المراد ، ويذكر اللغة أو اللغات فى اللفظة القرآنية
.
فإذا انتقلنا إلى ابن قتيبة ـ فى القرن
الثالث ـ فى « تأويله لمشكل القرآن » وجدناه يطيل الشرح ويتوسع فى التفسير ويزيد
فى بيان المعنى بما يتضح به المراد. وإذا كان الكلام لا يبين إلا بالمثال ، فإن
مثلا واحدا هنا هو أبلغ فى الدلالة على ما نقول ، فإن أبا عبيدة فى « مجاز القرآن
» يفسر قوله تعالى فى سورة النساء ﴿
وَلَا
يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾
بقوله : [ الفتيل الذي فى شق النواة ]
ولا يزيد على هذا حرفا واحدا يبين مرامى هذه الآية ، على حين أن ابن قتيبة فى «
تأويل مشكل القرآن » يقول فى هذه الآية : [ والفتيل ما يكون فى شق النواة ،
والنقير النقرة التي فى ظهرها ، ولم يرد أنهم لا يظلمون ذلك بعينه ، وإنما أراد
أنهم إذا حوسبوا لم يظلموا فى الحساب شيئا ، ولا مقدار هذين التافهين الحقيرين ]
__________________
فإذا انتقلنا إلى الشريف الرضى ـ فى
القرن الرابع الهجري ـ وجدناه يفيض فى الشرح ، ويتوسع فى التأويل بما لا يكشف عنه
إلا الموازنة بين هؤلاء الثلاثة فى مواضع متحدة ، وآيات بعينها من كتاب الله.
فأبو عبيدة يقول فى تأويل قوله تعالى : ﴿ وَلَا
تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ ﴾ من سورة الإسراء : [
مجازه فى موضع قولهم : لا تمسك عما ينبغى لك أن تبذل من الحق ، وهو مثل وتشبيه ]
على حين أن الشريف الرضى يقول فى مجاز هذه الآية : [ وهذه استعارة. وليس المراد
بها اليد التي هى الجارحة على الحقيقة ، وإنما الكلام الأول كناية عن التقتير ،
والكلام الآخر كناية عن التبذير. وكلاهما مذموم ، حتى يقف كل منهما عند حده ، ولا
يجرى إلا إلى أمده ، وقد فسر هذا قوله سبحانه : ﴿
وَالَّذِينَ
إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ
قَوَامًا ﴾]
.
وأبو عبيدة يقول فى تأويل قوله تعالى : ﴿ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ ﴾
: [ الخيط الأبيض هو الصبح المصدق ، والخيط الأسود هو الليل ، والخيط هو اللون ]
ثم لا يزيد على هذا كلمة واحدة فى تفسير هذه الآية ، على حين أن الشريف الرضى يقول
فى بيان مجازها : [ وهذه استعارة عجيبة. والمراد بها على أحد التأويلات : حتى
يتبين بياض الصبح من سواد الليل ، والخيطان هاهنا مجاز ، وإنما شبها بذلك لأن خيط
الصبح يكون فى أول طلوعه مستدقا خافيا ، ويكون سواد الليل منقضيا موليا ، فهما
جميعا ضعيفان ، إلا أن هذا يزداد انتشارا ، وهذا يزداد استسرارا ] فهل ترك الشريف
الرضى ـ رضى الله عنه ـ بهذا الشرح اللطيف ، والبيان الدقيق ، والبلاغة
__________________
الواضحة مجالا لسائل
، أو محلا لمستوضح عن التعبير هنا بالخيط ؟ اللهم إنك واهب البيان ، ومعطى البلاغة
بقدر لكلّ لسان ! .
ومثال آخر حتى تجرى الموازنة إلى مداها
... وهو قول أبى عبيدة فى تفسير قوله تعالى : ﴿
تُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ﴾
من سورة آل عمران : [ تنقص من الليل فتزيد فى النهار ، وكذلك النهار من الليل ]
. فاسمع هنا قول الشريف الرضى فى مجاز هذه الآية الكريمة : [ وهذه استعارة ، وهى
عبارة عجيبة جدا عن إدخال هذا على هذا ، وهذا على هذا. والمعنى : أن ما ينقصه من
النهار يزيده فى الليل ، وما ينقصه من الليل يزيده فى النهار. ولفظ الإيلاج هاهنا
أبلغ. لأنه يفيد إدخال كل واحد منهما فى الآخر ، بلطيف الممازجة ، وشديد الملابسة
] فنقص هذا من ذاك هو المعنى المشترك المردّد بين أبى عبيدة والشريف الرضى. أما
النكتة البلاغية الدقيقة فى التعبير بلفظ الإيلاج بدلا من لفظ الإدخال ، فهو مراد
بعيد جاء متأخرا عن عصر أبى عبيدة ، ولكنه لم يجد أحسن من الشريف الرضى فى التعبير
عن لطف مسلكه ، ودقة سبيله.
وخذ أي آية شئت ـ أيها القارئ الكريم ـ
من كتاب الله العزيز ، وتتبعها عند أبى عبيدة فى مجازه ، وعند ابن قتيبة فى مشكله
، وعند الشريف الرضى فى تلخيص بيانه ، فإنك مؤمن معنا فى النهاية بأن سليل البيت
النبوي الكريم كان أغزر الثلاثة بيانا ، وأفصحهم لسانا ، وأبلغهم فى التعبير عن
مرامى القرآن بعبارة أدبية مشرقة ناصعة ، يتضح فيها ذوق الأديب ، ورقة الشاعر ،
وحسّ البليغ ، أكثر مما يتضح فيها فقه اللغوي ، وعلم النحوي ...
__________________
خذ قوله تعالى فى
سورة آل عمران : ﴿
فَنَبَذُوهُ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ﴾
واسمع ما يقوله فيها أبو عبيدة : [ أي لم يلتفتوا إليه. يقال : نبذت حاجتى خلف
ظهرك ، إذا لم تلتفت إليها. قال أبو الأسود الدؤلي :
|
نظرت إلى عنوانه فنبذته
|
|
كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا ]
|
ثم اسمع ما قاله الشريف الرضى فى كتابنا
هذا : [ وهذه استعارة. والمراد بها : أنهم غفلوا عن ذكره ، وتشاغلوا عن فهمه ،
يعنى الكتاب المنزل عليهم ، فكان كالشيء الملقى خلف ظهر الإنسان ، لا يراه فيذكره
، ولا يلتفت إليه فينظره ] .
الحق أن أبا عبيدة لغوى ، على حين أن
الشريف الرضى أديب شاعر مطبوع ! .
وخذ قوله تعالى فى سورة الأنعام : فالق
الإصباح وجاعل اللّيل سكنا ، والشّمس والقمر واسمع ما يقول أبو عبيدة هنا : [
منصوبتين ؛ لأنه فرق بينهما وبين الليل المضاف إلى جاعل قوله : سكنا. فأعملوا
فيهما الفعل الذي عمل فى قوله : سكنا ، فنصبوهما كما أخرجوهما من الإضافة ]
ثم اسمع واقرأ هنا ما كتبه الشريف الرضى : [ وهذه استعارة ، والمعنى شاقّ الصبح
ومستخرجه من غسق الليل. وقوله سبحانه : فالق الإصباح ، أبلغ من قوله : شاق الإصباح
، إذ كانت قوة الانفلاق أشد من قوة الانشقاق ، أ لا تراهم يقولون : انشق الظّفر ،
وانفلق الحجر. وقوله تعالى : (
وَجَعَلَ
اللَّيْلَ سَكَنًا )
استعارة أخرى ، ومعناها على أحد القولين أنه سبحانه جعل الليل بمنزلة الشيء
المحبوب الذي تسكن إليه النفوس وتحبه القلوب. يقال : فلان سكن فلان ، على هذا
المعنى. والتأويل الأخير يخرج الكلام عن معنى الاستعارة ، وهو أن يكون المراد أنه
تعالى جعل الليل مظنة لانقطاع الأعمال ، والسكون بعد الحركات ] .
__________________
أ لا ترى أن أبا
عبيدة في مجاز هذه الآية الكريمة أو فى تأويلها ـ لم يكن أكثر من نحوى إمام فى
النحو ، يبين لنا كيف انتصب الشمس والقمر باسم الفاعل « وجاعل » . وأن اسم الفاعل
لما أضيف إلى مفعوله الأول وهو كلمة الليل جرت بالإضافة ، على أن المعطوف على هذا
المفعول الأول نصب لأن محله النصب.
أما الشريف الرضى فقد خرج فى هذه الآية
من زمرة النحو والنحاة لأنه أديب شاعر بليغ يلتمس مواطن البلاغة والإعجاز فى الكلام
، فيبين لنا الفرق الدقيق بين فلق الصباح وشقه ، ولم قال الله : ﴿ فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ ﴾
ولم يقل شاق الإصباح ؟ وما وجه الاستعارة فى قوله تعالى : ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ
سَكَنًا )
؟ وكيف ينتفى المجاز عن هذا التعبير إذا فسرنا السكن بمعناه الحقيقي وهو السكون بعد
الحركة ؟
وقد يقول قائل : إن الموازنة بين الشريف
الرضى وأبى عبيدة فى مجازيهما للقرآن الكريم جائزة السبيل لأن سبيلهما فى المجاز
غير واحدة ، فأبو عبيدة مفسر ( وجائز ) إلى معانى القرآن من أخصر طريق ، والشريف
الرضى موضح لوجوه البلاغة والبيان فى القرآن. وفى هذا الكلام كثير من الحق الذي لا
تنعقد معه موازنة بين اثنين مختلفى السبيل. ولكن ما ظن القارئ فيما عقده ابن قتيبة
من مجاز بيانى واستعارة فى كتابه « تأويل مشكل القرآن » وما تناوله الشريف الرضى
من مجازات القرآن فى كتابه « تلخيص البيان » الذي نقدمه اليوم ؟
إن ابن قتيبة لم يفهم « المجاز » على
أنه التأويل والتفسير والجواز إلى المعنى كما فهمه أبو عبيدة من قبل ، ولكنه فهمه
على أنه المجاز المقابل للحقيقة أو الذي تقوم العلاقة فيه على التشبيه ، وهو ما
سماه ابن قتيبة نفسه بالاستعارة ، وعقد له بابا مستقلا فى كتابه « تأويل مشكل
القرآن » .
فلننظر كيف يوضح ابن قتيبة مجاز آية من
القرآن ، وكيف يتناول الشريف الرضى هذه الآية بعينها وكيف يكشف عن المجاز فيها.
يقول ابن قتيبة فى مجاز قوله تعالى : ﴿ سَنَفْرُغُ
لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ﴾
وهى من سورة الرحمن : [ والله تبارك وتعالى لا يشغله شأن عن شأن. ومجازه : سنقصد
لكم بعد طول الترك والإمهال. وقال قتادة : قد دنا من الله فراغ لخلقه ، يريد أن
الساعة قد أزفت وجاء أشراطها ]
.
ويقول الشريف الرضى فى مجاز هذه الآية :
[ وهذه استعارة. وقد كان والدي الطاهر الأوحد ذو المناقب أبو أحمد الحسين بن موسى
الموسوي ـ رضى الله عنه وأرضاه ـ سألنى عن هذه الآية فى عرض كلام جرّ ذكرها ،
فأجبته فى الحال بأعرف الأجوبة المقولة فيها ، وهو أن يكون المراد بذلك : سنعمد
لعقابكم ، ونأخذ فى جزائكم على مساوئ أعمالكم ، وأنشدته بيت جرير كاشفا عن حقيقة
هذا المعنى ، وهو قوله :
|
ألان وقد فرغت إلى نمير
|
|
فهذا حين صرت لها عذابا ؟
|
فقال : فرغت إلى نمير ، كما يقول : عمدت
إليها ، فأعلمنا أن معنى فرغت هاهنا معنى عمدت ، وقصدت. ولو كان يريد الفراغ من
الشغل لقال : فرغت لها ولم يقل فرغت إليها. وقال بعضهم : إنما قال سبحانه : سنفرغ
لكم ، ولم يقل : سنعمد. لأنه أراد : أي سنفعل فعل من يتفرغ للعمل من غير تمجيع
فيه ، ولا اشتغال بغيره عنه ، ولأنه لما كان الذي يعمد إلى الشيء ربما قصر فيه
لشغله معه بغيره ، وكان الفارغ له ـ فى الغالب ـ هو المتوفر
__________________
عليه دون غيره ،
دللنا بذلك على المبالغة فى الوعيد من الجهة التي هى أعرف عندنا ، ليقع الزجر
بأبلغ الألفاظ ، وأدلّ الكلام على معنى الإيعاد. وقال بعضهم : أصل الاستعارة موضوع
على مستعار منه ، ومستعار له ، فالمستعار منه أصل ، وهو أقوى : والمستعار له فرع ،
وهو أضعف ، وهذا مطرد فى سائر الاستعارات. فإذا تقرر ذلك كان قوله تعالى : ﴿ سَنَفْرُغُ
لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ﴾
من هذا القبيل. فالمستعار منه هاهنا ما يجوز فيه الشغل وهو أفعال العباد ،
والمستعار له ما لا يجوز فيه الشغل ، وهو أفعال الله تعالى ، والمعنى الجامع لهما
الوعيد ، إلا أن الوعيد بقول القائل : سأتفرغ لعقوبتك أقوى من الوعيد بقوله :
سأعاقبك ، من قبل أنه كأنما قال : سأتجرد لمعاقبتك ، كأنه يريد استفراغ قوته فى
العقوبة له ، ثم جاء القرآن على مطرح كلام العرب ، لأن معناه أسبق إلى النفس وأظهر
للعقل. والمراد به تغليظ الوعيد ، والمبالغة فى التحذير ... ]
ولا يقف الشريف الرضى عند هذا المدى من
بيان الاستعارة فى هذه الآية ... ولكنه يمضى فى البيان نصف صفحة أخرى حتى يوفى
البيان حقه ، ويبلغ البحث أجله. فأين هذه الإفاضة فى توضيح مغازى الكلام ومرامى
القول فى هذه الآية من قول ابن قتيبة فى مجازها وهو لا يعدو ثلاثة أسطر ؟ .
على أن موازنة واحدة قد يكون فيها من
الجور فى الحكم ما لا نرضى لأنفسنا به ، ونحن هنا لا نوازن قصد التعصب لرجل على
رجل ، ولكن لنبين عن مدى التطور فى النظرة إلى تأويل القرآن الكريم والكشف عن
مجازه ، ووجوه إعجازه. فأبو عبيدة فى القرن الثاني الهجري يوجز فى التأويل
والتفسير إيجازا كان من طبيعة العصر الذي عاش فيه ، وابن قتيبة فى القرن الثالث
يمد فى حبل البيان بما يوائم زمانه وما اقتضته سنة التدرج
فى نشأة البيان.
والشريف الرضى فى القرن الرابع الهجري يرخى الطّول لحبل البيان ، ويمزج فى ذلك بين
التطور البلاغى الذي صار إليه الأمر فى عصره ، وبين ذوقه الأدبى الخاص الذي انحدر
إليه من ميراث آبائه الكرام ، والذي صار إليه من طبيعته الأدبية الشعرية الخاصة.
فإذا بلغنا القرن الخامس رأينا الإمام عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة ٤٧١ ه
والذي جمع فى البلاغة بين العلم والعمل ، فكان بجانب نظرياته وقوانينه البلاغية
التي وضعها ، أديبا عمليا بليغا يختلف عن المتأخرين بعده من البلاغيين الذي سلكوا
بالبيان العربي مسلك العلوم النظرية الجافة ، فأحالوا البلاغة العربية إلى ألغاز
وأحاج ومعميات ، بعد أن كانت عند رجل ـ كالشريف الرضى ـ تطبيقا عمليا رائعا للبيان
العربي الناصع المشرق الملامح ، الواضح القسمات.
ولن ننسى هنا موازنة ثانية بين ابن
قتيبة والشريف الرضى فى بيان المجاز فى قوله تعالى فى سورة ق : ﴿ يَوْمَ
نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ ، وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴾ قال ابن قتيبة : [
وليس يومئذ قول منه لجهنم ، ولا قول من جهنم. وإنما هى عبارة عن سعتها
] ولم يزد ابن قتيبة على هذا كلمة واحدة ، مع أنه ساق هذه الآية فى باب المجاز المغاير
للحقيقة. أما الشريف الرضى فإنه قال فى هذه الآية : [ وهذه استعارة. لأن الخطاب
للنار والجواب منها فى الحقيقة لا يصحان. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ أنها فيما
ظهر من امتلائها ، وبان من اغتصاصها بأهلها ، بمنزلة الناطقة بأنه لا مزيد فيها ،
ولا سعة عندها ، وذلك كقول الشاعر:
|
امتلأ الحوض وقال قطنى
|
|
مهلا رويدا ! قد ملأت بطني !
|
__________________
ولم يكن هناك قول من الحوض على الحقيقة
، ولكن المعنى : أن ما ظهر من امتلائه فى تلك الحال جار مجرى القول منه ، فأقام
تعالى الأمر المدرك بالعين ، مقام القول المسموع بالأذن. وقيل المعنى : إنا نقول
لخزنة جهنم هذا القول ، ويكون الجواب منهم على حد الخطاب. ويكون ذلك من قبيل : ﴿ وَاسْأَلِ
الْقَرْيَةَ ﴾
فى إسقاط المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. وذلك كقولهم : يا خيل الله اركبي.
والمراد : يا رجال الله اركبي. وعلى القول الأول يكون مخرج هذا القول لجهنم على
طريق التقرير لاستخراج الجواب بظاهر الحال ، لا على طريق الاستفهام والاستعلام ،
إذ كان الله سبحانه قد علم امتلاءها قبل أن يظهر ذلك فيها. وإنما قال سبحانه هذا
الكلام ليعلم الخلائق صحة وعده ، إذ يقول تعالى : ﴿
لَأَمْلَأَنَّ
جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
﴾
والوجه فى قوله تعالى فى الحكاية عن جهنم : ﴿
هَلْ
مِن مَّزِيدٍ ﴾
بمعنى لا من مزيد فىّ. وليس ذلك على طريق طلب الزيادة ، وهذا معروف فى الكلام ،
ومثله قوله عليهالسلام
: « وهل ترك عقيل لنا من دار ؟ » أي ما ترك لنا دارا. ]
وليس بعد كلام الشريف الرضى فى هذه
الآية بيان ولا مزيد لمستزيد ... فقد أفاض ـ كعادته ـ فى الكشف عن وجوه الاستعارة
فى الآية الشريفة ، وأبان أن اغتصاص جهنم بأهلها كان بمنزلة النطق منها بأنها لا
زيادة فيها ، ولا سعة عندها ، كما أيّد ذلك المجاز بقول الراجز : امتلأ الحوض وقال
قطنى ، أي حسبى. فإن الحوض لا يتكلم ، وكذلك جهنم لا تتكلم ، ولكن ما يظهر من
امتلاء الاثنين جرى مجرى النطق منهما. ثم أبان بعد ذلك أنه يجوز أن يكون المراد
بالقول لجهنم هو القول لأهلها ، فكأن الله تعالى قال : يوم نقول لأهل جهنم ، وهذا
المجاز جائز لغة وهو الذي سماه البيانيون الاصطلاحيون بعد
ذلك بالمجاز الذي
علاقته المحلية ، لأن جهنم محل لأهلها ، فكأنه ذكر المحل وأراد الحالّ.
لعلنا قد بلغنا ما نريد من الحديث عن
إفاضة الشريف الرضى فى كشفه لوجوه البيان فى القرآن ، وهى إفاضة سيراها القارئ
الكريم واضحة فى كل صفحة من الكتاب ، وفى كل موطن من مواطن بيانه.
القرآن الكريم بين
الحقيقة والمجاز
لم يكن قبول فكرة ( المجاز ) فى القرآن
الكريم أمرا سهلا عند المسلمين جميعا ، فهم مجمعون ـ على اختلاف مللهم ونحلهم ـ
على وقوع الحقيقة فيه ، ولا يفترق فى ذلك بعض أصحاب المذاهب عن بعض. والحقيقة
عندهم هى كل لفظ بقي على موضوعه ولا تقديم فيه ولا تأخير. وأكثر القرآن من
الحقائق. أما المجاز ـ المقابل للحقيقة ـ فالجمهور على أنه واقع فى القرآن ، وإن
كان أنكره الظاهرية ، وابن القاص من الشافعية ، وابن خويز منداد من المالكية.
وشبهتهم أن المجاز غير الحقيقة ، فهو كذب ، والقرآن منزه عن الكذب ، كما أن
المتكلم لا ينصرف عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا ضاقت به الحقيقة أو عجز عن
التعبير بها فيستعير ، وذلك محال على الله تعالى القادر المنزه عن العجز.
فالمنكرون لوقوع المجاز اللغوي والعقلي فى القرآن يحتجون لذلك بحجتين : أولاهما أن
المجاز كذب والكذب محال على الله ، وثانيتهما أن الالتجاء إلى المجاز هو عجز عن
التعبير بالحقيقة ، والعجز محال على الله.
وقد رد على هذه الشبه جماعة من المسلمين
، وكان من أسبقهم إلى ذلك ابن قتيبة الذي يقول فى حرارة : ( ولو كان المجاز كذبا
... كان أكثر كلامنا فاسدا ، لأنا نقول : نبت البقل وطالت الشجرة ، وأينعت الثمرة
، وأقام الجبل ، ورخص السعر ، ونقول كان هذا الفعل منك فى وقت كذا وكذا ، والفعل
لم يكن وإنما كوّن ) .
ومن الذين ردوا على هذه الشبه أيضا
الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ ه حيث يقول : ( وهذه شبهة باطلة ، ولو
سقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن ، فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من
الحقيقة ، ولو وجب خلو القرآن من المجاز وجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنية القصص
وغيرها )
ولعل للظاهرية ـ وهم أتباع الإمام داود
بن على الظاهري المتوفى سنة ٢٧٠ ه ـ عذرهم فى إنكار المجاز فى القرآن ، لأنهم
يتمسكون بظاهر الكتاب والسنة ـ كما يدل على ذلك اسمهم ـ ولهذا لا يأخذون بالمجاز
إلا إذا كان مشهورا وكانت القرينة واضحة معلنة عنه ، كاشفة له
. فإذا غمض المجاز أو خفيت القرينة فإنهم لا يأخذون به.
وقد جرى ابن حزم الأندلسى المتوفى سنة
٤٥٦ مجرى داود الظاهري فى الأخذ بالمجاز المشهور الواضح وعدم التأويل فيه ما دام
يجرى على سنن الفصيح فى اللغة ، وذلك الظاهر هو الذي كان يفهمه العربي عند قراءة
القرآن ، وكان يفهمه الصحابة والتابعون كما يدل عليه ظاهره ، سواء أ كان مجازا أم
حقيقة ، فإن المجاز لا يخرج الكلام عن الدلالة الظاهرة الواضحة المبينة ، ما دامت
له قرينة واضحة
.
__________________
وقد أودع الإمام السيوطي فى « الإتقان »
كثيرا من المجازات والاستعارات القرآنية ، وردها إلى أنواع المجاز اللغوي ـ وهو
المجاز فى المفرد لا فى التركيب ـ وبلغت هذه الأنواع عنده عشرين نوعا ، ثم انقسم
النوع العشرون ـ وهو إقامة صيغة مقام أخرى ـ إلى أنواع أخر تزيد على العشرين.
على أن هذه الأقسام والأنواع للمجاز
والاستعارة لم يتعرض لها الشريف الرضى وهو يكشف عن مجازات القرآن كشفا تطبيقيا
بلاغيا ، فإن تلك المسميات والمصطلحات لم تكن قد وضعت أو عرفت بعد فى عصر الشريف ،
الذي يقول مثلا فى مجاز قوله تعالى فى سورة يوسف عليهالسلام
: ﴿
وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها ﴾
[ وهذه استعارة من مشاهير الاستعارات ، والمراد : واسأل أهل القرية التي كنا فيها
] . أما السيوطي فيتكلم عن هذه الآية بطريقة اصطلاحية فى علم البيان فيقول فى خلال
حديثه عن أنواع المجازات القرآنية : [ الرابع عشر : إطلاق اسم المحل على الحال نحو
: ﴿
فَلْيَدْعُ
نَادِيَهُ ﴾
أي أهل ناديه أي مجلسه ، ومنه التعبير باليد عن القدرة نحو : ﴿ بِيَدِهِ
الْمُلْكُ ﴾
... وبالقرية عن ساكنيها نحو : ﴿
وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ ﴾]
.
وقد اشتدت حاجة مفسرى القرآن الكريم إلى
طائفة من العلوم كان على رأسها ما عرف فى القرن الخامس وما بعده بعلوم البيان
والمعاني ، فقد وضعوا لمفسر القرآن شروطا ، وأوجبوا عليه أن يعرف علم اللغة ليعرف
شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع ، وأن يعرف علم النحو ، لأن المعنى
يتغير ويختلف باختلاف الإعراب ، وأن يعرف علم الصرف ، فإن الجهل بالصرف قد يفضى
إلى الخطأ فى التفسير ، وللإمام الزمخشري هنا كلمة نفيسة فقد قال :
__________________
[ من بدع التفاسير قول من قال : إن «
الإمام » فى قوله تعالى : ﴿
يَوْمَ
نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾
جمع أم ، وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم. قال : وهذا غلط أوجبه
جهله بالتصريف ، فإن أمّا لا تجمع على إمام ] .
كما أوجبوا على المفسر أن يعرف طائفة
أخرى من العلوم يبلغ مجموعها خمسة عشر علما. ولم يفتهم أن يضعوا البيان والمعاني
بين هذه العلوم لمعرفة خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعنى ، وخواصها من حيث
اختلافها بحسب خفاء الدلالة ووضوحها.
وقد عد السيوطي علوم البلاغة من أعظم
أركان المفسر ، لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز ، وإنما يدرك هذا بهذه
العلوم
.
مكان « تلخيص البيان
» بين كتب التفسير
ليس « تلخيص البيان فى مجازات القرآن »
للشريف الرضى تفسيرا للقرآن الكريم بالمعنى العام الذي تدل عليه كلمة التفسير. فهو
هنا لم يفسر القرآن كله آية آية ، وإنما تناول من كل سورة ما فيها من الآيات
المشتملة على مجاز. ولذا كان من الدقة أن نقول إن « تلخيص البيان » هو التفسير
للآيات المجازية فى كتاب الله.
على أن للشريف الرضى كتابه الكبير فى
تفسير القرآن ، وهو « حقائق التأويل »
__________________
الذي يشير إليه فى «
المجازات النبوية » وفى « تلخيص البيان » ، فيسميه تارة حقائق التأويل
، ويسميه تارة بالكتاب الكبير فى مواضع غير قليلة.
ولسنا الآن بصدد الحديث عن « حقائق
التأويل » ، فليس هنا موضعه ، ولكننا نشير إشارة عابرة إلى قول النسابة العمرى فى
المجدي : ( شاهدت له ـ أي للشريف ـ جزءا من مجلد من تفسير منسوب إليه فى القرآن ،
مليح ، حسن ، يكون بالقياس فى كبر تفسير أبى جعفر الطبري أو أكبر
) كما نشير إلى قول المؤرخ ابن خلكان صاحب « وفيات الأعيان » وهو يقول : ( وصنف
كتابا فى معانى القرآن الكريم يتعذر وجود مثله. دل على توسعه فى علم النحو واللغة
) ولعل كتابه هذا فى
معانى القرآن الذي يشير إليه ابن خلكان هو كتاب حقائق التأويل أو الكتاب الكبير
الذي يشير إليه الشريف نفسه
.
ولقد اختلفت طرائق المفسرين لكتاب الله
بحسب الزوايا التي نظروا منها إليه ، وبحسب النواحي التي تخصصوا فيها ، ووقفوا
دراساتهم عليها. فالنحوى لا همّ له فى تفسير القرآن إلا الإعراب وتكثير الأوجه
المختلفة فيه ، ونقل قواعد النحو ومسائله وأصوله وفروعه وخلافاته ، فهو لا ينظر فى
تفسيره إلا فى هذه الناحية النحوية التي غلبت عليه كما فعل الزجاج والواحدي فى «
البسيط » ، وكما فعل أبو حيان فى تفسيره الكبير المسمى « البحر » ، وكما فعل فى «
النهر » أيضا. واللغوي لا ينظر فى تفسيره إلا إلى ناحية لغات
__________________
القرآن. والأخبارى لا
هم له فى تفسير القرآن إلا العناية بالقصص وأخبار الأمم البائدة ، وما جرى للرسل
مع أقوامهم ، وما أرسل الله عليهم من ألوان العذاب وأنواع الهلاك ، سواء أ كانت
هذه الأخبار صحيحة أم باطلة. وممن فسر القرآن على هذا النحو « الثعلبي » أبو إسحاق
أحمد بن محمد النيسابورى المتوفى سنة ٤٢٧ ه ، وقد كان الثعلبي بفطرته ميالا إلى
الأخبار وقصص الأمم الماضية والقرون الخالية ، وله غير التفسير كتاب « عرائس
المجالس » فى قصص الأنبياء ، وهو مشهور معروف وقد طبع غير مرة. أما الفقيه فإنه ـ
إذا فسر القرآن ـ يكاد يسرد فيه أبواب الفقه كلها من باب الطهارة إلى أمهات
الأولاد ، لا يكاد يخرم من ذلك بابا واحدا ، وربما استطرد إلى إقامة الدلائل على
فروع المسائل التي لا علاقة لها بالآية التي يفسرها ، بل ربما ذهب إلى أبعد من ذلك
فأورد أدلة الموافقين والمخالفين. وممن صنع ذلك الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد
الأنصاري القرطبي المتوفى سنة ٦٧١ ه فى تفسيره الكبير « الجامع لأحكام القرآن »
الذي أصدرته دار الكتب المصرية فى عشرين جزءا.
أما صاحب العلوم العقلية فإنه يملأ
تفسير للقرآن بأقوال الحكماء والفلاسفة وأصحاب الملل والنحل والمذاهب ، وآرائهم فى
العالم والكون والفساد ، والبعث والمعاد ، والعلل والغايات ، والثواب والعقاب ،
كما فعل الإمام فخر الدين الرازي
المتوفى سنة ٦٠٦ ه فى تفسيره الكبير ، فخرج عن الآيات التي يفسرها ، واستطرد
وأطال الاستطراد بما يجعل من التفسير كتابا للفلسفة ومعرضا للمباحث العقلية ، حتى
لقد قال فيه أبو حيان فى تفسيره
__________________
المعروف بالبحر : (
جمع الإمام الرازي فى تفسيره أشياء كثيرة طويلة ، لا حاجة بها فى علم التفسير ،
ولذلك قال بعض العلماء : فيه كل شىء إلا التفسير ) .
ومن هنا صح لنا أن نقول إن « تلخيص
البيان » للشريف الرضى هو تفسير لمجازات القرآن واستعاراته ، وكشف لطيف دقيق لوجوه
البيان فى كتاب الله الكريم ، ولذا قلّ أن تجد فيه اهتماما بالقصص والأخبار ، أو
التفاتا إلى أحكام الفقه ، إلا ما جاء عارضا فى مسح الرأس ، أو اشتغالا بمبحث عقلى
فلسفى ، لأنه قصد منه أن يكون كتابه تفسيرا للإعجاز البياني فى القرآن لا غير.
والكشف عن بيان القرآن يتطلب أن يكون
الكاشف عنه ذا بيان قوى. حتى تكون الوسيلة شريفة شرف غايتها ، فلا يعقل أن يكشف عن
بلاغة القرآن قاصر الباع فى البلاغة ، ضيق الذراع فى الفصاحة ، ولذا كان الشريف
الرضى أولى من يكشف عن بيان القرآن ، فقد رزقه الله من سحر البيان ، وذلاقة اللسان
، ووضوح الحجة ، وإشراق الديباجة ما ينهض بالعبء الذي قام به فأحسن القيام.
لقد كان الإمام القرطبي فقيها فغلب عليه
الفقه فى تفسيره ، وكان الثعلبي إخباريا فغلبت عليه فطرته فى القصص ، وكان الفخر
الرازي حكيما فيلسوفا فغلبت عليه الفلسفة وهو يفسر كتاب الله. وكذلك كان الشريف
الرضى ، فإنه فرع دوحة البلاغة ، وغصن شجرة الفصاحة ، وسليل البيت الذي خصه الله
بالبيان ، فغلب ذلك على تفسيره الصغير المسمى « تلخيص البيان » ، وقد وصفناه
بالصغير على طريق المقابلة ، حين وصف هو نفسه تفسيره الآخر بالكتاب الكبير ..
أيهما أسبق
مجازات القرآن أم
المجازات النبوية ؟
للشريف الرضى غير هذا الكتاب فى مجازات
القرآن كتاب آخر فى « المجازات النبوية » ، وقد تناول فيه أكثر من ثلاثمائة وستين
حديثا من أحاديث الرسول عليهالسلام
، اشتملت على مجازات ولطائف استعارات ودقائق كنايات. وقد كنا قبل نشر المجازات
النبوية نعد من مجازات الحديث وكناياته قلة تعد على أصابع اليد الواحدة ، كقوله عليهالسلام : ( الآن حمى الوطيس
) و( هدنة على دخن ) ، و( إياكم وخضراء الدمن ) وهى المرأة الحسناء فى منبت السوء.
فلما طبع « المجازات النبوية » لأول مرة
فى العراق منذ أربعين عاما تنبه الناس إلى حفول الحديث النبوي بكثرة رائعة من
المجاز ، ولما أعيدت طبعته فى مصر سنة ١٣٥٦ ه ـ سنة ١٩٣٧ م ازداد عدد الذين وقفوا
على هذه الكثرة من مجازات الرسول ، وتابعوا ذلك الشرح البياني البليغ الذي جرى به
قلم الشريف الرضى ، ورأوا فيه لونا من الأدب العلوي الرفيع ، والذوق البلاغى الدال
على حس مرهف.
ولم يتناول الشريف الرضى حديث رسول الله
صلىاللهعليهوسلم
من ناحية شرح غريبه كما صنع أبو عبيدة فى كتابه « غريب الحديث » وكما صنع ،
الأصمعى وابن الأعرابى ، وابن قتيبة ، وابن الأنبارى ، وابن دريد ، والحضرمي ،
والسلمى ، وابن درستويه ، وابن رستم وغيرهم من عشرات المصنفين فى غريب الحديث
النبوي.
لا ! لم يفعل الشريف الرضى ذلك ، لأن
البيان هنا غلب عليه ، كما غلب عليه
فى تفسيره لمجاز
القرآن ، فألف « المجازات النبوية » : ( إذ كان فى الآثار الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله كثير من الاستعارات
البديعة ، ولمع البيان الغريبة ، وأسرار اللغة اللطيفة
) وأشار من ذلك إلى مواضع النكت ، ومواقع الغرض ، بالاعتبارات الوجيزة ،
والإيماءات الخفيفة.
ولقد وجد الشريف نفسه أمام نصين أو
مصدرين من مصادر البلاغة العربية ، أو لهما معجز وهو القرآن الكريم الذي أنزل على
النبي محمد ، وثانيهما فيه من معجزات البلاغة والفصاحة وجوامع الكلم ما جعله تاليا
لكلام الخالق ، وفوق كلام المخلوقين
. فنصب الشريف الرضى مسنون عزمه لخدمة هذين المصدرين المقدسين عند المسلمين والعرب
، وتتبعهما تتبع دارس لهما ، مفتون بهما ، ليكشف عما فى كل منهما من جمال التعبير
، وروعة البيان ، وسحر البلاغة ، ولطف المسلك ، ووضوح الحجة ، وإشراق الديباجة ،
مما لم يعد أن يكون جاريا على سنن العرب ، ولكنهم لا يرقون إلى مثله مهما انقادت
لهم أعنة الكلام ، وذلت لهم أزمّة البيان.
فأى المصدرين البلاغيين بدأ الشريف
الرضى فى الكشف عن وجوه المجاز والإعجاز ؟ إنه يقول فى مقدمة كتابه « المجازات
النبوية » : ( فإنى عرفت ما شافهتنى به من استحسانك الخبيئة التي أطلعتها ،
والدفينة التي أثرتها ، من كتابى الموسوم بتلخيص البيان عن مجازات القرآن ) ثم
يقول فى موضع آخر من المجازات النبوية : ( وقد استقصينا الكلام على ذلك
__________________
فى كتاب تلخيص البيان عن مجازات القرآن
) وهاتان الإشارتان فيهما دليل على أن كتاب تلخيص البيان كان سابقا فى تأليفه على
المجازات النبوية ، وإلا لم يصنع المجازات النبوية على غراره ، ويسلك مثل تلك
الطريقة
التي سلكها فى التلخيص.
ولكننا نجد فى « تلخيص البيان » إشارة
إلى كتاب المجازات النبوية ، فنرى الشريف الرضى ـ فى مجازات سورة الشعراء ـ يقول :
( وقد استقصينا الكلام على معنى هذا الخبر فى كتاب مجازات الآثار النبوية ) ، وهذا
نص يفهم منه أن « المجازات النبوية » كانت سابقة فى التأليف على « تلخيص البيان »
.
ويبدو من ظاهر الإشارتين فى التلخيص
والمجازات النبوية أنهما متعارضتان ، حيث يحيل فى التلخيص على المجازات النبوية ،
ثم يحيل فى هذه على التلخيص ، ولكن المشكلة أهون حلّا من أن يظن فيها تعارض ، أو
يتوهم فيها تناقض ، فالذى يبدو أن الشريف الرضى ـ رحمهالله ـ كان يشتغل فى تصنيف
الكتابين فى وقت واحد ، فهو يكتب هنا ويحيل على الكتاب الثاني ما داما فى حوزته ،
وهو يجمع مادة المجازات النبوية فى الوقت الذي كان يصنّف فيه « تلخيص البيان فى
مجازات القرآن » ، فلما ظهر هذا الأخير واستحسن عند الخاصة والعامة ، ولقى من
مشافهة الاستحسان ما اطمأنت به نفس الشريف ـ أخرج كتابه الآخر فى المجازات النبوية
، بعد أن كان بالفعل قد أعد مادته ، ومضى فيه لطيته.
__________________
عصر الشريف الرضى
عاش الشريف الرضى فى النصف الثاني من
القرن الرابع الهجري ، وأدرك ست سنوات من القرن الخامس. وولد سنة ٣٥٩ ه ، وتوفى
سنة ٤٠٦ ه . فكأنه بذلك أدرك ثلاثة من خلفاء العباسيين ، وهم المطيع ، والطائع ،
والقادر.
وكان الخلفاء فى ذلك العهد لا يملكون من
الأمر شيئا ، فليس الأمر بيدهم ، ولا تصاريف الحكم لهم ، وإنما كانت الدولة
والكلمة والسلطان كله لبنى بويه الذين تغلبوا على بنى العباس ، ونزعوا من أيديهم
كل سلطان ، وبدءوا ذلك فى عام سنة ٣٣٤ ه أي ربع قرن قبل مولد الشريف.
على أن سلطان الخلفاء العباسيين كان قبل
ذلك ضعيفا ـ أي قبل أن يمسك بنو بويه بزمام السلطان ـ فقد كان الخليفة المقتدر
العباسي ، وهو أول خلفاء القرن الرابع الهجري صبيا ضعيفا ليس له من الأمر شىء ،
وقد روعى فى انتخابه للخلافة بعد المكتفي أن يكون حدثا صغيرا غرا ، وكان ابن
الفرات الوزير مسئولا عن هذه الفضيحة الخلافية حين رشحه للخلافة قائلا : ( إنه صبى
لا يدرى أين هو ، وعامة سروره أن يصرف من المكتب ! ) وكانت سنة حين اختير للخلافة
ثلاثة عشر عاما.
ولقد كانت قوة بنى بويه على حساب
الخلفاء العباسيين ، وكان معز الدولة بن بويه صاحب الأمر والنهى فى العراق ، على
حين كان الخليفة مجردا حتى من وزير يزر له ، وإنما كان له كاتب يدبر له إقطاعاته.
وصار معز الدولة يستوزر لنفسه من شاء. ولقد بلغ من كراهة بنى بويه للعباسيين أن
معز الدولة فكر فى أن يزيل اسم الخلافة أيضا عن بنى العباس ، ويجعلها للعلويين ،
لأنه كان شيعيا ، وكان يعتقد أن العباسيين اغتصبوا الخلافة من
مستحقيها وأولى الناس
بها وهم العلويون. ولكن بعض خواص معز الدولة أشار عليه أن لا يفعل ذلك ، وقال له :
( إنك اليوم مع خليفة تعتقد أنت وأصحابك أنه ليس من أهل الخلافة ، ولو أمرتهم
بقتله لقتلوه مستحلين دمه ، ومتى أجلست بعض العلويين خليفة كان معك من تعتقد أنت
وأصحابك صحة خلافته ، فلو أمرهم بقتلك لفعلوا ) فأعرض ابن بويه عما كان عزم عليه ،
وأبقى للعباسيين اسم الخلافة ، وانفرد هو بالسلطان.
وما الظن بخليفة كالمستكفى ، لا يجلس فى
كرسى الخلافة منذ استيلاء معز الدولة ابن بويه إلا أربعين يوما ، ثم يخلع لأن معز
الدولة اتهمه بالتدبير عليه ! وهو أضعف من أن يدبر. وقد كان خلعه مأساة مضحكة
مبكية ، فقد دخل عليه اثنان من نقباء الديلم يصيحان وتناولا يده ، فظن أنهما
يريدان تقبيلها ، فمدها إليهما ، فجذباه عن سريره ، وجعلا عمامته فى حلقه ، ونهض
معز الدولة ، واضطراب الناس ، ونهبت الأموال ، وساق الرجلان الخليفة المستكفى
ماشيا إلى دار معز الدولة بن بويه فاعتقل بها ، ونهبت دار الخلافة حتى لم يبق فيها
شىء.
ولقد كان الشريف الرضى فى مستكن الغيب
حين وقعت هذه المأساة ، ولكن ما من شك فى أنها رويت له وهو طفل بعد مولده سنة ٣٥٩ ه
، وما من شك فى أنه حين سمعها تعجب غاية العجب من مآسى الخلفاء.
ولقد ولد الشريف فى الخمس الأخيرة من
خلافة المطيع العباسي ، ثم كان فى الخامسة من عمره حين تولى الطائع الخلافة
العباسية سنة ٣٦٣ ه ، ثم كان فى الثانية والعشرين من عمره حين تولى القادر
الخلافة سنة ٣٨١ ه ، وتوفى فى السنة الخامسة والعشرين من عهد هذا الخليفة.
وشهد الشريف الرضى من عهود بنى بويه عهد
عز الدولة بختيار بن معز الدولة ، ولكنه كان فى ذلك الحين صبيا لم يزد على الثامنة
من عمره ، وعهد عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه إلى سنة ٣٧٢ ه ، وعهد صمصام
الدولة بن عضد الدولة إلى سنة ٣٧٦ ه ، وعهد شرف الدولة بن عضد الدولة إلى سنة ٣٧٩
ه ، وعصر بهاء الدولة بن عضد الدولة إلى سنة ٤٠٣ ه ، وأدرك من عصر سلطان الدولة
بن بهاء الدولة ثلاث سنوات ، إلى أن توفى سنة ٤٠٦ ه ، كما سبق القول.
وقد شهد البيت البويهي صراعا بين رجاله
الذين شاركوا فى بنائه ، وغلبت المطامع عليهم ، فطمع بعضهم فى بعض ، حتى لقد بلغ
من عضد الدولة أن طمع فى ملك العراق وكان من نصيب ابن عمه بختيار ، فتربص به
الدوائر ، وما زال به بين تهديد وإغراء حتى سلّم له بختيار بملك العراق ، فدخل عضد
الدولة بغداد ظافرا ، وأمر بابن بقية وزير بختيار أن يلقى بين قوائم الفيلة لتقتله
، وصلب الوزير على رأس الجسر ، وهو الوزير الذي رثاه الشاعر الأنبارى بقصيدته
المشهورة التي مطلعها :
|
علو فى الحياة وفى الممات
|
|
لحقّ أنت إحدى المعجزات
|
ولم يكن صمصام الدولة بأسعد حظا من بختيار
، فقد اضطرب عليه أمر العراق حين خرج عليه أخوه شرف الدولة وناصبه العداء وقطع
الخطبة باسمه ، وهزم الجيش الذي سيره إليه. وانتهى الخلاف بين الأخوين بأن أصبح
شرف الدولة سلطانا على العراق ، فدخل بغداد سنة ٣٧٦ ه ، ولما توفى سنة ٣٧٩ ه
تولى العراق بعده أخوه بهاء الدولة. ولم يهدأ له الأمر ، فقد خرج عليه أقاربه وأهل
بيته من بنى بويه ، وحاولوا نزع السلطان منه ، ولكنه انتصر عليهم.
وبهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي هذا
هو سلطان العراق الذي اتصل به الشريف الرضى ، ومدحه مدائح جيادا ، وأطال القصائد
فى مدحه. وطال الأمد ببهاء الدولة وهو ملك على العراق من سنة ٣٧٩ ه إلى سنة ٤٠٣ ه
ـ أي ما يقرب من أربعة وعشرين عاما ، والشريف الرضى دائم الصلة به ، مجوّد المدائح
فيه ، مطيل الثناء عليه ، محسن الدعابة معه ... فيخاطبه تارة بالشعر الوحشي ،
وأخرى بالقصائد الإنسية ، ويرق فى المديح فيقول مهنئا إياه بعيد المهرجان سنة ٤٠٠
ه :
|
انج من روعات أيا
|
|
م وغارات خطوب
|
|
باقيا ما اختلف النّو
|
|
ر على الغصن الرطيب
|
|
هزّه الريح سليما
|
|
من وصوم وعيوب
|
|
لالقاك الخطب إلا
|
|
راميا غير مصيب
|
|
كلما أفنيت عقبا
|
|
جاد دهر بعقيب
|
|
مهرجان عاد إلما
|
|
م محب بحبيب
|
|
وافدا جاء من الإقبا
|
|
ل فى زور غريب
|
|
إن ريب الدهر أمسى
|
|
لك مأمون المغيب
|
ويقول من قصيدة أخرى مادحا إياه وشاكرا
له على تلقيبه « بالرضى ذى الحسين » وذلك سنة ٣٩٨ ه :
|
رفعت اليوم من قدرى
|
|
و أوطأت العدا عقبى
|
__________________
|
و وسّعت لى الضّيق
|
|
إلى المضطرب الرحب
|
|
و زاوجت لى الطّول
|
|
زواج الماء للعشب
|
|
فكم من نعمة منك
|
|
كعرف المندل الرطب
|
|
أتتنى سمحة القود
|
|
ذلولا سهلة الرّكب
|
|
مهنّاة كما ساغ
|
|
زلال البارد العذب
|
|
و ما إنعامك الغمر
|
|
بزوّار على الغبّ
|
ويظل الشريف الرضى على ولائه ووده
وإخلاصه لبهاء الدولة البويهي حتى يموت سنة ٤٠٣ ه ، فيرثيه بقصيدة يقول منها :
|
رزيئة لم تدع شمسا ولا قمرا
|
|
و لا غماما ولا نجما ولا فلكا
|
|
لو كان يقبل من مفقودها عوض
|
|
لأنفق المجد فيها كل ما ملكا
|
|
لا يبعد الله أقواما رزئتهم
|
|
لو ثلموا من جنوب الطّود لانتهكا
|
|
فقدتهم مثل فقد العين ناظرها
|
|
يبكى عليها بها ، يا طول ذاك بكا !
|
|
لا تبصر الدهر بعد اليوم مبتسما
|
|
إن الليالى أنست بعده الضحكا ...
|
هذا هو الوضع السياسى للعراق فى العصر
الذي عاش فيه الشريف الرضى ، وهو وضع يبين لنا ضعف الخلافة العباسية من ناحية ،
ونفوذ بنى بويه وسلطانهم ونزعهم السلطة من أيدى الخلفاء من ناحية ثانية ، كما يصور
لنا مطامع بنى بويه ومنافسات بعضهم لبعض على السلطان ، وائتمار الأخ حتى على أخيه
من ناحية ثالثة.
ولقد أثرت هذه الاضطرابات السياسية ،
والمؤامرات والفتن والدسائس بين أبناء بويه من ناحية ، وبينهم وبين العباسيين
والأتراك من ناحية أخرى ، كما أثرت الخلافات والمنازعات
بين السنيين
والشيعيين من ناحية ثالثة ـ أقول أثر ذلك كله فى الاستقرار السياسى والاجتماعى فى
العراق جملة ، وفى بغداد على جهة الخصوص. فلقد شهدت طفولة الشريف الرضى ـ وهو فى
الثانية من عمره ـ الفتنة الكبرى التي حدثت بالكرخ سنة ٣٦١ ه ، فأرسل أبو الفضل
الشيرازي ـ وزير معز الدولة البويهي ـ من طرح النار على دور أهل الكرخ ، فاحترقت
أموال عظيمة واحترق جماعة من الرجال والنساء والصبيان فى الدور والحمامات. وكان
جملة ما احترق ـ كما يروى المؤرخ ابن الجوزي ـ سبعة عشر ألف إنسان ، وثلاثمائة
دكان ، وثلاثمائة وعشرين دارا ، ودخل فى جملة الإحصاء ثلاثة وثلاثون مسجدا
.
وما من شك فى أن هذا التفكك فى جسم
الخلافة العباسية كان سببا فى اجتراء الأجانب عليها ، وطمع الأعاجم فيها ،
ومهاجمتهم لها. أ لم يشهد مولد الشريف الرضى سنة ٣٥٩ ه دخول الروم أنطاكية
الإسلامية ، فملكوا البلد ، وأخرجوا الشيوخ والعجائز والأطفال على وجههم حيث شاءوا
، وأخذوا الشباب من النساء والغلمان والصبيان فحملوهم على وجه السبي ، فكان عددهم
أكثر من عشرين ألفا
؟
لقد فزع المسلمون لسقوط أنطاكية فى يد
الروم على هذا النحو الفظيع ، ويروى المؤرخ يحيى بن سعيد أن الناس كان يخيل إليهم
أنها لن تغلب.
ولم يكن سقوط أنطاكية أول صدع فى بناء
الخلافة العباسية ، أو المملكة الإسلامية
__________________
على جهة العموم ـ ففي
سنة ٣٦٤ ه فتحت بعلبك وبيروت. واضطر أهل دمشق المسلمون أن يفتدوا أنفسهم من الروم
بدفع ستين ألف دينار ، يحملونها للروم كل عام.
فى هذا العصر القلق المائج بأحداث كبار
، المرزوء بفتن ومؤامرات لا حد لها ، المنكوب بخلفاء للإسلام بلغوا من الوهن حدا
لا زيادة بعده لمستزيد ، المملوء بأمراء يقتلون أنفسهم وإخوتهم وأبناء عمومتهم
وأهل بيتهم فى سبيل مطامعهم الذاتية ـ فى هذا العصر عاش الشريف الرضى وعاش من قبله
أبوه أبو أحمد الحسين ، فنكب الأب الجليل نكبة بلغت من نفس ابنه الشريف مبلغا
عظيما ، فأنطقته بالشعر البليغ ، والشكوى المريرة ، ولم تصده عن أن يمضى فى العلم
والبحث والدرس والتفقه إلى أجله ، فأمتع الأدب العربي بالروائع الخالدات.
الحياة الأدبية فى
عصر الشريف
كان النصف الثاني من القرن الرابع
الهجري ـ وهو الزمن الذي عاش فيه الشريف الرضى ـ ميدانا للأدب استبق فيه الفحول ،
وقد كان انقسام الدولة العباسية إلى دويلات وإمارات عاملا من عوامل النهضة التي
أخذت تتميز فى هذا العصر ، فقد كان الأمراء ينافس بعضهم بعضا فى تشجيع العلم
والأدب. وانتقلت مراكز التشجيع من قصور الخلفاء إلى دور الأمراء والسلاطين
والوزراء والعمال فى الأقاليم المختلفة ، فهؤلاء البويهيون أسهموا فى النهضة
العلمية الأدبية فى القرن الرابع بما لا يليق بمنصف إغفاله ، فقد كانوا لا
يستكتبون ولا يستوزرون إلا العلماء والشعراء والأدباء. وابن العميد والصاحب ابن
عباد من الوزراء الأدباء المؤيدين لهذه القضية. وقد كان ملوك بنى بويه أنفسهم
مشهورين بميلهم إلى
الأدب والعلم والمساهمة فيهما. وهذا عضد الدولة البويهي المتوفى سنة ٣٧٢ ه شارك
فى عدة فنون من الأدب ، وقرب إليه الأدباء والعلماء وحثهم على التأليف. فألف له
أبو إسحاق الصابي كتاب « الناجي » فى أخبار آل بويه ، وألف له أبو على الفارسي
النحوي المشهور كتاب « الإيضاح » و « التكملة » فى علم النحو ، وقصده فحول الشعراء
فى عصره كالمتنبى والسلامى وغيرهما ، وكان هو نفسه ينظم الشعر الحسن ـ كما ذكر
الثعالبي صاحب يتيمة الدهر ـ كما كان عز الدولة وتاج الدولة بن عضد الدولة من
شعراء بنى بويه.
ومن الوزراء الأدباء الذين ظهروا فى عصر
بنى بويه « ابن العميد » الذي وزر لركن الدولة بن بويه ، « وسابور بن أردشير »
الذي وزر لبهاء الدولة البويهي ، وكان شاعرا أديبا ، وهو الذي أنشأ فى الكرخ خزانة
كتب عظيمة وقفها على إفادة الناس ، ينهلون من منابعها ، ويستخرجون أثمن ما فى
بطونها. وليس يجمل فى هذا المقام أن نغفل « الصاحب ابن عباد » وزير مؤيد الدولة بن
ركن الدولة البويهي ووزير أخيه فخر الدولة ، وكان من المعالم الأدبية الواضحة فى
الأدب العربي.
ولقد بلغت الكتابة فى هذا العصر مبلغا
يدل على ما وصلت إليه البلاغة العربية تطبيقا لا نظريا ، واشتهرت الرسائل فى هذا
العصر بالجمال وبلوغها قمة الفن الأدبى ، ووصولها بالبيان العربي المشرق إلى
الغاية التي عدت آية فى التعبير الجميل. وكانت البلاغة وحدها سبيل الكتاب إلى أكبر
المناصب مهما اختلفت ديانتهم ، فالصابى الكاتب المترسل البليغ قلد ديوان الرسائل
ببغداد ، مع أنه كان على دين الصابئة ولم يدخل فى الإسلام ، ولما مات هذا الكاتب
العبقري على دينه المخالف للإسلام لم يمنع
ذلك الشريف الرضى ـ
وهو نقيب العلويين ـ أن يرثيه رثاء بليغا متفجعا ، فقال فيه :
|
ثكلتك أرض لم تلد لك ثانيا
|
|
أنّى ومثلك معوز الميلاد ؟
|
|
من للبلاغة والفصاحة إن همى
|
|
ذاك الغمام وعبّ ذاك الوادي ؟
|
|
من للملوك يحز فى أعدائها
|
|
بظبا من القول البليغ حداد ؟
|
ولقد أحس الصابي نفسه قدر نفسه ومنزلته
فى البلاغة فقال مفتخرا :
|
و قد علم السلطان أنى أمينه
|
|
و كاتبه الكافي السديد الموفق
|
|
فيمناى يمناه ، ولفظى لفظه
|
|
و عينى له عين بها الدهر يرمق
|
|
ولى فقر تضحى الملوك فقيرة
|
|
إليها لدى أحداثها حين تطرق
|
على أن الشريف الرضى نفسه قد أسهم فى
أدب الرسائل ، فقد دارت بينه وبين بعض الأعلام من عصره رسائل أدبية أثبت السيد على
خان المدني المتوفى سنة ١١١٨ ه بعضها فى كتابه ( الدرجات الرفيعة ) ونشر بعضها فى
الأجزاء الأولى من مجلة العرفان التي يصدرها فى صيدا ، إلى اليوم ، الشيخ أحمد
عارف الزين.
وقد أشار ابن النديم فى « الفهرست » إلى
كتاب « مراسلات الشريف الرضى » وهو مما جمعه أبو إسحاق الصابي الذي كان معاصرا
للشريف والذي رثاه شاعرنا بالدالية التي ذكرنا منها الثلاثة الأبيات السابقة
. ولكن كتاب الصابي هذا لا يزال سرا فى ضمير الغيب.
__________________
فالشريف الرضى لا يقف بالشعر وحده فى
النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ، وإنما كان منشئا مترسلا بليغا لا يقل عن
كبار المترسلين فى عصره ، من أمثال أبى الفضل بن العميد المتوفى سنة ٣٦٠ ه ، وأبى
بكر الخوارزمي المتوفى سنة ٣٨٣ ه ، وأبى إسحاق الصابي المتوفى سنة ٣٨٤ ه ،
والصاحب بن عباد المتوفى سنة ٣٨٥ ه ، وبديع الزمان الهمذاني المتوفى سنة ٣٩٨ ه ،
وأبى الفتح البستي المتوفى سنة ٤٠٠ ه ، وأبى الفضل الميكالى المتوفى سنة ٤٣٦ ه .
ولقد ازدهر عصر الشريف الرضى بجماعة من
الأدباء والنقاد ، فوق كتّاب الرسائل البلغاء الذين سبق القول عنهم ، كأبى على
التنوخي صاحب كتاب « الفرج بعد الشدة » و « المستجاد من أفعال الأجواد » و « نشوار
المحاضرة » وقد توفى سنة ٣٨٤ ه ، وأبى هلال العسكري المتوفى سنة ٣٩٥ ه ، وهو
صاحب كتاب « الصناعتين » و « ديوان المعاني » وغيرهما ، وكالشريف المرتضى ـ أخى
الشريف الرضى ـ وقد توفى سنة ٤٣٦ ه ، وهو صاحب كتاب « الدرر والغرر » الذي طبع
باسم أمالى السيد المرتضى ، وكالآمدى المتوفى سنة ٣٧١ ه ، وهو صاحب كتاب «
الموازنة بين أبى تمام والبحتري » وغيرهم.
* * *
أما النحاة واللغويون فى عصر الشريف
الرضى ، فكان على رأسهم ابن خالويه المتوفى سنة ٣٧٠ ه . وابن جنى المتوفى سنة ٣٩٢
ه وقد قرأ عليه أبو على الفارسىّ والشريف الرضى ـ كما سبق القول. وأبو سعيد
السيرافي المتوفى سنة ٣٦٨ ه وقد تتلمذ عليه الشريف الرضى ـ كما أسلفنا ـ وأبو على
الفارسي المتوفى سنة ٣٧٧ ه . والرماني المتوفى سنة ٣٨٤ ه.
والربعي المتوفى سنة
٤٢٠ ه وكان من شيوخ الشريف فى النحو ، وأبو الحسين أحمد بن فارس المتوفى سنة ٣٩٠
ه ، وهو صاحب « المجمل
» و « مقاييس اللغة » . والأزهرى صاحب « التهذيب » المتوفى سنة ٣٧٠ ه . والجوهري
أبو نصر إسماعيل بن حماد المتوفى سنة ٣٩٨ ه ، وهو صاحب كتاب « الصحاح » المشهور
فى اللغة الذي لخصه محمد بن أبى بكر الرازي ـ من علماء القرن الثامن ـ وسماه «
مختار الصحاح » .
هذا هو مجمل الخطوط الأدبية فى عصر
الشريف الرضى. على أننا قد تركنا حركة الشعر والشعراء فى هذا العصر ، إيثارا
للحديث عنها حديثا خاصا يتناسب مع مكانة الشريف الشعرية ، ومع مكانته شاعرا أكثر
من مكانته كاتبا مترسلا مصنفا ...
الشعر والشعراء فى
عصر الشريف
ذهب النصف الأول من القرن الرابع الهجري
بجماعة من الشعراء منهم أبو الحسن على بن محمد المعروف بابن بسام المتوفى سنة ٣٠٢
ه ، والخبز أرزى المتوفى سنة ٣١٧ ه ، وأبو بكر بن العلاف المتوفى سنة ٣١٨ ه ،
وهو صاحب القصيدة فى رثاء الهر التي يقول فيها : « يا هرّ فارقتنا ولم تعد » .
وأبو الطيب المتنبي المتوفى سنة ٣٥٤ ه . وأبو فراس الحمداني المتوفى سنة ٣٥٧ ه ،
وأبو الفتح كشاجم المتوفى سنة ٣٦٠ ه . والسرى الرفاء المتوفى سنة ٣٦٢ ه . وابن
هانئ الأندلسى المتوفى سنة ٣٦٣ ه وهو الذي أسف المعز
__________________
لدين الله الفاطمي
لوفاته وقال : هذا رجل كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق.
ولقد ترك بعض هؤلاء الشعراء دويّا فى
آذان الزمان كالمتنبى وابن هانئ ، كما ترك من قبلهما ـ فى القرن الثالث الهجري ـ
أبو تمام والبحتري جلجلة فى سمع الدنيا.
وجاء النصف الثاني من القرن الرابع فظهر
فيه حفنة من الشعراء ، منهم أبو الفرج محمد ابن أحمد الوأواء المتوفى سنة ٣٩٠ ه ،
وأبو الحسن محمد عبد الله السلامى المتوفى سنة ٣٩٣ ه ، وأبو الفرج الببغاء
المتوفى سنة ٣٩٨ ه ، وأبو العباس أحمد بن محمد النامي المتوفى سنة ٣٩٩ ه ، وابن
نباتة السعدي المتوفى سنة ٤٠٥ ه . ـ وهو غير ابن نباتة المصري من شعراء القرن
الثامن ، وغير ابن نباتة الفارقي الخطيب الذي تتلمذ له الشريف الرضى ـ وصريع
الدلاء المتوفى سنة ٤١٢ ه ، ومهيار الديلمي المتوفى سنة ٤٢٨ ه . وأبو العلاء
المعرى المتوفى سنة ٤٤٩ ه .
وقد تأخر الأجل بالثلاثة الأخيرين
فعاشوا بعد وفاة الشريف الرضى ، بل امتد العمر بالمعري إلى نصف القرن الخامس
تقريبا. ولكنهم على كل حال تعاصروا مع الشريف واتصلوا به ، واتصل بهم.
ولما مات الشريف رثاه مهيار الديلمي
بقصيدتين يقول فى أولاهما :
|
بكت السماء له وودت أنها
|
|
فقدت غزالتها ولما يفقد
|
|
و الأرض وابن الحاج سدت سبله
|
|
و المجد ضيم فما له من منجد
|
|
و بكاك يومك إذ جرت أخباره
|
|
ترحا وسمّى بالعبوس الأنسكد
|
|
صبغت وفاتك فيه أبيض فجره
|
|
يا للعيون من الصباح الأسود !
|
ويقول فى الثانية :
|
فضّ الحمام إليك حلقة هيبة
|
|
ما خلت حادثة تفض ختامها
|
|
و استعجلتك يد المنون بحثّها
|
|
قبل السنين وما اطلعت تمامها
|
|
أبكيك للدنيا التي طلقتها
|
|
و قد اصطفتك شبابها وعرامها
|
|
و رميت غاربها بفضلة معرض
|
|
زهدا وقد ألقت إليك زمامها
|
* * *
|
فبرغم أنفى أن أبثك لوعتى
|
|
و الأرض قد بثّت عليك رغامها
|
|
و أبى الوفاء ـ إذا الرجال تحرجت
|
|
حنث اليمين فحلّلت أقسامها ـ
|
|
لأساهرنّ الليل بعدك حسرة
|
|
إن ليلة عابت حزينا نامها
|
|
و لأبدلن الصبر عنك بقرحة
|
|
فى الصدر لا يجد الدواء لحامها
|
|
أبكى لأطفئها وأعلم أننى
|
|
بالدمع محتطب أشبّ ضرامها
|
ومن الشعراء الذين عاصروا الشريف الرضى
شاعران أخرجهما الهزل وروح المعابثة عن أن يذكرا فى مواطن الجد ، ولكنهما لا يتخلف
ذكرهما فى معرض التاريخ للشعر العربي فى النصف الثاني من القرن الرابع ، وهما ابن
سكرة الهاشمي ، وابن حجاج
__________________
اللذان شغلا الناس فى
عصرهما بقصائد خليعة ما جنة تحدث الناس بها ، واتخذوها سمرا لهم.
على أن أعجب ما فى حكاية هذا الشعر
الماجن أن الشريف الرضى أعجب به ـ جريا على ذوق عصره ـ فاختار من شعر ابن حجاج
كتابا سماه « الحسن من شعر الحسين » ، ولعل هذا الاختيار كان رد فعل لما كان فى
نفس الشريف من سخط على مجتمع لا يحفل بالشعر الجاد الرصين ، فلجأ إلى شاعر هازل
ليختار أحسن ما فى شعره ... وهو اختيار على كل حال لا يسوغ لنا إعجاب الشريف الرضي بشعراء العبث
والمجون مع كثرة منادحه فى اختيار شعر الجادين من الشعراء. وقد يكون الشريف الرضى
من المعجبين حقا بظرف الشاعر ابن حجاج فى عصر اضطرت فيه قسوة الحوادث الناس إلى أن
يتخففوا من وقارهم وجد زمانهم ، وأن يفيدوا طباعهم المكدودة بالجد راحة. ولعل
مرثية الشريف لابن حجاج تؤكد لنا هذا المعنى حين يقول :
|
فزل كزيال الشباب الرطي
|
|
ب خانك يوم لقاء الغواني !
|
|
ليبك الزمان طويلا عليك
|
|
فقد كنت خفة روح الزمان ! !
|
* * *
وقد امتاز الشريف الرضى من شعراء عصره
بتلك العفة اللفظية التي تطبع شعره الكثير الفياض. فلا تراه فى شعره مفحشا ، ولا
نابيا ، ولا سليطا ، ولا ماجنا.
وقد لفتت هذه الحقيقة نظر المستشرق «
آدم متز » فقال
: [ ولم يكن يخرج من فم هذا الرجل النبيل حقا كلمة واحدة من تلك الكلمات القبيحة
التي يتلفظ بها السوقة ، والتي
__________________
نرى أمثالها عند
الصابي صاحب الرسائل ، وعند الوزير المهلبي ، وعند الوزير الصاحب بن عباد. وإذا
كان غيره من الشعراء قد استباحوا لأنفسهم من الذم كل قبيح ، فإننا لا نجد للشريف
الرضى فى باب الهجاء أقوى من ذم لمغن بارد قبيح الوجه. وهو :
|
تغثى بمنظره العيون إذا بدا
|
|
و تقىء عند غنائه الأسماع
|
|
أشهى إلينا من غنائك مسمعا
|
|
زجل الضراغم بينهن قراع ]
|
وإذا أخرجنا أبا العلاء المعرى من مجال
الموازنة فى العصر الذي عاش فيه الشريف الرضى فإن شاعرنا يحتل أعلى مكان فى النصف
الثاني من القرن الرابع ، ففي شعره ذلك النفس العربي الكريم ، وتلك العزة العربية
الغلباء التي انحدرت إليه من أصلاب البيت العلوي ، وذلك المجد والعلا اللذان كثيرا
ما دارا فى شعره ، حتى ليخيل إلى القارئ أن المعالي كانت دائما على مهامس شفتيه.
وهو فوق ذلك وصاف بارع ، غزل رقيق الغزل ، وفيّ محسن الوفاء ، راث مجيد الرثاء.
وهو فوق ذلك كثير الحكمة يسوقها فى شعره
سوقا ، ويرسلها إرسالا ، إلا أن أمثاله وحكمه لم تشتهر شهرة أمثال المتنبي وحكمه ،
لأن أمثال أبى الطيب فيها من عناصر السيرورة والسهولة ما يجعلها تدور على الألسن
كل مدار.
أما أمثال الشريف الرضى وحكمه فكانت
تحتاج إلى إعمال الخاطر ، وقدح الذهن ، وذلك يتجافى وانتشار الأمثال.
__________________
الشريف الرضى بين أهل
السنة والشيعة
قضى الله أن يكون الشريف الرضى فى عصر
استحكمت فيه أسباب الخلاف بين أهل السنة والشيعة ، ولقد سبق أن أشرنا إلى أنه شهد
فى السنة الثانية من طفولته تلك الفتنة المروعة التي حدثت بالكرخ واحترقت فيها دور
ودكاكين وأناسى كثيرون. ولم تكن الفتن المذهبية متركزة فى مكان بعينه ، ولكنها
كانت فى العراق كله ، بل فى مدن كثيرة من بلاد فارس. وكانت كل مدينة تتلون بلون
مذهبى خاص ، فكان فى مدينة « قم » غلاة من الشيعة ، وكانت أصفهان مثلا يغلب عليها
مذهب أهل السنة ، وكان يكفى أن يقال مثلا إن شيعيا سب الصحابة أو بعضهم ، أو أن
سنيا غالى فى مدح معاوية ، فتقوم من أجل ذلك فتنة لا قبل بإطفائها. والوقائع فى
ذلك كثيرة لا ينقصنا استحضارها الآن للاستشهاد ، ولكن الخير أن يلقى على ذلك كله
ستار من النسيان لأما للجراح ، ورأبا للصدوع.
لقد تعرض كثير من الأشخاص للأذى من جراء
هذه الفتن المذهبية التي لا طائل تحتها ، فوق ما تعرضت له المدن والجماعات من
أحداث جسام. فلقد قبض معز الدولة بن بويه على الخليفة المستكفى ، وأنزله من على
عرشه بصورة مهينة ، لأن المستكفى اتهم بأنه كان قد قبض على رئيس الشيعة.
وبلغ من اشتداد النزاع بين هاتين
الفرقتين من فرق المسلمين أن الفتنة التي قامت ببغداد سنة ٣٤٩ ه تعطلت من أجلها
صلاة الجمعة بمساجد أهل السنة.
ولعل نظرة على أحداث ذلك القرن عاما
عاما فى كتاب « المنتظم » أو « الكامل »
أو « تجارب الأمم »
ترينا كيف استحالت الحياة بين الإخوة المسلمين إلى حرب عصبية مذهبية لم يكن من
الحكمة قيامها.
ويروى ابن الجوزي صاحب المنتظم
» فى حوادث سنة ٣٩٨ ه نبأ الفتنة التي جرت بين أهل الكرخ والفقهاء بقطيعة الربيع
، وكان سببها أن بعض الهاشميين من أهل باب البصرة تعرضوا بمحمد بن النعمان ـ فقيه
الشيعة المعروف بابن المعلم ـ تعرضا امتعض له أصحابه من الشيعة ، الذين ساروا
واستنفروا أهل الكرخ دفاعا عن فقيههم ... ثم صاروا إلى دار القاضي أبى محمد بن
الأكفانى وأبى حامد الأسفرائينى ـ وهما من علماء السنة ـ فسبوهما وطلبوا من
الفقهاء المواقعة بهم. وازدادت نار الفتنة اشتعالا حين قصد أحداث الكرخ باب دار
أبى حامد الأسفرائينى ، فانتقل عنها ونزل دار القطن. وبلغت الحوادث حدا أحفظ
الخليفة ، فأرسل الحرس الذين حول بابه لمعاونة أهل السنة. واجتمع أشراف الكرخ
وتجارها إلى دار الخليفة القادر ، فسألوه العفو عما فعل السفهاء والأحداث الأغرار
فعفا عنهم.
وفى غمار هذه الأحداث والفتن عاش الشريف
الرضى ، ولكنه كان أبعد ما يكون عن التعصب ، وكان فيه من سماحة الرأى ، ورحابة
الصدر واتساع النظر ما باعد بينه وبين الخوض فى غمرات لم تكن من مصلحة الأمة
الإسلامية فى قليل ولا كثير.
ويحدثنا السيد محمد المشكاة فى مقدمة
النسخة المصورة من « تلخيص البيان » بأن مؤلف هذا الكتاب هو الشيعي الخالي عن
التعصب
.
__________________
وأدرك المرحوم الدكتور زكىّ مبارك ذلك
وهو يتحدث عن الشريف فى كتابه فقال : ( والواقع أن الشريف كان قليل الرعاية للعصبية المذهبية ، والظاهر أنه كان حر
العقل إلى حد بعيد )
.
والحق أن الشريف الرضى قد ورث السماحة
والبعد عن التعصب البغيض من أبيه أبى أحمد الحسين بن موسى الذي كان يقوم دائما
بدور المصلح الموفق بين المتخاصمين ، وكثيرا ما التجأ إليه الخائف فوجد الأمن فى
كنفه ، فإن ابن الجوزي يحدثنا أنه فى سنة ٣٦١ ه وردت كتب الحاج بأن بنى هلال
اعترضوا الحجاج فقتلوا منهم خلقا كثيرا ، فبطل الحج ذلك العام ، ولم يسلم إلا من
مضى مع الشريف أبى أحمد الحسين الموسوي على طريق المدينة ، وتم حجهم
ولما اختلف الملكان الأخوان بهاء الدولة
بن عضد الدولة بن بويه ، وصمصام الدولة ابن عضد الدولة بن بويه سافر والد الشريف
الرضى إلى فارس ليصلح بين الأخوين المتنازعين ، وليوفق بين غاياتهما التي أدت إلى
النزاع بين العسكرين الفارسي والبغدادي. وقد انحدرت هذه النزعة الإصلاحية الموفقة
إلى أبناء أبى أحمد الحسين الموسوي والد الشريفين ، الرضى والمرتضى. ففي أحداث سنة
٤٢٠ ه ـ أي بعد وفاة الرضى بأربعة عشر عاما ـ نرى أخاه الشريف المرتضى يذهب مع
قوم من مشايخ أهل الكرخ إلى دار الخليفة القادر العباسي فيعتذرون من جناية مذهبية
قام بها أحداث الكرخ من أبناء الشيعة
__________________
لهذا لم يكن غريبا على الشريف الرضى أن
يرث التسامح واتساع الأفق الديني عن أبيه السمح الموفق. وقد كانت تلمذته ودراسته
على مشايخه دليلا على رحابة أفقه المذهبى. فقد كان من شيوخه أبو حفص عمر بن
إبراهيم الكناني ، وقد روى عنه الحديث ، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأسدي
الأكفانى. وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المتوفى سنة ٣٩٣ ه ، وكان
فقيها على مذهب الإمام مالك ، وكان ـ بشهادة المؤرخ ابن الجوزي ـ شيخ الشهود
ومقدمهم ، كما كان كريما مفضلا على أهل العلم
.
وكانت علاقة الشريف الشيعي بهذا الأستاذ
السنى علاقة الابن بأبيه. وقد روى ابن الجوزي أن الشريف قرأ على هذا الشيخ القرآن
، فقال له يوما : أيها الشريف ! أين مقامك ؟ فقال : فى دار أبى بباب المحول ، فقال
له : مثلك لا يقيم بدار أبيه ، ونحله الدار التي بالبركة فى الكرخ ، فامتنع الرضى
، وقال : لم أقبل من غير أبى قط شيئا ! فقال له : حقى عليك أعظم لأننى حفظتك كتاب
الله ، فقبلها
.
والحق أننا لم نلحظ فيما كتبه الشريف
الرضى أو نظمه أثرا لتعصب ممقوت ، أو لمحة من عصبية ظاهرة ، ولم نر فيه خروجا عن
جادة الحلم والتوقر حين يغضب لعلى بن أبى طالب أو لأبنائه وحفدته من العلويين ،
ولم نلحظ عنده عنفا فى القول ، أو غلاظة فى الدفاع إلا حين تحدث فى « المجازات
النبوية » عن حسان بن ثابت شاعر الرسول والدعوة الإسلامية. فحين أخذ يكشف عن وجوه
المجاز فى قوله عليهالسلام
: ( حسّان حجاز بين المؤمنين والمنافقين ، لا يحبه منافق ولا يبغضه مؤمن ) بدأ
يقول : [ وهذا
__________________
الكلام عندنا فى حسان
متعلق بوقت مخصوص ، وهو زمن النبي صلىاللهعليهوآله
، فأما حين ظاهر أمير المؤمنين عليهالسلام
بعداوته ، ورماه بمعاريض القول فى أشعاره ، فقد خرج من أن يكون حجازا بين الإيمان
والنفاق ، وتحيز إلى جانب النقمة والضلال ]
.
ولو أن الشريف الرضى ـ رضى الله عنه ـ
كان من أنصار التعصّب لوجد فى « تلخيص البيان » و « المجازات النبوية » مجالا
فسيحا للتعبير عن تعصبه ، والتنفيس عن صدره ـ لو كان ضائق الصدر ـ ولكنه كان أسمح
من أن يثير مغمزا ، أو يوقظ نائمة ، إلا ما كان من اتهامه حسان بن ثابت ـ رضى الله
عنه ـ بالتحيز إلى جانب النقمة والضلال.
أساتذة الشريف الرضى
رأينا من علاقة الشريف الرضى ببعض
أساتذته وشيوخه ما جعل أستاذه الفقيه المالكي أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري
ينحله دارا له ، فيمتنع الشريف ، لأنه لم يقبل من غير أبيه شيئا ، ولكن الشيخ يدخل
إليه من باب الأبوة الروحية العلمية فيقول له : حقى عليك أعظم من حق أبيك ، فيقبل
الشريف المنحة.
والحق أننا نجد من بر الشريف الرضى
بشيوخه ، وإشادته بذكرهم ، والدعاء لهم فى مصنفاته ، ما يحمل الدلالة على صفة
العرفان بالجميل ، والقدر للمعروف ، وشدة الحفاظ للصنيع.
ولقد جمله الله بالأدب النبوي ، والخلق
العلوي فيما يتصل بأساتذته ، فلا يذكرهم
__________________
فى معرض الاحتجاج
برأيهم إلا مترحما عليهم ، مشيدا بأقدارهم ، فلا يكتفى بأن يقول مثلا : سمعت شيخنا
أبا الفتح ابن جنى ، أو : قال لى الشيخ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي أدام الله
توفيقه ، أو كنت سألت شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي رحمهالله ، أو غير
ذلك مما يفيد قراءته على شيوخه ، ولكنه حين يستحسن قولا لأحد شيوخه أو رأيا لأحد
أساتذته لا ينى عن الإشارة إلى ذلك والإشادة به ، كما صنع مع شيخه أبى الفتح عثمان
بن جنى الذي شرح معنى قولهم : لعمر الله ، أنهم يريدون القسم بالحياة التي يحيى
بها الله ، لا الحياة التي يحيا بها ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ فكأنّ
المقسم إذا أقسم بهذه الحياة دخل ما يخصه منها فى جملة قسمه ، وجرى ذلك مجرى قوله
: لعمرى ، فيصير مقسما بحياته التي أحياه الله بها.
وقد أعجب الشريف الرضى برأى أستاذه ابن
جنى فى هذا التعبير ، فكتب بعد إيراده : ( وكنت أستحسن هذا القول منه جدا ، وله
نظائر كنت أسمعها منه عند قراءتى عليه ، وكان عفا الله عنه كثير الاستنباط للخبايا
، والاستطلاع للخفايا )
فالتلميذ هنا لا يأخذ رأى أستاذه وحسب ، ولكنه يمضى فى استحسانه. ويبالغ فى صفة
هذا الاستحسان بقوله : جدا. ثم يشير إلى نظائر لهذا كان يسمعها منه ، ثم يزيد بأن
شيخه كان كثير الاستنباط والاستطلاع للخفايا. ولو أراد طالب علم أن يكون لسان صدق
لأستاذه وداعية لشيخه ما بلغ ما بلغه الشريف الرضى فى حق شيخه ابن جنى مع بلاغة
الإيجاز.
وقد عرفنا شيوخ الشريف الرضى من إشارته
إليهم فى « تلخيص البيان « والمجازات النبوية » ، أو من إشارة المؤرخين إلى بعضهم
بأنه قرأ عليهم أو أخذ عنهم ، كما فعل
__________________
ابن الجوزي حين أشار
فى « المنتظم » إلى قراءة الشريف الرضى القرآن على الفقيه أبى إسحاق الطبري
المالكي المتوفى سنة ٣٩٣ ه
.
والحق أن الأستاذ الشيخ عبد الحسين أحمد
الأمينى قد زودنا فى كتابه « الغدير » ببضعة عشر شيخا تتلمذ الشريف الرضى عليهم
. وقد وجدنا فى الثبت الذي أورده بأسماء شيوخ الرضى ما لم نجده فيما بين أيدينا من
مراجع. ولعل المصادر الشيعية قد أسعفته بما أبت مصادرنا أن تساعفنا به.
ونحن نذكر هنا هذا الثبت ، ونزيد عليه
ما أمدتنا به المصادر من تراجم حياتهم التي وجدناها مبعثرة متناثرة فى « تاريخ
بغداد » و « المنتظم » و « معجم الأدباء » و « وفيات الأعيان » و « بغية الوعاة »
و « النجوم الزاهرة » و « الكامل » وغيرها من مراجع الطبقات والتراجم والتاريخ :
(١) ـ السيرافي النحوي ، وهو أبو سعيد
الحسن بن عبد الله بن المرزبان ، سكن بغداد ، وتولى القضاء فيها. وكان ثقة فى القراءات
وعلوم القرآن والفقه واللغة والنحو وغيرها ؛ وكان من أعلم الناس بمذهب البصريين فى
النحو ، أما فى الفقه فكان ينتحل مذهب أهل العراق. ولقد تعفف عن الكسب إلا من عمل
يده ، فكان ينسخ فى كل يوم عشر ورقات ليأخذ عليهن أجرا قدره عشرة دراهم ، وهن قدر
مئونته. وتوفى سنة ٣٦٨ ه . ومن هذا نعلم أن الشريف تتلمذ له وهو قبيل التاسعة من
عمره.
__________________
(٢) ـ أبو الفتح عثمان بن جنى الموصلي ،
كان إماما فى النحو والعربية ، وله شعر ذكر بعضه ياقوت فى معجمه الذي يشتمل على
ترجمة مطولة له. وقد روى شعر المتنبي وشرحه ، وكان المتنبي يقول : ابن جنى أعرف
بشعرى منى ، ولما مات المتنبي رثاه ابن جنى بقصيدة أولها :
|
غاض القريض وأذوت نضرة الأدب
|
|
و صوّحت بعد رى دوحة الكتب
|
وقد صحب ابن جنى أبا على الفارسي أربعين
سنة ، فلما مات أبو على تصدر عنه أبو الفتح فى مجلسه ببغداد. وتوفى سنة ٣٩٢ ه
فرثاه تلميذه الشريف الرضى بقصيدة رصينة محكمة النسج يقول فيها :
|
فمن للمعانى فى الأكمّة ألقيت
|
|
إلى باقر غيث المعاني وفاتق
|
|
يطوّح فى أثنائها بضميره
|
|
مرير القوى ، ولّاج تلك المضايق
|
|
تسنّم أعلى طودها غير عاثر
|
|
و جاوز أقصى دحضها غير زالق
|
ولم يكتف الشريف الرضى بحسن الإشارة إلى
أستاذه ابن جنى فى مصنفاته ، ولكنه مدحه بشعره ، عرفانا بقدره فى البلاغة ،
ومنزلته فى الفصاحة ، فقال من قصيدة :
|
فدى لأبى الفتح الأفاضل إنه
|
|
يبر عليهم إن أرمّ وقالا
|
|
إذا جرت الآداب جاء أمامها
|
|
قريعا ، وجاء الطالبون إفالا
|
|
فتى مستعاد القول حسنا ولم يكن
|
|
يقول محالا ، أو يحيل مقالا
|
|
ليقرى أسماع الرجال فصاحة
|
|
و يورد أفهام العقول زلالا
|
|
و يجرى لنا عذبا نميرا وبعضهم
|
|
إذا قال أجرى للمسامع آلا.
|
(٣) ـ أبو على الحسن بن أحمد الفارسي ،
وقد أجازه فى كتابه المسمى « بالإيضاح »
كما ذكر ذلك الشريف
فى « المجازات النبوية » ، وكان يسمع من شيخه ابن جنى الذي كان ينشده عن أبى على
الفارسي ، كما فى « تلخيص البيان » فى مجازات سورة طه ، وسورة ص. وأبو على أحد الأئمة
فى علم العربية ، زار كثيرا من بلاد المملكة العربية الإسلامية ، فدخل بغداد ،
وقدم حلب وأقام مدة عند سيف الدولة بن حمدان. ودخل فارس فاتصل بعضد الدولة بن بويه
؛ وصنف له كتاب « الإيضاح » فى قواعد العربية. وصحبه ابن جنى أربعين عاما كما سلف
القول. وتوفى سنة ٣٧٧ ه .
(٤) ـ القاضي عبد الجبار أبو الحسن بن
أحمد الشافعي المعتزلي ، ويروى الشريف عنه قائلا : ( وفيما علقته عن قاضى القضاة
أبى الحسن عبد الجبار بن أحمد أدام الله توفيقه ) وقد ذكره الشريف فى « تلخيص
البيان » فى مجازات سورة الكهف ، كما ذكره فى « المجازات النبوية » فى بيان المجاز
فى قوله صلىاللهعليهوسلم
: ( الأيدى ثلاث : فيد الله العليا ، ويد المعطى بلغ قبالا الوسطى ، ويد السائل
السفلى ) واسم هذا القاضي عبد الجبار وكنيته أبو الحسن كما فى « المجازات النبوية
» و « تلخيص البيان » . وفى الأعلام للزركلى كنيته أبو الحسين. وكان شيخ المعتزلة
فى عصره ، ويلقبونه بقاضى القضاة ولا يطلقون هذا اللقب على غيره. وتوفى بالري سنة
٤١٥ ه . ولم يذكره ابن الجوزي فى وفيات كتابه. وقد دلنا الشريف الرضى فى «
التلخيص » على أنه قرأ عليه كتابه المسمى « تقريب الأصول » كما دلنا فى « المجازات
النبوية » على أنه قرأ عليه كتابه المسمى « شرح الأصول الخمسة » .
(٥) ـ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي ،
وكان شيخه فى الفقه. وإليه يشير فى « المجازات النبوية » قائلا : ( وكنت سألت
شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي ـ رحمهالله ـ عند انتهائي فى القراءة عليه
إلى هذه المسألة من كتاب الطهارة ) ـ وهى مسألة
الشرب فى آنية الذهب
والفضة ـ كما يشير إليه فى « تلخيص البيان » فى مجازات سورة ص قائلا : ( وقال لى
الشيخ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي أدام الله توفيقه ) . والخوارزمي هذا ـ كما
يقول الخطيب البغدادي ـ هو شيخ أهل الرأى وفقيههم ، وقد انتهت إليه الرئاسة
والفتوى فى مذهب الإمام أبى حنيفة. وكان لا يميل إلى مباحث علم الكلام ويقول :
ديننا دين العجائز ، ولسنا من الكلام فى شىء. وقيل فيه : ما شاهد الناس مثله فى
حسن الفتوى ، والإصابة فيها ، وحسن التدريس ، وقد دعى إلى ولاية الحكم مرارا
فامتنع منه. وتوفى سنة ٤٠٣ ه ودفن بمنزله بدرب عبدة ببغداد ، ثم نقل بعد بضع
سنوات إلى تربة فى سويقة غالب
.
(٦) ـ أبو القاسم عيسى بن على بن عيسى
بن داود بن الجراح. وقد أشار إليه فى « المجازات النبوية » فى مجاز قوله عليهالسلام : ( الخلق عيال الله
عزوجل
، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله ) وقال عنه : ( أخبرنا بهذا الحديث أبو القاسم عيسى
بن على بن عيسى بن داود ابن الجراح فى جملة ما أخبرنا به من الأحاديث ) . وأبو
القاسم هذا ممن ترجم لهم الخطيب فى « تاريخ بغداد
» وابن الجوزي فى « المنتظم
» . وكان ثبت السماع صحيح الكتاب ، وأملى الحديث ، وكان عارفا بالمنطق ، ومن هنا
رمى باشتغاله بشيء من مذاهب الفلاسفة. وكان ينظم الشعر ، ومن شعره ما يدل على
نزعته العلمية كقوله :
|
رب ميت قد صار بالعلم حيا
|
|
و مبقّى قد حاز جهلا وغيا
|
|
فاقتنوا العلم كى تنالوا خلودا
|
|
لا تعدوا الحياة فى الجهل شيا
|
ويظهر من النادرة التالية أنه كان يتجمل
فى حياته ، وأنه على الرغم من ضيق العيش كان
__________________
يتجلد. فقد خرج يوما
إلى جماعة من أصحابه فقال : الله بيننا وبين على بن الجهم ، فقيل له : ومن هو على
بن الجهم ؟ قال الشاعر. قيل : وقد رآه السيد ؟ قال : لا ! ولكن له بيت آذانا به.
وأنشد هذا البيت :
|
و لا عار إن زالت عن الحر نعمة
|
|
و لكن عارا أن يزول التجمل
|
ويظهر أنه كان غرضا لسهام الزمان ، فقد
حدث أبو محمد الجوهري قال : انقطعت عن زيارة أبى القاسم عيسى بن على ، ثم قصدته ،
فلما نظر إلىّ قال :
|
رأيت جفاء الدهر لى فجفوتنى
|
|
كأنك غضبان علىّ مع الدهر
|
وتوفى أبو القاسم سنة ٣٩١ ه ودفن فى
داره ببغداد.
(٧) ـ عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرئ بن
حفص الكناني ، وقد أشار إليه الشريف فى « المجازات النبوية » وهو يتحدث عن المجاز
فى قوله عليهالسلام
: ( الخمر أم الخبائث ) ، وقد سمع الشريف هذا الحديث منه فى جملة ما رواه له من
الأحاديث. وأبو حفص ـ كما يذكر الخطيب البغدادي ـ كان من رجال الحديث ، وقيل إنه
كان ثقة فيه ، وذكره ابن أبى الفوارس فقال : كان لا بأس به. وذكر صاحب « تاريخ
بغداد » عن العتيقى خبر وفاته فى سنة ٣٩٠ ه . أما النسبة « الكتاني » ففي «
المجازات النبوية » ، « والغدير » أنها الكناني بنونين ، وفى « المنتظم » « وتاريخ
بغداد » الكتاني ، بالتاء أولا والنون ثانيا.
(٨) ـ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن
محمد الطبري الفقيه المالكي ، ولم يذكره الشريف الرضى فى واحد من كتابيه فى
المجازات ، ولكن ابن الجوزي ذكر فى تاريخه فى وفيات سنة ٣٩٣ ه . وقال إن الرضى
قرأ عليه القرآن ، وهو صاحب قصة منحه الدار بماله من حق الأبوة
الروحية عليه وهى
أعظم من أبوة النسب. وأبو إسحاق كان فقيها مالكيا من المعدلين ـ أي القائلين
بالعدل على الله ـ وكان فوق منزلته العلمية كريما مفضلا على أهل العلم ، وقصته مع
الشريف هى دليل الكرم والإفضال من الأستاذ إلى تلميذه. وقد نقل ابن الجوزي من
أخباره أكثر ما كتبه عنه صاحب « تاريخ بغداد » الذي يذكر أنه كان حسن المعاشرة ،
جميل الأخلاق ، وأن داره كانت مجمع أهل القرآن والحديث.
(٩) ـ أبو الحسن على بن عيسى الربعي كما
ذكره الشريف الرضى فى « المجازات النبوية » فى البيان عن المجاز فى حديثه صلىاللهعليهوسلم المتعلق بالزواج بعد
الطلاق ثلاثا. والربعي ـ كما يقول السيوطي فى بغية الوعاة ـ أحد أئمة النحويين
وحذاقهم الجيدى النظر الدقيقي الفهم والقياس ، وكان تلميذا للسيرافى فى النحو ، ثم
رحل إلى شيراز ، فلازم أبا على الفارسي عشر سنين
ثم رجع إلى بغداد حيث مات بها سنة ٤٢٠ ه أما أبو الحسن على بن عيسى الرماني ، فلم
يكن شيخا للشريف الرضى بالذات وإنما كان شيخه بالواسطة. فقد كان شيخه أبو بكر محمد
بن موسى الخوارزمي يروى له عنه ـ كما ذكر ذلك الشريف فى « التلخيص » فى سورة ص ـ
ولا ندرى لما ذا لم يأخذ الشريف الرضى عن على بن عيسى الرماني مباشرة كما أخذ عن
على بن عيسى الربعي ؟ وكلاهما معاصر له ؟ .
(١٠) ـ سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل
الديباجي ، ولم يذكره الأستاذ الشيخ عبد الحسين أحمد الأمينى النجفي فى ثبت أساتذة
الشريف ، ولعله سها عنه ، ولكن
__________________
الشريف نفسه يذكره فى
أحد مصنفاته : « المجازات النبوية » فى خلال التحدث عن مجازات قوله صلىاللهعليهوسلم : ( الخلق عيال الله
) . وقد بحثت عنه كثيرا فى المصادر والمظان إلى أن وجدته فى « لسان الميزان »
للحافظ الإمام ابن حجر العسقلاني المؤرخ المحدث المشهور ، وقد نقل عن ابن أبى
الفوارس أن سهلا الديباجي كان رافضيا غاليا ، وذكر أنه توفى سنة ٣٨٥ ه .
(١١) ـ الشيخ المفيد أبو عبد الله بن
المعلم محمد بن النّعمان ، وكان من أهل التحقيق وانتهت إليه رئاسة الإمامية فى
وقته ، وقد صنف كثيرا من الكتب فى الفقه والأصول وعلم الكلام ، وذكر ابن الجوزي فى
المنتظم ( ج ٨ ص ١١ ) أن الشريف المرتضى ـ أخا الرضى ـ كان من أصحابه ، وذكر أنه
لما توفى ببغداد سنة ٤١٣ ه رثاه المرتضى فقال :
|
من لفضل أخرجت منه خبيئا
|
|
و معان فضضت عنها ختاما
|
|
من ينير العقول من بعد ما كنّ
|
|
همودا ، ويفتح الأفهاما
|
|
من يعير الصديق رأيا إذا ما
|
|
سلّه فى الخطوب كان حساما ؟
|
ويذكر صاحب « الغدير » أن الشريف الرضى
قرأ عليه هو وأخوه المرتضى.
(١٢) ـ أبو عبد الله محمد بن عمران
المرزباني ، وقد ذكره صاحب « الغدير » : وأبو عبد الله المرزباني أديب إخبارى
مؤرخ. وهو صاحب « معجم الشعراء » وهو تراجم للشعراء إلى عصره ، على حروف المعجم ،
وهو مصدر وثيق لمؤرخى الأدب. ووصفه ابن خلكان صاحب « وفيات الأعيان » بأنه كان ثقة
فى الحديث ، ومائلا إلى التشيع فى
__________________
المذهب. وبلغ من
اهتمام المرزباني بالشعر والشعراء أنه أول من جمع ديوان يزيد بن معاوية بن أبى
سفيان الأموى واعتنى به ـ على ميله هو إلى التشيع ـ فرفع بذلك الصنيع درجة العلم
فوق حدود التعصب. وتوفى سنة ٣٨٤ ه ، وقيل سنة ٣٧٨ ه . والأول أصح على ما يراه
صاحب « الوفيات » .
(١٣) ـ أبو محمد عبد الله بن محمد
الأسدي الأكفانى. وقد ذكره صاحب « الغدير » فى ثبت شيوخ الشريف الرضى ، ولم أجد
ذلك فى مصادرى. وابن الأكفانى هذا كان كريما مفضلا على أهل العلم ، وقد ولى قضاء
مدينة المنصور ، ثم ولى قضاء باب الطاق ، ثم جمع له قضاء بغداد سنة ٣٩٦ ه . وكان
أكثر من واحد من أهل الحديث يثنون عليه ثناء حسنا ويذكرونه ذكرا جميلا. وتوفى ابن
الأكفانى سنة ٤٠٥ ه كما يذكر صاحب « تاريخ بغداد » ودفن فى داره بنهر البزارين.
(١٤) ـ أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد
الخطيب المشهور المعروف بابن نباتة الفارقي ، وهو صاحب « ديوان الخطب المنبرية »
المشهور ، وكان مبرزا فى الأدب والبلاغة ، وأجمعوا على أن خطبه لم يعمل مثلها فى
موضوعها. والتقى هو والشاعر المتنبي فى خدمة سيف الدولة ابن حمدان. وأثرت غزوات
سيف الدولة فى الشاعر والخطيب ، فنظم المتنبي قصائده الحماسية الحربية ، وصنع ابن
نباتة خطبه فى الجهاد والحث عليه. واشتهر ابن نباتة بالتقوى والصلاح. وتوفى بحلب
سنة ٣٧٤ ه
.
(١٥) ـ أبو محمد الشيخ الأقدم هارون بن
موسى التلعكبري المتوفى سنة ٣٨٥ ه . وقد ذكره صاحب « الغدير » ولم أهتد إلى
مصدره.
__________________
الشريف الرضى
بين القرآن والحديث
وكلام الإمام على
لقد كانت البلاغة هى السمة التي غلبت
على الشريف الرضى حين نثر وحين شعر. والحق أنه وقف أمام ثلاثة مصادر لتدفق البلاغة
العربية ، فعكف عليها ونهل من مواردها ، واستخرج ما فيها من كنوز بلاغية ، فجلاها
أمام أهل العربية فى آنق أثوابها ، وأقشب أبرادها ، وأجمل معارضها.
وهذه المصادر الأصلية للبيان العربي هى
القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، وكلام الإمام على.
وكانت مهمة الشريف الرضى فى القرآن والحديث
هى الكشف عما فيهما من وجوه البيان ، وضروب البلاغة ، وجهات الفصاحة ، حتى تحقق
للقرآن الكريم الإعجاز ، مع أن ألفاظه لم تخرج عما كان العرب يستعملونه من ألفاظ ،
وما يدور فى لغتهم من كلمات. وحتى تحقق للحديث النبوي ذلك المقام البلاغى ،
والمنزل البياني الذي لا يدانيه مقام ولا يقاربه منزل ، لأن صاحبه صلىاللهعليهوسلم أوتى الحكمة وجوامع
الكلم.
أما مهمة الشريف الرضى فى كلام الإمام
على كرم الله وجهه فكانت تأليف كتاب يحتوى على مختار أقواله [ فى جميع فنونه ،
ومتشعبات غصونه ، من خطب وكتب ومواعظ وآداب ، علما أن ذلك يتضمن من عجائب البلاغة
وغرائب الفصاحة ، وجواهر العربية ، وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ما لا يوجد
مجتمعا فى كلام ، ولا مجموع الأطراف فى كتاب ، إذ كان أمير المؤمنين عليهالسلام مشرع الفصاحة
وموردها ، ومنشأ البلاغة وموردها ،
ومنه عليهالسلام ظهر مكنونها ، وعنه
أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ،
ومع ذلك فقد سبق وقصروا ، وتقدم وتأخروا ، ولأن كلامه عليهالسلام الكلام الذي عليه
مسحة من العلم الإلهى ، وفيه عبقة من الكلام النبوي
].
ولقد أنتج لنا اهتمام الشريف الرضى بهذه
المصادر البلاغية ثلاثة كتب من خير ما صنف فى البيان العربي ، لأنها كتب خالصة فى
البلاغة ، صريحة فى البيان ، خالية من المصطلحات البيانية المتأخرة بعد ذلك ، تلك
المصطلحات التي جعلت من البلاغة علما جافا ، وقواعد جامدة ، ونظريات تحفظ ولكنها
لا تخرج بليغا ، ولا تصبّ على قوالبها فصيحا.
وكان كتاب « تلخيص البيان » هو الذي كشف
فيه الرضى عن وجوه البيان فى كتاب الله ، وكتاب « المجازات النبوية » هو الذي
تناول فيه حديث الرسول صلىاللهعليهوسلم
بجلاء عرائسه ، واستخراج نفائسه. أما كتاب « نهج البلاغة » فقد كان كله جمعا لكلام
الإمام على ، ونظما لعقود درره ، وضما لأشتات لآلئه. ولعله ـ لو طال به الأجل رضى
الله عنه ـ لصنع فى كلام على كرم الله وجهه ما صنعه فى حديث الرسول عليهالسلام ، من الكشف عن وجوه
بيانه ، وبيان جمال استعاراته ومجازاته.
والحق أن الشريف الرضى بهذه الكتب الثلاثة
قد استكمل صفات المؤطّد أركان البلاغة العربية ، والداعم أساسها ، والمقيمها على
قرار مكين من المعالجة البيانية الواضحة ، التي لا يحاجزها عن حسن التأتى معاظلة
ولا تعقيد ولا التواء. وتلك يد سلفت
__________________
من الشريف الرضى
للبيان العربي ، تجعلنا نعده رائدا كبيرا من رواد البلاغة والفصاحة الذين مهدوا
الطريق ـ بتلك الدراسة البلاغية الكاملة للقرآن والحديث ـ لمن جاء بعد من علماء
البلاغة النظريين.
ولن نعيد هنا القول فيما لوى به بعض
المتعنتين أشداقهم من أن « نهج البلاغة » هو من كلام الشريف الرضى نفسه ، وأنه ليس
للإمام على كرم الله وجهه. فتلك قضية أحسن الدفاع فيها « ابن أبى الحديد » فى
القديم ، كما أحسن الدفاع عنها فى زماننا هذا الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد
.
نعم ! لن نعيد القول فى هذه المسألة ،
ولكننا نشير إلى ما ذكره جورجى زيدان
من أن كتاب « نهج البلاغة » هو للشريف المرتضى ـ لا الشريف الرضى ـ مع تطابق
الأخبار والآثار على أن النهج هو للرضى. وقد أخذ جورجى زيدان بأوهن القولين فى هذه
القضية ، ونقل عن ابن خلكان فى كتابه « وفيات الأعيان » ، ولكنه لم ينقل النص
كاملا ، ولا الكلام تاما ، فاجتزأ من النقل بما يوهم أن « نهج البلاغة » للمرتضى ،
وعبر عن ذلك بأنه « المشهور » ، مع أنه قول مرجوح. ولو أنصف جورجى زيدان لقال كما
قال ابن خلكان : ( وقد اختلف الناس فى كتاب « نهج البلاغة » المجموع من كلام
الإمام على ابن أبى طالب رضى الله عنه ، هل هو جمعه أم جمع أخيه الرضى
؟ ) .
والحق أن كتابا من كتب الشريف الرضى لم
ينل من الاهتمام به ، والتعليق عليه ، وحفظه ، وكثرة الشروح له ما ناله كتاب « نهج
البلاغة » الذي جمعه من كلام الإمام
__________________
على كرم الله وجهه ،
فقد ذكر صاحب « الغدير »
أكثر من سبعين شرحا له ، وذكر أسماء أصحابها على مر العصور مما يقرب من عصر الشريف
إلى زماننا هذا ، ولو لا أنها مما لا يدخل فى مجال حديثنا الضيق لأتينا على
أسمائها جميعا.
تآليف الشريف الرضى
لقد زخر عصر الشريف الرضى بطائفة من
المصنفات فى شتى العلوم ، سواء أ كان ذلك فى الأدب والنحو واللغة والتاريخ والفقه
والحديث والكلام وغيرها. ويكفى أن يكون من إنتاج هذا العصر كتب ابن العميد
والخوارزمي والصاحب بن عباد وبديع الزمان الهمذاني ، و « يتيمة الدهر » للثعالبى ،
و « الصناعتين » و « ديوان المعاني » لأبى هلال العسكري ، و « الدرر والغرر »
للشريف المرتضى ، و « الموازنة بين الطائيين » للآمدى ، و « الإمتاع والمؤانسة »
لأبى حيان التوحيدي ، و « محاضرات الأدباء » للراغب الأصفهانى ، و « رسالة الغفران
» لأبى العلاء المعرى ، و « الخصائص » لابن جنى ، و « التهذيب » للأزهرى ، و «
مقاييس اللغة » لابن فارس ، و « الصحاح للجوهرى » ، و « الفهرست » لابن النديم ، و
« تجارب الأمم » لابن مسكويه ، وغيرها مما ألف فى مصر وإفريقية والأندلس ، « كزهر
الآداب » للحصرى القيرواني المتوفى سنة ٤١٣ ه ، و « تاريخ مصر » لابن زولاق
المؤرخ المصري المتوفى سنة ٣٨٧ ه ، و « الأفعال » لابن القوطية الأندلسى المتوفى
سنة ٣٦٧ ه .
__________________
والحق أن مصنفات الشريف الرضى تحتل أسمى
مكان فى لجج هذا البحر الواسع من التأليف العربي الإسلامى فى النصف الثاني من
القرن الرابع ، ونحن هنا مثبتون ما استطعنا الحصول عليه من ثبت مؤلفاته :
(١) ـ « نهج البلاغة » ، وهو مما جمعه
الشريف الرضى من كلام الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ، وقد طبع الكتاب
طبعات كثيرة ، وتناوله كثيرون بالشرح ، حتى بلغت شروحه أكثر من سبعين شرحا ،
أشهرها وأوسعها شرح ابن أبى الحديد أبى حامد عز الدين عبد الحميد المتوفى سنة ٦٥٥
ه . وقد اختصره المولى سلطان محمود الطبسي. ولنهج البلاغة شروح باللغة الفارسية
منها « منهاج الولاية » وهو شرح المولى عبد الباقي الخطاط الصوفي التبريزي المتوفى
سنة ١٠٣٩ ه . وشرح المولى تاج الدين حسن المعروف بملا تاجا.
(٢) ـ « المجازات النبوية » ، وقد ذكرناه
غير مرة فى هذه الدراسة ، وهو يشتمل على بيان وجوه المجاز والاستعارة ، والكشف عن
مواقع النكت البلاغية والطرف البيانية فى ٣٦١ حديثا من أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقد طبع فى العراق
سنة ١٣٢٤ ، سنة ١٣٢٨ ه ، ثم طبع فى مصر طبعة وثيقة بتحقيق المرحوم الأستاذ محمود
مصطفى المدرس بكلية اللغة العربية.
(٣) ـ « تلخيص البيان ، فى مجازات
القرآن » أو « تلخيص البيان عن مجازات القرآن » كما فى مقدمة « المجازات النبوية »
، وهو هذا الكتاب الذي نكتب له هذه المقدمة التحليلية ، ولم يطبع قبل اليوم ، ولكن
السيد محمد المشكاة نشر مخطوطته المصورة على طريقة « الفوتوتيب » بإيران سنة ١٣٦٩
ه ، وألحق به فهارس جليلة
ضافية وكتب له مقدمة
فى سبع صفحات ، كما كتب له الأستاذ حسين على محفوظ مقدمة فى ثمانى صفحات. وقد قال
ابن خلكان عن هذا الكتاب : إنه جاء نادرا فى بابه
.
(٤) ـ ديوان شعره ، جمعه أبو حكيم
الخبرى « بفتح الخاء وسكون الباء » المتوفى سنة ٤٧٦ ه . وقد طبع فى بيروت سنة
١٣٠٧ ه . بشرح الشيخ أحمد عباس الأزهرى ، ومحمد اللبابيدى فى جزءين صفحاتهما ٩٨٦.
وطبع فى بمباى سنة ١٣٠٦ ه فى ٥٤٩ صفحة. وتولى فى مصر الشيخ محمد محيى الدين عبد
الحميد القيام بشرحه وطبعه فى مطبعة دار إحياء الكتب العربية سنة ١٣٦٨ ه ، ولكن
لم يبلغ فيه إلا إلى قافية الباء. وقد ظهر هذا الجزء فى ٤٨٠ صفحة وضبط الشعر
بالشكل التام.
(٥) ـ « خصائص الأئمة » وقد أشار إليه
الشريف الرضى نفسه فى مقدمته لكتاب « نهج البلاغة » وذكر أنه ألفه ـ أو ابتدأ
تأليفه ـ فى عنفوان السن وغضاضة الغصن ، وأنه يشتمل على محاسن أخبار الأئمة وجواهر
كلامهم ، فلما فرغ من الخصائص التي تخص الإمام عليا كرم الله وجهه ، عاقته عن
إتمام الكتاب محاجزات الزمان ومماطلات الأيام. والظاهر مما كتبه الشريف الرضى فى
مقدمته لنهج البلاغة أن « خصائص الأئمة » لم يتم تأليفه ، وأن « نهج البلاغة » هو
فصل من فصول خصائص الأئمة. ويذكر صاحب الغدير أن عنده نسخة من خصائص الأئمة ،
ويعجب مما قاله الشيخ الحلّى من أنه توجد فى العراق نسخ باسمه تشبهه فى المنهج ،
ولكن لم تصح نسبتها.
__________________
(٦) ـ « حقائق التأويل فى متشابه
التنزيل » ويشير الشريف الرضى إليه دائما فى « المجازات النبوية » وفى « تلخيص
البيان فى مجازات القرآن » فيسميه تارة بالكتاب الكبير
، وتارة باسم حقائق التأويل ـ كما فى مجازات سورة آل عمران وسورة المائدة ـ ويسميه
ثالثة الكتاب الكبير فى متشابه القرآن. وقد أسماه النجاشي « حقائق التنزيل » ، كما
أطلق عليه صاحب « عمدة المطالب » : « كتاب المتشابه فى القرآن » .
(٧) ـ « معانى القرآن » ، وقد ذكره له
ابن شهرآشوب فى « المعالم » وقال عنه إنه يتعذر وجود مثله. وقال فيه ابن خلكان
المؤرخ فى « وفيات الأعيان » : « إنه صنف كتابا فى معانى القرآن الكريم يتعذر وجود
مثله ، دل على توسعه فى علم النحو واللغة » ولا نستطيع الجزم إذا ما كان هذا
الكتاب هو بعينه « حقائق التأويل » أم كتابا غيره.
(٨) ـ « الحسن من شعر الحسين » وقد ذكر
ذلك فى ديوانه المطبوع ببيروت سنة ١٣٠٧ ه ونقل ذلك المستشرق متن فى كتابه «
الحضارة الإسلامية فى القرن الرابع الهجري »
. وقد كان الشريف صديقا للحسين
أبى عبد الله بن أحمد بن الحجاج الشاعر الماجن الظريف ، ووصفه حين رثاه بأنه كان
خفة روح الزمان. وكان الرضى معذورا حين اختار من شعر الحجاج فى هذه المختارات ،
فإن الثعالبي يقول عنه ( إنه على علاته تتفكه الفضلاء بثمار
__________________
شعره ، وتستملح
الكبراء ببنات طبعه ، وتستخف الأدباء أرواح نظمه ، ويحتمل المحتشمون فرط رقته
وقذعه ) ولعل الثعالبي كان
يقصد بالمحتشمين الشريف الرضى وأضرابه ممن تجلهم أقدارهم وأحسابهم عن النزول إلى
المجون. ولكن شعر ابن الحجاج لم يكن سخيفا كله ، ولا ماجنا كله ، فله قطع رائعة
خالية من الفحش المفرط ، كانت تسر النفس وتعيد الأنس ـ كما يقول صاحب يتيمة الدهر ـ
ولعل هذه القطع هى التي اختارها الشريف الرضى فيما اختار.
(٩) ـ وله « كتاب رسائله » الذي جمعه
أبو إسحاق الصابي وكان معاصرا له ، وقد ذكر ذلك ابن النديم فى « الفهرست
» . وهذا الكتاب مطوى فى أحناء الغيب ، ولعل الأيام لو كشفت عنه النقاب ، وأزالت
عنه الحجاب تدلنا على ذخيرة أدبية رائعة فى فن الرسائل ، الذي لم يقلّ فيه الشريف
الرضى عن أمراء الرسائل فى عصره ، من أمثال الصاحب والصابي والخوارزمي وغيرهم.
(١٠) ـ أخبار قضاة بغداد. وقد ذكره له
ابن عنبسة الحسنى الداودي المتوفى سنة ٨٢٩ ه ولا نعرف عنه شيئا ، وذكره صاحب «
الغدير » فى ثبت مؤلفاته.
(١١) ـ سيرة والده. وهو مما ذكره الحسنى
فى « عمدة الطالب ، فى مناقب آل أبى طالب » ويقول العلامة الشيخ عبد الحسين أحمد
الأمينى النجفي : إن هذا الكتاب ألفه الشريف الرضى سنة ٣٧٩ ه ، أي قبل وفاة والده
بواحد وعشرين عاما.
(١٢) ـ أما ما ذكره المؤرخ جورجى زيدان
من أن للشريف الرضى كتاب « انشراح
__________________
الصدر ، فى مختارات
من الشعر » فهو غير دقيق تمام الدقة ، لأن انشراح الصدر هذا ليس إلا منتخبات من
شعر الشريف الرضى ، اختارها بعض الأدباء كما يذكر حاجى خليفة فى « كشف الظنون
» وهو يتحدث عن ديوان الشريف الرضى.
استقلال شخصية الشريف
فى النقد
يبدو الشريف الرضى فى مصنفاته التي وقعت
لنا بادى الشخصية ، ظاهر الاستقلال فى الرأى ، والاعتداد بالفكر. فهو لا يقبل
المسائل قضايا مسلمة وأمورا منتهية ، ولكنه يناقشها ويعلق عليها ، ويبدى فيها صريح
الرأى ، ويبين إذا كانت قريبة من العقل ، أو بعيدة عن القبول ، أو دانية من اعتساف
القول.
وقد لاحظنا ذلك فى مواطن كثيرة من
كتابيه « المجازات النبوية » و « تلخيص البيان فى مجازات القرآن » فإن استقلال
شخصيته النقدية يبدو شيئا يلفت النظر فى هذين الكتابين ، إلى حد لا يجوز إغفاله فى
معرض الحديث عن الشريف الرضى.
والشواهد على ذلك لا تعوزنا فى «
المجازات » و « التلخيص » ، فهى منا على أطراف الثمام.
يقول المؤلف فى مجازات قوله تعالى : ﴿ جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ
﴾
إن الأيدى ـ على بعض التأويلات ـ معناها الحجج والبينات التي جاء بها الرسل ،
ويكون معنى الآية على هذا التأويل أن الكفار ردوا حجج الأنبياء من حيث
__________________
جاءت ، وطريق مجيئها
أفواههم ، فكأنهم ردوا عليهم أقوالهم ، وكذبوا دعواهم ... ثم يقول بعد ذلك : ( وفى
هذا التأويل بعد وتعسف إلا أننا ذكرناه لحاجتنا إليه ، لما ذهبنا مذهب من حمل قوله
سبحانه ﴿
فَرَدُّوا
أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ﴾
على الاستعارة لا على الحقيقة ) .
ثم يمضى الشريف الرضى رحمهالله فى عرض
الأقوال المقولة فى تأويل هذه الآية والتعليق عليها فيقول : ( وقال بعضهم : بل
المراد بذلك ضرب من الهزؤ يفعله المجان والسفهاء إذا أرادوا الاستهزاء ببعض الناس
، وقصدوا الوضع منه ، والإزراء عليه ، فيجعلون أصابعهم فى أفواههم ، ويتبعون هذا
الفعل بأصوات تشبهه وتجانسه ، يستدل بها على قصد السخف وتعمد الفحش ، وهذا عندى
بعيد من السداد ، وغيره من الأقوال أولى منه بالاعتماد ) .
ويقول معلقا على قول بعض المفسرين لقوله
تعالى ﴿
فَضَرَبْنَا
عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
﴾
: ( وفى هذا القول بعض التخليط ، والذي أذهب إليه فى ذلك ما ذكرته فى كتابى الكبير
على شرح واستقصاء ، وهو أن يكون المراد بقوله تعالى : ﴿ فَضَرَبْنَا
عَلَىٰ آذَانِهِمْ
﴾
والله أعلم : أي أخذنا أسماعهم ، فبطل استماعهم ) .
ويقول معقبا على قول من فسروا العجل
بالطين فى قوله تعالى فى سورة الأنبياء ﴿
خُلِقَ
الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾
: ( فأما من قال من أصحاب التفسير إن العجل هاهنا اسم من أسماء الطين ، وأورد عليه
شاهدا من الشعر ، فلا اعتبار بقوله ، ولا التفات إلى شاهده ، فإنه شعر مولد ) .
وقصد الشريف الرضى بالشعر المولد هو هذا
البيت الذي ذكره بعض المفسرين مستشهدا على أن العجل اسم من أسماء الطين :
|
و النّبع فى الصخرة الصماء منبته
|
|
و النخل ينبت بين الماء والعجل
|
والشريف هنا يبدو ناقدا أديبا لغويا
دقيقا ، فهو لا يحتج بشعر من لا يحتج بشعرهم من المولدين ، وقد لاحظنا أنه فى «
المجازات النبوية » و « تلخيص البيان » لم يستشهد إلا بشعر عربى فصيح صحيح ، فلم
يستشهد مرة واحدة ببيت مولد.
ونراه فى مجازات سورة الزمر يسوقه القول
إلى بيت الأعشى :
|
فتى لو ينادى الشمس ألقت قناعها
|
|
أو القمر الساري لألقى المقالدا
|
فيقول : ( وقال بعض العلماء : ليس قول
الشاعر هاهنا « ينادى الشمس » من النداء الذي هو رفع الصوت ، وإنما هو من
المجالسة. تقول : ناديت فلانا ، إذا جالسته فى النادي ، فكأنه قال : لو يجالس
الشمس لألقت قناعها شغفا به ، وتبرجا له. وهذا من غريب القول ) .
وفى مجازات سورة الحشر نراه يقول فى
مجاز قوله تعالى : ﴿
وَالَّذِينَ
تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ
﴾
: ( ... المعنى أنهم استقروا فى الإيمان ، كاستقرارهم فى الأوطان. وهذا من صميم
البلاغة ، ولباب الفصاحة. وقد زاد اللفظ المستعار هاهنا معنى الكلام رونقا. أ لا
ترى كم بين قولنا : استقرّوا فى الإيمان ، وبين قولنا : تبوّءوا الإيمان. وأنا
أقول أبدا : إن الألفاظ خدم للمعانى ، لأنها تعمل فى تحسين معارضها ، وتنميق
مطالبها ) . فقوله رضى الله عنه : « وأنا أقول أبدا » يحمل معنى قيامه بقضية
البلاغة ، وخدمة الألفاظ للمعانى ، مع مضيه فى هذه الدعوة البيانية ، والزعامة
البلاغية إلى حد المناداة على نفسه.
فإذا تركنا « تلخيص البيان » جانبا
لنكشف عما فى « المجازات النبوية » من استقلال فى الفكر ، واعتداد بالرأى لم
تعوزنا الشواهد الكثر.
ففي مجاز قوله صلىاللهعليهوسلم : ( لا إسلال ولا
إغلال ) يقول الشريف الرضى : ( وقد قال بعضهم : المراد بالإسلال هاهنا سل السيوف ،
وبالإغلال لبس الدروع. وهذا القول غير معروف ، والقول الأول هو القول السّدد ،
والصحيح المعتمد )
.
وفى مجاز قوله صلىاللهعليهوسلم. ( الولد للفراش
وللعاهر الحجر ) يرى بعضهم أن المراد بالحجر هنا هو الرجم بالأحجار إذا كان العاهر
محصنا ، فإذا كان غير محصن فالمراد بالحجر حينئذ التعنيف به والغلظة عليه ، بتوفية
الحد الذي يستحقه من الجلد ، ولكن الشريف الرضى لا يقبل هذا القول بل يرفضه قائلا
: ( وفى هذا القول تعسف واستكراه ، وإن كان داخلا فى باب المجاز ، لأن الغلظة على
من يقام الحد عليه إذا كان الحد جلدا لا رجما لا يعبر عنها بالحجر ، لأن ذلك بعد
عن سنن الفصاحة ، ودخول فى باب الفهاهة )
وفى مجاز قوله صلىاللهعليهوسلم : ( تؤخرون الصلاة
إلى شرق الموتى ) نراه يقول : ( وقد قيل فى ذلك أقوال كلها بعيدة عن المحجة ) ثم
يشرح الحديث بعد ذلك شرحا أدبيا بليغا فيقول : ( ومع ذلك فيخرج الكلام من حيز
الاستعارة غير قول واحد ، وهو أن يكون المراد أنهم يؤخرون الصلاة إلى أن لا يبقى
من النهار إلا بقدر
__________________
ما بقي من نفس الميت
الذي قد شرق بريقه ، وغرغر ببقية نفسه ، فشبه عليه الصلاة والسلام تلك البقية
بشفافة الذّماء التي قد قرب انقضاؤها ، وحان فناؤها )
.
ولعل من هذه الأمثلة يتضح ما ذهبنا إليه
من اعتداد الشريف الرضى برأيه ، واستقلال شخصيته فى النقد استقلالا يبعده عن تقليد
السابقين ، وترديد أقوال القائلين ، سواء أ كانوا من رجال الفقه أم التفسير أم
اللغة أم غيرهم. على أنه لا يخالف لمجرد المخالفة ، ولا يناقض لمحض المناقضة ،
ولكنه يخالف ويعارض دائما حين يكون الحق دائما فى جانبه ، والصواب فى ناحيته رحمهالله
!
|
القاهرة
|
رجب
١٣٧٤
|
محمد عبد الغنى حسن
|
|
مارس
١٩٥٥
|
|
__________________



بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة البقرة
... ولكنهم لما لم يعلموا هذه الآلات فى
مذاهب الاستدلال بها ، كانوا كمن فقد أعيانها ، ورمى بالآفات فيها. وكذلك قوله
تعالى : ﴿
وَطُبِعَ
عَلى قُلُوبِهِمْ ﴾
لأن الطبع من الطابع ، والختم من الخاتم ، وهما بمعنى واحد. وإنما فعل سبحانه ذلك
بهم عقوبة لهم على كفرهم.
وقوله سبحانه : ﴿ وَعَلَىٰ
أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾
[٧] استعارة أخرى. لأنهم
كانوا على الحقيقة ينظرون إلى الأشخاص ، ويقلّبون الأبصار ، إلّا أنهم لما لم ينتفعوا
بالنظر ، ولم يعتبروا بالعبر وصف سبحانه أبصارهم بالغشي ، وأجراهم مجرى الخوابط
الغواشي. أو يكون تعالى كنى هاهنا بالأبصار عن البصائر ، إذ كانوا غير منتفعين بها
، ولا مهتدين بأدلتها. لأن الإنسان يهدى ببصيرته إلى طرق نجاته ، كما يهدى ببصره
إلى مواقع خطواته.
وقوله تعالى. ﴿ فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾ [١٠] والمرض فى
الأجسام حقيقة وفى القلوب استعارة ، لأنه فساد فى القلوب كما أنه فساد فى الحقيقة
، وإن اختلفت جهة الفساد فى الموضعين.
وقوله سبحانه : ﴿ اللَّهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [١٥] وهاتان
استعارتان. فالأولى منهما إطلاق صفة الاستهزاء سبحانه ، والمراد بها أنه تعالى
يجازيهم على استهزائهم بإرصاد العقوبة لهم ، فسمى الجزاء على الاستهزاء باسمه ، إذ
كان واقعا فى مقابلته ، والوصف بحقيقة الاستهزاء غير جائز عليه تعالى ،
__________________
لأنه عكس أوصاف
الحليم ، وضد طريق الحكيم. والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ وَيَمُدُّهُمْ
فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
﴾
أي يمدّ لهم كأنه يخليهم والامتداد فى عمههم والجماح فى غيهم ، إيجابا للحجة ،
وانتظارا للمراجعة ، تشبيها بمن أرخى الطّول للفرس أو الراحلة ، ليتنفس خناقها ،
ويتسع مجالها.
وربما جعل قوله سبحانه : ﴿ يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾
على أنه مستعار فى
بعض الأقوال ، وهو أن يكون المعنى أنهم يمنّون أنفسهم ألّا يعاقبوا ، وقد علموا
أنهم مستحقون للعقاب ، فقد أقاموا أنفسهم بذلك مقام المخادعين. ولذلك قال سبحانه :
﴿
وَمَا
يَخْدَعُونَ ﴾
﴿
إِلَّا
أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
﴾
[٩] .
وقوله سبحانه : ﴿ أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت
تِّجَارَتُهُمْ ، وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ
﴾
[١٦] وهذه استعارة. والمعنى أنهم استبدلوا الغى بالرشاد ، والكفر بالإيمان ، فجسرت
صفقتهم ، ولم تربح تجارتهم. وإنما أطلق سبحانه على أعمالهم اسم التجارة لما جاء فى
أول الكلام بلفظ الشّرى تأليفا لجواهر
النظام ، وملاحمة بين أعضاء الكلام.
وقوله سبحانه : ﴿ يَكَادُ
الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾
[٢٠] . وهذه استعارة. والمراد يكاد
__________________
يذهب بأبصارهم من قوة
إيماضه وشدة التماعه. والدليل على ذلك قوله تعالى فى النور
: ﴿
يَكَادُ
سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾
[٤٣] ومحصّل
المعنى : تكاد أبصارهم تذهب عند رؤية البرق ، فجعل تعالى الفعل للبرق دونها لما
كان السبب فى ذهابها.
وقوله سبحانه : ﴿ الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾ [٢٢] وهذه استعارة.
لأنه سبحانه شبّه الأرض فى الامتهاد بالفراش ، والسماء فى الارتفاع بالبناء.
وقوله تعالى : ﴿ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى
السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ﴾ [٢٩] أي قصد إلى خلقها
كذلك. لأن الحقيقة فى اسم الاستواء الذي هو تمام بعد نقصان ، واستقامة بعد اعوجاج
، من صفات الأجسام ، وعلامات المحدثات.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَا
تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ﴾
[٤٢] وهذه استعارة. والمراد بها : ولا تخلطوا الحق بالباطل ، فتعمى مسالكه ، وتشكل
معارفه. وذلك مأخوذ من الأمر الملتبس ، وهو المختلط المشتبه. ويقول القائل : قد
ألبس علىّ هذا الأمر. إذا انغلقت أبوابه عليه ، وانسدّت مطالع فهمه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾
[٦١] وهذه استعارة. والمراد بها صفة شمول الذلة لهم ، وإحاطة المسكنة بهم ،
كالخباء المضروب على أهله ، والرواق المرفوع لمستظله.
وقوله تعالى : ﴿ فَجَعَلْنَاهَا
نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا
﴾
[٦٦] أي للأمم التي
__________________
تشاهدها ، والأمم
التي تكون بعدها. أو للقرى التي تكون أمامها ، وللقرى التي تكون خلفها. ولقول
العرب : كذا بين يدى ، كذا وجهان : أحدهما أن تكون بمعنى تقدّم الشيء للشيء. يقول
القائل لغيره : أنا بين يديك. أي قريب منك. وقد مضى فلان بين يديك ، أي تقدّم
أمامك.
وقوله تعالى فى وصف الحجارة : ﴿ وَإِنَّ
مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
﴾
[٧٤] وهذه استعارة. والمراد ظهور الخضوع فيها لتدبير الله سبحانه بآثار الصنعة
وأحلام الصنعة .
وقوله تعالى : ﴿ بَلَىٰ
مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ [٨١] وهذه استعارة
فيها كناية عجيبة عن عظم الخطيئة ، لأن الشيء لا يحيط بالشيء من جميع جهاته إلا
بعد أن يكون سابغا غير قالص
، وزائدا غير ناقص.
وقوله تعالى : ﴿ وَقَالُوا
قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾
[٨٨] . وهذه استعارة على التأويلين جميعا. إما أن تكون غلف جمع أغلف ، مثل أحمر
وحمر ، يقال سيف أغلف. أو تكون جمع غلاف ، مثل حمار وحمر ، وتخفف
فيقال حمر. وكذلك يجمع غلاف ، فيقال غلف وغلف بالتثقيل والتخفيف. قال أبو عبيدة :
كل شىء فى غلاف فهو أغلف ، يقال : سيف أغلف ، وقوس غلفاء ، ورجل أغلف : إذا لم
يختتن. فمن قرأ غلف ، على جمع أغلف ، فالمعنى أن المشركين قالوا : قلوبنا فى أغطية
عما يقوله ، يريدون النبي عليهالسلام.
ونظير ذلك قوله سبحانه حاكيا عنهم : ﴿
وَقَالُوا
قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا
__________________
وَقْرٌ
﴾
[٥] الآية
. ومن قرأ : قلوبنا غلف على جمع غلاف بالتثقيل والتخفيف ، فمعنى ذلك : قالوا
قلوبنا فى أوعية فارغة لا شىء فيها. فلا تكثر علينا من قولك ، فإنا لا نعى منه
شيئا. فكان قولهم هذا على طريق الاستعفاء من كلامه ، والاحتجاز عن دعائه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأُشْرِبُوا
فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ
﴾
[٩٣] وهذه استعارة. والمراد بها صفة قلوبهم بالمبالغة فى حب العجل ، فكأنها تشرّبت
حبّه فمازجها ممازجة المشروب ، وخالطها مخالطة الشيء الملذوذ. وحذف حبّ العجل
لدلالة الكلام عليه ، لأن القلوب لا يصح وصفها بتشرّب العجل على الحقيقة.
وقوله سبحانه : ﴿ بِئْسَمَا
يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
﴾
[٩٣] استعارة أخرى. لأن الإيمان على الحقيقة لا يصحّ عليه النطق ، فالأمر إنما
يكون بالقول. فالمراد إذا بذلك ـ والله أعلم ـ أن الإيمان إنما يكون دلالة على صدّ
الكفر والضلال ، وترغيبا فى اتباع الهدى والرشاد ، وأنه لا يكون ترغيبا فى سفاهة ،
ولا دلالة على ضلالة. فأقام تعالى ذكر الأمر هاهنا مقام ذكر الترغيب والدلالة ،
على طريق المجاز والاستعارة ، إذ كان المرغّب فى الشيء والمدلول عليه ، قد يفعله
كما يفعله المأمور به والمندوب إليه.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَبِئْسَ
مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
﴾
[١٠٢] هذه استعارة. لأن بيع نفوسهم على الحقيقة لا يتأتى
لهم. والمراد به ـ والله أعلم ـ أنهم لما أوبقوا أنفسهم بتعلم السحر ، واستحقوا
العقاب على ما فى ذلك من عظيم الوزر ، كانوا كأنهم قد رضوا بالسّحر ثمنا لنفوسهم ،
إذ عرّضوها بعمله للهلاك ، وأوبقوها
لدائم العقاب.
__________________
وكانت كالأعلاق
الخارجة عن أبدانهم بأنقص الأثمان ، وأدون الأعواض.
وقوله سبحانه : ﴿ بَلَىٰ
مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
﴾
[١١٢] أي أقبل على عبادة الله سبحانه ، وجعل توجّهه إليه بجملته لا بوجهه دون
غيره. والوجه هاهنا استعارة.
وقوله تعالى : ﴿ فَأَيْنَمَا
تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ
﴾
[١١٥] أي جهة التقرب إلى الله. والطريق الدالة عليه ، ونواحى مقاصده ومعتمداته
الهادية إليه.
وقوله تعالى : ﴿ إِلَّا
مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾
[١٣٠] والتقدير : سفه نفسا ، على أحد التأويلات. وهذه استعارة. لأنه تعالى علق
السفه بالنفس. وقولنا : نفس فلان سفيهة : مستعارة ، وإنما السفه صفة لصاحب النفس
لا للنفس.
وقوله : ﴿
إِذْ
حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ﴾
[١٣٣] أي ظهرت له علاماته ، ووردت عليه مقدماته ، فهى استعارة. لأن الموت لا يصح
عليه الحضور على الحقيقة.
وقوله تعالى : ﴿ صِبْغَةَ
اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾ [١٣٨] أي دين الله ،
وجعله بمنزلة الصبغ لأن أثره ظاهر ، ووسمه لائح. وهذا من محض الاستعارة.
وقوله سبحانه : ﴿ فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
﴾
[١٥٠] فهذه استعارة على قول من قال : إن الشطر هاهنا البعد. أي ولّ وجهك جهة بعده.
إذ لا يصح أن تولى وجهك جهة بعد المسجد على الحقيقة.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
﴾
[١٦٨] أي لا تنجذبوا فى قياده ، لأن المنجذب فى قياد
غيره تابع لخطواته. وهذه من شرائف الاستعارة. فهى أبلغ عبارة
__________________
عن التحذير من طاعة
الشيطان فيما يأمر به ، وقبول قوله فيما يدعو إلى فعله. فهذه من شرائف الاستعارات.
وقوله تعالى : ﴿ مَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ
﴾
[١٧٤] . وهذه استعارة. كأنهم إذا أكلوا ما يوجب العقاب بالنار كان ذلك المأكول
مشبها بالأكل من النار. وقوله سبحانه : ﴿
فِي
بُطُونِهِمْ ﴾ : زيادة معنى ، وإن
كان كل آكل إنما يأكل فى بطنه ، وذلك أنه أفظع سماعا ، وأشدّ إيجاعا. وليس قول
الرجل للآخر : إنك تأكل النار ، مثل قوله : إنك تدخل النار فى بطنك.
وقوله تعالى : ﴿ أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ
بِالْمَغْفِرَةِ ﴾ [١٧٥] وقد مضى نظير
ذلك ، وأمثاله كثيرة فى هذه السورة وغيرها.
وقوله تعالى فى ذكر النساء : ﴿ هُنَّ
لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ
﴾
[١٨٧] . واللباس هاهنا مستعار ، والمراد به قرب بعضهم من بعض واشتمال بعضهم على
بعض ، كما تشتمل الملابس على الأجسام
. وعلى هذا المعنى كنوا عن المرأة بالإزار.
وقوله سبحانه : ﴿ عَلِمَ
اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا
عَنكُمْ ﴾
[١٨٧] وهذه استعارة ، لأن خيانة الإنسان نفسه لا تصح على الحقيقة ، وإنما المراد
أنه سبحانه خفّف عنهم التكليف فى ليالى الصيام ، بأن أباحهم فيها مع أكل الطعام
وشرب الشراب الإفضاء إلى النساء ، ولو منعهم من ذلك لعلم أن كثيرا منهم يخلع عذار
الصبر ، ويضعف عن مغالبة النفس ، فيواقع المعصية بفعل ما حظر عليه من غشيان
__________________
النساء ، فيكون قد
كسب نفسه العقاب ، ونقصها الثواب. فكأنه قد خانها فى نفى المنافع عنها ، أو جرّ
المضار إليها. وأصل الخيانة فى كلامهم : النقص ، فعلى هذا الوجه تحمل خيانة النفس.
وقوله تعالى : ﴿ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ ﴾
[١٨٧] . وهذه استعارة عجيبة. والمراد بها على أحد التأويلات : حتى يتبين بياض
الصبح من سواد الليل. والخيطان هاهنا مجاز. وإنما شبّها بذلك لأن خيط الصبح يكون
فى أول طلوعه مستدقا خافيا ، ويكون سواد الليل منقضيا مولّيا ، فهما جميعا ضعيفان
، إلا أن هذا يزداد انتشارا ، وهذا يزداد استسرارا.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَا
تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى
الْحُكَّامِ ﴾ [١٨٨].
وقوله تعالى : ﴿ مَّن
ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا
كَثِيرَةً ﴾
[٢٤٥] . وهذه استعارة. لأن الغنىّ بنفسه
لا يجوز عليه الاستقراض على حقيقته ، ولكن المقرض فى الشاهد لما كان اسما لمن أعطى
غيره مالا على أن يردّ عليه عوضه ، أقام سبحانه توفية
العوض عليه مقام رد القرض.
وقوله سبحانه : ﴿ رَبَّنَا
أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا
﴾
[٢٥٠] فهذه استعارة. كأنهم قالوا : أمطرنا صبرا ، واسقنا صبرا. وفى قوله : أفرغ ،
زيادة فائدة على قوله : أنزل ، لأن الإفراغ يفيد سعة الشيء وكثرته وانصبابه وسعته.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ اللَّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى
الظُّلُمَاتِ ﴾
[٢٥٧] وهذه استعارة. والمراد بها إخراج المؤمنين من الكفر إلى الإيمان ، ومن الغى
إلى الرشاد ، ومن عمياء
الجهل إلى بصائر العلم.
وكلّ ما فى القرآن من ذكر الإخراج من
الظلمات إلى النور فالمراد به ما ذكرنا. وذلك من أحسن التشبيهات. لأن الكفر
كالظلمة التي يتسكع فيها الخابط ، ويضل القاصد. والإيمان كالنور الذي يؤمه الحائر
، ويهتدى به الجائر. لأن عاقبة الإيمان مضيئة بالإيمان والثواب ، وعاقبة الكفر
مظلمة بالجحيم والعذاب. وفى لسانهم وصف الجهل بالعمى والعمه ، ووصف العلم بالبصر
والجلية. يقال : قد غمّ عليه أمره ، وأظلم عليه رأيه. إذا كان جاهلا بما يرتئيه
ويفعله. ويقال فى نقيض ذلك : هو على الواضحة من أمره ، والجلية من رأيه. إذا كان
عالما بما يورد ويصدر ، فيما يأتى ويذر.
وقوله سبحانه : ﴿ وَمَن
يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾
[٢٨٣] . وذلك مثل قوله تعالى : ﴿
وَلكِنْ
يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ
﴾
لأن الآثم والكاسب صاحب القلب ، دون القلب على ما تقدم من القول.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « آل عمران »
قوله تعالى : ﴿ مِنْهُ
آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [٧] . وهذه استعارة.
والمراد بها أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله. فهى بمنزلة الأم ، وكان سائر الكتاب
يتبعها ويتعلق بها ، كما يتبع الولد آثار أمه ، ويفزع إليها فى مهمّه.
وقوله تعالى : ﴿ وَالرَّاسِخُونَ
فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ
﴾
[٧] . وهذه استعارة. والمراد بها المتمكنون فى العلم ، تشبيها برسوخ الشيء الثقيل
فى الأرض الخوّانة. وهو أبلغ من قوله : والثابتون فى العلم.
وقوله تعالى : ﴿ وَتُحْشَرُونَ
﴾
﴿ إِلَىٰ
جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
﴾
[١٢] وهذه استعارة. والمعنى : بئس ما يمتهد ويفرش. ونظيره قوله ﴿ وَساءَتْ
مُرْتَفَقاً ﴾ ، وقوله سبحانه : ﴿ وَبِئْسَ
الْقَرارُ ﴾
.
وقوله تعالى : ﴿ أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
﴾
[٢٢] وهذه استعارة ، والمراد فسدت أعمالهم فبطلت. وذلك مأخوذ من الحبط ، وهو داء
ترم له أجواف الإبل ، فيكون سبب هلاكها ، وانقطاع آكالها.
__________________
وقوله تعالى : ﴿ تُولِجُ
اللَّيْلَ
فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
﴾
[٢٧] وهذه استعارة ، وهى عبارة عجيبة عن إدخال هذا على هذا ، وهذا على هذا.
والمعنى أن ما ينقصه من النهار يزيده فى الليل ، وما ينقصه من الليل يزيده فى
النهار. ولفظ الإيلاج هاهنا أبلغ ، لأنه يفيد إدخال كلّ واحد منهما فى الآخر ،
بلطيف الممازجة ، وشديد الملابسة.
وقوله تعالى : ﴿ مُصَدِّقًا
بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ
﴾
[٣٩] وهذه استعارة. لأن المراد بهذا القول عيسى عليهالسلام.
والعلماء مختلفون فى هذه اللفظة ، وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتاب « حقائق
التأويل » . فمن بعض ما قيل فى ذلك أن بشارة الله تعالى سبقت بالمسيح عليهالسلام فى الكتب المتقدمة ،
والنذرات السالفة ، فأجرى تعالى اسم « الكلمة » عليه لتقدّم البشارة به. والبشارة
إنما تكون بالكلام.
وقوله تعالى : ﴿ وَمَكَرُوا
وَمَكَرَ اللهُ ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
﴾
[٥٤] . وهذه استعارة. لأن حقيقة المكر لا تجوز عليه تعالى. والمراد بذلك إنزال
العقوبة بهم جزاء على مكرهم. وإنما سمّى الجزاء على المكر مكرا للمقابلة بين
الألفاظ على عادة العرب فى ذلك. قد استعارها لسانهم ، واستعادها بيانهم.
وقوله تعالى : ﴿ آمِنُوا
بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ
﴾
[٧٢] وهذه استعارة. والمراد أول النهار. ولم يقل رأس النهار. لأن الوجه والرأس وإن
اشتركا فى كونهما أول الشيء ، فإن فى الوجه زيادة فائدة ، وهى أنّ به تصح
المواجهة. ومنه تعرف حقيقة الجملة.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾
[٧٣] وهذه استعارة. والمراد بها إما سعة عطائه ، وعظيم إحسانه ، أو اتساع طرق علمه
، وانفساح أقطار سلطانه وعزه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ...
﴾
الآية [٧٧] وهذه استعارة. وحقيقتها : ولا يرحمهمالله يوم القيامة. كما يقول
القائل لغيره إذا استرحمه : انظر إلىّ نظرة. لأن حقيقة النظر تقليب العين الصحيحة
فى جهة المرئي التماسا لرؤيته. وهذا لا يصح إلا على الأجسام ، ومن يدرك بالحواس ،
ويوصف بالحدود والأقطار. وقد تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
وقوله تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا
﴾
[١٠٣] وهذه استعارة. ومعناها : تمسكوا بأمر الله لكم ، وعهده إليكم. والحبال :
العهود ، فى كلام العرب. وإنما سميت بذلك لأن المتعلق بها ينجو مما يخافه ،
كالمتشبث بالحبل إذا وقع فى غمرة ، أو ارتكس فى هوة. فالعهود يستأمن بها من
المخاوف ، والحبال يستنقذ بها من المتالف. فلذلك وقع التشابه بينهما.
وقوله تعالى : ﴿ وَكُنتُمْ
عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
﴾
[١٠٣] . وهذه استعارة. لأنه تعالى شبّه المشفى ـ بسوء عمله ـ على دخول النار ،
بالمشفي ـ لزلة قدمه ـ على الوقوع فى النار.
وقوله سبحانه : ﴿ وَإِلَى
اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾
[١٠٩] على قراءة من قرأ بفتح التاء وكسر الجيم. وهذه استعارة. والمراد بها أن
الأشياء كلها تنتهى إلى أن تزول عنها أيدى المالكين والمدبّرين ، ويخلص ملكها
وتدبيرها لرب العالمين.
وقوله تعالى : ﴿ ضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ
الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا، إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ
النَّاسِ ، وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ، وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ
الْمَسْكَنَةُ ﴾ [١١٢] وقد مضى
الكلام على مثل ذلك فى « البقرة » فلا معنى لإعادته.
وقوله تعالى : ﴿ لِيَقْطَعَ
طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
﴾
[١٢٧] أي ينقص عددا من أعدادهم ، فيوهن عضدا من أعضادهم. وهذا من محض الاستعارة.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ
كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ ، فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ
وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴾
[١٤٣] وهذه استعارة ، لأن الموت لا يلقى
ولا يرى. وإنما أراد سبحانه رؤية أسبابه ، من صدق مصاع
، وتتابع قراع. أو رؤية آلاته ، كالرماح المشرعة والسيوف المخترطة.
وقوله سبحانه : ﴿ أَفَإِن
مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ
﴾
[١٤٤] وهذه استعارة. والمراد بها الرجوع عن دينه ، والتقاعس عن اتّباع طريقه.
فشبّه سبحانه الرجوع فى الارتياب ، بالرجوع على الأعقاب.
وقوله سبحانه : ﴿ وَقَالُوا
لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى
﴾
[١٥٦] وهذه استعارة. لأن الضرب هاهنا عبارة عن الإنجاد فى السير ، والإيغال فى
الأرض ، تشبيها للخابط فى البر بالسابح فى البحر ، لأنه يضرب بأطرافه فى غمرة
الماء شقّا
لها ، واستعانة على قطعها.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ هُمْ
دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
﴾
. [١٦٣] وهذه استعارة. لأن الإنسان غير الدرجة. وإنما المراد بذلك : هم ذوو درجات
متفاوتة عند الله ، فالمؤمن درجته مرتفعة ، والكافر درجته متّضعة.
وقوله تعالى : ﴿ وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [١٨٥] وهذه استعارة.
لأن الغرور لا متاع له على الحقيقة ، وإنما المراد بذلك أن ما يستمتع به الإنسان
من حطام الدنيا ظلّ زائل ، وخضاب ناصل.
وقوله تعالى فى صدر هذه الآية : ﴿ كُلُّ
نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
﴾
[١٨٥] مستعار أيضا ، لأن حقيقة الذوق ما أدرك بحاسة ، وإنما حسن وصف النفس بذلك
لما يحسّ به من كرب الموت وعذابه ، فكأنها تحسّه بذوقه.
وقوله : ﴿
وَإِن
تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
﴾
[١٨٦] . فهذه استعارة. لأن الأمور لا عزم لها ، وإنما العزم للموطّن نفسه على
فعلها ، وهو الإنسان. فالمراد : فإن ذلك من قوة الأمور. لأن العازم على فعل الأمر
قويّ عليه.
وقوله تعالى : ﴿ فَنَبَذُوهُ
وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ﴾ [١٨٧] . وهذه
استعارة. والمراد بها : أنهم غفلوا عن ذكره ، وتشاغلوا عن فهمه
، يعنى الكتاب المنزل عليهم ، فكان كالشيء الملقى خلف ظهر الإنسان ، لا يراه
فيذكره ، ولا يلتفت إليه فينظره ..
وقوله : ﴿
فَلَا
تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ
﴾
[١٨٨] . ومنجاة من العقاب. والمفازة : الأرض البعيدة التي إذا قطعها الإنسان فاز
بقطعها ، وأمن من خوفها.
وقوله تعالى : ﴿ لَا
يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ، مَتاعٌ قَلِيلٌ
﴾
[ ١٩٦ ، ١٩٧ ] وهذه استعارة. والمراد بالتقلب هاهنا كثرة الاضطراب فى البلاد ،
والتقلقل فى الأسفار ، والانتقال من حال إلى حال.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « النساء »
قوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا
﴾
[١٠] وهذه استعارة ، وقد مضى الكلام على نظيرها فى « البقرة » . والمعنى أنهم لما
أكلوا المال المؤدى إلى عذاب النار ، شبّهوا من هذا الوجه بالآكلين من النار.
وقوله تعالى : ﴿ فَأَمْسِكُوهُنَّ
فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ
﴾
[١٥] وهذه استعارة. لأن المتوفّى ملك الموت. فنقل الفعل إلى الموت على طريق المجاز
والاتساع. لأن حقيقة التوفى هو قبض الأرواح من الأجسام.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ
عَقَدَتْ ﴾
﴿ أَيْمَانُكُمْ
فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾ [٣٣] . وهذه
استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ أن من عقدتم بينكم وبينه عقدا ، فأدّوا إليه
ما يستحقه بذلك العقد عليكم. وإنما نسب المعاقدة إلى الأيمان على عادة العرب فى
ذلك. يقول القائل : أعطانى فلان صفقة يمينه على كذا. وأخذت يد فلان مصافحة على
كذا. وعلى هذا النحو أيضا إضافة الملك إلى الأيمان فى قوله تعالى : « وما ملكت
أيمانكم » لأن الإنسان فى الأغلب إنما يقبض من المال المستحق بيمينه ، ويأخذ السلع
المملوكة بيده.
وقوله سبحانه : ﴿ يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ﴾
[٤٦] . وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ أنهم ينكسون الكلام عن حقائقه ،
ويزيلونه عن جهة صوابه ، حملا له على أهوائهم ، وعطفا عن آرائهم.
__________________
وقوله تعالى فى هذه الآية : ﴿ لَيًّا
بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ
﴾
[٤٦] استعارة أخرى. والمراد بها : يميلون بكلامهم إلى جهة الاستهزاء بالمؤمنين ،
والوقيعة فى الدين.
وقوله تعالى : ﴿ مِّن
قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا
﴾
[٤٧] . وهذه استعارة. وهى عبارة عن مسخ الوجوه. أي نزيل
تخاطيطها ومعارفها ، تشبيها بالصحيفة المطموسة ، التي عميت سطورها ، وأشكلت
حروفها.
وقوله تعالى : ﴿ قُلْ
مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ
﴾
[٧٧] . وهذه استعارة. والمراد بها تخسيس قدر ما يصحب الإنسان من الدنيا ، وأن
المتعة به قليلة ، والشوائب كثيرة.
وقوله تعالى : ﴿ حَصِرَتْ
صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ
﴾
[٩٠] . فهذه استعارة. والمراد بها صفة صدورهم بالضيق على القتال. وذلك مأخوذ من
الحصار ، وهو تضييق المذهب ، والمنع من التصرف.
وقوله : ﴿
فَإِنِ
اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
﴾
[٩٠] الآية وهذه استعارة ، وحقيقتها ، إن طلبوا منكم المسالمة ، وسألوكم الموادعة.
وفى قوله سبحانه : ﴿ وَأَلْقَوْا
إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ﴾
عبارة عن طلبهم السلم عن ذل واستكانة ، وخضوع وضراعة.
وقوله تعالى : ﴿ وَأُحْضِرَتِ
الْأَنفُسُ الشُّحَّ ﴾
[١٢٨] وهذه استعارة. وليس المراد أن محضرا أحضر الأنفس شحّها ، ولكن الشح لما كان
غير مفارق لها ، ولا متباعد عنها ، كان كأنه قد أحضرها ، وحمل على ملازمتها.
ومثل هذا قوله تعالى فى هذه السورة : ﴿ وَمَا
قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن
__________________
شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ [١٥٧] . فليس
التشبيه هاهنا عملا من غيرهم بهم ، وإنما شبهوا هم على أنفسهم ...........
كما يقال : أين يذهب بك ؟ والمراد أين تذهب. ونظائر ذلك كثيرة.
وقوله تعالى : ﴿ فَلا
تَقْعُدُوا
مَعَهُمْ
حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
﴾
[١٤٠] . وهذه استعارة. والمراد بالخوض هاهنا مناقلة الحديث ، والضرب فى أقطاره ،
والتفسّح فى أعطانه ، استثارة لكرائمه ، وبحثا عن غوامضه. تشبيها بخائض الماء ،
الذي يثير قراره ، ويسبر غماره
.
وقوله تعالى : ﴿ مَا
لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ، وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
﴾
[١٥٧] .
وفى هذه الآية استعارتان : إحداهما قوله
سبحانه : ﴿
إِلَّا
اتِّبَاعَ الظَّنِّ ﴾
لأن الظن جعل هاهنا بمنزلة الداعي الذي يطاع أمره ، والقائد الذي يتبع أثره ،
مبالغة فى صفة الظن بشدة الاستيلاء عليهم وقوة الغلبة على قلوبهم. والاستعارة
الأخرى أن يكون قوله تعالى : ﴿
وَمَا
قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾
راجعا إلى الظن لا إلى المسيح عليهالسلام.
فكأنه سبحانه قال : وما قتلوا الظن يقينا : كما يقول القائل : قتلت الخبر علما.
ومن أمثالهم : ( قتل أرضا عالمها ) و( قتلت أرض أهلها ) والمراد بقولهم قتلت الخبر
علما : أي استقصيت معرفته ، واستخرجت دخيلته
. فلم يفتنى شىء من علمه ، فكنت بذلك كأنى قاتل له. أي لم أبق شيئا يعلم من كنهه ،
كما لم يبق القاتل من المقتول شيئا من
__________________
نفسه. وعلى هذا قولهم
: أصاب فلان شاكلة الأمر وطبّق مفصل الرأى ..... حقيقته ، وبلغ مص .... ة
والشاكلة : الخاصرة هاهنا ، وهى من مقاتل الحيوان.
وقوله تعالى : ﴿ إِنَّمَا
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا
إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ
﴾
[١٧١] وقد مضى كلامنا على معنى تسمية المسيح عليهالسلام
بكلمة الله.
وقوله تعالى : ﴿ وَرُوحٌ
مِّنْهُ ﴾
[١٧١] هاهنا استعارة. والمراد بذلك أن الناس ينتفعون بهديه ، ويحيون من موت
الضلالة برشده ، كما تحيا
الأجسام بأرواحها ، وتتصرف بحركاتها.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « المائدة »
قوله تعالى : ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ [٢] . وهذه استعارة
، والمراد مستبعدات الله التي أشعرها للناس ، أي بينها لهم. من قولهم : أشعرت
البدنة ، إذا جرحتها فى سنامها ليسيل دمها ، فيعلم أنها هدى لبيت الله سبحانه :
وهذا الفعل علامة لها ، ودلالة عليها.
وقوله تعالى : ﴿ يَهْدِي
بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾ [١٦] وهذه استعارة.
والسلام هاهنا جمع سلامة. فالمراد أنه تعالى يدل من أطاعه على طريق نجاته ، وسبيل
أمنته ، لأن طاعته تعالى إمام
السلامة ، فمن اتبع قياده نجا ، ومن تقاعس عنه ضل وغوى.
وقوله تعالى : ﴿ قَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ
﴾
[١٩] وهذه استعارة. والمراد على انقطاع الإرسال إلى الأمم و... الزمان من ....
الرسل. تشبيها بحال إرسال الأنبياء إلى أممهم ثم حال توفيهم بعد أداء شرائعهم
بثقوب النار ثم خمودها ، واضطرامها ثم فتورها.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَا
تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ
﴾
[٢١] . وهذه استعارة. ونظيرها قوله تعالى : ﴿
انقَلَبْتُمْ
عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ﴾
أي لا تولوا عن دينكم
__________________
وتشكوا بعد يقينكم ،
فتكونوا كالمقهقر
الراجع ، والمتقاعس الناكص.
وقوله تعالى : ﴿ فَطَوَّعَتْ
لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [٣٠] وهذه استعارة.
والمراد : سولت له وقربت عليه نفسه ففعل. وطوّعت فعّلت. من الطوع. أي سهلت نفسه
عليه ذلك ، حتى أتاه طوعا ، وانقاد إليه سمحا.
وقوله تعالى : ﴿ أَنَّهُ
مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا ﴾
[٣٢] وأحياها هنا استعارة. لأن إحياء
النفس بعد موتها لا يفعله إلا الله تعالى. وإنما المراد : من استبقاها وقد استحقت
القتل ، واستنقذها وقد أشرفت على الموت. فجعل سبحانه فاعل ذلك بها كمحييها بعد
موتها. إذ كان الاستنقاذ من الموت كالإحياء بعد الموت.
وقوله سبحانه : ﴿ مِنَ
الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ
﴾
[٤١] وهذه استعارة. لأن صفة الإيمان والكفر إنما يوصف بها الإنسان دون القلب.
والمراد : أنهم آمنوا بالظواهر ، وكفروا بالبواطن.
قوله سبحانه
: ﴿
وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ
﴾
[٤٨] . وهذه استعارة. وقد تقدم مثلها .. والمعنى : مصدقا بما سلف قبله من الكتاب
الذي هو الإنجيل الصحيح. واستعير ذكر اليدين هاهنا ، كما يقول القائل إذا سأله
غيره عن راكب مرّ به : هو بين يديك. أي قد سار أمامك. ومهيمنا عليه : أي شاهدا
عليه. فهذه أيضا استعارة أخرى. والمراد : أن ما فى هذا الكتاب من وضوح الدلالة
يقوم مقام النطق بصحة الشهادة.
__________________
وقوله تعالى : ﴿ وَلَا
تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾
[٤٨] . وهذه استعارة. والمراد : ولا تطع أمرهم ، ولا تجب داعيهم ، فأقام سبحانه
أهواءهم مقام الدعاة إلى الرّدى ، والهداة إلى العمى.
وقوله تعالى : ﴿ فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ ﴾
[٤٨] . وهذه استعارة
عجيبة : والمعنى : فبادروا فعل الخيرات إن كنتم على غير أمان من حضور الأجل ،
وتضييق الأمل. وذلك شبيه لسباق الخيل ، لأن كل واحد من فرسانها يشاحّ غيره على
بلوغ الغاية المقصودة ، وينافسه فى الإسراع إلى البغية المطلوبة.
وقوله سبحانه : ﴿ فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
﴾
[٥٤] . وهذه استعارة. لأن الحبّ الذي هو ميل الطباع لا يجوز على القديم سبحانه
.....
وقوله تعالى : ﴿ وَقَالَتِ
الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ، وَلُعِنُوا بِمَا
قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [٦٤] . وهذه
استعارة. ومعناها أن اليهود أخرجوا هذا القول مخرج الاستبخال لله سبحانه ، فكذبهم
تعالى بقوله : ﴿
بَلْ
يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ وليس المراد بذكر اليدين
هاهنا الاثنتين اللتين هما أكثر من الواحدة ، وإنما المراد به المبالغة فى وصف
النعمة. كما يقول القائل : ليس لى بهذا الأمر يدان ، وليس يريد به الجارحتين ،
وإنما يريد المبالغة فى نفى القوة على ذلك الأمر. وربما قيل إن المراد بذلك نعمة
الدنيا ونعمة الآخرة. والله أعلم أىّ ذلك أصوب. وقد أشبعنا الكلام على هذا المعنى
فى كتابنا الكبير.
وقوله تعالى : ﴿ كُلَّمَا
أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ﴾ [٦٤] وهذه استعارة.
__________________
لأن الحرب لا نار لها
على الحقيقة ، وإنما شبهت بالنار لاحتدام قراعها ، وجدّ مصارعها ، وأنها تأكل
أهلها ، كما تأكل النار حطبها.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَوْ
أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن
رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ﴾ [٦٦] . فهذه
استعارة. لأن التوراة لا يصح عليها القيام ، وإنما المراد لو أنهم اتبعوا حكمها
..... وقوله تعالى : ﴿ لَأَكَلُوا
مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ﴾
[٦٦] استعارة أخرى على أحد التأويلين ، وهو أن يكون المراد بهذا القول العبارة عن
سعة الرزق ورفاهة العيش. كما يقول القائل : فلان مغمور فى النعيم والنعمة من قرنه
إلى قدمه. والتأويل الآخر لأكلوا من فوقهم ، أي من ثمار الشجر التي تفوت بسطة اليد
، ومن تحت أرجلهم ، أي من نبات الأرض الذي يباشر موطئ القدم. وقيل المراد بذلك ما
يكون عن مساقط الغيث من إخصاب منابت الأرض.
فهذا كقوله تعالى ﴿ لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾
.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَٰكِن
يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ﴾ [٨٩] . على قراءة من
قرأ عقدتم ، وعقدّتم بالتخفيف والتشديد ، دون من قرأ عاقدتم. فهذه استعارة.
والمراد بها تأكيد الأيمان حتى تكون بمنزلة العقد المؤكد والحبل المحصد. أو يكون
المراد أنكم عقدتموها على شىء خلافا لليمين اللغو التي ليست معقودة على شىء ، لأن
الفقهاء يسمون اليمين التي على المستقبل يمينا معقودة ، فهى التي يتأتى فيها البر
والحنث ، وتجب فيها الكفارة. واليمين على الماضي عندهم ضربان : لغو ، وغموس.
فاللغو كقول القائل :
__________________
والله ما فعلت كذا.
فى شىء يظن أنه لم يفعله ، وو الله لقد فعلت كذا. فى شىء يظن أنه قد فعله
.
فهو اليمين على الماضي إذا وقعت كذبا.
نحو قول القائل : والله ما فعلت. وهو يعلم أنه قد فعل. وو الله لقد فعلت. وهو يعلم
أنه لم يفعل. فهذه اليمين كفارتها التوبة والاستغفار لا غير.
وقوله تعالى : ﴿ لَيَبْلُوَنَّكُمُ
اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ ﴾ [٩٤] وهذه استعارة.
لأن الفارس هو الذي ينال القنيص برمحه. ولكن الرمح لما كان مباشرا حسن لهذه الحال
أن يسمى نائلا.
وقوله تعالى : ﴿ ذَٰلِكَ
أَدْنَىٰ أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا
﴾
[١٠٨] . وهذه استعارة. لأن الشهادة لا وجه لها. وإنما المراد أن يأتوا بالشهادة
على جليتها وحقيقتها. وخبر تعالى عن ذلك بالوجه لأن به تعرف حقيقة الجملة ، ويفهم
كنه الصورة ، كما قلنا فيما تقدم. وهذه من الاستعارات البديعة.
وقوله تعالى حاكيا عن المسيح عليهالسلام : ﴿ تَعْلَمُ
مَا فِي نَفْسِي ، وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ﴾ [١١٦] . وهذه
استعارة. لأن القديم سبحانه لا نفس له. والمراد : تعلم ما عندى ولا أعلم ما عندك ،
وتعلم حقيقتى ولا أعلم حقيقتك ، أو تعلم مغيبى ولا
أعلم مغيبك. فكأن فحوى ذلك : تعلم ما أعلم ، ولا أعلم ما تعلم. وقد استوفينا
الكلام على ذلك فى ( حقائق التأويل ) .
__________________
سورة الأنعام
قوله تعالى
: ﴿
فَقُطِعَ
دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [٤٥] وهذه استعارة.
لأن الأصل فى هذه اللفظة : دابرة الفرس ، وجمعها دوابر ، وهى ما يلى حافره من
خلفه. ودابرة الطائر : هى الشاخصة التي خلف رجله ، وتدعى الصّيصيّة
أيضا. فالمراد بقوله سبحانه : ﴿
فَقُطِعَ
دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾
[٤٥] والله أعلم : أي قطعت عنهم الأمداد اللاحقة بهم من خلفهم ، والتالون لهم فى
غيهم وضلالهم. أو قطع خلفهم. من نسلهم ، فلم تثبت لهم ذرية ، ولم يبق لهم بقية.
وقوله سبحانه : ﴿ قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ
عَلَىٰ قُلُوبِكُم ﴾
[٤٦] وهذه استعارة. والمراد بالأخذ هاهنا إبطال حواسهم. وإذا بطلت فكأنها قد أخذت
منهم ، وغيّبت عنهم.
وقوله تعالى : ﴿ وَعِندَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ
﴾
[٥٩] وهذه استعارة. والمراد : وعنده الوصلة إلى علم الغيب ، فإذا شاء فتحه
لأنبيائه وملائكته
، وإن شاء أغلق عنهم علمه. ومنعهم فهمه. وعبر تعالى عن ذلك بالمفاتح ، وهى أحسن
عبارة ، وأوقع استعارة. لأن كل ما يتوصل به إلى فتح المبهم ، وبيان المستعجم سمّى
بذلك. أ لا ترى إلى قول الرجل لصاحبه إذا أشكل عليه أمر أو اختلّ له حفظ : افتح
علىّ. أي : بيّن لى وفهّمنى ما عزب عنى.
__________________
وقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا
رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
﴾
[٦٨] فهذه استعارة. والمراد بها إثارة أحاديث الآيات ليستشفّوا بواطنها ، ويعلموا
حقائقها ، كالخابط فى غمرة الماء ، لأنه يثير قعرها ، ويسبر غمرها. وقد مضى الكلام
على نظير ذلك فى ( النساء ) .
وقوله سبحانه : ﴿ وَسِعَ
رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾
[٨٠] وهذه استعارة. لأن صفة الشيء بأنه يسع غيره. لا يطلق إلا على الأجسام التي
فيها الضيق والاتساع ، والحدود والأقطار. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فالمراد
أن علمه سبحانه يحيط بكل شىء ، فلا تخفى عليه خافية ، ولا تدق عنه غامضة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلِتُنذِرَ
أُمَّ
الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَ ﴾
[٩٢] وهذه استعارة. والمراد بأم القرى مكة ، وإنما سماها سبحانه بذلك ، لأنها
كالأصل للقرى ، فكل قرية فإنما هى طارئة عليها ، ومضافة إليها. وقد روى فى تقدم
اختطاطها ما لا يحتمل كتابنا هذا ذكره.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَوْ
تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ﴾ [٩٣] وهذه استعارة
عجيبة. لأنه سبحانه شبه الذين يعتورهم كرب الموت وغصصه بالذين تتقاذفهم غمرات
الماء ولججه. وقد سميت الكربة غمرة لأنها تغمر قلب الإنسان ، آخذة
بكظمه ، وخاتمة
. على متنفسه. والأصل فى جميع ذلك غمرة الماء.
وقوله تعالى : ﴿ لَقَد
تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ﴾
[٩٤] على قراءة من قرأ برفع النون من بينكم. وهذه استعارة. لأنه لا فصائل
هناك على الحقيقة فتوصف بالتقطّع ، وإنما المراد :
__________________
لقد زال ما كان بينكم
من شبكة المودة وعلاقة الألفة ، التي تشبّه لاستحكامها بالحبال المحصدة ، والقرائن
المؤكدة.
وقوله تعالى : ﴿ يُخْرِجُ
الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ﴾ [٩٥] فهذه استعارة
على بعض الأقوال ، وهو أن يكون معناها أنه سبحانه يشق الحبة الميتة ، والنواة
اليابسة ، فيخرج منها ورقا خضرا
، ونباتا ناضرا ، ويخرج الحبّ اليابس الذاوي
من النبت الحي النامي. وقال بعضهم : يخرج الإنسان الحي من النطفة وهى موات ، ويخرج
النطفة الموات من الإنسان الحي. والله أعلم بالصواب.
وقوله سبحانه : فالق الإصباح وجاعل
اللّيل سكنا [٩٦] وهذه استعارة. والمعنى : شاقّ الصبح ومستخرجه من غسق الليل.
وقوله سبحانه : ﴿
فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ ﴾
أبلغ من قوله شاقّ الإصباح ، إذ كانت قوة الانفلاق أشد من قوة الانشقاق. أ لا
تراهم يقولون : انشقّ الظفر ، وانفلق الحجر ؟ وقوله تعالى وجاعل اللّيل سكنا
استعارة أخرى. ومعناها على أحد القولين أنه سبحانه جعل الليل بمنزلة الشيء المحبوب
الذي تسكن إليه النفوس وتحبّه
القلوب. يقال : فلان سكن فلان. على هذا المعنى. والتأويل الآخر يخرج الكلام عن
معنى الاستعارة. وهو أن يكون المراد أنه تعالى جعل الليل مظنة لانقطاع الأعمال ،
والسكون بعد الحركات.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَخَرَقُوا
لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾
[١٠٠] فى قراءة من قرأ : وخرقوا بالتخفيف ، وفى قراءة من قرأ خرّقوا بالتثقيل.
فهذه استعارة. والمراد أنهم دعوا له سبحانه بنين وبنات بغير علم ، وذلك مأخوذ من «
الخرق » وهى الأرض الواسعة ، وجمعها خروق ، لأن الريح تتخرق فيها ، أي تتسع.
والخرق من الرجال : الكثير العطاء ، فكأنه يتخرق. والخرقة : جماعة الجراد مثل
الحرقة ، والخريق : الريح الشديد الهبوب. فكأن معنى قوله تعالى : ﴿ وَخَرَقُوا
لَهُ ﴾
أي اتّسعوا فى دعوى البنين والبنات له ، وهم كاذبون فى ذلك. ومن قرأ ؛ وخرّقوا
فإنما أراد تكثير الفعل من هذا الجنس. والاختراق ، والاختلاق ، والاختراع ،
والانتسال بمعنى واحد ، وهو الادعاء للشيء على طريق الكذب والزور.
وقوله سبحانه : ﴿ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ [١١٢] وهذه استعارة.
لأن الزخرف فى لغة العرب : الزينة. ومن ذلك قولهم : دار مزخرفة أي مزيّنة. فكأنه
تعالى قال : يزينون لهم القول ليغتروا به ، وينخدعوا بظاهره ، كما يستغرّ بظاهر
جميل ، على باطن مدخول.
وقوله تعالى : ﴿ وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ [١١٠] وهذه استعارة.
لأن تقليب القلوب والأبصار على الحقيقة وإزالتها عن مواضعها ، وإقلاقها عن مناصبها
لا يصح والبنية صحيحة والجملة حيّة متصرفة. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ أنا
نرميها بالحيرة والمخافة ، جزاء على الكفر والضلالة. فتكون الأفئدة مسترجعة لتعاظم
أسباب المخاوف ، وتكون الأبصار منزعجة لتوقع طلوع المكاره. وقد
__________________
قيل إن
المراد بذلك تقليبها على قراميص
الجمر فى نار جهنم ، وذلك يخرج الكلام عن حيز الاستعارة إلى حيز الحقيقة.
وقوله تعالى : ﴿ وَلِتَصْغَىٰ
إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴾ [١١٣] . وهذه
استعارة. والمعنى : ولتميل إليه أفئدة هؤلاء المذكورين. ويقال : صغى فلان إلى
فلان. أي مال إليه. وصغوه معه : أي ميله. ومنه أصغى بسمعه إلى الكلام. إذا أماله
إلى جهته ، ليقرب من استماعه. وميل القلب إلى المعتقدات ، كميل السمع إلى
المسموعات.
وقوله تعالى : ﴿ لَهُمْ
دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾
[١٢٧] . وهى استعارة. والمراد : لهم محل الأمنة والسلامة والمنجاة من المخافة.
وتلك صفة الجنة. والسلام هاهنا : جمع سلامة .
وقوله تعالى : ﴿ قَالُوا
شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾ [١٣٠] وهذه استعارة.
لأنهم لما اغتروا بالحياة الدنيا حسن أن يقال إنها غرتهم. ولما كان فيها ما تميل
إليه شهواتهم جاز أن يقال : إنها استمالت شهواتهم.
وقوله تعالى : ﴿ وَلَا
تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ [١٥٣] وهى استعارة.
والسبل التي هى الطرق لا تتفرق بهم ، وإنما هم الذين يفارقون نهجها
، ويتبعون عوجها.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴾
[١٦٤] فهذه استعارة. والمعنى : ولا تحمل حاملة حمل أخرى. يريد تعالى فى يوم
القيامة. أي لا يخفف أحد عن أحد ثقلا ، ولا يشاطره حملا. لأن كل إنسان فى ذلك
اليوم مشغول بنفسه ، ومقروح
بحمله. وليس أن هناك على الحقيقة أحمالا على الظهور ، وإنما هى أثقال الآثام
والذنوب.
ونظير ذلك قوله تعالى : ﴿ وَاتَّقُوا
يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا ﴾
.
__________________
و من السورة التی
یذکر فیها « الأعراف »
قوله : ﴿
وَمَنْ
خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا
كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾
[٧] . فهذه استعارة. لأن الخسران فى التعارف إنما هو النقص فى أثمان المبيعات.
وذلك يخص الأموال لا النفوس. إلا أنه سبحانه لما جاء بذكر الموازين وثقلها وخفتها
جاء بذكر الخسران بعدها ، ليكون الكلام متفقا ، وقصص الحال متطابقا. فكأنه سبحانه
جعل نفوسهم لهم بمنزلة العروض المملوكة ، إذ كانوا يوصفون بأنهم يملكون نفوسهم ،
كما يوصفون بأنهم يملكون أموالهم.
وذكر خسرانهم لها لأنهم عرّضوها للخسار
، وأوجبوا لها عذاب النار. فصارت فى حكم العروض المتلفات ، وتجاوزوا حد الخسران فى
الأثمان ، إلى حد الخسران فى الأعيان.
وقوله سبحانه حاكيا عن إبليس : ﴿ قَالَ
فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
﴾
[١٦] وهذه استعارة. والصراط هاهنا كناية عن الدين ، جعله الله سبحانه طريقا للنجاة
والمفاز
، فى دارى القرار والمجاز ، وإنما قال صراطك. لما كان الدين كالطريق المؤدية إلى
رضا الله سبحانه ومثوبته
. الموصلة إلى نعيمه وجنته. فكان إبليس ـ لعنه الله ـ إنما يوعد بالقعود على طريق
الدين ليضل عنه كل قاصد ، ويردّ عنه كل
__________________
وارد ، بمكره وخدائعه
، وتلبيسه
ووساوسه. تشبيها بالقاعد على مدرجة بعض السبل ، ليخوف
السالكين منها ، ويعدل بالقاصدين عنها. والمراد : لأقعدن لهم على صراطك المستقيم ،
فلما حذف الجارّ انتصب الصراط.
والحذف هاهنا أبلغ فى الفصاحة ، وأعرق
فى أصول العربية. ونظيره قول الشاعر :
* كما عسل الطريق الثعلب *
أي عسل فى الطريق.
وكل ما فى القرآن من ذكر سبيل الله
سبحانه ، فالمراد به الطريق المفضية إلى طاعته عاجلا ، وإلى جنته آجلا.
وقوله سبحانه : ﴿ فَدَلَّاهُمَا
بِغُرُورٍ ﴾
[٢٢] . وهذه استعارة. والمراد أنه أوقعهما فى أهوائه بغروره لهما. وكل واقع فى مثل
ذلك فإنه نازل من علو إلى استفال ، ومن كرامة إلى إذلال. فلذلك قال تعالى : ﴿ فَدَلَّاهُمَا
بِغُرُورٍ ﴾
. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا الكبير ، عند القول فيما اختلف العلماء
فيه من ذنوب الأنبياء عليهمالسلام.
وقوله تعالى : ﴿ يَا
بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا
__________________
وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ، ذَٰلِكَ
خَيْرٌ ﴾
[٢٦] وقد قرئ : ورياشا
. وهما جميعا استعارة هاهنا
. لأن المراد بهما اللباس. وسمى اللباس ريشا ورياشا تشبيها بريش الطائر الذي يستر
جملته. ومن كلام العرب : أعطيته رجلا بريشه. أي بكسوته.
وقال المفسرون : معنى لباس التقوى ما
كان من الملابس يستر العورة ، لأن ستر العورة من أسباب التقوى. وقرئ : ولباس
التّقوى. نصبا بأنزلنا عليكم. والرفع فيه على معنى الابتداء. ويكون خير خبرا له.
فيكون المعنى : ولباس التقوى المشار إليه خير. وهذا أسدّ القولين فى هذا المعنى.
وقوله تعالى : ﴿ وَأَقِيمُوا
وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾
[٢٩] وهذه استعارة. لأن الوجه لا يصح عليه القيام. والمعنى : فوجّهوا وجوهكم عند
كل مسجد. ويجوز أن يكون معنى ذلك : فتوجّهوا بجملتكم نحو كل مسجد. لأن وجه الشيء
عبارة عن جملته.
وقوله تعالى : ﴿ إِنَّ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ
أَبْوَابُ السَّمَاءِ ﴾
[٤٠] وهذه استعارة. والمراد لا يصلون إلى الجنة ولا يتسهل لهم السبيل إليها ، ولا
يستحقون بأعمالهم للدخول إليها. ومثل ذلك قوله سبحانه : ﴿ فَفَتَحْنَا
أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴾
أي سهّلنا خروجه من السماء إلى الأرض ، ورفعنا الحواجز بينه وبين الخلق.
وقوله تعالى : ﴿ لَهُم
مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ ، وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ﴾ [٤١] وهذه استعارة.
وقد مضى فى ( آل عمران ) إلا
أن الزيادة هاهنا قوله سبحانه : ﴿
وَمِنْ
فَوْقِهِمْ غَواشٍ ﴾
__________________
فكأنه جعل لهم من
النار أمهدة مفترشة
وأغشية مشتملة ، فيكون استظلالهم بحرها ، كاستقرارهم على جمرها. نعوذ بالله من
ذلك.
وقوله سبحانه : ﴿ وَنَزَعْنَا
مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ﴾
[٤٣] . وهذه استعارة. لأنه ليس هناك شىء يتأتى
نزعه على الحقيقة. والمعنى : أزلنا ما فى صدورهم من الغل بإنسائهم إياه ، وبإحداث
أبدال له تشغل أماكنه من قلوبهم ، وتشفع مواقعه من صدورهم. وقال بعض المفسرين :
معنى ذلك : أهل الجنة لا يحسد بعضهم بعضا على علو المنزلة فيها ، والبلوغ إلى
مشارف رتبها. والحسد : الغل.
وقوله تعالى : ﴿ وَنُودُوا
أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
﴾
[٤٣] وهذه استعارة خفية. وقد تكون استعارة خفية ، واستعارة جلية. وذلك أن حقيقة
الميراث فى الشرع هو ما انتقل إلى الإنسان من ملك الغير بعد موته على جهة
الاستحقاق. فأما صفة الله تعالى بأنه الوارث لخلقه كقوله : ﴿ وَكُنَّا
نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾
وكقوله : ﴿ وَلِلَّهِ
مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
فهو مجاز. والمراد :
أنه الباقي بعد فناء خلقه ، وتقوّض سمائه وأرضه.
وقد استعمل ذلك أيضا فى نزول قوم ديار
قوم بعدهم ، وأخذ قوم أموال قوم بعد إجلائهم وحربهم
. فقال سبحانه فى هذه السورة : ﴿
وَأَوْرَثْنَا
الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ﴾
[١٣٧] . وقال تعالى فى
__________________
موضع آخر : ﴿ وَأَوْرَثَكُمْ
أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ﴾
وليس يصح فى إيراث الجنة مثل هذه المعاني التي ذكرناها ، لأن الجنة لا يسكنها قوم
بعد قوم قد فارقوها وانتقلوا عنها. فقوله سبحانه : ﴿
أَن
تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا ﴾
على الأصل الذي قدّمناه استعارة. ويكون المعنى الذي يسوغ هذه الاستعارة أن هؤلاء
المؤمنين لما عملوا فى الدار الدنيا أعمالا استحقوا عليها الجزاء والثواب ، ولم
يصحّ أن يوفر عليهم ذلك إلا فى الجنة ، وهى من الدار الآخرة ، فكأنهم استحقوا
دخولها. فحسن من هذا الوجه أن يوصفوا بأنهم أورثوها ، وإن لم يكن سكناهم لها بعد
سكنى قوم آخرين انتقلوا عنها. وسوّغ ذلك أيضا اختلاف حال الدارين ، وانتقالهم من
الأولى إلى الآخرة. فكأنّ ما عملوه فى الدار الأولى كان سببا لما وصلوا إليه فى
الدار الآخرة ، كما يستحقّ الميراث بالسبب.
وقوله تعالى : ﴿ الَّذِينَ
يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ﴾ [٤٥] وهذه استعارة ،
فإن سبيل الله سبحانه :
دينه. ومعنى ويبغونها عوجا أي يبتغون عنها المتحاول ، ويطلبون منها الفسح والمخارج
، ويوهمون بالشبهات أنها معوجة غير قويمة ، ومضطربة غير مستقيمة.
وقوله تعالى : ﴿ خَسِرُوا
أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [٥٣] وقد مضى نظير
ذلك فى أول السورة.
وقوله سبحانه : ﴿ يُغْشِي
اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ ﴾
[٥٤] .
__________________
سورة التوبة
. . . . . .
على الحقيقة هى التقارب بالحدود مثل
المسامتة ، وهى المماثلة فى السمت الذي هو الجهة ، وذلك من صفات الأجسام ، وذوات
الحدود والأقطار. فالمراد إذن بالمحادّة هاهنا كون الإنسان فى غير الحد الذي فيه
أولياء الله سبحانه. فكأنهم فى حد ، وأولياء الله سبحانه فى حد. وكذلك الكلام فى
مشاقّة الله تعالى على أحد التأويلين ، وهو أن يكون الإنسان فى شق أعداء الله
وحربه ، لا فى شق أوليائه وحزبه.
وحقيقة الكلام أن يكون المراد به محادّة
أولياء الله على الصفة التي ذكرناها فقال تعالى : ﴿
يُحَادِدِ
اللَّهَ ﴾
كما قال : ﴿
إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾
أي يؤذون أولياء
الله ورسوله ، لأن الأذى لا يجوز على من لا تلحقه المنافع والمضار ، والمساءات
والمسارّ.
وقوله سبحانه : ﴿ يَحْذَرُ
الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي
قُلُوبِهِمْ ﴾
[٦٤] وهذه استعارة. لأن السورة نطقها من جهة البرهان لا من جهة اللسان. فكأنه
سبحانه أراد أنّ الناس يعلمون بهذه السورة النازلة فى المنافقين بواطن نفوسهم ،
وعقائد قلوبهم.
__________________
[ وقوله سبحانه
] : ﴿
رَضُوا
بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾
[٨٧] . [ الخوالف النساء
] المقيمات فى دار الحي بعد رحيل الرجال. وإنما سمى النساء خوالف تشبيها لهن
بالخوالف ، التي واحدتهن خالفة ، وهى الأعمدة تكون فى أواخر بيوت الحي المضروبة.
فشبّههنّ ـ لكثرة لزوم البيوت ـ بالخوالف التي تكون فى البيوت.
وقد قيل إن الخوالف أيضا زوايا البيوت ،
واحدتها خالفة. والمعنى واحد. وقد يجوز أن يكون المراد بقوله تعالى : ﴿ رَضُوا
بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾
حقيقة الخوالف التي هى أعمدة البيوت. أي رضوا بأن يكونوا فى بيوتهم ، فيكونوا ـ
بالملازمة لها ـ كخوالفها وأعمدتها.
وقد يجوز أيضا أن يكون الخوالف هاهنا
جمع فرقة خالفة. وهى الجماعة التي تقعد عن الغزو ، كالشيوخ ، والنساء ، وذوى
العاهات ، والولدان. ومما يقوى ذلك قوله تعالى أمام هذا الكلام : ﴿ فَاقْعُدُوا
مَعَ الْخَالِفِينَ ﴾
[٨٣] .
وكنت سمعت شيخنا أبا الفتح عثمان بن جنى
النحوي ـ رحمهالله ـ
يقول ذلك ، ويذهب إلى مثله أيضا فى قوله سبحانه : ﴿
وَلَا
تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ﴾
. ويقول : هى جمع
فرقة كافرة. إلا أن الكلام يكون على القول الأول استعارة. ويكون على هذا القول
حقيقة.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَيَتَرَبَّصُ
بِكُمُ الدَّوَائِرَ ، عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ﴾ [٩٨] . وهد استعارة
.......
عليهم أيام السوء ، لأن الأيام والشهور قد تسمى دوائر ، على طريق الاستعارة. فليس
لأنها ترجع بأعيانها ، وإنما تعود أشباهها وأمثالها ، فشهر كشهر ، ويوم كيوم ،
وساعة كساعة ، وسنة كسنة. يقال دارت السنون ، ودارت الشهور على هذا المعنى. إلا أن
هذه اللفظة ، أعنى الدائرة والدوائر ، قد اختص ذكرها بالمواضع المكروهة. فيقال :
دارت عليهم الدوائر ، إذا أهلكتهم الأيام ، وأفنتهم الأعوام. ويقال : دارت لهم
الدنيا. إذا وصفوا بمواتاة الإقبال ، وانتظام الأحوال. فكأنّ التمييز فى الخير أو
الشر إنما يقع بقولنا : دارت لهم ، ودارت عليهم.
وقوله سبحانه : ﴿ أَفَمَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ
أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ، فَانْهَارَ بِهِ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ ﴾
[١٠٩] وهذه استعارة. والمراد بها ذكر ما بناه المنافقون من مسجد الضرار
، بعد ما بنى المؤمنون من المسجد المعروف بمسجد قباء
. لأن المؤمنين وضعوا هذا البناء ، وهم مؤمنون متقون ، عارفون موقنون ، فكأنهم
وضعوه على قواعد من الإيمان ، وأساس من الرضوان. والمنافقون إنما وضعوا ذلك البناء
كيدا للمؤمنين ، وإرصادا للمسلمين. فكأنهم وضعوه على شفا
__________________
جرف هار متقوض ،
وأساس واه منتقض ، فكأنما انهار بهم فى نار جهنم ، أي أسقطهم ذلك الفعل فى عذاب
النار ، ودائم العقاب. وهذه من أحسن الاستعارات.
وقوله تعالى : ﴿ لَا
يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن
تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ﴾
[١١٠] فهذه استعارة. ومعناها أن ذكر البنيان الذي بنوه لا يزال ريبة فى قلوبهم ،
يخافون معها إنزال الله بهم ضروب العقاب ، أو بسط المؤمنين عليهم لما ظاهروهم من
العناد والشقاق. فهم أبدا بنفوسهم مستريبون ، وعليها خائفون مشفقون. فلا يزالون
على ذلك إلا أن تقطع قلوبهم حسرة ، وتزهق نفوسهم خيفة.
وقوله تعالى : ﴿ إِنَّ
اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ
لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾
[١١١] وهذه استعارة. وذلك أنه سبحانه لما أمرهم ببذل نفوسهم وأموالهم فى الجهاد عن
دينه ، والمنافحة عن رسوله عليهالسلام
، وضمن لهم على ذلك الخلود فى النعيم ، والأمان من الجحيم ، كانت نفوسهم وأموالهم
بمنزلة العروض المبيعة ، وكانت الأعواض المضمونة عنها بمنزلة الأثمان المنقودة ،
وكانت الصفقة رابحة لزيادة الأثمان على السلع ، وإضعاف الأعواض على القيم.
وجملة هذا الباب أن العبادات كلّها
كالتجارات ، فى أنها طلب للمنافع. فالعبادات
طلب لمنافع الآخرة ، والتجارات طلب لمنافع الدنيا.
وقوله تعالى : ﴿ مِن
بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ﴾ [١١٧] وهذه استعارة.
لأن حقيقة الزّيغ الاعوجاج والميل. والمراد : من بعد ما كادت قلوبهم تزول من عظم
الخيفة ،
__________________
وتقنط من نزول الرحمة
، فتكون بذلك كالشيء الزائغ بعد الاستقامة ، والمستمال بعد الثبات والرصانة.
ومن الدليل على ذلك قوله تعالى بعد هذه
الآية : ﴿
حَتَّىٰ
إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ، وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ
أَنفُسُهُمْ ﴾ [١١٨] فهذه أيضا
استعارة. لأن النفس بالحقيقة لا توصف بالضّيق والاتساع ، وإنما المراد بذلك المراد
بالقول الأول من أنه عبارة عن انضغاط القلوب بشدة الكرب ، وبلوغها منقطع الصبر.
وقوله : سبحانه : ﴿ مَا
كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن
يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ ، وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن
نَّفْسِهِ ﴾
[١٢٠] وهذه استعارة. والمراد بها أنهم لا ينبغى لهم أن يكرموا أنفسهم عما يبذل
النبي صلىاللهعليهوسلم
فيه نفسه ، ولا يحفظوا مهجهم فى المواطن التي تحضر فيها مهجته ، اقتداء به ،
واتباعا لأثره. وهذه لفظة يستعملها أهل اللسان كثيرا ، فيقولون : رغبت بنفسي عن
الضيم ، وأرغب بك يا فلان عن القتل ، أي أضنّ بنفسي عن أن تذل ، وأنفس بمثلك عن أن
يقتل.
فالظاهر يدل على أنهم رضوا بنفوسهم عن
نفس النبي صلىاللهعليهوسلم.
والمراد : وما كان لهم أن يرغبوا بالنفوس. عن ....
التي ينزلها نفسه ويعرض فيها مهجته.
وقوله سبحانه : ﴿ وَإِذَا
مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ
إِيمَانًا ، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
. وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ
رِجْسِهِمْ ، وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [١٢٤] ، [١٢٥] وهذه
__________________
استعارة ظاهرة. وذلك
أن السّورة لا تزيد الأرجاس
رجسا ، ولا القلوب مرضا ، بل هى شفاء للصدور ، وجلاء للقلوب. ولكن المنافقين لما
ازدادوا عند نزولها عمى وعمها وازدادت قلوبهم ارتيابا ومرضا ، حسن أن يضاف ذلك إلى
السورة ، على طريق لأهل اللسان معروفة.
وقد استقصينا الكلام على ذلك فى عدة
مواضع من كتابنا الكبير. فمن أراد بلوغ أقاصى هذه الطريقة ، والضرب فى أقطارها
والتفسح فى أعطانها ، فليتتبع مواضعها من ذلك الكتاب بمشيئة الله.
وقوله تعالى : ﴿ لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ [١٢٨] وهذه استعارة.
والمراد بأنفسكم هاهنا ـ والله أعلم ـ أي من جنس أنفسكم وخلقكم ، لتكونوا إليه
أسكن ، وإلى القبول منه أقرب. ويجوز أن يكون من أنفسكم أي من قبيلكم وعشيرتكم ،
كما يقول القائل : فلان من أنفس بنى فلان. أي من صميم أنسابهم ، وليس من وسائطهم
وملاصقهم.
وقد يجوز أن يكون المراد برسول من
أنفسكم ، أي من أشقائكم وأعزّائكم ، كما يقول القائل لذى ودّه والقريب من قلبه :
أنت من نفسى ، وأنت من قلبى. أي أنت شقيق النفس ، وقسيم القلب.
ومما يقوّى ذلك قوله سبحانه : ﴿ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُم ، بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
﴾
[١٢٨] أي بحبّه لكم ، وميله إليكم ، يعزّ عليه أن تعنتوا وتعاندوا فتحرموا الثواب
، وتستحقوا
العقاب ، فهو حريص على إيمانكم رأفة بكم وإشفاقا عليكم.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« يونس » عليهالسلام
قوله سبحانه ﴿ وَبَشِّرِ
الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ [٢] وهذه استعارة.
لأن المراد بالقدم هاهنا : السابقة فى الإيمان ، والتقدم فى الإخلاص. والعبارة عن
ذلك بلفظ القدم غاية فى البلاغة ، لأن بالقدم يكون السبق والتقدم. فسمّيت قدما
لذلك. وإن كان التأخر أيضا يكون بها
، كما يكون التقدم بخطوها ، فإنما سميت بأشرف حالاتها وأنبه متصرفاتها. وقال بعضهم
: إيمانهم فى الدنيا هو قدمهم فى الآخرة. لأن معنى القدم فى العربية : الشيء تقدمه
أمامك ليكون عدّة لك ، حتى تقدم عليه.
وقال بعضهم : ذكر القدم هاهنا على طريق
التمثيل والتشبيه ، كما تقول العرب : قد وضع فلان رجله فى الباطل ، وتخطى
إلى غير الواجب. ومعناه أنه انتقل إلى فعل ذلك ، كما ينتقل الماشي ، وإن لم يحرك
قدمه ، ولم ينقل خطاه.
وقوله سبحانه : ﴿ ثُمَّ
اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ﴾
[٣] وهذه استعارة. لأن حقيقة الاستواء إنما يوصف بها الأجسام التي تعلو البساط
وتميل وتعتدل. والمراد بالاستواء هاهنا :
__________________
الاستيلاء بالقدرة
والسلطان ، لا بحلول القرار والمكان. كما يقال :
استوى
فلان الملك على سرير ملكه. بمعنى استولى على تدبير الملك ، وملك مقعد الأمر
والنهى. وحسن صفته بذلك وإن لم يكن له فى الحقيقة سرير يقعد عليه ، ولا مكان عال
يشار إليه. وإنما المراد نفاذ أمره فى مملكته ، واستيلاء سلطانه على رعيته.
فإن قيل : فالله سبحانه مستول على كل
شىء بقهره وغلبته ، ونفاذ أمره وقدرته ، فما معنى اختصاص العرش بالذكر هاهنا ؟ قيل
ـ كما ثبت ـ أنه تعالى رب لكل شىء. وقد قال فى صفة نفسه ، ﴿ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾
فإن قيل : فما معنى
قولنا عرش الله ، إن لم يرد بذلك كونه عليه ؟ قيل كما يقال : بيت الله وإن لم يكن
فيه ، والعرش فى السماء تطوف به الملائكة تعبدا ، كما أن البيت فى الأرض تطوف به
الخلائق تعبدا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَتَحِيَّتُهُمْ
فِيهَا
سَلَامٌ ﴾
[١٠] وهذه استعارة على بعض الأقوال. كأنّ المعنى أن بشراهم بالسلامة من المخاوف
عند دخول الجنة تجعل مكان التحية لهم. لأن لكل داخل دارا تحية يلقى بها ، ويؤنس
بسماعها. والسلام هاهنا من السلامة ، لا من التسليم.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ حَتَّىٰ
إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ
قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾ [٢٤] . وهذه استعارة
حسنة ، لأن الزخرف فى كلامهم اسم للزّينة واختلاف الألوان المونقة.
وقوله سبحانه : ﴿ أَخَذَتِ
الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا ﴾
[٢٤] . أي لبست زينتها بألوان الأزهار ، وأصابيغ
الرياض ، كما يقال : أخذت المرأة قناعها. إذا لبسته. وتقول لها : خذى عليك ثوبك.
أي البسيه.
وقوله تعالى : ﴿ خُذُوا
زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾
أي البسوا ثيابكم.
وقوله سبحانه : ﴿ فَجَعَلْنَاهَا
حَصِيدًا ﴾
[٢٤] . استعارة أخرى ، لأن الحصيد من صفة النبات ، لا من صفة الأرض. والمعنى :
فجعلنا نباتها كذلك. فاكتفى بذكر الأرض من ذكر النبات لأن النبات فيها ، ومنشؤه
منها.
وقوله سبحانه : ﴿ كَأَنَّمَا
أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا
﴾
[٢٧] . على قراءة من قرأ بتحريك الطاء. وهذه استعارة. لأن الليل على الحقيقة لا
يوصف بأن له قطعا متفرقة ، وأجزاء متنصفة. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ أن الليل
لو كان مما يتبعض وينفصل لأشبه سواد وجوههم أبعاضه وقطعه. ونصب سبحانه ( مظلما )
على أنه حال من الليل. وفيه زيادة معنى. لأن الليل قد سمى ليلا وإن كان مقمرا ،
فإنما قال سبحانه : مظلما ، على أن التشبيه إنما وقع به أسود ما يكون جلبابا ،
وأبهم أثوابا.
وقوله سبحانه : ﴿ هُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ﴾ [٦٧]
__________________
وهذه استعارة عجيبة.
وقد أومأنا إلى نظيرها فيما تقدم. وذلك أنه سبحانه ـ إنما سمّى النهار مبصرا ، لأن
الناس يبصرون فيه ، فكأن ذلك صفة الشيء بما هو سبب له ، على طريق المبالغة. كما
قالوا : ليل أعمى ، وليلة عمياء. إذا لم يبصر الناس فيها شيئا لشدة إظلامها.
وقوله : ﴿
فَأَجْمِعُوا
أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ، ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ﴾ [٧١] . على قراءة من
قرا : ﴿
فَأَجْمِعُوا
﴾
. من الجمع ، لا على
قراءة من قرأ : ﴿
فَأَجْمِعُوا
﴾
من الإجماع. وهذه استعارة. والمعنى : اشتوروا فى أمركم ، وأجمعوا له بالكم ،
وبالغوا فى قدح الرأى بينكم ، حتى لا يكون أمركم غمة عليكم
. أي مغطى تغطية حيرة ، ومبهما إبهام جهالة ، فيكون عليكم كالغمة العمياء ،
والطخية الظلماء. وذلك مأخوذ من قولهم : غمّ الهلال. إذا تغطى ببعض الموانع التي
تمنع من رؤيته. ثم افعلوا بي ما أنتم فاعلون.
وهذه حكاية لقول نوح عليهالسلام لقومه. ويخرج الكلام
منه على الاستقلال لكيدهم ، وقلة الحفل باستجماعهم واحتشادهم.
وقوله سبحانه. ﴿ رَبَّنَا
اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ﴾ [٨٨] . وهذه
استعارة. لأن حقيقة الطمس محو الأثر. من قولهم : طمست الكتاب. إذا محوت سطوره.
وطمست الريح ربع الحىّ. إذا محت رسومه. فكأنّ موسى عليهالسلام
إنما دعا الله سبحانه بأن يمحو معارف أموالهم بالمسح لها ، حتى لا يعرفوها ، ولا
يهتدوا إليها ، وتكون منقلبة عن حال الانتفاع بها ، لأن الطمس تغيّر حال الشيء إلى
الدثور والدروس.
__________________
وقوله تعالى : ﴿ وَاشْدُدْ
عَلى قُلُوبِهِمْ ﴾ [٨٨] استعارة اخرى.
إما أن يكون المراد بها ما يراد بالختم والطبع. لأن معنى الشد يرجع إلى ذلك. أو
يكون المراد به تثقيل العقاب على القلوب ، بالإيلام لها ، ومضاعفة الغم والكرب
عليها. ويكون ذلك على معنى قول النبي صلىاللهعليهوسلم:
« اللهمّ اشدد وطأتك على مضر »
أي غلّظ عليهم عقابك ، وضاعف عليهم عذابك.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأَنْ
أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ، وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [١٠٥] وهذه استعارة.
وقد أومأنا إلى مثلها فيما تقدم. والمراد بها : استقم على دينك ، واثبت على طريقك.
وخص الوجه بالذكر ، لأن به يعرف توجه الجملة نحو الجهة المقصودة وقد يجوز أن يكون
المراد بذلك ـ والله أعلم ـ أقم وجهك أي قوّمه نحو القبلة التي هى الكعبة. مستمرا
على لزومها ، وغير منحرف عن جهتها.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« هود » عليهالسلام
قوله تعالى : ﴿ الر
كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [١] وهذه استعارة.
لأن آيات القرآن لما ورد فى بعضها ذكر الحلال والحرام ، واستمرت على ذلك بين وعد
مقدم ، ووعيد مؤخر ، ونذارة مبتدأ بها ، وبشارة معقب بذكرها شبه القرآن ـ لذلك ـ
بالعظائم المفصلة ، التي توافق فيها بين الأشكال تارة ، وتؤلف بين الأضداد تارة
ليكون ذلك أحسن فى التنضيد ، وأبلغ فى الترصيف. وهذه من بدائع الاستعارات.
وقوله سبحانه : ﴿ أَلَا
إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ، أَلَا حِينَ
يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
﴾
[٥] وهذه استعارة. لأن حقيقة الشيء لا تتأتى فى الصدور. والمراد بذلك ـ والله أعلم
ـ أنهم يثنون صدورهم على عداوة الله ورسوله ، صلىاللهعليهوآله.
وذلك كما يقول القائل : هذا الأمر فى طىّ ضميرى. أي قد اشتمل عليه قلبى. فيكون
قوله تعالى : ﴿
يَثْنُونَ
صُدُورَهُمْ ﴾
بمنزلة قوله يطوون صدورهم. ولفظ يثنون أعذب استماعا وأحسن مجازا.
وقيل أيضا : بل معنى ذلك أن المنافقين
كانوا إذا اجتمعوا تخافتوا بينهم فى الكلام ، وحنوا ظهورهم تطامنا عند الحوار ،
خوفا من رمق العيون ، ومراجم الظنون ، لوقوع ما يتفاوضونه فى أسماع المسلمين. فإذا
انحنت ظهورهم ، انثنت صدورهم. فأعلمنا الله سبحانه أنهم وإن أغلقوا أبوابهم ،
وأسدلوا ستورهم ، واستغشوا ثيابهم ـ بمعنى اشتملوا بها ، وبمعنى أدخلوا رءوسهم
فيها على ما قاله بعضهم ـ فإنه تعالى يعلم غيب صدورهم ، ودخائل
قلوبهم ، ومرامز
أعينهم ، ومحاذف
ألسنتهم.
وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَلَئِنْ
أَذَقْنَا
الْإِنسَانَ
مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴾
[٩] وهذه استعارة لأن إذاقة الرحمة ونزعها ليسا بحقيقة هاهنا. وإنما المراد بذلك
أنا إذا رحمنا الإنسان بعد توبته من مواقعة [ فى ]
بعض الذنوب فقبلنا متابه ، وأسقطنا عقابه ، ثم واقع بعد ذلك ذنبا آخر ، واستحق أن
نعاقبه وأن نزيل رحمتنا عنه ، يئس من الرحمة وقنط من المغفرة. وليس الأمر كذلك ،
لأنه إذا عاود الإقلاع ، أمن الإيقاع.
وقد أخرج هذا الكلام مخرج الذم لمن
يواقع المعصية ، فيقنط من قبول التوبة. فمعنى أذقنا الإنسان منا رحمة. أي عرّفناه
أنا قد رحمناه. إذ قد أوجبنا قبول التوبة إذا أخلص العبد فيها ، وأتى بها على
شروطها وحدودها.
ومعنى ﴿
ثُمَّ
نَزَعْنَاهَا مِنْهُ ﴾
أي أزلنا عنه رحمتنا لأجل اقترافه المعصية التي اقترفها فى المانى
. وقد يجوز أن يكون المراد بالرحمة هاهنا ـ والله أعلم ـ النعمة والسرّاء. ويكون
انتزاعها منه بمعنى إبداله بها الشدة والضرّاء ، إجراء له فى مضمار الابتلاء
والاختبار ، أو مصلحة يكون معها أقرب إلى الإصلاح
والرشاد. ومما يقوّى ذلك قوله تعالى بعد هذه الآية : ﴿
وَلَئِنْ
أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ
السَّيِّئَاتُ عَنِّي ، إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ﴾ [١٠]
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَآتَانِي
رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ﴾ [٢٨] الآية. وهذه
استعارة. لأن الرحمة لا توصف بالعمى وإنما يوصف الناس بالعمى عن تمييز مواقعها ،
وإدراك مواضعها. فلما وصفوا بالعمى عنها حسن أن يوصف بذلك فى القلب
. كما يقال : أدخلت الخاتم فى إصبعى ، والمغفر فى رأسى. وإنما الأصبع دخلت فى
الخاتم ، والرأس دخل فى المغفر. وقد يجوز أن يكون قوله سبحانه : ﴿ فَعُمِّيَتْ
﴾
﴿ عَلَيْكُمْ
﴾
. بمعنى خفيت عليكم ، كما يقول القائل : قد عمى علىّ خبرهم. وعمى علىّ أثرهم. أي
خفى عنى الأثر والخبر.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
أَقُولُ لِلَّذِينَ ﴾
﴿ تَزْدَرِي
أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ﴾ [٣١] . وهذه
استعارة. كما يقول القائل : اقتحمت فلانا
عينى ، واحتقره طرفى. إذا قبح فى منظر عينه خلقة ، وصغر دمامة. ليس أن العين على
الحقيقة يكون منها الاحتقار ، أو يجوز عليها الاستصغار.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ ، إِن كَانَ اللَّهُ
يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ﴾
[٣٤] وذكر الإغواء هاهنا من قبيل الاستعارة وإن لم يكن من صريحها. وكذلك لفظ المكر
، والاستهزاء ، وما يجرى هذا المجرى. لأن المراد بمعاني هذه الألفاظ غير المراد
بظواهرها. فالمتعارف من الإغواء هو الدعاء إلى الغى والضلال. وذلك غير جائز على
الله سبحانه ، لقبحه وورود أمره بضده. والمراد إذن بالإغواء هاهنا تخييبه سبحانه
__________________
لهم من رحمته ،
لكفرهم وذهابهم عن أمره. ومن الشاهد على ذلك قوله تعالى :
﴿
فَخَلَفَ
مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ، فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾
. أي خيبة من الرحمة ، وارتكاسا فى النقمة. وقد جاء لفظ الإغواء والمراد به
التخييب فى كثير من منثور كلامهم ، ومنظوم أشعارهم.
ويجوز أن يكون الإغواء هاهنا بمعنى
الإهلاك لهم. ويجوز أن يكون بمعنى الحكم بالغواية عليهم.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاصْنَعِ
الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ﴾
[٣٧] . وهذه استعارة. ومعناها : واصنع الفلك بأمرنا ، ونحن نرعاك ونحفظك. ليس أنّ
هناك عينا تلحظ ، ولا لسانا يلفظ. وذلك كما يقول القائل : أنا بعين الله. أي بمكان
من حفظ الله. ومن كلامهم للظّاعن المشيّع والحميم المودّع : صحبتك عين الله. أي
رعاية الله وحفظه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَقِيلَ
يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي ، وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ
الْأَمْرُ ﴾
[٤٤] . الآية. وهذه استعارة. لأن الأرض والسماء لا يصح أن تؤمرا وتخاطبا. لأن
الأمر والخطاب لا يكونان إلا لمن يعقل ، ولا يتوجهان إلا لمن يعى ويفهم. فالمراد
إذن بذلك : الإخبار عن عظيم قدرة الله سبحانه ، وسرعة مضى أمره ، ونفاذ تدبيره.
نحو قوله : ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا
لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
﴾
. وهذا إخبار عن
وقوع أوامره من غير معاناة ولا كلفة ، ولا لغوب ولا مشقة.
__________________
وفى هذا الكلام أيضا فائدة أخرى لطيفة.
وهو أن قوله سبحانه : ﴿
يَا
أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ
﴾
. أبلغ من قوله : يا أرض اذهبي بمائك. لأن فى الابتلاع دليلا
على إذهاب الماء بسرعة. أ لا ترى أن قولك لغيرك : ابلع هذا الطعام ، أبلغ من قولك
له : كل هذا الطعام ، إذا أردت منه إيصاله إلى جوفه بسرعة ؟ وكذلك الكلام فى قوله
سبحانه : ﴿
وَيَا
سَمَاءُ أَقْلِعِي ﴾
. لأن لفظ الإقلاع هاهنا أبلغ من لفظ الانجلاء. لأن فى الإقلاع أيضا معنى الإسراع
بإزالة السحاب ، كما قلنا فى الابتلاع. وذلك أدلّ على نفاذ القدرة ، وطواعية
الأمور ، من غير وقفة ولا لبثة ، هذا إلى ما فى المزاوجة بين اللفظين من البلاغة
العجيبة ، والفصاحة الشريفة. إذ يقول سبحانه : يا أرض ابلعي ، ويا سماء أقلعى :
ومثل هذا فى القرآن أكثر من أن يشار إليه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَنَجَّيْنَاهُم
مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾
[٥٨] . وهذه استعارة. لأن العذاب فى الحقيقة لا يوصف بالغلظ والدقة ، لأنه الألم
الذي يلحق الحي فى قلبه أو جسمه. وإنما وصفه تعالى بالغلظ على طريقة كلام العرب ،
لأنهم يصفون الأمر الهين بالضئولة والدقة ، كما يصفون الأمر الشاق بالغلظ والشدة ،
حملا لذلك على عرفهم فى المراعاة للشيء الغليظ الكثيف ، وقلة الحفل بالشيء الدقيق
الضئيل. أ لا ترى إلى قولهم : عرض فلان دقيق ، وقدره ضئيل ؟ وإلى قولهم فى مقابلة
ذلك : لقى فلان فلانا بكلام غليظ ، وقول ثقيل.
وقد يجوز أيضا ـ والله أعلم ـ أن يكون
المراد بعذاب غليظ هاهنا الصفة لعذاب الآخرة. والعذاب إنما يقع بالآلات المستعظمة
والأعيان
المستفظعة ، مثل مقامع الحديد ، والحجارة
__________________
المحمّاة بالجحيم.
فوصف سبحانه العذاب الغليظ ، لأنه واقع بالأشياء الغليظة ، والآلات الثقيلة ،
فيكون ذلك مجازا من هذا الوجه.
ومما يقوّى أن المراد بقوله تعالى : ﴿ وَنَجَّيْنَاهُم
مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾
عذاب الآخرة ، قوله تعالى : ﴿
وَلَمَّا
جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا
﴾
وهذه النجاة من عذاب
الدنيا. ثم قال تعالى : ﴿
وَنَجَّيْنَاهُم
مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾
فدلّ على أن النجاة من العذاب الأول غير النجاة من العذاب الآخر. وأن الأول عذاب
الدنيا ، والثاني عذاب الآخرة ، لأن العطف بالواو يقضى بذلك ، وإلّا كان وجه
الكلام : فلما جاء أمرنا نجّينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا من عذاب غليظ ،
ولم يكن لقوله تعالى : ﴿
وَنَجَّيْنَاهُم
﴾
ثانيا معنى.
وقوله سبحانه حاكيا عن لوط عليهالسلام : ﴿ قَالَ
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ
﴾
[٨٠] وهذه استعارة والمراد بها : لو كنت آوى إلى كثرة من قومى ، وعدد من أهلى.
وجعلهم ركنا له ، لأن الإنسان يلجأ إلى قبيلته ، ويستند إلى أعوانه ومنعته ، كما
يستند إلى ركن البناء الرصين ، والنضد الأمين
.
وجاء جواب لو هاهنا محذوفا. والمعنى ،
لو أننى على هذه الصفة لحلت بينكم وبين ما هممتم به من الفساد وأردتموه من ذنوب
فحشاء. والحذف هاهنا أبلغ ، لأنه يوهم المتوعّد بعظيم الجزاء ، وبغليظ النكال ،
ويصرف وهمه الى ضروب العقاب ، ولا يقف به عند جنس من أجناس المخوفات المتوقعات.
__________________
وليس مخرج هذا الكلام من لوط عليهالسلام ، على ما ظنّه من لا
معرفة له ، وقدح فيه بأن قال : أ لم يكن يأوى إلى الله سبحانه ؟ فما معنى هذا
القول الذي قاله ؟ وذلك أن لوطا على ما ذكرنا إنما أراد الأعوان من قومه ،
والأركان المستند إليهم من قبيلته ، وهو يعلم أن له من معونة الله سبحانه أشد
الأركان ، وأعز الأعوان ، إلا أن من تمام إزاحة العلة فى التكليف حضور الناصر ،
وقرب المعاضد والمرافد.
وقوله سبحانه فى صفة الحجارة المرسلة
على قوم لوط : ﴿
مُّسَوَّمَةً
عِندَ رَبِّكَ ، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [٨٣] وهذه استعارة.
لأن حقيقة التسويم هى العلامات التي يعلّم بها الفرسان والأفراس فى الحرب ،
للتمييز بين الشعارات ، والتفريق بين الجماعات.
قال الله سبحانه : ﴿ يُمْدِدْكُمْ
رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾
وقرئ ﴿ مُسَوِّمِينَ
﴾
بفتح الواو. وقال الله سبحانه : ﴿
وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ ﴾
والمعنى أنه سبحانه
لما جعل تلك الحجارة حربا لهم وأعوانا عليهم وصفها بوصف رجال
الحرب وخيولهم ، فكأنها مرسلة من عند الله ، أي من عند ملائكة الله الذين تولّوا
الرمي بها ، إرسال الخيول المسوّمة على أعدائها ، وإن لم يكن هناك تسويم على
الحقيقة.
وقد قال بعضهم : إن تلك الحجارة كانت
على الحقيقة معلّمة بعلامات تدل على أنها أعدت للعذاب ، وأفردت للعقاب. وذلك أملأ
للقلوب ، وأعظم فى الصدور.
__________________
وقوله سبحانه :
﴿
وَإِنِّي
أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ ﴾ [٨٤] .
وهذه استعارة من وجهين : أحدهما وصف
اليوم بالإحاطة ، وليس بجسم فيصح وصفه بذلك. والوجه الآخر : أن لفظ محيط هاهنا كان
يجب أن يكون من نعت العذاب ، فيكون منصوبا. فجعله ـ سبحانه ـ من نعت اليوم فجاء
مجرورا ، فأما وصف اليوم بالإحاطة ـ وإن لم يتأتّ فيه ذلك ـ فالمراد به ـ والله
أعلم ـ أنّ العذاب لما كان يعمّ المستحقّين له فى يوم القيامة حسن وصف ذلك اليوم
بأنه محيط بهم أي أنه كالسياج المضروب بينهم وبين الخلاص من العذاب والإفلات من
العقاب. وأما نقل نعت العذاب إلى نعت اليوم ، فالوجه فيه أن العذاب لما كان واقعا
فى ذلك اليوم كان ذلك اليوم كالمحيط به ، لأنه ظرف لحلوله ، ووقت لنزوله.
وقوله سبحانه : ﴿ بَقِيَّتُ
اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [٨٦] وهذه استعارة.
لأن حقيقة البقية تركة
شىء من شىء قد مضى ، ولا يجوز إطلاقه على الله سبحانه. فإذن يجب أن يكون المراد
غير هذه الحقيقة. وقد قيل فى معنى ذلك وجوه : أحدها بقية الله من نعمته خير لكم.
وقد قيل : بقية الله طاعة الله ، وذلك لأنها تبقى رضاه وثوابه أبدا ما بقيت. وقيل
بقية الله أي عفو الله عنكم ورحمته بكم
بعد استحقاقكم العذاب ، كما يقول العرب المتحاربون بعضهم لبعض ، إذا استحرّ فيهم
القتل ، وأعضلهم الخطب : البقية ! البقيّة ! أي نسألكم البقية علينا والمكافأة
لنا. والبقية هاهنا والإبقاء بمعنى واحد.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ أَصَلَاتُكَ
تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ، أَوْ أَن
نَّفْعَلَ
فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ
﴾
[٨٧] وهذه استعارة. لأن الصلاة لا يصح منها الأمر على الحقيقة ، وإنما أطلق عليها
ذلك ، لأنها بمنزلة الآمر بالخير ، والناهي عن الشر.
وقيل : المراد بذلك : أدينك يأمرك بهذا
؟ أي فى شريعتك ودينك الأمر بهذا ؟ فإذا كان ذلك فى عقد الدين حسن أن يضاف الأمر
به إلى الدين :
وفى هذا الكلام أيضا مجاز آخر. وهو أنه
تعالى قال : ﴿
أَصَلَاتُكَ
تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾ [٨٧] وليس يصح على
ظاهر الكلام أن يؤمر شعيب بأن يترك قومه شيئا هم عليه ، وإنما المعنى ـ والله أعلم
ـ أ صلاتك تأمرك أن تأمرنا بترك ما يعبد آباؤنا ؟ فاكتفى بذكر الأمر الأول عن ذكر
الأمر الثاني ، لأنه كالمعلوم من فحوى الكلام. وهذا من غوامض أسرار القرآن.
وقوله سبحانه : ﴿ أَرَهْطِي
أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ، وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ﴾ [٩٢] . فهذه
استعارة. لأن الله سبحانه لا يجوز عليه أن يجعل ظهريا على الحقيقة. فالمراد أنكم
جعلتم أمر الله سبحانه وراء ظهوركم. وهذا معروف فى لسان العرب أن يقول الرجل منهم
لمن أغفل قضاء حاجته ، أو ثنى عطفا على عذله وعتابه : جعلت حاجتى وراء ظهرك ،
وتركت مقالى دبر أذنك. أي لم تعن بحاجتي ، ولم تصغ إلى معاتبتى.
وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَأَخَذَتِ
الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ، فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾
[٩٤] . وهذه استعارة ، لأن حقيقة الأخذ إنما يوصف بها الأجسام. والصيحة عرض من
الأعراض ، لأنها بعض الأصوات ، إلا أنها أقوى للأسماع صكا وقرعا ،
__________________
وأبلغ فى القلوب وجلا
وروعا .. والمراد أن هلاكهم لما كان عن الصيحة حسن أن يقال : إنها أخذتهم بمعنى ذهبت
بنفوسهم ، وأتت على جمعهم.
وقوله تعالى : ﴿ فَأَوْرَدَهُمُ
النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ،
وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ
الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾
[ ٩٨ ـ ٩٩ ] فقوله تعالى : ﴿
وَبِئْسَ
الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴾
و﴿
بِئْسَ
الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾
استعارتان. لأنه تعالى جعل فرعون فى تقدمه قومه إلى النار بمنزلة الفارط
المتقدم للوارد إلى الورد ، كما كان فى الدنيا متقدمهم إلى الضلالة ، وقائدهم إلى
الغواية ، وجعل النار بمنزلة الماء الذي يورد ، ثم قال تعالى : ﴿ وَبِئْسَ
الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴾
لأنه ورد لا يجيز
، الغصة ، ولا ينقع الغلة.
وقد اختلف العلماء فى قوله تعالى : ﴿ وَبِئْسَ
الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴾
. وهل ذلك ذم لنار جهنم على الحقيقة أو المجاز ، فقال أبو على
محمد بن عبد الوهاب الجبّائى : ذلك على طريق المجاز ، والمعنى بئس وارد النار.
وقال أبو القاسم البلخي
: بل ذلك على طريق الحقيقة.
فأما قوله سبحانه : ﴿ وَأُتْبِعُوا
فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾ [٩٩] فإنما قلنا إنه
استعارة ، لأن حقيقة الرّفد العطية. يقال رفده يرفده رفدا ورفدا بفتح الراء
وكسرها. ولكن اللعنة لما جعلت بدلا من الرفد لهم عند انتقالهم من
__________________
دار إلى دار ، على
عادة المنتجع المسترفد أو الرجل المتزود ، جاز أن يسمى رفدا ، على طريق المجاز ،
كما قال تعالى : ﴿
فَبَشِّرْهُم
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾
والبشارة فى الأعم
الأغلب إنما تكون بالخير لا بالشر. ولكن لما جعل إخبارهم باستحقاق العذاب فى موضع
البشارة لغيرهم باستحقاق الثواب جاز أن يسمى فى ذلك بشارة.
وقوله سبحانه : ﴿ ذَٰلِكَ
مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴾
[١٠٠] . وهذه استعارة. والمعنى : منها قائم البناء ، خال من الأهل ، ومنها منقوض
الأبنية ، ملحق بالأرض ، تشبيها بالزرع المحصود. إلى هذا المعنى يومئ قوله تعالى :
﴿
وَبِئْرٍ
مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ
﴾
. وقوله سبحانه : ﴿ وَهِيَ
خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا ﴾
. والعروش الأبنية.
أي خالية من أهلها ، على ما فيها من بواقى أبنيتها.
وقد يجوز أن يكون ذلك كناية عن أهل
القرى ، فكأنه سبحانه شبّه الأحياء الباقين بالزرع النامي ، وشبّه الأموات
الهالكين بالزرع الذاوي. وذلك أحسن تمثيل ، وأوقع تشبيه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَتَمَّتْ
كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
﴾
[١١٩] . وهذه استعارة. والمراد هاهنا بتمام كلمة الله سبحانه صدق وعيده الذي تقدّم
الخبر به ، وتمام وقوع مخبره مطابقا لخبره.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« يوسف عليهالسلام
»
قوله : ﴿
يَا
أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾
[٤] . وهذه استعارة ، لأن الكواكب والشمس والقمر مما لا يعقل ، فكان الوجه أن
يقال. ساجدة. ولكنها لما أطلق عليها فعل من يعقل ، جاز أن توصف
بصفة من يعقل ، لأن السجود من فعل العقلاء. وهذا كقوله سبحانه : ﴿ يَا
أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ، لَا يَحْطِمَنَّكُمْ
﴾
فلما كانت النمل فى
هذا القول مأمورة أمر من يعقل جرى الخطاب عليها جريه على من يعقل. مثل ذلك قوله
تعالى : ﴿
وَقَالُوا
لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ﴾
لأنها لما شهدت
عليهم شهادة العقلاء المخاطبين أجروا ـ كما فى هذا الخطاب ـ مجرى العقلاء
المخاطبين. ومن الشاهد على ذلك قول عبدة بن الطبيب.
|
إذ أشرف الدّيك يدعو بعض أسرته
|
|
لدى الصّباح وهم قوم معازيل
|
__________________
فلما جعله بمنزلة الداعي جعل الديكة
بمنزلة القوم المدعوّين ، وجعلهم أسرة له ، وأسرة الرجل قومه ورهطه. والمعازيل
الذين لا سلاح معهم. فكأنه جعله مستنصرا من لا نصرة له ولا غناء عنده. وقريب من
ذلك قوله تعالى : ﴿
فَظَلَّتْ
أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾
على أحد القولين.
فكأنه سبحانه ردّ خاضعين إلى أصحاب الأعناق لا إلى الأعناق ، لأن الخضوع منهم يكون
على الحقيقة.
وقد يجوز أيضا أن يكون قوله فى ذكر
الكواكب والشمس والقمر : ﴿
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ
﴾
إنما حسن على تأويل تلك الرؤيا. وتأويلها يتناول من يعقل من إخوة يوسف وأبويه. فجرى
الوصف على تأويل الرؤيا ، ومصير العقبى. وهذا موضع حسن ، ولم يمض لى كمن
تقدم.
وقوله سبحانه : ﴿ وَجَاءُوا
عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾
[١٨] وهذه استعارة. لأن الدم لا يوصف بالكذب على الحقيقة. والمراد بذلك ـ والله
أعلم ـ بدم مكذوب فيه ، والتقدير بدم ذى كذب. وإنما يوصف الدم بالمصدر الذي هو (
كذب ) على طريق المبالغة. لأن الدعوى التي
علقت بذلك الدم كانت غاية فى الكذب.
وقال بعضهم : قد يجوز أيضا أن يكون «
كذب » هاهنا صفة لقول محذوف يدلّ عليه الحال. فكأنّ التقدير : وجاءوا على قميصه
بدم ، وجاءوا بقول كذب ، إذ كانت إشارتهم إلى آثار الدم فى القميص قد صحبها قول
منهم يؤكد تلك الحال ، وهو قولهم : ﴿
إِنَّا
ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [١٧] . والقول الأول
__________________
أصوب. ومن غرائب
التفسير ما روى عن أبى عمرو بن
العلاء أنه قال : سمعت بعض الرواة يقول : بدم كدب بالإضافة من الدال
. وقال : هو الجدى فى كلام الكنعانيين ، وأنشد لبعضهم :
|
ظلّت دماء بنى عوف كأنهم
|
|
عند الهياج رعاة بين أكداب
|
وقيل : إنهم لطخوا قميص يوسف عليهالسلام بدم ظبى ذبحوه.
وقوله سبحانه : ﴿ قَالَ
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [١٨] وهذه استعارة.
وحقيقة التسويل تزيين الإنسان لغيره أمرا غير جميل. جعل سبحانه أنفسهم لمّا قوى
فيها الإقدام على ذلك الأمر المذموم بمنزلة الغير الذي يحسّن لهم فعل القبيح ،
ويحملهم على ركوب العظيم.
وقوله سبحانه : ﴿ قَدْ
شَغَفَهَا حُبًّا ﴾
[٣٠] وهذه استعارة. والمراد بها أن حبه تغلغل إليها ، حتى أصاب شغافها ، وهو غشاء
قلبها. كما تقول : بطنت الرّجل. إذا أصبت بطنه. ويقال : معنى شغفها أي سلب شغاف
قلبها ، على طريق المبالغة فى وصف حبها له ، كما تقول : سلبت الرّجل إذا أخذت
سلبه.
وقوله سبحانه : ﴿ قَالُوا
أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ، وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴾ [٤٤] وهذه أبلغ
استعارة وأحسن عبارة لأن أحد الأضغاث : ضغث. وهو الخليط من الحشيش المضموم بعضه
إلى بعض ، كالحزمة وما يجرى مجراها ، فشبه سبحانه اختلاط الأحلام ، وما مر به
الإنسان من المحبوب والمكروه ، والمساءة والسرور باختلاط الحشيش المجموع من أخياف
عدة ، وأصناف كثيرة.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ ثُمَّ
يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ
لَهُنَّ ، إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ
﴾
[٤٨] . وهذه استعارة. والمراد بالسّبع الشداد : السّنون المجدبة. ومعنى ﴿ يَأْكُلْنَ
مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ ﴾
، أي ينفد فيهن ما ادخرتموه لهن من السنين المخصبة.
وجرى على ذلك عادة العرب فى قولهم :
أكلت آل فلان السّنة. يريدون مسّهم الضر فى عام الجدب ، وزمان الأزل
. حتى كأنهم ليسمون السنة المجدبة : الضّبع. فيقولون : أكلتهم الضّبع. أي نهكتهم
سنة الجدب.
وقال بعضهم : إنما نسب تعالى الأكل
إليهن لأن الناس يأكلون فيهن ما ادخروه ، ويستنفدون ما أعدوه. كما يقال : يوم آمن.
وليل خائف. أي يأمن الناس فى هذا ، ويخافون فى هذا.
وقوله سبحانه : ﴿ لَا
يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾
[٥٢] . [ وهذه
استعارة. لأنه تعالى أقام كيد الخائنين ]
مقام الخابط فى طريق ، ليصل إلى مضرة المكيدة وهو غافل عنه. فأعلمنا سبحانه أنه لا
يهديه ، بمعنى لا يوفقه لإصابة الغرض ، ولا يسدده لبلوغ المقصد ، بل يدعه يخبط فى
ضلاله ، ويتسكع فى متاهه ، لأنه كالسّارى فى غير طاعة الله ، فلا يستحق أن يهدى
لرشد ، ولا يتسدد لقصد.
وقوله سبحانه : ﴿ وَمَا
أُبَرِّئُ نَفْسِي ، إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إِلَّا مَا رَحِمَ
رَبِّي ﴾
[٥٣] . وهذه استعارة. لأن النفس لا يصحّ أن تأمر على الحقيقة.
__________________
ولكن الإنسان لما كان
يتبع دواعيها إلى الشهوات ، وينقاد بأزمتها إلى المقبّحات ، كانت بمنزلة الآمر
المطاع ، وكان الإنسان بمنزلة السامع المطيع. وإنما قال سبحانه : ﴿ لَأَمَّارَةٌ
﴾
. ولم يقل لآمرة ، مبالغة فى صفتها بكثرة الدفع فى المهاوى ، والقود إلى المغاوى.
لأن « فعّالا »
من أمثلة الكثير ، كما أن « فاعلا » من أمثلة القليل.
وقوله سبحانه : ﴿ نَرْفَعُ
دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ﴾
[٧٦] . وهذه استعارة. لأنه ليس هناك على الحقيقة بناء يوطد ، ولا درجات تشيد.
وإنما المراد به تعلية
معالم الذكر فى الدنيا ، ورفع منازل الثواب فى الآخرة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاسْأَلِ
الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ﴾ [٨٢] . وهذه استعارة
من مشاهير الاستعارات. والمراد : واسأل أهل القرية التي كنا فيها ، وأصحاب العير
التي أقبلنا فيها. ومما يكشف عن ذلك قوله تعالى فى السورة التي يذكر فيها الأنبياء
عليهمالسلام
: ﴿
وَنَجَّيْنَاهُ
مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ، إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾
. والقرية هى
الأبنية المفروشة ، والخطط المسكونة لا يصح منها عمل الخبائث ، فعلم أن المراد
بذلك أهلها. ومن الشاهد على ذلك أيضا. قوله سبحانه : ﴿
إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾
. وقال بعضهم : إن القرية هى الجماعة المجتمعة ، لا الأبنية المشيدة. وذلك مأخوذ
من قولهم : قرى الماء فى الحوض. إذا جمعه. والعير : هى الإبل وفيها أصحابها. وإنما
أنث سبحانه ضمير القرية
__________________
بقوله : ﴿ الَّتِي
كُنَّا فِيهَا ﴾
على اللفظ كما يقول القائل : قامت تلك الطائفة ، وتفرقت تلك الجماعة ، على اللفظ.
ويحسن منه أن يقول عقيب هذا الكلام : وأكلوا ، وشربوا ، وركبوا ، وذهبوا ، حملا
على المعنى دون اللفظ. كما قال تعالى : ﴿
مِنَ
الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ﴾ . ثم قال سبحانه : ﴿ إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ ﴾
على المعنى.
وكذلك القول فى العير ، فإنما أنّث
ضميرها على اللفظ ، لأن العير مؤنثة.
قال تعالى فى هذه السورة : ﴿ وَلَمَّا
فَصَلَتِ الْعِيرُ ﴾
[٩٤] .
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ﴾
[٨٧] وهذه استعارة. والمراد ولا تيأسوا من فرج الله. والرّوح هو تنسيم الريح ،
التي يلذّ شميمها ، ويطيب نسيمها. فشبه تعالى الفرج الذي يأتى بعد الكربة ، ويطرق
بعد اللزبة
بنسيم الريح الذي ترتاح القلوب له ، وتثلج الصدور به. ومثل ذلك ما جاء فى الخبر :
( الريح من نفس الله )
أي من تنفيسه عن خلقه. يريد سبحانه أن القلوب تستروح إليها ، كما يستروح المكروب
إلى نفسه ، وذو الخناق إلى تنفسه.
وقوله سبحانه : ﴿ أَفَأَمِنُوا
أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ ﴾ [١٠٧] . وهذه
استعارة. والمراد بذلك المبالغة فى صفة العذاب بالعموم لهم ، والإطباق عليهم ،
كالغاشية التي تشتمل على الشيء ، فتجلله من جميع جنباته ، وتستره عن العيون من كل
جهاته.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« الرعد »
قوله تعالى : ﴿ أَإِنَّا
لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾
[٥] . وجديد هاهنا استعارة. لأن أصله هاهنا مأخوذ من الجدّ ، وهو القطع. يقال : قد
جدّ الثوب ، فهو جديد بمعنى مجدود. إذا قطع من منسجه ، أو قطع لاستعمال لابسه.
والمراد ـ والله أعلم ـ إنا لفى خلق جديد ، أي قد فرغ من استئنافه ، وأعيد إلى
موضع ثوابه وعقابه ، فصار كالثوب الذي قطع
منسجه بعد الفراغ من عمله.
وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالسَّيِّئَةِ
قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ
﴾
[٦] . وهذه استعارة والمراد بها مضىّ المثلات ـ وهى العقوبات ـ للأمم السالفة
قبلهم ، وتقدّمها أمامهم. وقولهم : خلت الدار. أي مضى سكانها عنها. وخلوا هم. أي
مضوا عن الدار وتركوها. وقولهم : القرون الخالية. أي الماضية.
والعقوبات على الحقيقة لم تمض
، وإنما مضى المعاقبون بها. فكأنّهم ذكّروا بالعقوبات الواقعة قبلهم ليعتبروا بها.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ اللَّهُ
يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ ، وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا
تَزْدَادُ ﴾
[٨] . وهذه استعارة عجيبة. لأن حقيقة الغيض إنما يوصف بها الماء دون غيره. يقال :
غاض. الماء وغضته
ولكن النطفة لما كانت تسمّى ماء ، جاز أن توصف الأرحام بأنها تغيضها فى قرارتها ،
وتشتمل على نفاعاتها
. فيكون ما غاضته
من ذلك الماء سببا لزيادة ، بأن يصير مضغة ، ثم علقة ثم خلقة مصوّرة. فذلك معنى
قوله : ﴿
وَمَا
تَزْدَادُ ﴾
. وقيل أيضا : معنى ﴿
مَا
تَغِيضُ الْأَرْحَامُ ﴾
. أي ما تنقص بإسقاط العلق ، وإخراج الخلق. ومعنى : ﴿
مَا
تَزْدَادُ ﴾
أي ما تلده لتمام ، وتؤدى خلقه على كمال. فيكون الغيض هاهنا عبارة عن النقصان ،
والازدياد عبارة عن التمام.
وقوله سبحانه : ﴿ وَيُسَبِّحُ
الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾ [١٣] . وهذه
استعارة. لأن التسبيح فى الأصل تنزيه الله سبحانه عن شبه المخلوقات ، وتبرئته من
مدانس الأعمال ، وقبائح الأفعال. وهذا لا يتأتى من الرعد ، الذي هو اصطكاك أجرام
السحاب بعضها ببعض. فالمراد ـ والله أعلم ـ أن أصوات الرعود تقوى بها الدلالة على
عظيم قدرة الله سبحانه ، وبعده عن شبه الخليقة المقدّرة ، وصفات البريّة المدبّرة.
إذ كان الرعد كما قلنا إنما تغلظ أصواته ، وتعظم هزّاته على حسب تعاظم صفحات السحاب
الممتدة ، وتراكم الغيوم المطبقة. وهى مع هذه الأحوال ، من ثقل أجرامها ، وتكاثف
غمامها معلقة بمناطات الهواء الرقيق ، لو لا دعائم القدرة وسماكها ، وعلائق
الجبرية ومساكها لما حمل عشر معشارها ، ولا استقل ببعض أجزائها.
__________________
ومن عجيب أحواله أنه أيضا مع ما ذكرنا
من تثاقل أردافه ، وتعاظل
التفافه ينفشّ
انفشاش الهباء المتداعى ، والغثاء المتلاشى. إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار.
ومعنى تسبيح الرعد بحمده سبحانه :
دلالته على أفعاله التي يستحق بها الحمد ، كما يقول القائل : هذه الدار تنطق بفناء
أهلها. أي تدل على ذلك بخلاء ربوعها ، وتهدّم عروشها.
وقد يجوز أن يكون معنى : ﴿ وَيُسَبِّحُ
الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ﴾
أن الرعد يضطر الناس إلى تسبيح الله سبحانه عند سماعه ، فحسن وصفه بالتسبيح لأجل
ذلك ، إذ كان هو السبب فيه. وهذا معروف فى كلامهم.
وقوله تعالى ﴿ وَلِلَّهِ
يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ، وَظِلَالُهُم
بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ
﴾
[١٥] . وهذه استعارة. لأن أصل السجود فى اللغة الخضوع والتذلل. إمّا باللسان
الناطق عن الجملة أو بآثار الصنعة وعجائب الخلقة. ثم نقل فصار اسما لهذا العمل
المخصوص الذي هو من أركان الصلاة ، لأنه يدل على تذلّل الساجد لخالقه ، بتطامن
شخصه ، وانحناء ظهره. وقد ذكر فى بعض الأخبار أن جدنا جعفر
بن محمد عليهماالسلام سئل عن العلة فيما كلف الله سبحانه من أعمال الصلاة وسائر
العبادات ، فقال : أراد الله
__________________
سبحانه بذلك إذلال
الجبارين. فإذا تمهد ما ذكرنا كان فى ذكر « الظلال » فائدة حسنة ، وهو أن الظل
الذي هو فى سجود الشخص وهو غير قائم بنفسه ، إذا ظهرت فيه أعلام الخضوع للخالق
تعالى بما فيه من دلائل الحكمة وعجائب الصنعة ، كان ذلك أعجب من ظهور هذه الحال فى
البنية القائمة بنفسها ، والمعروفة بشخصها.
وقوله سبحانه : ﴿ كَذَٰلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ
جُفَاءً ، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ
كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [١٧] . وهذه
استعارة. والمراد بضرب الأمثال ـ والله أعلم ـ معنيان : أحدهما أن يكون تعالى أراد
بضربها تسييرها
فى البلاد ، وإدارتها على ألسنة الناس. من قولهم : ضرب فلان فى الأرض. إذا توغل
فيها وأبعد فى أقاصيها. ويقوم قوله تعالى : ﴿
يَضْرِبُ
اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾
مقام قوله ضرب بها فى البلاد.
والمعنى الآخر فى ضرب المثل أن يكون
المراد به نصبه للناس بالشهرة ، لتستدل عليه خواطرهم ، كما تستدل على الشيء
المنصوب نواظرهم. وذلك مأخوذ من قولهم : ضربت الخباء. إذا نصبته ، وأثبتّ طنبه
، وأقمت عمده. ويكون قوله سبحانه : ﴿
كَذَٰلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ﴾
[١٧] . إلى هذا الوجه. أي ينصب منارهما ، ويوضح أعلامهما ، ليعرف المكلفون الحق
بعلاماته فيقصدوه ، ويعرفوا الباطل فيجتنبوه.
وقوله سبحانه : ﴿ فَمَنْ
هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ [٣٣] وهذه استعارة.
__________________
والمراد به أنه تعالى
محص على كل نفس ما كسبت ، ليجازيها به. وشاهد ذلك قوله سبحانه : ﴿ وَمِنْهُم
مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ
عَلَيْهِ قَائِمًا ﴾
. أي ما دمت له
مطالبا ، ولأمره مراعيا ، لا تمهله للحيلة ، ولا تنظره للغيلة
. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا الكبير.
وإذا لم يصح إطلاق صفة القيام على الله
سبحانه حقيقة ، فإن المراد بها قيام إحصائه على كل نفس بما كسبت ، ليطالبها به ،
ويجازيها عنه بحسبه. والقيام والدوام هاهنا بمعنى واحد. والماء الدائم هو القائم
الذي لا يجرى.
وقوله سبحانه : ﴿ أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [٤١] . وهذه استعارة.
وقد اختلف الناس فى المراد بها ، فقال قوم : معنى ذلك نقصان أرض المشركين ، بفتحها
على المسلمين. وقال آخرون : المراد بنقصانها : موت أهلها ، وقيل موت علمائها.
وعندى فى ذلك قول آخر ، وهو أن يكون
المراد بنقص الأرض ـ والله أعلم ـ موت كرامها. وتكون الأطراف هاهنا جمع طرف. لا
جمع طرف ، والطّرف هو الشيء الكريم. ومنه سمّى الفرس طرفا ، إذ كان كريما. وعلى
ذلك قول أبى الهندي
الرياحي :
|
شربنا شربة من ذات عرق
|
|
بأطراف الزجاج من العصير
|
أي بكرائم الزجاج. ولم يمض فى هذا القول
لأحد.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« إبراهيم عليهالسلام
»
قوله سبحانه : ﴿ وَذَكِّرْهُم
بِأَيَّامِ اللَّهِ ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
﴾
[٥] وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ التذكير بأيام نقم الله التي أوقعها
بالماضين ، كعاد وثمود ومن جرى مجراهم : وهذا كقولنا : أيام العرب. وإنما تريد به
الأيام التي كانت فيها الوقائع المشهورة والملاحم العظيمة. وقد يجوز أن يكون
الأيام هاهنا عبارة عن أيام النعم ، كما قلنا إنها عبارة عن أيام النقم. فيكون
المعنى : فذكّرهم بالأيام التي أنعم الله فيها عليهم وعلى الماضين من آبائهم بوقم
الأعداء ، وكشف اللأواء ، وإسباغ النعماء. أ لا ترى أن أيام العرب التي هى عبارة
عن الوقائع يكون فيها لبعضهم الظهور على بعض ، فذلك من النعم ، وعلى بعضهم السّوء
والدائرة ، وتلك من النقم ؟ فالأيام إذن تذكرة لمن أراد التذكرة بالإنعام
والانتقام.
وقوله سبحانه : ﴿ جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ
﴾
[٩] وهذه استعارة ، على وجه واحد من وجوه التأويلات التي حملت عليها هذه الآية.
وذلك أن يكون المعنى ما ذهب إليه بعضهم من أن الأيدى هاهنا عبارة عن حجج الرسل عليهمالسلام ، والبينات التي
جاءوا بها قومهم ، وأكّدوا بها شرعهم. لأن بذلك يتم لهم السلطان عليهم والتدبير
لهم ، وقد سمّوا السلطان يدا فى كثير من المواضع ، فقالوا : ما لفلان على فلان يد
، أي سلطان. ويقولون : قد زالت يد فلان الأمير. إذا عزل عن ولايته ،
__________________
بمعنى زال سلطانه عن
رعيته. ويقولون : أخذت هذا الأمر باليد. أي بالسلطان. فالحجج التي جاء بها
الأنبياء أممهم قد تسمى أيديا على ما ذكرناه ، فلما وصف الكفار على هذا التأويل
بأنهم ردّوا أيدى الأنبياء ـ عليهمالسلام
ـ فى أفواههم ، كان المراد بذلك ردّ حججهم من حيث جاءت ، وطريق مجيئها أفواههم ؛
فكأنهم ردّوا عليهم أقوالهم ، وكذّبوا دعواهم.
وفى هذا التأويل بعد وتعسّف ، إلا أننا
ذكرناه لحاجتنا إليه ، لما ذهبنا مذهب من حمل قوله سبحانه : ﴿ فَرَدُّوا
أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ﴾
على الاستعارة لا على الحقيقة.
فإذا حملت الآية على حقيقة الأيدى التي
هى الجوارح كان المراد بها مختلفا
فيه. فمن العلماء من قال : المراد بذلك أنهم كانوا يعضّون أناملهم تغيظا
على الرسل عليهمالسلام
، كما يفعل المغيظ المحنق ، والواجم المفكر.
وقال بعضهم : المراد بذلك أن المشركين
أومئوا إلى أفواه الأنبياء ، بالتسكيت لهم ، والقطع لكلامهم.
وقال بعضهم : بل المراد بذلك ضرب من
الهزء يفعله المجّان
والسفهاء ، إذا أرادوا الاستهزاء ببعض الناس ، وقصدوا الوضع منه ، والإزراء عليه.
فيجعلون أصابعهم فى أفواههم ويتبعون هذا الفعل بأصوات تشبهه وتجانسه ، يستدل بها
على قصد السخف ، وتعمد الفحش. وهذا عندى بعيد من السداد ، وغيره من الأقوال أولى
منه بالاعتماد.
__________________
وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك أن
الكفار كانوا إذا بدأ عليهم الرسل بالكلام سدّوا بأيديهم أسماعهم دفعة ، وأفواههم
دفعة ، إظهارا منهم لقلة الرغبة فى سماع كلامهم وجواب مقالهم ، ليدلّوهم ـ بهذا
الفعل ـ على أنهم لا يصغون لهم إلى مقال ، ولا يجيبونهم عن سؤال ، إذ قد أبهموا
طريقى السماع والجواب ، وهما الآذان والأفواه. وشاهد ذلك قوله سبحانه حاكيا عن نوح
عليهالسلام
يعنى قومه : ﴿
وَإِنِّي
كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ،
وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ ، وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ﴾
فيكون معنى رد أيديهم فى أفواههم على القول الذي قلنا أن يمسكوا أفواههم بأكفهم ،
كما يفعل المظهر الامتناع من الكلام. ويكون إنما ذكر تعالى ردّ الأيدى هاهنا ـ وهو
يفيد فعل الشيء ثانيا بعد أن فعل أولا ـ لأنهم كانوا يكثرون هذا الفعل عند كلام
الرسل عليهمالسلام.
فوصفوا فى هذه الآية بما قد سبق لهم مثله ، وألف منهم فعله ، فحسن ذكر الأيدى
بالرد على الوجه الذي أومأنا إليه. وأيضا فقد يقول القائل لغيره : اردد إليك يدك.
بمعنى اقبضها وكفها. لا يريد غير ذلك.
وقوله سبحانه : ﴿ ذَٰلِكَ
لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾
[١٤] . وهذه استعارة. لأن المقام لا يضاف إلّا إلى من يجوز عليه القيام. وذلك
مستحيل على الله سبحانه ، فإذن المراد به يوم القيامة ، لأن الناس يقومون فيه
للحساب ، وعرض الأعمال على الثواب والعقاب ، فقال سبحانه فى صفة ذلك اليوم : ﴿ يَوْمَ
يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
.
وإنما أضاف تعالى هذا المقام إلى نفسه
فى هذا الموضع ، وفى قوله : ﴿
وَلِمَنْ
خَافَ مَقَامَ
__________________
رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
لأن الحكم فى ذلك اليوم له خالصا ، لا يشاركه فيه حكم [ حاكم ]
، ولا يحادّه أمر آمر. وقد يجوز أن يكون المقام هاهنا معنى آخر ، وهو أن العرب
تسمى المجامع التي تجتمع فيها لتدارس مفاخرها ، وتذاكر مآثرها « مقامات » و «
مقاوم » . فيجوز أن يكون المراد بالمقام هاهنا الموضع الذي يقصّ فيه سبحانه على
بريّته محاسن أعمالهم ، ومقابح أفعالهم ، لاستحقاق ثوابه وعقابه ، واستيجاب رحمته
وعذابه ، وقد يقولون : هذا مقام فلان ومقامته ، على هذا الوجه ، وإن لم يكن
الإنسان المذكور فى ذلك المكان قائما ، بل كان قاعدا أو مضطجعا. ومن الشاهد على
ذلك قوله تعالى فى قصة سليمان عليهالسلام
: ﴿
أَنَا
آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ﴾
أي من مجلسك. سماه مقاما ـ مع ذكره أنّ سليمان عليهالسلام
كان جالسا فيه ـ لأنه قال ﴿
قَبْلَ
أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ﴾
. وإنما سماه مقاما ، لأن القاعد إذا قام بعد قعوده ففيه يكون قيامه. وهذا من غرائب
القرآن الكريم. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا الكبير.
وقوله سبحانه : ﴿ وَيَأْتِيهِ
الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ، وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ
غَلِيظٌ ﴾
[١٧] فهذه استعارة. لأن المراد بذلك لو كان الموت الحقيقي ولم يكن
سبحانه ليقول : ﴿
وَمَا
هُوَ بِمَيِّتٍ ﴾
، وإنما المعنى أن غواشى الكروب ، وحوازب الأمور
__________________
تطرقه من كل مطرق ،
وتطلع عليه من كل مطلع. وقد يوصف المغموم بالكرب ، والمضغوط بالخطب بأنه فى غمرات الموت
، مبالغة فى عظيم ما يغشاه ، وأليم ما يلقاه.
وقوله سبحانه : ﴿ أَعْمَالُهُمْ
كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ﴾ [١٨] فى هذه الآية
استعارتان إحداهما
قوله تعالى : ﴿
اشْتَدَّتْ
بِهِ الرِّيحُ ﴾
.
وقوله سبحانه : ﴿ فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾ [٣٧] . وهذه من
محاسن الاستعارة. وحقيقة الهوىّ النزول من علو إلى انخفاض كالهبوط. والمراد به
هاهنا المبالغة فى صفة الأفئدة بالنّزوع إلى المقيمين بذلك المكان. ولو قال سبحانه
: تحنّ إليهم ، لم يكن فيه من الفائدة ما فى قوله سبحانه : ﴿ تَهْوِي
إِلَيْهِمْ ﴾
لأن الحنين قد يوصف به من هو مقيم فى مكانه ، والهوىّ يفيد انزعاج الهاوي من
مستقرّه.
وقوله تعالى : ﴿ لَا
يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾
[٤٣] وهذه استعارة. والمراد بها صفة قلوبهم بالخلوّ من عزائم الصبر والجلد ، لعظيم
الإشفاق والوجل. ومن عادة العرب أن يسمّوا الجبان يراعة جوفاء ، أي ليس بين جوانحه
قلب.
وعلى ذلك قول جرير يهجو قوما ويصفهم
بالجبن :
|
قل لخفيف القصبات الجوفان
|
|
جيئوا بمثل عامر والعلهان
|
__________________
وإنما وصف الجبان بأنه لا قلب له ، لأن
القلب محل الشجاعة ، وإذا نقى المحل فأولى أن ينتفى الحالّ فيه. وهذا على المبالغة
فى صفته بالجبن. ويسمون الشيء إذا كان خاليا « هواء » ، أي ليس فيه ما يشغله إلا
الهواء.
وعلى هذا قول الله سبحانه :
﴿
وَأَصْبَحَ
فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ﴾
أي خاليا من التجلد ، وعاطلا من التصبّر. وقيل أيضا : إن معنى ذلك أنّ أفئدتهم
منحرفة
لا تعى شيئا ، للرعب الذي دخلها ، والهول
الذي استولى عليها. فهى كالهواء الرقيق فى الانحراف ، وبطلان الضبط والامتساك.
وقوله سبحانه : ﴿ وَإِن
كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [٤٦] . وهذه استعارة
على إحدى القراءتين. وهما : لتزول. بكسر اللام الأولى وفتح اللام الأخرى. ولتزول.
بفتح اللام الأولى وضم الأخرى. وقرأنا بهذه القراءة للكسائى
وحده ، وقرأنا لبقية السبعة القراءة الأولى.
فمعنى القراءة الأولى أن يكون موضع « أن
» فيها موضع نعم ، لأنها قد ترد
بهذا المعنى مثقلة : كقوله : ( إنّ وراكبها
) .
__________________
ويجوز أن ترد مخففة. لأنّ « أن » على
أصلها قد تأتى مخففة ومثقلة. ويكون المعنى واحدا. وكذلك « أن » المفتوحة. قال
الشاعر
:
|
أكاشره وأعلم أن كلانا
|
|
على ما ساء صاحبه حريص
|
وأراد « أنّ كلانا » فخفف. فإذا تقرر
ذلك صار تقدير الكلام فى الآية : ونعم كان مكرهم لتزول منه الجبال. وقد وردت هذه
اللام فى موضع ليس ، لأن الحفيفة فيه تحمل
.
قال الفرّاء
: سمعت العرب تقول : الكراء حينئذ لرخيص. ولم يقل : إن الكراء لرخيص. فيكون المراد
: إن الجبال تزول من مكرهم استعظاما واستفظاعا ، لو كانت مما يعقل الحال ، ويقدر
على الزوال. وهذه اللام هاهنا تومئ إلى معنى « تكاد »
....
__________________
سورة الحجر
... وقوله سبحانه : ﴿ لَعَمْرُكَ
إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [٧٢] . وهذه
استعارة. والمراد بها صفتهم بالتردد فى غيّهم ، والتسكع فى ضلالهم. فشبه تعالى
المتلدد
فى غمرات الغى ، بالمتردد فى غمرات السكر.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [٨٨] وهذه استعارة.
والمراد بها. ألن كنفك لهم ، ودم على لطفك بهم. وجعل سبحانه خفض الجناح هاهنا فى
مقابلة قول العرب إذا وصفوا الرجل بالحدة عند الغضب : قد طار طيرة ، وقد هفا حلمه
، وقد طاش وقاره. فإذا قيل : قد خفض جناحه ، فإنما المراد به وصف الإنسان بلين
الكنف ، والكظم عند الغضب. وذلك ضد وصفه بطيرة المغضب ، ونزوة المتوثب.
وقوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ
جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ﴾
[٩١] . وهذه استعارة على أحد التأويلين. وهو أن يكون المعنى أنهم جعلوا القرآن
أقساما مجزأة ، كالأعضاء المعضّاة
، فآمنوا ببعض ، وكفروا ببعض. وقيل : جعلوه أقساما ، بأن قالوا : هو سحر وكهانة ،
وكذب وإحالة.
وأما التأويل الآخر فى معنى ( عضين )
فيخرج به اللفظ عن أن يكون مستعارا
، وذلك
__________________
أن يكون معناها على
ما قاله بعض المفسرين معنى الكذب. قال : وهو جمع عضة ، كما كان فى القول الأول ،
إلا أن العضة هاهنا معناها الكذب والزور ، وفى القول الأول معناها التجزئة
والتقسيم. وقد ذكر ثقات أهل اللغة فى العضة وجوها. فقالوا : العضه النميمة ،
والعضه الكذب ، وجمعه عضون. مثل عزة وعزون ، والعضه السّحر ، والعاضه الساحر.
وقد يجوز أن يكون ﴿ جَعَلُوا
الْقُرْآنَ عِضِينَ ﴾
جمع عضة ، من السحر. أي جعلوه سحرا وكهانة ، كما قال سبحانه حاكيا عنهم ﴿ إِنْ
هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴾
. و﴿ إِنْ
هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾
.
وقوله سبحانه : ﴿ فَاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [٩٤] . وهذه
استعارة. لأن الصّدع على الحقيقة إنما يصح فى الأجسام لا فى الخطاب والكلام.
والفرق ، والصّدع ، والفصل فى كلامهم بمعنى واحد. ومن ذلك قولهم للمصيب فى كلامه :
قد طبّق المفصل. ويقولون : فلان يفصل الخطاب. أي يصيب حقائقه ، ويوضح غوامضه. فكأن
المعنى فى قوله سبحانه : ﴿
فَاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَرُ ﴾
أي : أظهر القول وبينه فى الفرق بين الحق والباطل. من قولهم صدع الرداء. إذا شقه
شقه شقا بينا ظاهرا. ومن ذلك صدع الزجاجة. إذا استطار فيها الشق ، واستبان فيها
الكسر. وإنما قال سبحانه :
__________________
﴿
فَاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَرُ ﴾
ولم يقل : فبلغ ما تؤمر ، لأن الصدع هاهنا أعم ظهورا ، وأشد تأثيرا.
وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك ـ
والله أعلم ـ أن بالغ فى إظهار أمرك ، والدعاء إلى ربك ، حتى يكون الدين فى وضوح
الصبح ، لا يشكك نهجه ، ولا يظلم فجه. مأخوذا ذلك من
« الصّديع » ، لشأنه ووضوح إعلانه.
__________________
و من السور
التی یذکر فیها « النّحل »
قوله سبحانه : ﴿ يُنَزِّلُ
الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
﴾
[٢] وهذه استعارة. لأن المراد بالروح هاهنا الوحى الذي يتضمن إحياء الخلق والبيان
عن الحق. ومثل ذلك قوله سبحانه : ﴿
وَكَذَٰلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾
ومثله قوله سبحانه فى المسيح عليهالسلام
: ﴿
إِنَّمَا
الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا
إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ﴾
فسماه تعالى روحا
على هذا المعنى ، لأن به حيا
أمته ، وبقاء شريعته. وقد مضى معنى ذلك فيما تقدم من هذا الكتاب.
فأما قوله سبحانه : ﴿ وَنَفَخَ
فِيهِ مِن رُّوحِهِ ﴾
فإنما أراد بذلك
الروح التي خلقها ليحيى عباده بها ، وأضافها إلى نفسه كما أضاف الأرض إلى نفسه ،
إذ يقول تعالى : ﴿
أَلَمْ
تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
﴾
.
وكان شيخنا أبو الفتح عثمان بن
جنى رحمهالله يقول : معنى قولهم فى القسم : لعمر الله ما قلت ذلك ، ولأفعلن ذلك.
إنما يريدون به القسم بحياة يحيى الله بها ، لا حياة يحيى بها ، تعالى عن ذلك علوا
كبيرا. فكان المقسم إذا أقسم بهذه الحياة دخل ما يخصه منها فى جملة قسمه ، وجرى
ذلك مجرى قوله : لعمرى. فيصير مقسما بحياته التي أحياه الله بها.
__________________
والعمر هاهنا هو
العمر. ومعناه الحياة.
وكنت أستحسن هذا القول منه جدا ، وله
نظائر كنت أسمعها منه عند قراءتى عليه. وكان ـ عفا الله عنه ـ كثير الاستنباط
للخبايا ، والاستطلاع للخفايا.
وقوله سبحانه : ﴿ إِلَىٰ
بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ ﴾ [٧] وهذه استعارة
على أحد التأويلين. وهو أن يكون المعنى : أنكم لا تبلغون هذا البلد إلا بأنصاف
أنفسكم ، من عظم المشقة ، وبعد الشقة ، لأن الشق أحد قسمى الشيء. ومنه قولهم :
شقيق النفس أي قسيمها ، فكأنه من الامتزاج بها شق منها. وعلى ذلك قول الشاعر
:
|
من بنى عامر لها نصف قلبى
|
|
قسمة مثلما يشقّ الرّداء
|
فأما من حمل قوله تعالى : ﴿ إِلَّا
بِشِقِّ الْأَنفُسِ ﴾
على أن معناه المشقة والنصب والكد والدأب ، كان الكلام على قوله حقيقة ، وخرج عن
حد الاستعارة. فكأنه سبحانه قال : إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بمشقة الأنفس.
وقوله سبحانه : ﴿ وَعَلَى
اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ﴾ [٩] وهذه استعارة.
لأن الجائر هو الضال نفسه. يقال : جار عن الطريق. إذا ضل عن نهجه ، وخرج عن سمته.
ولكنهم لما قالوا : طريق قاصد. أي مقصد فيه ، جاز أن يقولوا : طريق جائر أي يجار
فيه.
وقوله سبحانه : ﴿ لِيَحْمِلُوا
أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [٢٥] . وهذه استعارة
لأن الأوزار على الحقيقة هى الأثقال ، واحدها وزر. والمراد بها هاهنا : الخطايا
والآثام ، لأنها تجرى مجرى الأثقال التي تقطع المتون ، وتنقض الظهور.
وفى معنى ذلك قولهم : فلان خفيف الظهر.
إذا وصفوه بقلة العدد والعيال ، أو بقلة الذنوب والآثام.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ فَأَتَى
اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ ﴾
[٢٦] وهذه استعارة. لأن الإتيان هاهنا ليس يراد به الحضور عن غيبة ، والقرب بعد
مسافة. وإنما ذلك كقول القائل : أتيت من جهة فلان. أي جاءنى المكروه من قبله. وأتى
فلان من مأمنه. أي ورد عليه الخوف من طريق الأمن ، والضر من مكان النفع.
وقوله سبحانه ﴿ فَأَلْقَوُا
السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ﴾
[٢٨] . وهذه استعارة. وليس هناك شىء يلقى على الحقيقة. وإنما المراد بذلك طلب
المسألة عن ذل واستكانة ، والتماس وشفاعة. لأن من كلامهم أن يقول القائل : ألقى
إلىّ فلان بيده. أي خضع لى ، وسلّم لأمرى. وقد يجوز أيضا أن يكون معنى فألقوا
السّلم. أي استسلموا وسلّموا. فكانوا كمن طرح آلة المقارعة ، ونزع شكّة المحاربة.
وفى معنى ذلك قوله سبحانه : ﴿
وَلَا
تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
أي لا تستسلموا لها ، وتوقعوا نفوسكم فيها.
وقوله سبحانه
: ﴿
إِنَّمَا
قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾
[٤٠] . وهذه استعارة. لأنه ليس هناك شىء على الحقيقة يؤمر ولا قول يسمع. وإنما هذا
القول عبارة عن تحقيق الإرادة وسرعة وجود المراد ، من غير معاناة ولا مشقة ، فهو
إخبار عن نفاذ قدرته تعالى. فإذا أراد أمرا كان لوقته ، من غير أن يبطئ إيجاده ،
أو يتقاعس إنفاذه. وذلك بمنزلة قول أحدنا : « كن » فى خفة اللفظ به ، وسرعة
التعبير عنه ، من غير كلفة تلحقه ، ولا مشقة تعترضه.
وقيل إن معنى قوله سبحانه : ( كن )
علامة للملائكة يدلهم بها عند سماعهم لها على أنه سيحدث كذا ، ويفعل كذا ، من
محكمات التقدير ، ومبرمات التدبير.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ أَوَلَمْ
يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ
الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ
﴾
[٤٨] . وهذه استعارة. لأن المراد بها رجوع الظلال من موضع إلى موضع. والظلال على
الحقيقة لا تتفيأ ولا تنقل ، وإنما ترد الشمس عليها ، ثم ترجع إلى ما كانت عليه ،
بعد أن تزول الشمس عنها ، والشمس هى المتنقلة عليها ، والظلال قائمة بحالها.
وقوله تعالى فى صفة النحل العسّالة : ﴿ فَاسْلُكِي
سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ﴾
[٦٩] . وفى هذه الآية استعارتان : إحداهما قوله تعالى : ﴿ فَاسْلُكِي
سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ﴾
، على قول من جعل ذللا حالا للسّبل ، لا حالا للنحل. والذّلل : جمع ذلول ، وهى
الطرق الموطّأة للقدم ، السهلة على الحافر والمنسم ، تشبيها لها بالإبل الذلل ،
وهى التي قد عوّدت الترحل ، وألفت المسير.
والاستعارة الأخرى قوله سبحانه : ﴿ يَخْرُجُ
مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ﴾ والمراد بذلك العسل.
والعسل عند المحققين من العلماء غير خارج من بطون النحل ، وإنما تنقله بأفواهها من
مساقطه ومواقعه من أوراق الأشجار ، وأضغاث النبات. لأنه يسقط كسقوط الندى فى أماكن
مخصوصة ، وعلى أوصاف معلومة ، والنحل مهملة تتبع تلك المساقط ، وتعهد تلك المواقع
، فتنقل العسل بأفواهها إلى كواراتها
المواضع
المعدّة لها. فقال سبحانه : ﴿
يَخْرُجُ
مِن بُطُونِهَا ﴾
والمراد من جهة بطونها. وجهة بطونها : أفواهها. وهذا من غوامض هذا البيان ، وشرائف
هذا الكلام.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ فَأَلْقَوْا
إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [٨٦] وهذه استعارة.
والمراد بإلقاء القول ـ والله أعلم ـ إخراج الكلام مع ضرب من الخضوع والاستكانة
والإسرار والخفية ، كما قال سبحانه : ﴿
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ ﴾
وفى هذا الكلام
مفعول محذوف. فكأنه قال تعالى : تلقون إليهم الأخبار بالمودة. وهذا القول نزل فى
قوم من المؤمنين كانوا يجتمعون مع قوم من المنافقين بأرحام تلفّهم ، وخلل
تولد عنهم ، فيتسقطونهم ليعرفوا منهم أخبار النبي صلىاللهعليهوسلم
والمؤمنين ، فنهوا عن مناقشتهم والاجتماع معهم. فكأن المعنى : تلقون إليهم الأسرار
بالمودة التي بينكم ، على سبيل الإسرار والإخفاء.
وقد قيل إن المراد : تلقون
إليهم المودة ، فقال تعالى : بالمودّة ، كما قال سبحانه : ﴿ تَنبُتُ
بِالدُّهْنِ ﴾
أي تنبت الدهن على
أحد التأويلين ، ونظير التأويل الأول قوله سبحانه فى ذكر الشياطين : ﴿ يُلْقُونَ
السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾
أي يطلبون سماع
الأخبار على وجه الاستخفاء والاستسرار. وهذا الوجه لا يصح
فى قوله تعالى : ﴿
فَأَلْقَوْا
إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ
﴾
[٨٦] لأن الحال التي أخبر سبحانه بأن هذا يجرى فيها هى حال القيامة ، وتلك حال لا
يجوز فيها الاستسرار لقول ، ولا الكتمان لسر ، لأن السرائر مظهرة والضمائر مصحرة.
وإنما المراد بهذا الكلام ما يقوله المعبودون لمن عبدهم من الأمة ، إذ يقول سبحانه
: ﴿
وَإِذَا
رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ ، قَالُوا رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ
__________________
شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو
مِن دُونِكَ ﴾
[٨٦] فقال المعبودون لهم فى الجواب عن ذلك : إنكم لكاذبون ، أي فى أنّا دعوناكم
إلى العبادة ، أو فى قولكم إننا آلهة. وقد يجوز أيضا أن يكون التكذيب من العابدين
للمعبودين ، فكأنهم قالوا لهم : كذبتم فى ادعائكم أنكم تستحقون العبادة من دون
الله تعالى. فلم يبق إذن إلا الوجه الأول فى معنى إلقاء القول ، وهو أن يكون على
وجه الخضوع والضراعة ، ويكون سبب هذه الاستكانة الخوف من الله سبحانه ، لا خوف بعض
الشركاء من بعض. ومثل ذلك قوله سبحانه عقب هذه الآية : ﴿ وَأَلْقَوْا
إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ
﴾
[٨٧] أي استسلموا له عن ضرع ذلة ، وانقطاع حيلة. ومن ذلك قولهم : ألقى فلان يد
العاني. أي ذلّ ذلّ الأسير ، وخضع خضوع المقهور.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا
﴾
[٩٤] وهذه استعارة. لأن المراد بالقدم هاهنا الثبات فى الدين. ولما كان أصل الثبات
فى الشيء والاستقرار عليه إنما يكون بالقدم ، حسن أن يعبر عن هذا المعنى بلفظ
القدم وكأن المراد بقوله تعالى : ﴿
فَتَزِلَّ
قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ﴾
أي يضعف دينكم ، ويضطرب يقينكم ، فيكون كالقدم الزّالة ، والقائمة المائدة.
وقوله سبحانه : ﴿ قُلْ
نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ﴾ [١٠٢] وهذه استعارة.
لأن المراد بذلك جبريل عليهالسلام
، والتقديس : الطهارة. وإنما سمّى روح القدس لأن حياة الدين وطهارة المؤمنين إنما
تكون بما يحمله إلى الأنبياء عليهمالسلام
من الأحكام والشرائع ، والآداب والمصالح.
وقوله سبحانه : ﴿ لِّسَانُ
الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ، وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ
مُّبِينٌ ﴾
[١٠٣] وهذه استعارة. لأن المراد باللسان هاهنا جملة القرآن وطريقته ، لا العضو
المخصوص الذي يقع
الكلام به. وذلك كما يقول العرب فى القصيدة : هذه لسان فلان. أي قوله. قال شاعرهم
:
|
لسان السّوء تهديها إلينا
|
|
و حنت وما حسبتك أن تحينا
|
أي مقالة السوء. ومثل ذلك قول الآخر
:
|
ندمت على لسان كان منى
|
|
وددت بأنه فى جوف عكم
|
أي على قول سبق منى ، لأن الندم إنما
يكون على الفعال والكلام ، لا على الأعضاء والأعيان.
وإنما سمى القول لسانا ، لأنه إنما يكون
باللسان ، ويصدر عن اللسان.
وقوله سبحانه : ﴿ وَضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا
رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ ، فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ
لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [١١٢] وهذه استعارة.
لأن حقيقة الذوق إنما تكون فى المطاعم والمشارب ، لا فى الكسى والملابس. وإنما خرج
هذا الكلام مخرج الخبر عن العقاب النازل بهم ، والبلاء الشامل لهم. وقد عرف فى
لسانهم أن يقولوا لمن عوقب على جريمة ، أو أخذ بجريرة : ذق غبّ فعلك ، واجن ثمرة
جهلك. وإن كانت عقوبته ليست مما يحسّ بالطعم ، ويدرك بالذوق. فكأنّه سبحانه لما
شملهم بالجوع والخوف على وجه العقوبة حسن أن
__________________
يقول تعالى : فأذاقهم
ذلك ، أي أوجدهم مرارته كما يجد الذائق مرارة الشيء المرير ، ووخامة الطعم الكريه.
وإنما قال سبحانه : ﴿
لِبَاسَ
الْجُوعِ ﴾
ولم يقل : طعم الجوع والخوف ، لأن المراد بذلك ـ والله أعلم ـ وصف تلك الحال
بالشمول لهم ، والاشتمال عليهم ، كاشتمال الملابس على الجلود ، لأن ما يظهر منهم
عن مضيض الجوع وأليم الخوف ، من سوء الأحوال ، وشحوب الألوان ، وضئولة الأجسام ،
كاللباس الشامل لهم ، والظاهر عليهم. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا
الكبير.
ومن السورة التي يذكر
فيها
« بنو إسرائيل »
قوله سبحانه ﴿ وَجَعَلْنَا
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ، فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ ، وَجَعَلْنَا
آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾
[١٢] وفى هذه الآية استعارتان إحداهما : قوله سبحانه : ﴿ فَمَحَوْنَا
آيَةَ اللَّيْلِ ﴾
. والآية العلامة. والمراد بمحوها ـ والله أعلم ـ على قول بعضهم أي جعلنا ظلمة الليل
مشكلة ، لا يفهم معناها ، ولا يعلم فحواها ، لما استأثر الله تعالى بعلمه من
المصلحة المستسرّة فى ذلك.
وحقيقة المحو طمس أثر الشيء. من قولهم :
محوت الكتاب. إذا طمست سطوره ، حتى يشكل على القارئ ، ويخفى على الرائي
.
وقال قوم : آية الليل القمر خاصّة. ومحوه
: تصيير تلك الطمسة فى صفحته ، حتى نقص نوره عن نور الشمس ، لما يعلم الله سبحانه
من المصلحة فى ذلك. وآية النهار الشمس. وقال آخرون : بل آيتا الليل والنهار ضوء
هذا فى الجملة ، وظلمة هذا فى الجملة. لأن الضوء علامة النهار ، والظلمة علامة
الليل ، على ما قدمنا ذكره. والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا
آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾
وفى ذلك وجهان : أحدهما أن يكون المراد أنا
__________________
جعلناها مكشوفة
القناع مبينة الإبصار ، على خلاف آية الليل إذ جعلناها مشرجة
الغلاف ، بهيمة الأطراف.
والوجه الآخر أن يكون معنى مبصرة أي
يبصر الناس فيها ، ويهتدون بها كما تقدم قولنا فى قولهم : نهار صائم ، وليل نائم.
أي أهل هذا صيام ، وأهل هذا نيام. وكما يقولون : رجل مخبث. إذا كان أهله وولده
خبثاء. ورجل مضعف. إذا كانت دوابه وظهوره ضعفاء. فعلى هذا يسمى النهار مبصرا ، إذا
كان أهله بصراء. وقد مضى الكلام على مثل ذلك فيما تقدم.
وقوله سبحانه : ﴿ وَكُلَّ
إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ﴾ [١٣] وهذه استعارة.
والمراد بالطائر هاهنا ـ والله أعلم ـ ما يعمله الإنسان من خير وشر ، ونفع وضر.
وذلك مأخوذ من زجر الطير على مذاهب العرب. لأنهم يتبركون بالطائر المتعرض من ذات
اليمين ، ويتشاءمون بالطائر المتعرض من ذات الشمال.
ومعنى ذلك أنه سبحانه يجعل عمل الإنسان
من الخير والشر كالطوق فى عنقه بإلزامه إياه ، والحكم عليه به. وقال بعضهم : معنى
ذلك أنا جعلنا لكل إنسان دليلا من نفسه على ما بيّناه له ، وهديناه إليه. والعرب
تقيم العنق والرقبة مقام الإنسان نفسه. فيقولون : لى فى رقبة فلان دم ، ولى فى
رقبته دين. أي عنده. وفلان أعتق رقبة. إذا أعتق عبدا أو أمة. ويقول الداعي فى
دعائه : اللهم أعتق رقبتى من النار. وليس يريد العنق المخصوصة ، وإنما يريد الذات
والجملة.
وجعل سبحانه الطائر مكان الدليل الذي
يستدل به على استحقاق الثواب والعقاب ، على عادة العرب التي ذكرناها فى التبرك
بالسانح ، والتشاؤم بالبارح.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [٢٤] . وهذه استعارة
عجيبة ، وعبارة شريفة. والمراد بذلك : الإخبات للوالدين ، وإلانة القول لهما ،
والرفق واللطف بهما.
وخفض الجناح فى كلامهم عبارة عن الخضوع
والتذلل ، وهما ضد العلو والتعزز. إذ كان الطائر إنما يخفض جناحه إذا ترك الطيران
، والطيران هو العلوّ والارتفاع. وقد يستعار ذلك لفرط الغضب والاستشاطة
. فيقال : قد طار فلان طيرة
. إذا غضب واستشاط. وقد أومأنا إلى هذا المعنى فيما تقدم من هذا الكتاب.
وإنما قال سبحانه : ﴿ وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [٢٤] . ليبين تعالى
أن سبب الذل لهما الرأفة والرحمة ، لئلا يقدر أنه الهوان والضراعة. وهذا من
الأغراض الشريفة ، والأسرار اللطيفة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ ، وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ
الْبَسْطِ ﴾
[٢٩] وهذه استعارة. وليس المراد بها اليد التي هى الجارحة على الحقيقة ، وإنما
الكلام الأول كناية عن التقتير ، والكلام الآخر كناية عن التبذير وكلاهما مذموم ،
حتى يقف كل منهما عند حده ، ولا يجرى إلا إلى أمده. وقد فسّر هذا قوله سبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ
إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ، وَكَانَ بَيْنَ
ذَٰلِكَ قَوَامًا ﴾
.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَجَعَلْنَا
عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ، وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ﴾ [٤٦] . وهذه
استعارة. لأنه ليس هناك على الحقيقة كنان على قلب ، ولا وقر فى سمع. وإنما المراد
أنهم ـ لاستثقالهم سماع القرآن عند أمر الله سبحانه نبيه عليهالسلام بتلاوته على أسماعهم
وإفراغه فى آذانهم ـ كالذين على قلوبهم أكنّة دون علمه ، وفى آذانهم وقر دون فهمه
، وإن كانوا من قبل نفوسهم أتوا ، وبسوء اختيارهم أخذوا. ولو لم يكن الأمر كذلك
لما ذمّوا على اطراحه ، ولعذروا بالإضراب عن استماعه.
وقوله سبحانه : ﴿ نَّحْنُ
أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ ، إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ
نَجْوَىٰ ﴾
[٤٧] وهذه استعارة لأن النّجوى مصدر كالتقوى. وإنما وصفوا بالمصدر ، لما فى هذه
الصفة من المبالغة فى ذكر ما هم عليه ، من كثرة تناجيهم ، وأسرار المكايد بينهم.
والصفة بالمصادر تدلّ على قوة الشيء الموصوف بذلك. مثل قولهم : رجل رضا ، وقوم
عدل. وما يجرى هذا المجرى.
وقوله سبحانه : ﴿ وَآتَيْنَا
ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ﴾
[٥٩] . وهذه استعارة. والمعنى : جعلنا الناقة آية مبصرة. أي مبصرة للعاشى
. ومذكّرة للناسى ، ومظنة لاعتبار المعتبر ، وتفكر المفكر. لأن من عجائب تلك
الناقة تمخض الصخرة بها من غير حمل بطن ، ولا فرع فحل. وأنها كانت تقاسم ثمود
الورد ، فلها يوم ولثمود يوم.
قال سبحانه : ﴿ لَّهَا
شِرْبٌ ، وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴾
فإذا كان يومها
__________________
شربت فيه الماء ،
مثلما كانت ثمود تأخذ أشقاصها
وزروعها ، وأصرامها
وشروبها. وهذا من صوادح العبر ، وقوارع النذر.
وقال بعضهم : يجوز أن يكون معنى مبصرة
هاهنا أي ذات إبصار. والتأويلان يؤولان إلى معنى واحد.
وقوله سبحانه عن إبليس : ﴿ لَأَحْتَنِكَنَّ
ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
[٦٢] وهذه استعارة على بعض التأويلات فى هذه الآية. وهو أن يكون الاحتناك هاهنا
افتعالا من الحنك. أي لأقودنهم إلى المعاصي ، كما تقاد الدابة بحنكها ، غير ممتنعة
على قائدها. وهى عبارة عن الاستيلاء عليهم ، والملكة لتصرفهم ، كما يملك الفارس
تصرّف فرسه ، بثني العنان تارة ، وبكبح اللجام مرة.
وقال يعقوب
فى « إصلاح المنطق » : [ يقال : حنك الدابة يحنكها حنكا ، إذا شدّ فى حنكها الأسفل
حبلا يقودها به. وقد احتنك الدابة
مثل حنكها ] إذا فعل بها ذلك.
وقال بعضهم : لأحتنكنّ ذرّيّته. أي
لألقينّ فى أحناكهم حلاوة المعاصي ، حتى يستلذوها ، ويرغبوا فيها ويطلبوها. والقول
الأول أحبّ إلىّ.
__________________
وقال بعضهم : لأستأصلنّ ذريته بالإغواء
، ولأستقصينّ إهلاكهم بالإضلال ، لأن اتباعهم غيه وطاعتهم أمره يؤولان بهم إلى
موارد الهلاك ، وعواقب البوار.
وقال الشاعر :
|
نشكو إليك سنة قد أجحفت
|
|
و احتنكت أموالنا وجلّفت
|
أي أهلكت أموالنا.
ويقال : احتنكه إذا استأصله وأهلكه. ومن
ذلك قولهم : احتنك الجراد الأرض. إذا أتى على نبتها.
وقيل أيضا : المراد بذلك لأضيّقن عليهم
مجارى الأنفاس من أحناكهم ، بإيصال الوسوسة لهم ، وتضاعف الإغواء عليهم ، ويقال :
احتنك فلان فلانا. إذا أخذ بمجرى النفس من حنكه ، فكان كالشبا
فى مقلته والشجا
فى مسعله.
وقوله سبحانه ﴿ أَقِمِ
الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ [٧٨] وهذه استعارة.
لأن الدالك : المائل فى كلامهم. فكأنه سبحانه أمر بإقامة الصلاة عند ميل الشمس.
فقيل عند ميلها للزوال ، وقيل عند ميلها للغرب. والشمس على الحقيقة لا تميل عن
موضعها ولا تزول عن مركزها ، وإنما تعلو أو تنخفض ، وترتفع بارتفاع الفلك وانخفاضه
، وسيره وحركاته.
وقوله سبحانه : ﴿ وَقُلْ
جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [٨١]
__________________
وهذه استعارة. لأنهم
يقولون : زهقت نفس فلان إذا خرجت. ومنه قوله تعالى : ﴿
وَتَزْهَقَ
أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ
﴾
فالمراد ـ والله
أعلم ـ وهلك الباطل إنّ الباطل كان هلوكا. تشبيها له بمن فاضت نفسه ، وانتقضت
بنيته. لأن الباطل لامساك لذمائه ، ولا سماك لبنائه.
وقوله سبحانه : ﴿ قُلْ
كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ ﴾
[٨٤] وهذه استعارة. لأن الأولى أن يكون المراد هاهنا بالشاكلة ـ والله أعلم ـ
الطريقة التي تشاكل أخلاق الإنسان ، وتوافق طبيعته. وذلك مأخوذ من الشاكلة ،
وجمعها شواكل ، وهى الطرق المتّسعة
عن المحجة العظمى. فكأن الدنيا هاهنا مشبّهة بالطريق الأعظم ، وعادات الناس فيها ،
وطبائعهم التي جبلوا عليها مشبهة بالطرق المختلجة من ذلك الطريق ، الذي هو المعمود
وإليه الرجوع.
وقال بعضهم : الشاكلة العلامة ، وأنشد :
|
بدت شواكل حبّ كنت تضمره
|
|
فى القلب أن هتفت فى الدّار ورقاء
|
فكأنه تعالى قال : كلّ يعمل على الدلالة
التي نصبت لاستدلاله ، والأمارة التي رفعت لاهتدائه.
وقوله سبحانه : ﴿ قُل
لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ
خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ﴾
[١٠٠] وهذه استعارة ، والمراد بالخزائن هاهنا المواضع التي جعلها الله سبحانه
وتعالى
__________________
جعات
لدرور الرزق ومنافع الخلق. وإلى تلك المواضع ترفع الأيدى عند السؤال والرغبات ،
واستدراك
الخير والبركات.
وقوله سبحانه : ﴿ وَقُرْآنًا
فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ ﴾ [١٠٦] وهذه استعارة
، ومعنى فرقناه : أي بيّناه للناس بنصوع مصباحه ، وشدوخ أوضاحه ، حتى صار كمفرق
الفرس فى وضوح مخطّه
أو كفرق الصبح فى بيان منبلجه.
وقال بعضهم : معنى فرقناه أي فصّلناه
سورا وآيات. وذلك بمنزلة فرق الشعر ، وهو تمييز بعضه من بعض ، حتى يزول التباسه ،
ويتخلص التفافه.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الكهف »
قوله سبحانه : ﴿ الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ
عِوَجًا ، قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ ﴾ [١] وهذه استعارة.
لأن حقيقة العوج أن يكون فيما يصح عليه أن ينصاب أو يميل ويضطرب ويستقيم. وهذه من
صفات الأجسام ، لا من صفات الكلام.
فنقول : إنما وصف القرآن ـ والله أعلم ـ
بأنه قيّم لا عوج فيه ، ذهابا إلى نفى الاختلاف عن معانيه ، والتناقض فى أوضاعه
ومبانيه. وأنه غير ناكب عن المنهاج ، ولا مستمر على الاعوجاج.
وقوله سبحانه : ﴿ كَبُرَتْ
كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾ [٥] ووصف الكلمة
هاهنا بالكبر استعارة. والمراد أن معناها فظيع ، وفحواها عظيم. وتقدير الكلام :
كبرت الكلمة كلمة.
وللنصب هاهنا وجهان : أحدهما أن يكون
على تفسير المضمر. مثل قولهم : نعم رجلا زيد ، وبئس صاحبا عمرو. والوجه الآخر أن
يكون على التمييز فى الفعل المنقول ، نحو : ساءت مرتفقا ، وتصبّب عرقا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَإِنَّا
لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴾ [٨] وهذه استعارة.
لأن المراد بالجرز هاهنا الأرض التي لا نبات فيها ، وذلك مأخوذ من قولهم : ناقة
جروز. إذا كانت كثيرة الأكل ، لا يكاد لحياها يسكنان من قضم الأعلاف
،
__________________
ونشط
الأعشاب. ومن ذلك قولهم : سيف جراز. إذا كان يبرى المفاصل ، ويقط الضرائب.
وإنما سمّيت تلك الأرض جرزا إذ كانت
كأنّها تأكل نبتها ، فلا تدع منه نابغة ، ولا تترك طالعة. ونظير ذلك قولهم : أرض
جدّاء : لا ماء فيها. تشبيها بالناقة التي لا لبن فيها ، وهى الجدّاء
.
وقوله سبحانه : ﴿ فَضَرَبْنَا
عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴾ [١١] . وهذه
استعارة. لأن المراد بها منع آذانهم من استماع الأصوات ، وهمس الحركات. قال بعضهم
: وذلك كالضرب على الكتاب لتشكل حروفه ، فتمتنع على القارئ قراءته.
وإنما دلّ تعالى على عدم الإحساس
بالضّرب على الآذان ، دون الضرب على الأبصار ، لأن ذلك أبلغ فى الغرض المقصود ، من
حيث كانت الأبصار قد يضرب عليها من غير عمى ، ولا يبطل إدراك بقية الحواس جملة ،
وذلك عند تغميض الإنسان عينه. وليس كذلك منع الاستماع من غير صمم ، لأنه إذا ضرب
عليها من غير صمم بالنوم الذي هو السهو على صفة دل ذلك على عدم الإحساس من كل
جارحة يصح بها الإدراك. ولأن الأذن لما كانت طريقا إلى الأنباء ثم ضرب عليها ، لم
يكن سبيل إلى الانتباه ، فبطل استماعهم. وفى هذا القول بعض التخليط.
__________________
والذي أذهب إليه فى ذلك ما ذكرته فى
كتابى الكبير على شرح واستقصاء ، وهو أن يكون المراد بقوله تعالى : ﴿ فَضَرَبْنَا
عَلَىٰ آذَانِهِمْ ﴾
والله أعلم ، أي أخذنا أسماعهم. ويكون ذلك من قول القائل : قد ضرب فلان على مالى.
أي أخذه وحال بينى وبينه ، فأما تشبيه ذلك بالضرب على الكتاب حتى تشكل حروفه على
المتأمل ففيه بعد وتعسّف.
وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك :
وضربناهم على آذانهم ، من الضرب الحقيقي ، تشبيها بمن ضرب على سماخه
، فهو موقوذ
مأموم ، ومشدوه
مغمور.
وقوله سبحانه : ﴿ وَرَبَطْنَا
عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ ﴾
[١٤] . الآية. وهذه استعارة. لأن الربط هو الشدّ. يقال : ربطت الأسير. إذا شددته
بالحبل والقدّ
. والمراد بذلك : شددنا على قلوبهم كما تشد الأوعية بالأوكية
، فتنضمّ على مكنونها ، ويؤمن التبدد على ما استودع فيها. أي فشددنا على قلوبهم
لئلا تنحلّ معاقد صبرها
وتهفو عزائم جلدها. ومن ذلك قول القائل لصاحبه : ربط الله على قلبك بالصبر.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ فَأْوُوا
إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ ، وَيُهَيِّئْ لَكُم
مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
﴾
[١٦] . وفى هذه الآية استعارتان : إحداهما قوله تعالى : ﴿ يَنْشُرْ
لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾
والرحمة هاهنا بمعنى النعمة. ولم يكن هناك مطوى فينشر ، ولا مكنون فيظهر. وإنما
المراد بذلك : يسبغ الله عليكم نعمته ، على وجه الظهور والشياع ، دون الإخفاء
والإسرار. فيكون ذلك كنشر الثوب المطوى وإظهار الشيء الخفي ، فى شياع الأمر ،
وانتشار الذكر. والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿
وَيُهَيِّئْ
لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ﴾
[١٦] . وأصل المرفق ما ارتفق به. وهو مأخوذ من المرفقة. وهى التي يرتفق عليها ، أي
يعتمد عليها بالمرفق.
ويقال مرفق ، ومرفق بمعنى واحد. وقد قرئ
بهما جميعا بمعنى واحد. فكأنه قال : يهيئ لكم من أمركم ما تعتمدون عليه وتستندون
إليه ، ويكون لظهوركم عمادا ، ولأعضادكم سنادا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَتَرَى
الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ ، وَإِذَا
غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ﴾ [١٧] . وفى هذه
الآية استعارتان : أولاهما قوله تعالى فى ذكر الشمس : ﴿ تَّزَاوَرُ
عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ ﴾
لأن التزاور أصله الميل ، وهو مأخوذ من الزّور ، وهو الصدر. فكأنه سبحانه قال : إن
الشمس تميل عن هذا الموضع ، كما يميل المتزاور عن الشيء بصدره ووجهه. ويبين بذلك
عن موضع الكهف المشار إليه من جهات المشرق والمغرب أن الشمس لا يلحقه ثوبها عند
الشروق ، ولا ينفض عليه
... آخر الغروب.
__________________
والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا
غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ﴾
. وفى ذلك قولان : أحدهما أن يكون المراد أنها تقرضهم فى ذات الشمال ، أي أنها
تجوزهم عادلة بمطرح شعاعها عنهم. من قولهم : قرضت الشيء بالمقراض. إذا قطعته به.
والمقراض متجاوز لأجزائه أولا حتى ينتهى إلى آخره. والقول الثاني : أن يكون المراد
أنها تعطيهم القليل من شعاعها عند مرها بهم ، ثم تسترجعه عند انصرافها عنهم.
تشبيها بقرض المال الذي يعطيه المعطى ليستردّه ، ويقدمه ليرتجعه. ومعنى قرض المال
أيضا مأخوذ من القطع ، لأن المقرض يعطى للمقترض شقة من ماله ، وقطعة من حاله.
وقوله سبحانه : ﴿ وَكَذَٰلِكَ
أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ [٢١] . وهذه
استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ وكذلك أطلعنا عليهم. إلا أن فى لفظ الإعثار فائدة
، وهى مصادفة الشيء عن غير طلب له ولا إحساس به ، وهو « أفعلنا » من الإعثار.
وأصله أن الساعي فى طريقه إذا صدّ قدمه ، أو نكب إصبعه شىء ، ففي الأغلب أنه يقف
عليه متأملا له ، وناظرا إليه. فكأنه استفاد علم ذلك من غير أن تتقدم معرفته به.
ومن ذلك قول القائل لغيره : لأعثرنّ عليك بخطيئة فأعاقبك. أي لأقفن على ذلك منك.
وعلى هذا قوله سبحانه : ﴿ فَإِنْ
عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا ﴾
. أي اطّلع على ذلك منهما ، واستفيد العلم به من باطن أمرهما.
وقوله سبحانه : ﴿ وَيَقُولُونَ
خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ﴾ [٢٢] . وهذه استعارة
لأن الرجم هاهنا هو القذف بالظن ، والقول بغير علم. ومن عادة
__________________
العرب أن تسمى القائل
بالظن راجما وقاذفا ، وتسمى السّابّ الشاتم راميا راجما. ويقولون : هذا الأمر غيب
مرجّم. أي يرميه الناس بظنونهم ، ويقدرونه بحسابهم.
ومرجّم إنما جاء لتكثير العمل ، كأنه
يرمى من هاهنا ، ومن هاهنا. وإنما سمى الظان راجما لأنه يوجه الظن إلى غير جهة
مطلوبة ، بل يظن هذا ، ويظن هذا ، كالراجم الذي لا يعلم مواقع أحجاره إذا رمى بها
فى الجهات. فتارة تقع يمينا وتارة تقع شمالا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ
أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾
[٢٨] وهذه استعارة. على أحد التأويلات فى هذه الآية. وهو أن يكون المراد بذلك :
أننا تركنا قلبه غفلا من السّمات التي تتسم بها قلوب المؤمنين ، فتدل على زكاء
أعمالهم ، وصلاح أحوالهم. كقوله سبحانه : ﴿
أُولَٰئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ﴾
وذلك تشبيه بالبعير إذا أغفل فترك بلا سمة يعرف بها ، على عادة العرب فى إقامة
السّمات مقام العلامات المميزة بين أموالهم فى الموارد والمراعى وتعريف الضوالّ.
وفى هذه الآية أقوال أخر ، القول الذي قدمناه أدخلها فى باب الاستعارة. منها أن
يكون معنى ﴿
أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ ﴾
أي نسبناه إلى الغفلة. كقول القائل أكفرت فلانا. إذا نسبته إلى الكفر ، وأبخلته
إذا نسبته إلى البخل.
ومنها أن يكون المراد : سميناه غافلا
بتعرضه للغفلة ، فكأن المعنى : حكمنا عليه بأنه غافل. كما يقول القائل : قد حكمت
على فلان بأنه جاهل. أي لما ظهر الجهل منه وجب هذا القول فيه.
ومنها أن يكون ذلك من باب المصادفة.
فيكون المعنى : صادفنا قلبه غافلا. كقول
__________________
القائل أحمدت فلانا.
أي وجدته محمودا. وذلك يؤول إلى معنى العلم. فكأنه تعالى قال : علمناه غافلا. وعلى
هذا قول عمرو بن معديكرب
لبنى سليم : ( لله درّكم يا بنى سليم ! والله لقد قاتلناكم فما أجبنّاكم ،
وهاجيناكم فما أفحمناكم ، وسألناكم فما أبخلناكم ) أي لم نصادفكم على هذه الصفات ،
من الجبن عند النزال ، والبخل عند السؤال ، والعىّ عند المقال
.
وعلى ذلك قول نافع
بن خليفة الغنوىّ.
|
سألنا فأحمدنا ابن كلّ مرزّإ
|
|
جواد وأبخلنا ابن كلّ بخيل
|
أي وجدنا هذا محمودا ، ووجدنا هذا بخيلا
مذموما.
وفيما علقته عن قاضى القضاة أبى الحسين
عبد الجبار
بن أحمد ـ أدام الله توفيقه ـ عند قراءتى عليه كتابه الموسوم « بتقريب الأصول » فى
أخريات من الكلام فى
__________________
التعديل والتجوير ،
أنه لو لم يكن الأمر على ما قلناه فى إغفال القلب من أن المراد بذلك مصادفته غافلا
، وكان على ما قاله الخصوم من أنه تعالى صدف به عن أمره ، وصرفه عن ذكره لوجب أن
يقول سبحانه : فاتّبع هواه. لقول القائل : أعطيته فأخذ ، وبسطته فانبسط ، وأكرهته
فأذل. أي كانت هذه الأفعال منه مسببة عن أفعالى به. لأن هذا وجه الكلام فى الأغلب
الأعرف. فلما جاء بالواو صار كأنه قال : ولا تطع من غفل قلبه عن ذكرنا واتبع هواه.
لأنه إذا وجد غافلا فهو الذي غفل ، والفعل حينئذ له ومنسوب إليه.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّا
أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ، وَإِن
يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ
الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾
[٢٩] . وفى هذه الآية استعارتان : أولاهما قوله تعالى : ﴿ أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾
والسرادق هو الفسطاط المحيط به. فوصفه
ـ سبحانه ـ النار بالإحاطة والاشتمال فلا ينجو منها ناج ، ولا يطلق منها عان. وذلك
كقوله تعالى : ﴿
وَجَعَلْنَا
جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾
. أي حبسا تحصرهم ،
وطولا تقصرهم ، ومثل قوله سبحانه ﴿
أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُهَا ﴾
قوله : ﴿
إِنَّها
عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾
والمؤصدة : المغلقة المطبقة. من قولهم أوصدت الباب وأصّدته (٤) . إذا أغلقته
وأطبقته. وقرئ : عمد وعمد.
والمراد بقوله سبحانه : ﴿ فِي
عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴾
مثل المراد فى قوله : ﴿أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾
__________________
تشبيها بتمديد
الأخبية والسرادقات بالأطناب ، وإقامتها على الأعماد.
والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ وَسَاءَتْ
مُرْتَفَقًا ﴾
والمرتفق : المتكأ ، وهو ما يعتمد عليه بالمرفق ، ومنه المرفقة وهى المخدّة. وذلك
نظير قوله سبحانه : ﴿
وَمَأْوَاهُمْ
جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
﴾
فلما جاء سبحانه
بذكر السرادق جاء بذكر المرافق ، ليتشابه الكلام.
وروى عن بعضهم أنه قال : معنى مرتفقا.
أي مجتمعا ، كأنه ذهب إلى معنى : وساءت مرافقة. والمرافقة لا تكون إلا بالاجتماع
جماعة. وهذا القول يخرج الكلام عن حدّ الاستعارة فيدخله فى باب الحقيقة. والوجه
الأول أقوى. ويشهد له قوله سبحانه : ﴿
مُّتَّكِئِينَ
فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ، نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا
﴾
[٣١] فجاء بذكر الارتفاق لما قدّم ذكر الاتكاء. وهذا أوضح
مشاهد.
وقوله سبحانه : ﴿ كِلْتَا
الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ﴾ [٣٣] . وهذه
استعارة. لأن الظلم هاهنا ليس على أصله فى اللغة ، ولا على عرفه فى الشريعة. لأنه
فى اللغة اسم لوضع الشيء فى غير موضعه. وفى الشريعة اسم للضرر المفعول ، لا على
وجه الاستحقاق ، ولا فيه استجلاب نفع ، ولا دفع ضرر.
والمراد بقوله تعالى هاهنا : ﴿ وَلَمْ
تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا ﴾
أي لم تمنع منه شيئا. وإنما حسن أن يعبر عن هذا المعنى باسم الظلم من حيث كان ثمر
تلك الجنة التي هى البستان كالمستحق لمالكها. فإذا أخذ حقه على كماله وتمامه حسن
أن يقال : إنها لم تظلم منه شيئا. أي لم
__________________
تمنع منه مستحقا ،
فتكون فى حكم الظالم إذ أضرت بمالكها فى نقصان زروعها ، وإخلاف ثمارها. ومما يقوّى
ذلك قوله سبحانه : ﴿
آتَتْ
أُكُلَهَا ﴾
. أي أعطت أكلها. فلما جاء بلفظ الإعطاء حسن أن يجيء بلفظ الظلم. ومعناه هاهنا
المنع. فكأنه تعالى قال : أعطت ما استحق عليها ، ولم تمنع منه شيئا.
وقوله تعالى : ﴿ وَيُجَادِلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ﴾ [٥٦] وهذه استعارة.
وأصل الدّحض الزّلق. ومكان دحض : أي مزلق. فكأنه سبحانه قال : ليزلّوا الحق بعد
ثباته ، ويزيلوه عن مستقراته. فيكون كالكسير بعد قوته ، والمائل بعد استقامته.
وقوله سبحانه : ﴿ وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا
قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾
[٥٧] . وهذه استعارة. لأن المراد بذكر اليدين هاهنا ما كسبه الإنسان من العمل الذي
يجر العقاب ، ويوجب النكال. ومثله فى القرآن كثير. كقوله سبحانه : ﴿ ذَٰلِكَ
بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ
﴾
وذلك على طريقة
للعرب معروفة. وهو أن يقولوا للجانى المعاقب : هذا ما جنت يداك. وهذا ما كسبت
يداك. وإن لم تكن جنايته عملا بيد ، بل كانت قولا بفم. لأن الغالب على أفعال
الفاعلين أن يفعلوها بأيديهم ، فحمل الأمر على الأعرف ، وخرج على الأكثر. وعلى هذا
المعنى تسمى النعمة يدا ، لأن المنعم فى الأغلب يعطى بيده ما ينعم به ، وإن لم يقع
ذلك فى كل حال ، وإنما الحكم للأظهر ، والقول على الأكثر.
وقوله سبحانه : ﴿ فَوَجَدَا
فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾ [٧٧] وهذه استعارة.
لأن الإرادة على حقيقتها لا تصح على الجماد. والمعنى : يكاد أن ينقضّ ، أي
__________________
يقارب أن ينقضّ. على
التشبيه بحال من يريد أن يفعل فى الباني ، لأنه لما ظهرت فيه أمارات الانقضاض ، من
ميل بعد انتصاب ، واضطراب بعد ثبات ، حسن أن يطلق عليه إرادة الوقوع ، على طريقة
الاتساع
.
وترد فى كلامهم كاد بمعنى أراد ، وأراد
بمعنى كاد. وجاء فى القرآن العظيم قوله تعالى :
﴿
كَذَٰلِكَ
كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾
أي أردنا ليوسف.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّ
السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ﴾
معناه ـ على أحد
الأقوال ـ أريد أخفيها. ومما ورد فى أشعارهم شاهدا على ذلك قول عمر بن أبى ربيعة :
|
كادت وكدت ، وتلك خير إرادة
|
|
لو عاد من لهو الصّبابة ما مضى
|
فقال : وتلك خير إرادة ، والإشارة إلى
كادت ، وكدت.
وأوضح من هذا قول الأفوه الأودى
|
فإن تجمّع أوتاد وأعمدة
|
|
و ساكن بلغوا الأمر الذي كادوا
|
أي الذي أرادوا.
__________________
فأما قول الشاعر
.
|
يريد الرمح صدر أبى براء
|
|
و يرغب عن دماء بنى عقيل
|
فليس يصح حمله على مقاربة الفعل ، كما
قلنا فى قوله سبحانه : ﴿
جِدَارًا
يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ ﴾
لأنه لا يستقيم على الكلام أن يقول : يكاد الرمح صدر أبى براء. وإنما ذلك على سبيل
الاستعارة ، لأن صاحب الرمح إذا أراد ذلك كان الرمح كأنه مريد له. فأما قول الراعي
يصف الإبل :
|
فى مهمه فلقت به هاماتها
|
|
فلق الفئوس إذا أردن نصولا
|
فإنه بمعنى مقاربة الفعل ، لأن الفئوس
إذا فلقت فى نصبها قاربت أن تسقط ، فجعل ذلك كالإرادة منها. والنصول هاهنا مصدر
نصل نصولا ، مثل وقع وقوعا. وهذا البيت من أقوى الشواهد على الآية.
وقوله سبحانه : ﴿ وَتَرَكْنَا
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ﴾ [٩٩] وهذه استعارة.
لأن أصل الموجان من صفات الماء الكثير ، وإنما عبّر سبحانه بذلك عن شدة اختلافهم
ودخول بعضهم فى بعض لكثرة أضدادهم ، تشبيها بموج البحر المتلاطم ، والتفاف الدبا
المتعاظل.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ
كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي ﴾ [١٠١] وهذه استعارة.
وليس المراد أن عيونهم على الحقيقة كانت فى غطاء يسترها وحجاز يحجزها. وإنما
المعنى أنهم كانوا ينظرون فلا يعتبرون ، أو تعرض لهم العبر فلا ينظرون. ومن الدليل
على ذلك قوله تعالى : ﴿
عَن
ذِكْرِي ﴾
لأن الأعين لا توصف بأنها فى غطاء عن ذكر الله تعالى ، لأن ذلك من صفات ذوى
العيون. وإنما المراد أن أعينهم كانت تذهب صفحا عن مواقع العبر ، فلا يفكرون فيها
، ولا يعتبرون بها ، فيذكرون الله سبحانه عند إجالة أفكارهم ، وتصريف خواطرهم.
وهذا من غرائب القرآن وعجائبه ، وغوامض هذا الكلام ومناسبه.
وقوله سبحانه : ﴿ الَّذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾
[١٠٤] وهذه استعارة. وأصل الضلال ذهاب القاصد عن سنن
طريقه. فكأنّ سعيهم لما كان فى غير الطريق المؤدية إلى رضا الله سبحانه ، حسن أن
يوصف بالضلال ، والعدول عن سنن الرشاد.
وقوله سبحانه : ﴿ أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ
لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
﴾
[١٠٥] . وفى هذه الآية استعارتان إحداهما قوله سبحانه : ﴿ بِآيَاتِ
رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ ﴾
وتأويل لقائه هاهنا على وجهين : أحدهما أن يكون فيه مضاف محذوف. فكأنه تعالى قال :
ولقاء ثوابه وعقابه. أو جنّته وناره. والوجه الآخر أن يكون معنى ذلك رجوعهم إلى
دار لا أمر فيها لغير الله سبحانه. فيصيرون إليها من غير أن يكون لهم عنها محيص ،
أو دونها محيد. وذلك مأخوذ من مقابلتك الشيء من غير أن تصرف عنه وجهك يمينا ولا
شمالا.
__________________
يقول القائل : لقيت فلانا. أي قابلته
بجملتى. وتقول : دارى تلقاء دار فلان. أي مقابلتها. فكانت كل واحدة منهما كالمقبلة
على الأخرى. فلما كان لا أحد يوم القيامة يستطيع انصرافا عن الوجهة التي أمر الله
سبحانه بجمع الناس إليها ، وحشرهم نحوها ، سمّى ذلك لقاء الله سبحانه على السّعة
والمجاز.
والاستعارة الأخرى قوله سبحانه : ﴿ فَلَا
نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ والمراد بذلك ـ
والله أعلم ـ أنا لا نجد لهم أعمالا صالحة تثقل
بها موازينهم يوم القيامة. والميزان إذا كان ثقيلا سمّى مستقيما ، وقائما. وإذا
كان خفيفا سمّى عادلا ، ومائلا.
وقد يجوز أن يكون معنى ذلك أنهم لا
اعتداد بهم ، ولا نباهة لذكرهم فى يوم القيامة. كما يقال فى التحقير للشيء : هذا
لا وزن له ولا قيمة. وكما تقول : فلان عندى بالميزان الراجح ، إذا كان كريما عليك
، أو حبيبا إليك.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« مريم عليهاالسلام
»
قوله سبحانه : ﴿ قَالَ
رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾ [٤] وهذه من
الاستعارات العجيبة. والمراد بذلك : العبارة عن تكاثر الشّيب فى الرأس حتى يقهر
بياضه ، وينصل سواده.
وفى هذا الكلام دليل على سرعة تضاعف
الشيب وتزيّده وتلاحق مدده ، حتى يصير فى الإسراع والانتشار كاشتعال النار ، يعجز
مطفيه ، ويغلب متلافيه.
وقوله سبحانه : ﴿ فَأَجَاءَهَا
الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾ [٢٣] . وهذه
استعارة. والمعنى : فجاء بها المخاض ، أو ألجأها المخاض إلى جذع النخلة ، لتجعله
سنادا لها ، أو عمادا لظهرها. وهى التي لجأت إلى النخلة ، ولكنّ ضرب المخاض لما
كان سببا لذلك ، حسن أن ينسب الفعل إليه فى إلجائها ، والمجيء بها
وقوله سبحانه : ﴿ وَوَهَبْنَا
لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا ، وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾
[٥٠] وهذه استعارة. والمراد بذكر اللسان هاهنا ـ والله أعلم ـ الثناء الجميل
الباقي فى أعقابهم ، والخالف فى آبائهم
. والعرب تقول : جاءنى لسان فلان. يريد مدحه أو ذمه. ولما كان مصدر المدح والذم عن
اللسان عبروا عنهما باسم اللسان.
وإنما قال سبحانه : ﴿ لِسَانَ
صِدْقٍ ﴾
. إضافة للسان إلى أفضل حالاته ، وأشرف متصرفاته ، لأن أفضل أحوال اللسان أن يخبر
صدقا ، أو يقول حقا.
__________________
ومعناه : لقد علم الأيقاظ عيونا. فجعل
العين للنوم فى أنها مشتملة عليه ، كالخفاء للقربة فى أنه مشتمل عليها.
وقول الشاعر : أخفية الكرى من
الاستعارات العجيبة ، والبدائع الغريبة. وقوله : تزجّجها من حالك واكتحالها. يعود
على العيون. كأنه قال : تزجّج العيون واكتحالها من سواد الليل. وهذا لا يكون إلا
مع السهر وامتناع النوم ، لأن العيون حينئذ بانفتاحها تكون كالمباشرة لسواد
الظلماء ، فيكون كالكحل لها.
والتزجّج : اسوداد العينين من الكحل.
يقال : زجّجت
المرأة عينها وحاجبها. إذا سودتهما بالإثمد.
وعلى التأويل الآخر يبعد الكلام عن طريق
الاستعارة. وهو أن يكون أكاد هاهنا بمعنى أريد ، كما قلنا فيما مضى
. ومن الشواهد على ذلك قول الشاعر :
|
أ منخرم شعبان لم تقض حاجة
|
|
من الحاج كنا فى الأصم نكيدها
|
أي كنا نريدها فى رجب. ويكون « أخفيها »
على موضوعه من غير أن يعكس عن وجهه. ويكون المعنى : إن الساعة آتية أريد أستر وقت
مجيئها ، لما فى ذلك من المصلحة. لأنه إذا كان المراد بإقامتها المجازاة على
الأفعال ، والمؤاخذة بالأعمال ، كانت
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
موسى عليهالسلام
وهى « طه »
قوله سبحانه : ﴿ إِنَّ
السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ﴾
[١٥] وهذه استعارة على أحد التأويلين. وهو مما سمعته من شيخنا أبى الفتح النحوي
، عفا الله عنه. قال : الذي عليه حذّاق أصحابنا : أنّ كاد هاهنا على بابها من معنى
المقاربة. إلا أن قوله تعالى : أخفيها يؤول إلى معنى الإظهار. لأن المراد به :
أكاد أسلبها خفاءها. والخفاء : الغشاء والغطاء. مأخوذ من خفاء
القربة ، وهو الغشاء الذي يكون عليها.
فإذا سلب عن الساعة غطاؤها المانع من
تجليها ظهرت للناس فرأوها. فكأنه تعالى قال : أكاد أظهرها. قال لى : وأنشدنى أبو
على منذ أيام بيتا هو من
أنطق الشواهد على الغرض الذي رمينا. وكان سماعى ذلك من أبى الفتح رحمهالله ، وأبو
على حينئذ باق لم يمت. وهو قول الشاعر
.
|
لقد علم الأيقاظ أخفية الكرى
|
|
تزجّجها من حالك واكتحالها
|
__________________
الحكمة فى إخفاء
وقتها ، ليكون الخلق فى كل حين وزمان على حذر من مجيئها ، ووجل من بغتتها
، فيستعدوا قبل حلولها ، ويمهدوا قبل نزولها.
ويقوى ذلك قوله سبحانه : ﴿ لِتُجْزَىٰ
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴾
[١٥] .
وقوله سبحانه : ﴿ قَالَ
خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ، سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ ﴾ [٢١] وهذه استعارة.
لأن المراد بالسيرة هاهنا الطريقة والعادة. وأصل السيرة مضىّ الإنسان فى تدبير بعض
الأمور على طريقة حسنة أو قبيحة. يقال : سار فلان الأمير فينا سيرة جميلة. وسار
بنا سيرة قبيحة. ولكن موسى عليهالسلام
لما كان يصرف عصاه ـ قبل أن تنقلب
حية ـ فى أشياء من مصالحه ، كما حكى سبحانه عنه بقوله : ﴿ قهِيَ
عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ، وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي
وَلِيَ
فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ ﴾
[١٨] ثم قلبت حية ، جاز أن يقول تعالى : ﴿
سَنُعِيدُهَا
سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ ﴾
أي إلى الحال التي كنت تصرفها معها فى المصالح المذكورة ، لأن تصرفها فى تلك
الوجوه كالسيرة لها ، والطريقة المعروفة منها. والمراد : سنعيدها إلى سيرتها
الأولى. فانتصبت السيرة بإسقاط الجار
.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاضْمُمْ
يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾ [٢٢] وهذه استعارة.
والمراد بها ـ والله أعلم ـ وأدخل يدك فى قميصك مما يلى إحدى جهتى يديك. وسميت تلك
الجهتان جناحين ، لأنهما فى موضع الجناحين من الطائر. ويوضح عما ذكرنا قوله سبحانه
فى مكان آخر : ﴿
وَأَدْخِلْ
يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ﴾
والجيب فى جهة إحدى اليدين.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَاحْلُلْ
عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ،
يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾
[٢٧] ، [٢٨] وهذه استعارة. والمراد بها إزالة لفف
كان فى لسانه ، فعبر عنه بالعقدة. وعبر عن مسألة إزالته بحل العقدة ، ملاءمة بين
النظام ، ومناسبة بين الكلام.
وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك
إزالة التقية عن لسانه وكفايته سطوة فرعون وغواته ، حتى يؤدى عن الله سبحانه آمنا
، ويقول متمكنا ، فلا يكون معقود اللسان بالتقية ، ومعكوم الفم بالخوف والمراقبة.
وذلك كقول القائل : لسان فلان معقود : إذا كان خائفا من الكلام. ولسان فلان منطلق
: إذا كان مقداما على المقال.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴾ [٣٩] . وفى هذه
الآية استعارتان. إحداهما قوله سبحانه : ﴿
وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي ﴾
وليس المراد أن هناك شيئا يلقى عليه فى الحقيقة ، ولكن المعنى أننى جعلتك بحيث لا
يراك أحد إلا أحبك ، ومال قلبه نحوك ، حتى أحبك فرعون وامرأته ، فتبنّياك وربّياك
، واسترضعا لك ، وكفلاك. وهذا كقول القائل : على وجه فلان قبول. وليس هناك على
الحقيقة شىء يوما إليه. إلا أن كل ناظر ينظر إليه يقبله ، قلبه وتسر به نفسه.
والاستعارة الأخرى قوله سبحانه : ﴿ وَلِتُصْنَعَ
عَلَىٰ عَيْنِي ﴾
والمراد بذلك ـ والله أعلم ـ أن تتربى بحيث أرعاك وأراك. وليس أن هاهنا شيئا يغيب
عن رؤية الله سبحانه ، ولكن هذا الكلام يفيد الاختصاص بشدة الرعاية ، وفرط الحفظ
والكلاءة
. ولما كان الحافظ للشيء فى الأغلب يديم مراعاته بعينه ، جاء تعالى باسم العين
بدلا من ذكر الحفظ والحراسة ، على طريق المجاز والاستعارة.
__________________
ويقول العربي لغيره : أنت منى بمرأى
ومسمع. يريد بذلك أنه متوفر عليه برعايته ، ومنصرف إليه بمراعاته.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ
لِنَفْسِي ﴾
[٤١] وهذه استعارة. والمراد بها : واصطنعتك لتبلغ رسالتى ، وتنصرف على إرادتى
ومحبتى ، وقال بعضهم : معنى لنفسى هاهنا : أي لمحبتى. وإنما جاز أن يوقع النفس
موقع المحبة لأن المحبة أخص شىء بالنفس ، فحسن أن تسمى بالنفس. وقد
يجوز أن يكون ذلك على معنى قول القائل : اتخذت هذا الغلام لنفسى ، أي جعلته خاصا
لخدمتى ، لا يشاركنى فى استخدامه أحد غيرى. وسواء قال : اتخذته أو اتخذته لنفسى ،
فى فائدة الاختصاص ، ليس أن هناك شيئا يتعلق بالنفس على الحقيقة.
وقوله سبحانه : ﴿ قَالَ
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ﴾ [٥٠] وهذه استعارة
على أحد التأويلين. والمراد بها ـ والله أعلم ـ أنه أكمل لكل شىء صورته ، وأتقن
خلقته ، وهذا يعم كلّ مصوّر من حيوان وجماد وغير ذلك. فلا معنى لحمل من حمله على
الحيوان فقط.
وعندى فى ذلك وجه آخر ، وإن كان الكلام
يخرج به من باب الاستعارة. وهو أن يكون فى الكلام تقدير وتأخير. فكأنه سبحانه قال
: ربّنا الذي أعطى خلقه كل شىء ، ثم هداهم إلى مطاعمهم ومشاربهم ، ومناكحهم ،
ومساكنهم وغير ذلك من مصالحهم. ويكون ذلك نظير قوله تعالى : ﴿ وَآتَاكُم
مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ﴾
. ويكون المراد أنه
سبحانه أعطى خلقه فى أول خلقهم
__________________
كلّ
ما تزاح به عللهم ، ويتكامل معه خلقهم ، من سلامة الأعضاء ، واعتدال الأجزاء ،
وترتيب المشاعر والحواس ، ومواقع الأسماع والأبصار ، ثم هداهم من بعد لمصالحهم ،
ودلهم على مناكحهم ، وأجراهم فى مضمار التكليف إلى غاياتهم.
وقوله سبحانه : ( الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا)
[٥٣] وقد قرئ مهدا.
وهذه استعارة. والمراد بها تشبيه الأرض بالمهاد المفترش ، ليمكن الاستقرار عليها ،
والتقلب فيها. وقد مضى نظير هذه الاستعارة فيما تقدم. ومعنى المهاد والمهد واحد.
وهو مثل الفرش والفراش. إلا أن المهد ربما استعمل فى رسم الآلة التي يجعل فيها
الصبى الصغير ليحفظه ، وهو يؤول إلى معنى الفراش. والمهد أيضا : مصدر مهد ، يمهد ،
مهدا. إذا مكّن موضعا لقدمه ، ومضجعا لجنبه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَعَنَتِ
الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ، وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [١١١] وهذه استعارة.
والمراد بها ما يظهر فى الوجوه يوم القيامة من آثار الضرع ، وأعلام الجزع. وذلك
مأخوذ من تسميتهم الأسير « العاني » . ومنه ما جاء فى بعض الكلام : النساء عوان
عند أزواجهن. أي أسراء فى أيدى الأزواج. وعلى ذلك قول القائل : هذه المرأة فى حبال
فلان. لأنه بما عقده من نكاحها كالآسر
لها ، والمالك
لرقها. فكأن الوجوه خضعت من خشية الله تعالى خضوع الأسير الذليل ، فى يد الآسر
العزيز.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« الأنبياء عليهمالسلام
»
قوله سبحانه : ﴿ وَكَمْ
قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً ﴾ [١١] وحقيقة القصم
كسر الشيء الصلب. وجعل هاهنا مستعارا للعبارة عن إهلاك الجبارين من أهل القرى أصلب
ما كانوا عيدانا ، وأمنع أركانا.
وقوله سبحانه : ﴿ فَمَا
زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴾ [١٥] وفى هذه الآية
استعارتان. لأنه سبحانه جعل القوم الذين أهلكهم بعذابه بمنزلة النبات المحصود ،
الذي أنيم بعد قيامه ، وأهمد بعد اشتطاطه واهتزازه.
والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ خَامِدِينَ
﴾
والخمود من صفات النار ، كما كان الحصيد من صفات النبات. فكأنه سبحانه شبّه همود
أجسامهم بعد حراكها بخمود النار بعد اشتعالها. وقد يجوز أيضا ـ والله أعلم ـ أن
يكون المراد تشبيههم بالنبات الذي حصد ثم أحرق. فيكون ذلك أبلغ فى صفتهم بالهلاك
والبوار ، وامّحاء المعالم والآثار. لاجتماع صفتى الحصد والإحراق. وقال سبحانه : ﴿ حَصِيدًا
خَامِدِينَ ﴾
. ولم يقل خامدا ، كما قال تعالى : ﴿
فَظَلَّتْ
أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾
ولم يقل خاضعة. لأنه
سبحانه ردّ معنى خاضعين على أصحاب الأعناق ، لا على الأعناق. وكذلك يجوز رد معنى
خامدين على القوم الذين أهلكوا ، لا على النبات الذي به شبّهوا.
__________________
وقيل معنى : ﴿ حَتَّىٰ
جَعَلْنَاهُمْ
حَصِيدًا ﴾
أي سلطنا عليهم السيف يختليهم كما تختلى الزروع بالمنجل. وقد جاء فى الكلام : جعله
الله حصيد سيفك ، وأسير خوفك.
وقوله سبحانه : ﴿ بَلْ
نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ، فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ،
وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾
[١٨] . وهذه استعارة. لأن حقيقة القذف من صفات الأشياء الثقيلة ، التي يرجم بها ،
كالحجارة وغيرها. فجعل ـ سبحانه ـ إيراد الحق على الباطل بمنزلة الحجر الثقيل ، الذي
يرضّ ما صكّه ، ويدمغ ما مسّه. ولما بدأ تعالى بذكر قذف الحق على الباطل وفّى
الاستعارة حقها ، وأعطاها واجبها ، فقال سبحانه : ﴿
فَيَدْمَغُهُ
﴾
ولم يقل فيذهبه ويبطله. لأن الدمغ إنما يكون عن وقوع الأشياء الثقال ، وعلى طريق
الغلبة والاستعلاء. فكأن الحق أصاب دماغ الباطل فأهلكه. والدماغ مقتل. ولذلك قال
سبحانه من بعد : ﴿
فَإِذَا
هُوَ زَاهِقٌ ﴾
والزاهق : الهالك.
وقوله سبحانه : ﴿ أَوَلَمْ
يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾
[٣٠] . وهذه استعارة. لأن الرّتق هو سد خصاصة
الشيء ، ويقال : رتق فلان الفتق. إذا سدّه. ومنه قيل للمرأة : رتقاء. إذا كان موضع
مرّها من الذّكر ملتحما. وأصل ذلك مأخوذ من قولهم : رتق فتق الخباء والفسطاط وما
يجرى مجراهما. إذا خاطه. فكأن السموات والأرض كانتا كالشيء المخيط الملتصق بعضه
ببعض ، ففتقهما سبحانه ، بأن صدع ما بينهما بالهواء الرقيق ، والجو الفسيح.
__________________
وروى عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب ـ
صلوات الله عليه وآله ـ معنى أن السموات كانت لا تمطر ، والأرض لا تنبت. ففتق الله
سبحانه السماء بالأمطار ، والأرض بالنبات
.
وقوله سبحانه : ﴿ وَجَعَلْنَا
السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ﴾
[٣٢] وهذه استعارة. لأن حقيقة السقف ما أظلّ الإنسان ، من علو بيت أو خباء ، أو ما
يجرى مجرى ذلك. فلما كانت السماء تظل من تحتها ، وتعلو على أرضها ، حسن أن تسمّى
سقفا لذلك. ومعنى محفوظا : أي تحفظ
مما لا يمكن أن تحفظ من مثله سائر السقوف ، من الانفراج والانهدام والتشعث
والاسترمام. وقد قيل : معنى ذلك حفظ السماء من مسارق السمع ، وتحصينها بمقاذف
الشهب.
وقوله سبحانه : ﴿ وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ ﴾
[٣٣] . وهذه استعارة. لأن أصل السبح هو التقلب والانتشار فى الأرض. ومنه السباحة
فى الماء. ولا يكون ذلك إلا من حيوان يتصرف. ولكن الله سبحانه لما جعل الليل
والنهار والشمس والقمر مسخرة للتقلب فى هذا الفلك الدائر والصفيح السائر ، تتعاقب
فيه وتتغاير ، وتتقارب وتتباعد ، حسن أن يعبّر عنها بما يعبر به عن الحيوان
المتصرف ، وزيدت على ذلك شيئا ، فعبر عنها بالعبارة عن الحيوان المميز. فقيل :
يسبحون ، ولم يقل : تسبح ، لأنها فى الجري على الترتيب المتقن والتقدير المحكم
أقوى تصرفا من الحيوان غير المميز. ولأن الله سبحانه أضاف إليها الفعل على تدبير ما
يعقل ، فحسن أن يعبر عنها بالعبارة
__________________
عما يعقل مثل قوله
تعالى : ﴿
إ
إِنِّي
رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي
سَاجِدِينَ ﴾
. ومثل قوله سبحانه
: ﴿
قَالَتْ
نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ﴾
فقال : ادخلوا ولم يقل ادخلن. لأن خطابها لما خرج على مخرج خطاب من يعقل كان الأمر
لها على مثال أمر من يعقل. وقد مضى الكلام على ذلك فيما تقدم.
وقوله سبحانه : ﴿ خُلِقَ
الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾
[٣٧] . وهذه استعارة. والمراد أن الإنسان خلق مستعجلا بطلب
ما يؤثره ، واستطراف ما يحذره. والله سبحانه إنما يعطيه ما طلب ، ويصرف عنه ما رهب
، على حسب ما يعلمه من مصالحه ، لا على حسب ما يسنح من مآربه.
وقيل ذلك على طريق المبالغة فى وصف
الإنسان بالعجلة ، كما يقال فى الرجل الذكي : إنما هو نار تتوقد ، وللإنسان البليد
: إنما هو حجر جلمد.
فأما من قال من أصحاب التفسير : إن
العجل هاهنا اسم من أسماء الطين ، وأورد عليه شاهدا من الشعر ، فلا اعتبار بقوله ،
ولا التفات إلى شاهده ، فإنه شعر مولد
وقول فاسد.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَئِن
مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا
كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾
[٤٦] . ولفظ النفحة هاهنا مستعار. والمراد بها إصابة الشيء اليسير من العذاب.
__________________
يقال : نفح فلان
فلانا بيده. ونفح الفرس فلانا بحافره. إذا أصابه إصابة خفيفة ، ولم يبلغ فى إيلامه
الغاية. فكأن النفحة هاهنا قدر يسير من العذاب ، يدل واقعه على عظيم متوقعه
، [ و] شاهده على فظيع غائبه.
وقوله سبحانه : ﴿ ثُمَّ
نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ ، لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ
يَنطِقُونَ ﴾
[٦٥] وهذه استعارة. والمراد بها وصف ما لحقهم من الخضوع والاستكانة والإطراق عند
لزوم الحجة ، فكأنهم شبّهوا بالمتردي على رأسه ، تدويخا بنصوع البيان ، وإبلاسا
عند وضوح البرهان.
وقوله سبحانه : ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ
مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ، إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾
[٧٤] ولفظ القرية هاهنا مستعار. والمراد به الجماعة التي كانت تعمل الخبائث من أهل
القرية. وكشف سبحانه عن ذلك بقوله : ﴿
إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾
وفى هذا الكلام خبر عجيب ، لأنه تعالى جعل ما يلى لفظ القرية مؤنثا ، إذ كانت
مؤنثة ، فقال : ﴿
الَّتِي
كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ﴾
. وجعل بقية الكلام مذكرا ، فقال : ﴿
إِنَّهُمْ
كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴾
لأن المراد به مذكر ، فصار الكلام فى الآية على قسمين : قسم عائد إلى اللفظ ، وقسم
عائد على المعنى. وهذا من عجائب القرآن.
وقوله سبحانه : ﴿ وَسَخَّرْنَا
مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ، وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [٧٩] ويسبح هاهنا
استعارة. وقد مضى من الكلام فى « الرعد » على قوله تعالى : ﴿ وَيُسَبِّحُ
الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ﴾
ما هو بعينه تأويل تسبيح الجبال هاهنا. وقد قيل فى ذلك وجه آخر يخرج به
__________________
الكلام من حد
الاستعارة. وهو أن يكون قوله تعالى : ﴿
يُسَبِّحْنَ
﴾
هاهنا مأخوذا من التسبيح ، وهو الإبعاد فى السير ، والتصرف فى الأرض. لا من
التسبيح. فكأنه تعالى قال : وسخّرنا مع داود الجبال يسرن فى الأرض معه ، ويتصرفن
على أمره ، طاعة له. ونظير ذلك قوله سبحانه فى « سبأ » : ﴿ يَا
جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ﴾
أي سيرى معه.
والتأويب السير.
وإنما قال تعالى : ﴿ يُسَبِّحْنَ
﴾
عبارة عنها بتكثير الفعل من السّبح.
وقال سبحانه : ﴿ إِنَّ
لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴾
أي تصرفا ومتسعا.
ومجالا ومنفسحا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالَّتِي
أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ، فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا ﴾ [٩١] . وهذه
استعارة. والمراد هاهنا بالروح : إجراء روح المسيح عليهالسلام
فى مريم عليهاالسلام
، كما يجري الهواء بالنفخ. لأنه حصل معها من غير علوق من ذكر ، ولا انتقال من طبق
إلى طبق. وأضاف تعالى الروح إلى نفسه ، لمزية الاختصاص بالتعظيم ، والاصطفاء
بالتكريم. إذا كان خلقه المسيح عليهالسلام
، من غير توسط مناكحة ، ولا تقدم ملامسة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ ، كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ﴾ [٩٣] . وهذه
استعارة. والمراد بها : أنهم تفرقوا فى الأهواء ، واختلفوا فى الآراء ، وتقسمتهم
المذاهب ، وتشعبت بهم الولائج
. ومع ذلك فجميعهم راجع إلى الله سبحانه ، على أحد وجهين :
__________________
إمّا أن يكون ذلك
رجوعا فى الدنيا. فيكون المعنى : أنهم وإن اختلفوا فى الاعتقادات صائرون إلى
الإقرار بأن الله سبحانه خالقهم ورازقهم ، ومصرفهم ومدبرهم. أو يكون ذلك رجوعا فى
الآخرة ، فيكون المعنى أنهم راجعون إلى الدار التي جعلها الله تعالى مكان الجزاء
على الأعمال ، وموفّى الثواب والعقاب ؛ وإلى حيث لا يحكم فيهم ، ولا يملك أمرهم
إلا الله سبحانه.
وشبّه تخالفهم فى المذاهب ، وتفرقهم فى
الطرائق ، مع أن أصلهم واحد ، وخالقهم واحد ، بقوم كانت بينهم وسائل متناسجة ،
وعلائق متشابكة ، ثم تباعدوا تباعدا قطع تلك العلائق ، وشذب تلك الوصائل ، فصاروا
أخيافا
مختلفين ، وأوزاعا
مفترقين.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّكُمْ
وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ﴾
[٩٨] هذه استعارة. لأن الحصب هو ما يرمى به من الحصباء ، وهى الحصا الصغار. يقال :
حصب فلان فلانا. إذا قذفه بالحصا. ويقولون : حصبنا الجمار. أي قذفنا فيها بالحصبات
. فشبّه سبحانه
قذفهم فى نار جهنم بالحصباء التي يرمى بها. من ذلّ مقاذفهم ، وهوان مطارحهم.
وفى ذلك أيضا معنى لطيف ، وهو أنه
سبحانه لما قال : ﴿
إِنَّكُمْ
وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ﴾ والمراد هاهنا ـ
والله أعلم ـ بما تعبدون : الأصنام ، والأغلب
__________________
عليها أن تكون
من الحجارة ، حسن أن يسمّى الرمي بها فى نار جهنم حصبا ، وتسميتها حصبا إذ كانت
حجارة ومن جنس الحصباء ، وجاز أن يسمّى قذف العابدين لها فى النار أيضا بذلك ،
حملا على حكمها ، وإدخالا فى جملتها.
والفائدة فى قذف الأصنام مع عابديها فى
نار جهنم أن يكون من زيادات عقابهم ، ورجحانات عذابهم ، لأنهم إذا كثرت مشاهدتهم
لها فى أحوال العذاب كان ذلك أعظم لحسرتهم على عبادتها ، وندمهم على الدعاء إليها.
وقد قيل أيضا إنها إذا حميت بوقود النار
ـ نعوذ بالله منها ـ لصقت بأجسامهم ، فكانت من أقوى أسباب الإيلام لهم. وعلى هذا
التأويل حمل جماعة من المفسرين قوله تعالى : ﴿
فَاتَّقُوا
النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾
وقوله سبحانه : ﴿ يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾
. وهذه استعارة والمراد بها على أحد القولين : إبطال السماء ونقض بنيتها ، وإعدام
جملتها. من قولهم : طوى الدّهر آل فلان. إذا أهلكهم
، وعفّى آثارهم. وعلى القول الآخر يكون الطّىّ هاهنا على حقيقته فيكون المعنى : إن
عرض السموات يطوى
حتى يجتمع بعد انتثاره ، ويتقارب بعد تباعد أقطاره. فيصير كالسجل المطوى ، وهو ما
يكتب فيه من جلد ، أو قرطاس ، أو ثوب ، أو ما يجرى مجرى ذلك. والكتاب هاهنا مصدر ،
كقولهم :
__________________
كتبت ، كتابة ،
وكتابا ، وكتبا. فيكون المعنى : يوم نطوى السماء كطى السجل ليكتب فيه ، فكأنه قال
تعالى : كطى السجل للكتابة ، لأن الأغلب فى هذه الأشياء التي أومأنا إليها أن تطوى
قبل أن تقع الكتابة فيها ، لأن ذلك الطى أبلغ فى التمكن منها.
ومن السورة التي يذكر
فيها « الحج »
قوله تعالى : ﴿ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
﴾
[١] . وهذه استعارة. لأن حقيقة الزلزلة هى حركة الأرض على الحال المفزعة. ومثل ذلك
قولهم : زلزل الله قدمه. وكان الأصل : أزلّ الله قدمه. بمعنى أزالها عن ثباتها
واستقامتها ، وأسرع تعثرها وتهافتها. ثم ضوعف
ذلك ، فقيل : زلزل الله قدمه. كما قيل : دكّه الله ، ودكدكه. فالمراد بزلزلة
الساعة ـ والله أعلم ـ رجفان القلوب من خوف ...
وزلات الأقدام من روعة موقعها. ويشهد بذلك قوله سبحانه : ﴿ وَتَرَى
النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ ﴾
[٢] يريد تعالى من شدة الخوف والوجل ، والذهول والوهل.
وقوله سبحانه : ﴿ وَتَرَى
الْأَرْضَ هَامِدَةً ، فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
﴾
[٥] وهذه استعارة. لأن المراد هاهنا باهتزاز الأرض ـ والله أعلم ـ تشبيهها
بالحيوان الذي همد بعد حراكه ، وخشع بعد تطالّه وإشرافه ، لعلّة
طرأت عليه ، فأصارته إلى ذلك ، ثم أفاق من تلك الغمرة ، وصحا من تلك السّكرة ،
فتحرك بعد هموده ، واستهب
بعد ركوده. وكذلك حال الأرض إذا أماتها الجدب ، وأهمدها المحل ؛ ثم حالها إذا
نضحها الغيث بسجاله ، وبلّها القطر ببلاله ،
__________________
واهتزت بالنبات ناضرة
، ورطبت بعد الجفوف متزيلة
ذلك تقدير العزيز العليم.
وقوله سبحانه : ﴿ ثَانِيَ
عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
[٩] وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ الصفة بالإعراض عن سماع الرشد ، ولى
العنق عن اتباع الحق. لأن المستقبل لسماع الشيء الذي لا يلائمه فى الأكثر يصرف
دونه بصره ، ويثنى عنه عنقه. والعطف : جانب القميص ، وبه سمى شق الإنسان عطفا ،
لأن منه يكون ابتداء انعطافه ، وأول انحرافه. ومثل ذلك قوله سبحانه : ﴿ وَإِذَا
أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ﴾
.
وقوله سبحانه : ﴿ وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ، فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ
اطْمَأَنَّ بِهِ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ ﴾ [١١] وهذه استعارة.
والمراد بها ـ والله أعلم ـ صفة الإنسان المضطرب الدين ، الضعيف اليقين ، الذي لم
تثبت فى الحق قدمه ، ولا
استمرت عليه مريرته ، فأوهى شبهة تعرض له ينقاد معها ، ويفارق دينه لها ، تشبيها
بالقائم على حرف مهواة. فأدنى عارض يزلقه ، وأضعف دافع يطرحه.
وقوله تعالى : ﴿ أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ ، وَمَن فِي الْأَرْضِ ،
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ﴾ [١٨] الآية. وهذه
استعارة.
والمراد ـ والله أعلم ـ بسجود الشمس
والقمر والنجوم والشجر وما ليس بحيوان مميز ما يظهر فيه من آثار الخضوع لله سبحانه
، وعلامات التدبير ، ودلائل التصريف
__________________
والتسخير ، فيحسن
لذلك أن يسمّى ساجدا على أصل السجود فى اللغة ، لأنه الخضوع والاستكانة. أو يكون
ذلك على معنى آخر ، وهو أن الذي يظهر فى الأشياء التي عدّدها ، من دلائل الصنعة ،
وأعلام القدرة ، يدعو العارفين الموقنين إلى السجود ، ويبعثهم على الخضوع ،
اعترافا له سبحانه بالاقتدار ، وإخباتا له بالإقرار. وذلك كما تقدّم من قولنا فى
تسبيح الطير والجبال.
وقوله سبحانه : ﴿ فَالَّذِينَ
كَفَرُوا
قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ ﴾
[١٩] وهذه استعارة. والمراد بها أن النار ـ نعوذ بالله منها ـ تشتمل عليهم اشتمال
الملابس على الأبدان ، حتى لا يسلم منها عضو من أعضائهم ، ولا يغيب عنها شىء من
أجسادهم.
وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك ـ
والله أعلم ـ أن سرابيل القطران التي ذكرها سبحانه ، فقال ﴿ سَرَابِيلُهُم
مِّن قَطِرَانٍ ﴾
إذا لبسوها واشتعلت
النار فيها صارت كأنها ثياب من نار ، لإحاطتها بهم واشتمالها عليهم.
وقوله سبحانه : ﴿ فَإِنَّهَا
لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ، وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي
الصُّدُورِ ﴾
[٤٦] وهذه استعارة. لأن المراد بها ذهول القلوب عن التفكر فى الأدلة التي تؤدى إلى
العلم. وذلك فى مقابلة قوله تعالى : ﴿
مَا
كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴾
فإذا وصف القلب عند
تبيين الأشياء بالرؤية
والإبصار ، جاز أن يوصف عند الغفلة والذهول
__________________
بالعمى والضلال.
وإنما جعلت القلوب هاهنا بمنزلة العيون ، لأن بالقلوب يوصل إلى المعلومات ، كما أن
بالعيون يوصل إلى المرئيات. ولأن الرؤية
ترد فى كلامهم بمعنى العلم. ألا تراهم يقولون : هذا الشيء منى بمرأى ومسمع. أي
بحيث أعرفه وأعلمه ، ولا يريدون بذلك نظر العين ، ولا سمع الأذن.
وفى قوله سبحانه : ﴿ فَإِنَّهَا
لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ﴾
معنى عجيب ، وسر لطيف. وذلك أن سبحانه لم يرد نفى العمى عن الأبصار جملة. وكيف
يكون ذلك وما يعرض من عمى كثير منها أشهر من أن نومئ
إليه ، وندل
عليه ؟ وإنما المراد ـ والله أعلم ـ أن الأبصار إذا كانت معها آلة الرؤية من سلامة
الأحداق ، واتصال الشعاعات لم يجز أن لا ترى ما لا مانع لها من رؤيته. والقلوب
بخلاف هذه الصفة بها ، قد يكون فيها آلة التفكر والنظر من سلامة البنية ، وصحة
الروية وزوال الموانع العارضة ، ثم هى مع ذلك لاهية عن النظر ، ومتشاغلة عن
التفكر. فلذلك أفردها الله سبحانه بصفة العمى عن الأبصار على الوجه الذي بيّناه مع
الفائدة.
فأما الفائدة فى قوله سبحانه : ﴿ وَلَٰكِن
تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾
[٤٦] والقلب لا يكون إلا فى الصدر ، فإن هذا الاسم الذي هو القلب لما كان فيه
اشتراك بين مسمّيات كقلب الإنسان ، وقلب النخلة ، والقلب الذي هو الصميم والصريح.
من قولهم هو عربىّ
قلبا ، والقلب الذي هو مصدر قلبت الشيء أقلبه قلبا ، حسن أن يزال اللّبس بقوله
تعالى : ﴿
الْقُلُوبُ
الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾
احترازا من تجويز الاشتراك.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ حَتَّىٰ
تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ، أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴾ [٥٥] . وهذا من أحسن
الاستعارات. لأن العقيم المرأة التي لا تلد ، فكأنه سبحانه وصف ذلك اليوم بأنه لا
ليل بعده ولا نهار ، لأن الزمان قد مضى ، والتكليف قد انقضى. فجعلت الأيام بمنزلة
الولدان للّيالى ، وجعل ذلك اليوم من بينها عقيما ، لأنه لا ينتج ليلا بعده ، ولا
يستخلف بدلا له. وقد يجوز أيضا أن يكون المراد ـ والله أعلم ـ أن ذلك اليوم لا خير
بعده لمستحقى العقاب الذين قال الله سبحانه فى ذكرهم : ﴿ وَلَا
يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ، حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ
السَّاعَةُ بَغْتَةً ﴾ الآية ، فوصفه
بالعقم لأنه لا ينتج لهم خيرا ، ولا ينتج لهم فرحا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَإِذَا
تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ
كَفَرُوا الْمُنكَرَ ﴾
[٧٢] . وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ أن الكفار عند مرور الآيات
بأسماعهم يظهر فى وجوههم من النكرة لسماعها والإعراض عن تأملها ، ما لا يخفى على
المخالط لهم ، والناظر إليهم. وذلك كقول القائل : عرفت فى وجه فلان الشرّ. أي
استدللت منه على اعتقاد المكروه ، وإرادة فعل القبيح.
ويحتمل قوله تعالى : « المنكر » هاهنا
وجهين : أحدهما أن يكون المنكر ما ينكره الغير من أمرهم. والآخر أن يكون ما
ينكرونهم هم من الهجوم عليهم ، بتلاوة القرآن. وصوادع البيان
ومن السورة التي يذكر
فيها
« قد أفلح المؤمنون »
قوله سبحانه : ﴿ وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴾ [١٢] وهذه استعارة.
لأن حقيقة السلالة هى أن تسلّ الشيء من الشيء. فكأن آدم عليهالسلام لما خلق من أديم
الأرض كان كأنّه انسلّ منها ، واستخرج من سرها. وقد صار ذلك عبارة عن محض الشيء
ومصاصه
، وصفوته ولبابه. ليس أن هناك شيئا استل من شىء على الحقيقة. وقد تسمّى النطفة
سلالة على هذا المعنى. ويسمى ولد الرّجل سلالة أيضا على مثل ذلك.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَقَدْ
خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ، وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ ﴾ [١٧] . وهذه
استعارة. لأن المراد بالطرائق هاهنا السموات السبع ، مشبّهة بطرائق النّعل ،
وواحدتها : طريقة. وقد يجمع أيضا على طريق. فهى قطع الجلود يجعل بعضها فوق بعض
وينتظم بالخرز. ويقال : طارقت النعل. من ذلك.
وقوله سبحانه : ﴿ اصْنَعِ
الْفُلْكَ
بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ﴾
[٢٧] وهذه استعارة. والقول فيها كالقول فى : ﴿
وَلِتُصْنَعَ
عَلَىٰ عَيْنِي ﴾
. على حدّ سواء.
فكأنه سبحانه قال : واصنع الفلك بحيث نرعاك ونحفظك ، ونمنع منك من يريدك.
__________________
أو يكون المعنى : واصنع الفلك بأعين
أوليائنا من الملائكة والمؤمنين. فإنا نمنعك بهم ، ونشدك بمعاضدتهم ، فلا يصل إليك
من أرادك ، ولا تبلغك مرامى من كادك.
وقوله سبحانه : ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ
غُثَاءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [٤١] وهذه استعارة.
والمراد بها ـ والله أعلم ـ أنه عاجلهم بالاستئصال والهلاك ، فطاحوا كما يطيح
الغثاء إذا سال به السيل. والغثاء : ما حملت السيول فى ممرها من أضغاث النبات ،
وهشيم الأوراق وما يجرى مجرى ذلك. فكأن أولئك القوم هلكوا ، ولم يحسّ لهم أثر ،
كما لا يحسّ أثر ما طاح به السيل من هذه الأشياء المذكورة.
والعرب يعبرون عن هلاك القوم بقولهم :
قد سال بهم السيل. فيجوز أن يكون قوله سبحانه : ﴿
فَجَعَلْنَاهُمْ
غُثَاءً ﴾
. كناية عن الهلاك ، كما كنوا بقولهم : سال بهم السيل عن الهلاك. والمعنى :
فجعلناهم كالغثاء الطافح فى سرعة انجفاله
، وهوان فقدانه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَدَيْنَا
كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ
لَا
يُظْلَمُونَ ﴾
[٦٢] . وهذه استعارة. والنطق لا يوصف به إلا من يتكلم بآلة.
وسمعت قاضى القضاة
أبا الحسن يجيب بذلك من يسأله : هل يجوز أن يوصف القديم تعالى بأنه ناطق ، كما
يوصف بأنه يتكلم ؟ فمنع من ذلك ، وقال : ما قدمت ذكره. فوصف سبحانه القرآن بالنطق
مبالغة فى وصفه بإظهار البيان. وإعلان البرهان ، وتشبيها باللسان الناطق ، فى
الإبانة عن ضميره ، والكشف عن مستوره.
وقوله سبحانه : ﴿ بَلْ
قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَٰذَا ﴾ [٦٣] وهذه استعارة.
والمراد
__________________
بها أن القوم الذين قال
سبحانه فيهم أمام هذه الآية هم الموصوفون بقوله تعالى : ﴿ بَلْ
قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَٰذَا ﴾ أي فى حيرة تغمرها ،
وغمة تسترها. والغمر جمع غمرة. وهو ما وقع الإنسان فيه من أمر مذهل ، وخطب مدلّة ،
مشبه بغمرات الماء التي تغمر الواقع فيها ، وتأخذ بكظم
المغمور بها.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَوِ
اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن
فِيهِنَّ ﴾
[٧١] . وهذه استعارة. والمراد بها : ولو كان الحق موافقا لأهوائهم لعاد كلّ إلى
ضلاله ، وأوقع كل فى بطله ، لأن الحق يدعو إلى المصالح والمحاسن. والأهواء تدعو
إلى المفاسد والمقابح ، فلو اتبع الحقّ قائد الهوى لشمل الفساد ، وعمّ الاختلاط ،
وخفضت أعلام الهداية ، ورفع
منار الغواية.
وقوله سبحانه : ﴿ وَمَنْ
خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي
جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
﴾
[١٠٣] وهذه استعارة على أحد التأويلين. وهو أن يكون معنى الموازين هاهنا المعادلة
بين الأعمال بالحق
...
__________________
السورة « النور »
... [ وقوله سبحانه : ﴿ يَوْمَ
تَشْهَدُ ]
عَلَيْهِمْ
أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [٢٤] . وهذه استعارة
على أحد التأويلات الثلاثة ، وهو أنه سبحانه يجعل فى الأيدى التي بسطت إلى
المحظورات ، والأرجل التي سعت إلى المحرمات ، علامة تقوم مقام النطق المصرّح ،
واللسان المفصح ، فى الشهادة على أصحابها ، والاعتراف بذنوبها.
فأما شهادة الألسنة فقد قيل إن المراد
بها إقرارهم على نفوسهم بما واقعوه من المعاصي ، إذ علموا أن الكذب لا ينفعهم ،
والجحود لا يغنى عنهم.
وليس ذلك بمناقض لقوله سبحانه : ﴿ الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ
أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
لأنه قد قيل فى ذلك
إنه جائز أن تخرج ألسنتهم من أفواههم فتنطق بمجرّدها ، من غير اتصال بجوزاتها
ولهواتها. فيكون ذلك أعجب لها ، وأبلغ فى معنى شهادتها. ويختم فى تلك الحال على
أفواههم.
وقيل يجوز أن يكون الختم على الأفواه
إنما هو فى حال شهادة الأيدى والأرجل ، بعد ما تقدم من شهادة الألسن.
وأما التأويلان الآخران فى معنى شهادة
الأيدى والأرجل ، فالكلام يخرج بهما عن حد الاستعارة إلى الحقيقة. وذلك أنهم قالوا
: إن الله سبحانه يبنى الأيدى والأرجل بنية تكون هى الناطقة بما تشهد به عليهم ،
من غير أن يكون النطق منسوبا إليهم.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ﴾
[٣١] وهذه استعارة. والمراد بها : إسبال الخمر التي هى المقانع على فرجات الجيوب ،
لأنها خصاصات
إلى الترائب والصدور ، والثدي والشعور. وأصل الضرب من قولهم : ضربت الفسطاط. إذا
أقمته بإقامة أعماده ، وضرب أوتاده. فاستعير هاهنا كناية عن التناهى فى إسبال
الخمر ، وإضفاء الأزر.
وقوله سبحانه : ﴿ اللَّهُ
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
[٣٥] وهذه استعارة. والمراد بذلك عند بعض العلماء أنه هادى أهل السموات والأرض
بصوادع برهانه ، ونواصع بيانه ، كما يهتدى بالأنوار الثاقبة ، والشّهب اللامعة.
وقال بعضهم : المراد بذلك ـ والله أعلم ـ
الله منوّر السموات والأرض بمطالع نجومها ، ومشارق أقمارها وشموسها.
وقوله سبحانه : ﴿ يَكَادُ
زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ﴾ [٣٥] وهذه مبالغة فى
وصف الزيت بالصفاء والخلاصة ، على طريق المجاز والاستعارة ، حتى يقارب أن يضيء من
غير أن يتصل بنار ويناط بذلك.
وقوله سبحانه : ﴿ يَخَافُونَ
يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [٣٧] وهذه استعارة.
والمراد بتقلب القلوب هاهنا : تغيّر الأحوال عليها ، من الخوف والرجاء ، والسرور
والغم ، إشفاقا من العقاب ، ورجاء للثواب. والأولى صفة أعداء الله ، والأخرى صفة
أولياء الله.
وأما تقلّب الأبصار فالمراد به تكرير
لحظ المؤمنين إلى مطالع الثواب ، وتكرير لحظ الكافرين إلى مطالع العقاب.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً ، حَتَّىٰ
إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ، وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ
حِسَابَهُ ، وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [٣٩] .
قوله تعالى : ﴿ وَوَجَدَ
اللَّهَ ﴾
استعارة ومجاز. والمعنى : فوجد وعيد الله سبحانه عند انتهائه إلى منقطع عمله
السيّئ ، فكاله بصواعه ، وجازاه بجزائه. وذلك يكون يوم المعاد ، وعند انقطاع تكليف
العباد.
وقد قيل أيضا : إن الضمير في قوله تعالى
: ﴿
عِندَهُ
﴾
يعود إلى الكافر لا إلى عمله ، فكأنه تعالى قال : فوجد الله قريبا منه ، أي وجد
عقابه مرصدا له ، فأخذه من كثب ، وجازاه بما اكتسب. وذلك كقول القائل : الله عند
لسان كل قائل. أي يجازيه على قول الحق بالثواب ، وعلى قول الباطل بالعقاب.
والقولان جميعا يؤولان إلى معنى واحد.
وقوله سبحانه : ﴿ وَيُنَزِّلُ
مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ ، وَيَصْرِفُهُ
عَن مَّن يَشَاءُ ﴾
[٤٣] . وهذه استعارة على بعض التأويلات. لأن الجبال هاهنا يراد بها السحاب الثّقال
، تشبيها لها بكثائف أطوادها ، ومشارف هضابها. ويكون الضمير فى قوله سبحانه : ﴿ مِن
جِبَالٍ فِيهَا ﴾
عائدا على السماء لا على الجبال. فكأنّ التقدير : وينزل من جبال من السماء من برد
، يريد من السحاب المشبهة بالجبال. وتكون الفائدة فى قوله من جبال فى السماء تخصيص
تلك الجبال من جبال الأرض. لأنا لو جعلنا الضمير الذي فيها عائدا على الجبال أوهم
أنها جبال تنزل إلى الأرض من السماء. فإذا جعلنا الضمير عائدا إلى السماء أمن
الالتباس ، وكان فى ذلك أيضا تعجّب لنا
من وصف جبال فى
السماء على طريق التشبيه ، لأن الجبال على الحقيقة لا تكون إلا فى قرارات الأرض ،
وصفحات التّرب.
وقوله سبحانه : ﴿ يُقَلِّبُ
اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾
[٤٤] وهذه استعارة. والمراد بها طرد النهار بالليل ، وطرد الليل بالنهار. فكنى عن
ذلك سبحانه باسم التقليب. وليس المراد تقليب
الأعيان ، بل تغاير الأزمان.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الفرقان »
قوله تعالى : ﴿ إِذَا
رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾ [١٢] وفى هذه الآية
استعارتان. إحداهما قوله سبحانه : ﴿
إِذَا
رَأَتْهُم ﴾
وهو فى صفة نار جهنم ، نعوذ بالله منها ، ولا تصحّ صفة الرّؤية عليها. وإنما
المراد ـ والله أعلم ـ إذا كانت منهم بمقدار مسافة لو كان بها من يوصف بالرؤية
لرآهم. وهذا من لطائف التأويل ، وغرائب التفسير.
وقد يجوز أيضا أن يكون معنى ذلك : إذا
قربت منهم ، وظهرت لهم. من قولهم : دور بنى فلان تتراءى. أي تتقارب. وفى الحديث :
لا تتراءى نارا هما
أي لا تتدانى.
والاستعارة الأخرى قوله سبحانه : ﴿ سَمِعُوا
لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾
وهاتان الصفتان من صفات الحيوان ، ويختص التغيظ بالإنسان ، لأن الغيظ من أعلى
منازل الغضب ، والغضب
__________________
لا يوصف بحقيقته إلا
الناس. والزفير قد يشترك فى الصفة به الإنسان وغير الإنسان. وإنما المراد بهاتين
الصفتين المبالغة فى وصف النار بالاهتياج والاضطرام ، على عادة المغيظ والغضبان.
وقوله تعالى : ﴿ وَقَدِمْنَا
إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴾ [٢٣] وهذه استعارة.
لأن صفة القدوم لا تصح إلا على من تجوز عليه الغيبة ، فتجوز منه الأوبة. والله
سبحانه شاهد غير غائب ، وقائم غير زائل. فالمعنى : وقصدنا إلى ما عملوا ، أو عمدنا
إلى ما عملوا. وذلك كقول القائل : قام فلان بفلان فى الناس. إذا أظهر ذمه وعيبه ،
وليس يريد أنه نهض عن قعود ، وتحفّز بعد استقرار وسكون ، وإنما يريد أنه قصد إلى
سبّه ، وتظاهر بثلبه. وقال الشاعر :
|
فإنّ أباكم تارك ما سألتموا
|
|
فمهما أتيتم فاقدموه على علم
|
يقال : قدمت هذا الأمر. وأنا أقدمه. إذا
أتيته وقصدته. وقد ذكر بعض العلماء فى ذلك وجها آخر. قال : إنما قال سبحانه : ﴿ وَقَدِمْنَا
إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ ﴾
لأنه عاملهم معاملة القادم من غيبة. أو كان ـ بطول إمهاله لهم ـ كالغائب عنهم ثم
قدم ، فرآهم على خلاف ما أمرهم به ، واستعملهم فيه ، فأحبط أعمالهم الفاسدة ،
وعاقبهم عقاب العاند عن الطاعة ، المرتكس فى الضّلالة. والمعتمد على القول الأول.
وقوله تعالى : ﴿ فَجَعَلْنَاهُ
هَبَاءً مَّنثُورًا ﴾
[٢٣] مجاز آخر. وذلك أنه لم يجعل عملهم على الحقيقة هباء منثورا ، وهو الغبار
الدقيق هاهنا. ومنه الهابى. وإنما أراد سبحانه أنه أبطل ذلك العمل فعفا رسمه ،
وسقط حكمه ، وبطل بطلان الغبار المحق ، والغثاء المتفرق.
__________________
وقوله تعالى : ﴿ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾
[٢٤] وهذه استعارة. لأن المقيل من صفات المواضع التي ينام فيها ، ولا نوم فى
الجنة. وتقدير الكلام : وأحسن موضع قائلة. فكأن ذلك المكان من وثارة مهاده ، وبرد
أفيائه ، يصلح أن ينام فيه لو كان ذلك جائزا. وهذا كقوله سبحانه فى ذكر أصحاب
الجنة : ﴿
وَلَهُمْ
رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
﴾
أي مثل أوقات البكرة
والعشىّ المعهودين فى حال الدنيا. لأن الجنة لا يوصف زمانها بالأيام والليالى ،
لأن ذلك من صفات الزمان الذي تتعاقب عليه الشمس طالعة وغاربة ، فيسمّى نهارا
بطلوعها ، ويسمّى ليلا بقبوعها
وقوله سبحانه : ﴿ وَيَوْمَ
تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴾ [٢٥] . وهذه
استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ على أحد القولين صفة السماء فى ذلك اليوم
بتعاظم الغمام فيها ، وانتشاره فى نواحيها. كما يقول القائل : قد تشققت الغمائم بالبرق
، وتشققت السحاب بالرعد. إذا كثر ذلك فيها. ليس أن هناك تشققا على الحقيقة ، فى
قول أهل الشرع. وقيل أيضا : إن المراد بذلك انتقاض بنية السماء وتغيرها إلى غير ما
هى عليه الآن ، كما تظهر فى البناء آثار التداعي ، وأعلام التهافت ، من تثلّم
أطراف ، وتفطّر أقطار ، فيكون ذلك مؤذنا بانقضاضه ، ومنذرا بانتقاضه.
وقال سبحانه : ﴿ يَوْمَ
تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ﴾
.
وقال تعالى : ﴿ يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾
. ويكون انتقاض
__________________
بنية السماء عن ظهور
الغمام الذي آذننا سبحانه بمجيئه يوم القيامة ، إذ يقول عزّ من قائل : ﴿ هَلْ
يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ
وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾
.
ومعنى تشقّق السماء بالغمام. أي عن
الغمام. كما يقول القائل : رميت بالقوس ، وعن القوس. بمعنى واحد.
وقوله تعالى : ﴿ أَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ [٤٣] . وهذه استعارة
على أحد التأويلين. وهو أن يكون فى الكلام تقديم وتأخير. فكأنه تعالى قال : أرأيت
من اتخذ هواه إلهه. معنى ذلك أنه جعل هواه آمرا يطيعه ، وقائدا يتبعه ، فكأنه قد
عبده لفرط تعظيمه له.
ومن أمثالهم : الهوى إله معبود. على
المعنى الذي ذكرنا. وذكر أحمد بن يحيى البلاذري
فى كتاب ( الأشراف ) أن هذه الآية نزلت فى الحارث بن قيس بن عدىّ السّهمى ، وهو من
عبدة الأوثان ، لأنه كان كلما رأى حجرا أحسن من الذي اقتناه لعبادته أخذه واطّرح
ما عبده.
وقوله سبحانه : ﴿ أَلَمْ
تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ
سَاكِنًا ، ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ، ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
﴾
[٤٥] وفى هذه الآية استعارتان. إحداهما قوله تعالى
[ : ﴿
أَلَمْ
تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ ﴾
[٤٥] أي ] ألم تر إلى فعل
__________________
ربك أو إلى حكمة ربك
فى مد الظل ، فحذف هذه اللفظة لدلالة الكلام عليها ، إذ كان الله سبحانه لا يدرك
بالمشاعر ، ولا يرى بالنواظر. وقد يجوز أن يكون معنى الرؤية هاهنا معنى العلم.
فكأنه سبحانه قال : ألم تعلم حكمة ربك فى مدّ الظل ؟ وإنما أقام سبحانه الرؤية
هاهنا مقام العلم لتحقّق المخاطب الذي هو النبي صلىاللهعليهوسلم
وجهة الله تعالى فى ذلك الفعل ، فقامت معرفة قلبه مقام رؤية عينه ، قطعا باليقين ،
وبعدا عن الظنون.
والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ ثُمَّ
جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴾
وهذه استعارة على القلب. لأن الظل فى الشاهد يدل على الشمس ، وذلك أن الظل لا يكون
إلا وهناك شمس طالعة ، فيوصف ما لم تطلع عليه لحاجز يحجز ، أو مانع يمنع بأنه ظل.
وقد قيل : إن الظل ما كان بالغداة ، والفيء ما كان بالعشيّ. وقيل : إن الظل ما
نسخته الشمس ، والفيء ما نسخ الشمس ، فعلى هذا القول يجوز أن يكون معنى قوله تعالى
: ﴿
وَلَوْ
شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ﴾
أي دائما لا ترد الشمس عليه فتزيله وتذهب به ، ثم جعلنا الشمس عليه دليلا. أي
دللناها عليه ، فهى تتحيّف من أقطاره ، وتنتقص من أطرافه ، حتى تستوفى أجمعه ،
وتكون بدلا منه. فهذا معنى قوله تعالى : ﴿
ثُمَّ
قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴾
[٤٦] .
ويجوز أن يكون معنى دلالة الشمس على
الظل أنه لو لا الشمس لم يعرف الظل. ويجوز أن يقول : لو لا الظل لم تعرف الشمس.
وقوله سبحانه : ﴿ وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ
النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [٤٧] . وفى هذه
الآية استعارتان. فإحداهما قوله تعالى : ﴿
وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾ . والمراد باللباس
هاهنا ـ والله أعلم ـ تغطية ظلام الليل النّشوز والقيعا [ ن
، و] أشخاص الحيوان كما تغطّى الملابس الضّافية ، وتستر الجنن الواقية. وهذه
العبارة من أفصح العبارات عن هذا المعنى.
__________________
ومعنى السّبات : قطع الأعمال ، والرّاحة
من الأشغال. والسّبت فى كلامهم : القطع.
والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ وَجَعَلَ
النَّهَارَ نُشُورًا ﴾
والنشور فى الحقيقة : الحياة بعد الموت. وهو هاهنا مستعار الاسم لتصرّف الحىّ
وانبساطه ، تشبيها للنوم بالممات ، واليقظة بالحياة. وذلك من أوقع التشبيه ، وأحسن
التمثيل.
وقوله سبحانه : ﴿ لِّنُحْيِيَ
بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ﴾
[٤٩] وهذه استعارة. وقد مضت الإشارة إلى نظيرها فى ( الأعراف )
.
ووصف البلدة بالموت هاهنا محمول على أحد
وجهين : إما أن تكون إنما شبّهت بالميت من فرط يبسها ، لتسلّط المحل عليها ، وتأخر
الغيث عنها. أو يكون فيها من النبات والشجر لما مات لانقطاع الماء عنه حسن أن توصف
هى بالموت لموت بنيها ، لأنها كالأم التي تكلفه ، والظّئر التي ترضعه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَهُوَ
الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ
أُجَاجٌ ﴾
[٥٣] وهذه استعارة. والمراد بذلك ـ والله أعلم ـ أنه خلّاهما من مذاهبهما ،
وأرسلهما فى مجاريهما ، كما تمرج الخيل أي
تخلّى فى المروج مع مراعيها.
فكان وجه الأعجوبة من ذلك أنه سبحانه مع
التخلية بينهما فى تقاطعهما ، والتقائهما فى مناقعهما ، لا يختلط الملح بالعذب ،
ولا يلتبس العذب بالملح.
__________________
ولغة أهل تهامة « مرجه » ولغة أهل نجد «
أمرجه » وقال أبو عبيدة
: إذا تركت الشيء وخليته فقد مرجته. ومنه قولهم : مرج الأمير الناس. إذا خلّاهم
بعضهم على بعض. والأمر المريج : المختلط الملتبس.
وقوله سبحانه : ﴿ تَبَارَكَ
الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا
مُّنِيرًا ﴾
[٦١] وقد قرئ : سرجا ، على الجمع. وهى قراءة حمزة والكسائىّ من السبعة. والباقون
يقرءون : سراجا على التوحيد.
فمن قرأ « سرجا » أراد النجوم ، ومن قرأ
« سراجا » أراد الشمس ، ويقوّى ذلك قوله سبحانه فى موضع آخر : ﴿ وَجَعَلَ
الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾
. ويقوّى قراءة من
قرأ « سرجا » أن النجوم من شعائر الليل ، والسّرج بأحوال الليل أشبه منها بأحوال
النهار.
وإنما شبهت النجوم بالسّرج لاهتداء
الناس بها فى الظّلماء ، كما تهتدى بالمصابيح الموضوعة ، والنيران المرفوعة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ
أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾
[٦٢] . وهذه استعارة ، ومعنى خلفة ـ فى بعض الأقوال ـ أي جعل الليل والنهار
يتخالفان ، فإذا أتى هذا ذهب هذا ، وإذا أدبر هذا أقبل هذا.
وقيل : خلفة أي يخلف أحدهما الآخر ،
فيكون ذلك من الخلافة لا من المخالفة.
__________________
وقيل : خلفة. أي أحدهما
أسود ، والآخر أبيض. وهو أيضا راجع إلى معنى المخالفة.
وقوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ
إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا
﴾
[٧٣] وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ لا يصمّون عن قوارع النّذر ، ولا يعشون
عن مواقع العبر.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الشعراء »
قوله سبحانه
: ﴿
فَلَمَّا
تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ، قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [٦١] وهذه استعارة.
والمراد بها : العبارة عن التقارب والتداني. وإنما قلنا إن اللفظ مستعار ، لأنه قد
يحسن أن يوصف به الجمعان ، وإن لم ير بعضهم بعضا بالموانع ، من مثار العجاج ، ورهج
الطّراد. لأن المراد به تقارب الأشخاص ، لا تلاحظ الأحداق ، وذلك كقولهم فى
الحيّين المتقاربين : تتراءى ناراهما. أي تتقابل وتتقارب. لكون النارين بحيث لو
كان بدلا منهما إنسانان لرأى كل واحد منهما صاحبه. وقد أومأنا إلى ذلك فيما مضى
.
ويقال أيضا : قوم رئاء ، على وزن فعال
أي يقابل بعضهم بعضا. وكذلك بيوتهم رئاء إذا كانت متقابلة. ذكر ذلك أحمد بن يحيى
ثعلب .
ومن هذا الباب الحديث المشهور عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو قوله : ( أنا
__________________
برىء من كل مسلم مع
مشرك. قيل : ولم يا رسول الله ؟ ....
لا تراءى ناراهما. وقد استقصينا الكلام على معنى هذا الخبر فى كتاب « مجازات
الآثار النبوية » .
وقوله سبحانه ﴿ فَافْتَحْ
بَيْنِي
وَبَيْنَهُمْ
فَتْحًا ، وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [١١٨] وهذه استعارة.
والمراد بها ـ والله أعلم ـ فاحكم بيننا وبينهم حكما
قاطعا ، وأمرا فاصلا : بفتح الباب المبهم بعد ما استصعب رتاجه ، وأعضل علاجه.
ويقال للحاكم : الفتّاح ، لأنه يفتح وجه
الأمر بعد اشتباهه واستبهام أبوابه. وقال تعالى : ﴿
وَهُوَ
الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ﴾
وقال بعض بنى ذهل بن
زيد بن نهد
:
|
و عمّى الّذى كانت فتاحة قومه
|
|
إلى بيته حتّى يجهّز غاديا
|
أي كان الحكم بين قومه فيه وفى أهل بيته
إلى حين وفاته. وقال فتاحة قومه بكسر الفاء ، لأنها فى معنى الولاية والزعامة وما
يجرى مجراهما.
وقوله سبحانه : ﴿ وَزُرُوعٍ
وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾
[١٤٨] وهذه استعارة. والمراد بالهضيم هاهنا على بعض الأقوال ـ والله أعلم ـ الذي
قد ضمن
بدخول بعضه فى بعض ، فكأنّ بعضه هضم بعضا لفرط تكاثفه ، وشدة تشابكه.
__________________
وقيل : الهضيم اللطيف. وذلك أبلغ فى صفة
الطّلع الذي يراد للأكل. وذلك مأخوذ من قولهم : فلان هضيم الحشا. أي لطيف البطن.
وأصله النقصان من الشيء. كأنه نقص من انتفاخ بطنه ، فلطفت معاقد خصره. ومنه قوله
تعالى : ﴿
فَلَا
يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا
﴾
أي نقصا وثلما.
وقيل الهضيم الذي قد أينع وبلغ. وقيل
أيضا هو الذي إذا مسّ تهافت من كثرة مائه ، ورطوبة
أجزائه.
والقولان الأخيران يخرجان الكلام عن حد
الاستعارة.
وقوله تعالى : ﴿ وَتَقَلُّبَكَ
فِي السَّاجِدِينَ ﴾
[٢١٩] وهذه استعارة. وليس هناك تقلّب منه على الحقيقة. وإنما المراد به تقلّب
أحواله بين المصلّين وتصرّفه فيهم بالركوع والسجود ، والقيام والقعود. وذهب بعض
علماء الشيعة فى تأويل هذه الآية مذهبا آخر ، فقال : المراد بذلك تقلّب الرسول صلىاللهعليهوسلم فى أصلاب الآباء
المؤمنين. واستدل بذلك على أن آباءه
إلى آدم عليهالسلام
مسلمون ، لم تختلجهم خوالج الشرك ، ولم تضرب فيهم أعراق الكفر ، تكريما له عليهالسلام عن أن يجرى إلا فى
منزهات الأصلاب ، ومطهّرات الأرحام. وهذا الوجه يخرج به الكلام عن أن يكون
مستعارا.
وقوله سبحانه : ﴿ يُلْقُونَ
السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾
[٢٢٣] وهذه استعارة على أحد التأويلين. وهو أن يكون المراد بها أنهم يشغلون
أسماعهم ، ويديمون إصغاءهم ليسمعوا من أخبار السماء ما يموّهون به على الضّلّال من
أهل الأرض ، وهم عن السمع
__________________
بمعزل ، وعن العلم
بمزجر. وذلك كقول القائل لغيره : قد ألقيت إليك سمعى. أي صرفته إلى حديثك ، ولم
أشغله بشيء غير سماع كلامك.
والتأويل الآخر أن يكون السّمع هاهنا
بمعنى المسموع ، كما يكون العلم بمعنى المعلوم
فيكون التأويل أن الشياطين يلقون ما يدّعون أنهم يستمعونه إلى كل أفاك أثيم ، من
أعداء النبي صلّى الله عليه وعلى آله. على طريق الوسوسة واعتماد القدح فى الشريعة.
وهذا الوجه يخرج الكلام عن حد الاستعارة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالشُّعَرَاءُ
يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴾ [ ٢٢٤ ، ٢٢٥ ] .
وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ أن الشعراء يذهبون فى أقوالهم المذاهب
المختلفة ، ويسلكون الطرق المتشعبة. وذلك كما يقول الرّجل لصاحبه إذا كان مخالفا
له فى رأى ، أو مباعدا له فى كلام : أنا فى واد ، وأنت فى واد. أي أنت ذاهب فى
طريق وأنا ذاهب فى طريق. ومثل ذلك قولهم : فلان يهبّ مع كل ريح ، ويطير بكل جناح.
إذا كان تابعا لكل قائد ، ومجيبا لكل ناعق.
وقيل إن معنى ذلك تصرّف الشاعر فى وجوه
الكلام من مدح وذم ، واستزادة ، وعتب ، وغزل ، ونسيب ، ورثاء ، وتشبيب. فشبّهت هذه
الأقسام من الكلام بالأودية المتشعبة ، والسبل المختلفة.
ووصف الشعراء بالهيمان فيه
فرط مبالغة فى صفتهم بالذهاب فى أقطارها ، والإبعاد فى غاياتها. لأن قوله سبحانه :
﴿
يَهِيمُونَ
﴾
أبلغ فى هذا المعنى من قوله : يسعون ، ويسيرون. ومع ذلك فالهيمان صفة من صفات من
لا مسكة له ولا رجاحة معه ، فهى مخالفة لصفات ذى الحلم الرزين ، والعقل الرصين.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
« النمل »
قوله تعالى : ﴿ إِذْ
قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ﴾ [٧] وهذه استعارة
على القلب. والمراد بها ـ والله أعلم ـ إنى رأيت نارا فآنستنى فنقل فعل الإيناس
إلى نفسه على معنى : إنى وجدت النار مؤنسة لى ، كما سبق من قولنا فى تأويل قوله
تعالى : ﴿
وَلَا
تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ﴾
أي وجدناه غافلا ، على بعض الأقوال.
وقريب من ذلك قوله تعالى : ﴿ وَغَرَّتْهُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾
ولم تغرّهم هى ،
وإنما اغتروا بها هم ، فلما كانت سببا للغرور حسن أن ينسب إليها ويناط بها.
وحقيقة الإيناس هى الإحساس بالشيء من
جهة يؤنس بها ، وما أنست به فقد أحسست به مع سكون نفسك إليه.
وقوله سبحانه حاكيا عن ملكة سبإ : ﴿ مَا
كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ﴾ [٣٢] وهذه استعارة.
والمراد بقطع الأمر ـ والله أعلم ـ الرجوع بعد إجالة الآراء ، ومخض الأقوال إلى
رأى واحد يصحّ العزم على فعله ، والعمل عليه دون غيره ، تشبيها بالإسداء والإلحام
فى الثوب النسيج ، ثم القطع له بعد الفراغ منه. فكأنها أجالت الرأى عند ورود ما
ورد عليها من دعاء سليمان عليهالسلام
لها إلى الإيمان به ، والاتباع له ، فميلت
بين الامتناع
__________________
والإجابة ، والمخاشنة
والملاينة. فلما قوى فى نفسها أمر الملاطفة عزمت على فعله ، فحسن أن يعبّر عن ذلك
بقطع الأمر ، لما أشرنا إليه.
وعلى هذا قول الرجل لصاحبه : لا أقطع
أمرا دونك. أي لا أقرر العزم على شىء حتى أفاوضك فيه وأوافقك عليه. وقد يجوز أن
يكون ذلك كناية عن الاستعجال بفعل الأمر تشبيها بسرعة قطع الشيء المستدقّ كالحبل
وغيره. ومنه قولهم : صرم الأمر. أي فرغ من فعله بسرعة. والصّريمة من ذلك. وفصل
الأمر أيضا قريب منه.
وقوله سبحانه : ﴿ أَنَا
آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ﴾ [٤٠] وهذه استعارة.
لأن المراد بارتداد الطّرف هاهنا التقاء الجفنين بعد افتراقهما. وذلك أبلغ ما يوصف
به فى السرعة. وليس هناك على الحقيقة شىء ذهب عنه ثم رجع إليه. ولكن جفن العين
لمّا كان ينفتح وينطبق ، أقام الانفتاح مقام الخروج ، والانطباق مقام الرجوع.
وقيل فى ذلك وجه آخر. وهو أن فى مجرى
عادة الناس أن يقول القائل لغيره إذا كان على انتظار أمر يرد عليه من جهته : أنا
ممدود الطرف إليك ، وشاخص البصر نحوك. فإذا كان امتداد الطرف بمعنى الانتظار
مستعملا ، جاز أن يجعل ارتداده عبارة عن زوال الانتظار. فكأنه قال : أنا آتيك به
قبل أن تتكلف أمر انتظار ، وتعدّ الأوقات.
والقول الأول أولى بالاعتماد ، وأخلق
بالصواب
.
وقوله تعالى : ﴿ بَلِ
ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ، بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ، بَلْ هُم
مِّنْهَا عَمُونَ ﴾
[٦٦] وهذه استعارة. لأن العمى هنا ليس يراد به فقد الجارحة المخصوصة ، وإنما
__________________
يراد به التعامي عن
الحق ، والذهاب صفحا عن النظر والفكر ، إمّا قصدا وتعمدا ، أو جهلا وعمى.
وإنما أجرى الجهل مجرى العمى فى هذا
المعنى ، لأن كل واحد منهما يمنع بوجوده من إدراك الشيء على ما هو به. إذ الجهل
مضادّ للعلم والمعرفة ، والعمى مناف للنظر والرؤية. وإنما قال سبحانه : ﴿ بَلْ
هُم مِّنْهَا عَمُونَ ﴾
ولم يقل : عنها ، لأن المراد أنهم يشكّون فيها ، ويمترون فى صحّتها ، فهم فى عمى
منها ؛ ولا يصلح أن يكون فى هذا الموضع : عنها. لأنه ليس المراد ذكر عماهم عن
النظر إليها ، وإنما القصد ذكر عماهم بالشك فيها. وهذا من لطائف المعاني
.
وقوله سبحانه : ﴿ قُلْ
عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [٧٢] وهذه استعارة.
لأن حقيقة الرّدف هى حمل الإنسان غيره مما يلى ظهره على مركوب
....
فالمراد بقوله سبحانه : ﴿ رَدِفَ
لَكُم ﴾
هاهنا ـ والله أعلم ـ أي عسى أن يكون العذاب الذي تتوقعونه قد قرب منكم. وهو فى
آثاركم ، ولا حق بكم.
وقد قيل أيضا إن المراد بردف لكم. أي
ردفكم. فصار العذاب فى الالتصاق بكم كالمرادف لكم. والمعنى واحد.
__________________
وقوله تعالى : ﴿ إِنَّ
هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ
الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾
[٧٦] وهذه استعارة. لأن القصص كلام مخصوص ، ولا يوصف به إلا الحىّ الناطق المميّز.
ولكن القرآن لما تضمن نبأ الأوّلين ، ومصادر أمور الآخرين ، كان كأنّه يقصّ على من
آمن به عند تلاوته له قصص من تقدمه
...
__________________
« سورة الأحزاب »
﴿
وَقَذَفَ
فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾
[٢٦] وهذه استعارة. والمراد بها : أنه تعالى ألقى الرعب فى قلوبهم من أثقل جهاته ،
وعلى أقطع بغتاته. تشبيها بقذفه الحجر إذا صكّت الإنسان على غفلة منه. فإن ذلك
يكون أملأ لقلبه ، وأشدّ لروعه.
وقوله سبحانه : ﴿ مَن
يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ﴾ [٣٠] وهذه استعارة
على قراءة من قرأ : ﴿
مُّبَيِّنَةٍ
﴾
بكسر الياء ، فكأنه تعالى جعل الفاحشة تبيّن حال صاحبها ، وتشير إلى ما يستحقه من
العقاب عليها. وهذا من أحسن الأعراض ، وأنفس جواهر الكلام
...
وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَدَاعِيًا
إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ [٤٦] وهذه استعارة.
والمراد بالسراج المنير هاهنا : أنّه عليهالسلام
يهتدى به فى ضلال الكفر ، وظلام الغىّ ، كما يستصبح بالشهاب فى الظلماء ، وتستوضح
الغرة فى الدهماء.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّا
عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ،
فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا ، وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ، وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
﴾
[٧٢] . وهذه استعارة. وللعلماء فى ذلك أقوال نحن نستقصى ذكرها عند البلوغ إليها من
الكتاب الكبير
__________________
بتوفيق الله ومشيئته
، إلا أننا نشير إلى بعض ذلك هاهنا إشارة تليق بغرض هذا الكتاب فى طريقة الاختصار
، وخوف الإكثار
....
وقال بعضهم : المراد بذلك تفخيم شأن
الأمانة وأن منزلتها منزلة ما لو عرض على هذه الأشياء المذكورة مع عظمها ، وكانت
تعلم ما فيها ، لأبت [ أن
] تحملها وأشفقت كل الإشفاق منها. إلا أن هذا الكلام خرج مخرج الواقع لأنه أبلغ من
المقدر. وقال بعضهم : عرض الشيء على الشيء ومعارضته سواء. والمعارضة ، والمقابلة ،
والمقايسة ، والموازنة بمعنى واحد. فأخبر الله سبحانه عن عظم أمر الأمانة وثقلها ،
وأنها إذا قيست بالسماوات والأرض والجبال
ووزنت بها رجحت عليها. ولم تطق حملها ، ضعفا عنها. وذلك معنى قوله تعالى : ﴿ فَأَبَيْنَ
أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ﴾
ومن كلامهم : فلان يأبى الضيم. إذا كان لا يحتمله. فالإباء هاهنا هو ألّا يقام
بحمل الشيء. والإشفاق فى هذا الموضع هو الضعف عن الشيء ، ولذلك كنى به عن الخوف
الذي هو ضعف القلب. فقالوا : فلان مشفق من كذا. أي خائف منه .
يقول سبحانه : فالسماوات والأرض والجبال
لم تحمل الأمانة ضعفا عنها ، وحملها الإنسان ، أي تقلّدها وقارف
المآثم فيها ، للمعروف من كثرة جهله ، وظلمه لنفسه.
__________________
ومن السورة التي تذكر
فيها
« سبأ »
قوله تعالى : ﴿ حَتَّىٰ
إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا ، قَالَ رَبُّكُمْ ﴾ [٢٣] الآية
وهذه استعارة ، على قراءة من قرأ : فزّع بالزاي والعين ، وفرّع بالراء والعين.
فالمراد بقراءة من قرأ : فزع بالعين غير
معجمة ، أي أزيل الفزع عن قلوبهم. كما تقول : قذيت عينه. إذا أزلت القذى عنها. وهو
كقولهم : رغّب عنه. إذا رفعت الرغبة عنه. خلافا لقولهم : رغب فيه ، إذا صرفت
الرغبة إليه. فالرغبة فى أحد الأمرين منقطعة ، وفى الآخر منصرفة. والمراد بقراءة
من قرأ : فرّغ بالغين معجمة ، قريب من المراد بقراءة الأولى. كأنه سبحانه قال :
حتى إذا أخرج ما كان فى قلوبهم من الخوف والوجل ففرغت منها.
وإنما قال : عن قلوبهم. لأنه سبحانه
أقام ذلك مقام التفريج عن قلوبهم. فكما حسن أن يقال : فرّج عن قلبه ، فكذلك حسن أن
يقال : فرّغ عن قلبه.
وهذا موضع سرّ لطيف ، ومعنى عجيب.
وقوله تعالى : ﴿ وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ ﴾
[٣١] وهذه استعارة. والمراد بها ما تقدم القرآن من الكتب ، فكأنها كانت مشيرة إليه
، ومصرفة بين يديه. وقد مضى الكلام على نظائر ذلك فيما تقدم.
__________________
وقوله تعالى : ﴿ بَلْ
مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ
وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ﴾
[٣٣] . وهذه استعارة. والمراد بمكر الليل والنهار : ما يتوقع من مكرهم فى الليل
والنهار ، فأضاف تعالى المكر إليهما لوقوعه فيهما. وفيه أيضا زيادة فائدة ، وهى
دلالة الكلام على أن مكرهم كان متصلا غير منقطع فى الليل والنهار ، كما يقول
القائل : ما زال بنا سير الليل والنهار حتى وردنا أرض بنى فلان. وهذا دليل على
اتصال سيرهم فى الليل والنهار ، من غير إغباب ، ولا إراحة ركاب.
[ و]
قوله سبحانه : ﴿
إِنْ
هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ [٤٦] وهذه استعارة.
والمراد أنه عليهالسلام
بعث ليقدّم الإنذار أمام وقوع العقاب ، إزاحة للعلة ، وقطعا للمعذرة. وقد تقدمت
إشارتنا إلى نظائر هذه الاستعارة فى عدة مواضع من هذا الكتاب.
وقوله سبحانه : ﴿ قُلْ
جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ [٤٩] وهذه استعارة.
لأن الإبداء والإعادة يكونان فى القول ، ويكونان فى الفعل. فأما كونهما فى الفعل
فبقوله سبحانه : ﴿
وَهُوَ
الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾
وأما كونهما فى القول فإن القائل يقول : سكت فلان فلم يعد ولم يبدئ. أي لم يتكلم
ابتداء ، ولا أحار جوابا. وهاتان الصفتان يستحيل أن يوصف بهما الباطل ـ الذي هو
عرض من الأعراض ـ إلا على طريق الاتساع والمجاز.
وإنما المراد أن الحق قوى وظهر ،
والباطل ضعف واستتر ، ولم يبق له بقية يقوى بها
__________________
بعد ضعفه ، ويجبر بعد
وهنه. أي ما تقوم
له قائمة فى بدء ولا عود. والبدء : الحال الأولى. والعود : الحال الأخرى. وكذلك
الإبداء والإعادة.
ويجوز أن يكون لذلك وجه آخر ، وهو أن
يكون المعنى أن الباطل كان عند غلبة الحق وظهوره بمنزلة الواجم الساكت ، والحائر
الذاهل ، الذي لا قدرة له على الحجاج ، ولا قوة له على الانتصار. كقولهم : سكت فما
أعاد ولا أبدأ. عند وصف الإنسان بالحيرة ، أو غلبة الفكرة.
وقد قيل أيضا فى ذلك وجه آخر يخرج به
الكلام عن حيز الاستعارة. وهو أن يكون المراد أن صاحب الباطل لا يبدئ ولا يعيد عند
حضور صاحب الحق ، ضعفا عن حجاجه ، وضلالا عن منهاجه. فجعل المضاف هاهنا فى موضع
المضاف إليه. وذلك كثير فى كلامهم.
وقوله تعالى : ﴿ وَيَقْذِفُونَ
بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾
[٥٣] وهذه استعارة. والمراد بذلك ـ والله أعلم ـ أنهم يقولون ما لا يعلمون ،
ويظنون ولا يتحققون. فهم بمنزلة الرامي غرضا بينه وبينه مسافة متباعدة ، فلا يكون
سهمه أبدا إلا قاصرا عن الغرض ، وعادلا عن السّدد.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها
الملائكة
عليهمالسلام
قوله سبحانه : ﴿ إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [١٠] وهذه استعارة.
وليس المراد أن هناك على الحقيقة شيئا يوصف بالصعود ، ويرتقى من سفال إلى علو.
وإنما المراد أن القول الطيب والعمل الصالح متقبلان عند الله تعالى ، واصلان إليه
سبحانه. بمعنى أنهما يبلغان رضاه ، وينالان زلفاه. وأنه تعالى لا يضيعهما ولا يهمل
الجزاء عليهما. وهذا كقول القائل لغيره : قد ترقّى الأمر إلى الأمير. أي بلغه ذلك
على وجهه ، وعرفه على حقيقته. وليس يريد به الارتقاء الذي هو الارتفاع ، وضده
الانخفاض.
ووجه آخر : قيل إن معنى ذلك صعود
الأقوال والأعمال إلى حيث لا يملك الحكم فيه إلا الله سبحانه. كما يقال : ارتفع
أمر القوم إلى القاضي. إذا انتهوا إلى أن يحكم بينهم ، ويفصل خصامهم. ووجه آخر :
قيل إن الله سبحانه لما كان موصوفا بالعلو على طريق الجلال والعظمة ، لا على طريق
المدى والمسافة ، فكل ما يتقرب به إليه من قول زكى ، وعمل مرضى فالإخبار
عنه يقع بلفظ الصعود والارتفاع ، على طريق المجاز والاتساع.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ، وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ
حِمْلِهَا
__________________
لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ
كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ﴾
[١٨] وقد مضى نظير هذا الكلام فى الأنعام ، وفى بنى إسرائيل ، وتركنا الإشارة إليه
هناك لما جاءت فى هذا الموضع زيادة حققت الكلام بالاستعارة ، فاحتجنا إلى العبارة
عنها أسوة بنظائرها
. فنقول : إن قوله سبحانه : ﴿
وَلَا
تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴾ أي لا تحمل حاملة
حمل غيرها يوم القيامة. يقال : وزر ، يزر وزرا. إذا حمل. والاسم الوزر. ومن ذلك
أخذ اسم الوزير ، لأنه حامل الثّقل عن الأمير. والمعنى : ولا يحمل مذنب ذنب غيره ،
ولا يؤخذ بجرمه وجنايته.
والزيادة فى هذا الموضع قوله تعالى : ﴿ وَإِن
تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ
كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ﴾
فشبّه تعالى استغاثة المثقّل من الآثام باستغاثته من الإعياء. لأن من عادة من تلك
حاله أن يطلب من يشاطره الحمل ، ويخفف عنه الثّقل. فأما فى ذلك اليوم فلا يهم كلّ
امرئ إلا نفسه ، ولا يعنيه
إلا أمره ، ولا يعين أحد أحدا ، ولا يخفف مدعوّ من داع ثقلا ، ولو كان أولى الناس
بأمره ، وأقربهم التياطا به ، وانتياطا
بنسبه.
وإنما قاله سبحانه : مثقلة. ولم يقل :
مثقل. لأنه ردّ ذلك إلى النفس ، ولم يردده إلى الشخص.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَا
يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾ [٤٣] وهذه استعارة.
__________________
والمراد أن الله
سبحانه يعاقب المشركين على مكرهم بالمؤمنين ، فكأنما مكروا بأنفسهم ، ووجّهوا
الضرر إليهم ، لا إلى غيرهم ، إذ كان المكر عائدا بالوبال عليهم. ومعنى لا يحيق أي
لا يحلّ
، ولا ينزل ، ولا يحيط إلا بهم.
وهذه الألفاظ كلها بمعنى واحد.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « يس »
قوله تعالى : ﴿ إِنَّا
جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم
مُّقْمَحُونَ ، وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ
سَدًّا ، فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [ ٧ ، ٨ ] .
وهاتان استعارتان. ومن أوضح الأدلة على
ذلك أنّ الكلام كلّه فى أوصاف القوم المذمومين. وهم فى أحوال الدنيا دون أحوال
الآخرة.
ألا ترى قوله تعالى بعد ذلك : ﴿ وَسَوَاءٌ
عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [١٠] . وإذا كان
الكلام محمولا على أحوال الدنيا دون أحوال الآخرة ، وقد علمنا أن هؤلاء القوم
الذين ذهب الكلام إليهم كان الناس يشاهدونهم غير مقمحين بالأغلال ولا مضروب عليهم
بالأسداد ، علمنا أن الكلام خرج مخرج قوله سبحانه : ﴿
خَتَمَ
اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ
وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾
وكأنّ ذلك وصف لما
كان عليه الكفار عند سماع القرآن من تنكيس الأذقان ، ولى الأعناق ، ذهابا عن الرشد
، واستكبارا عن الانقياد للحق ، وضيق صدور بما يرد عليهم من مواقع البيان ، وقوارع
القرآن. وقد اختلف فى معنى الإقماح. فقال قوم : هو غض الأبصار ، واستشهدوا بقول
بشر بن أبى
خازم فى ذكر السفينة.
__________________
|
و نحن على جوانبها قعود
|
|
نغضّ الطّرف كالإبل القماح
|
وقال قوم : المقمح : الرافع رأسه
متعمدا. فكأنّ هؤلاء المذمومين شبّهوا على المبالغة فى وصف تكارههم للإيمان ،
وتضايق صدورهم لسماع القرآن ، بقوم عوقبوا فجذبت أذقانهم بالأغلال إلى صدورهم
مضمومة إليها أيمانهم ، ثم رفعت رءوسهم ، ليكون ذلك أشدّ لإيلامهم ، وأبلغ فى
عذابهم.
وقيل : إن المقمح الغاضّ بصره بعد رفع
رأسه ، فكأنه جامع بين الصفتين جميعا.
وقيل إن قوله تعالى : ﴿ فَهِيَ
إِلَى الْأَذْقَانِ ﴾
يعنى به أيمانهم المجموعة بالأغلال إلى أعناقهم ، فاكتفى بذكر الأعناق من الأيمان
لأن الأغلال تجمع بين الأيمان والأعناق. وكذلك معنى السّدّ المجعول بين أيديهم ومن
خلفهم ، إنما هو تشبيه بمن قصر خطوه وأخذت عليه طرقه. ولما كان ما يصيبهم من هذه
المشاق المذكورة والأحوال المذمومة إنما هو عقيب تلاوة القرآن عليهم ، ونفث قوارعه
فى أسماعهم ، حسن أن يضيف سبحانه ذلك إلى نفسه ، فيقول : إنا جعلناهم على تلك
الصفات.
وقد قرئ سدّا بالفتح ، وسدا بالضم. وقيل
إن السدّ بالفتح ما يصنعه الناس ، والسّدّ بالضم ما يصنعه الله تعالى.
وقال بعضهم : المراد بذكر السد هاهنا :
الإخبار عن خذلان الله سبحانه إياهم ، وتركه نصرهم ومعونتهم ، كما تقول العرب فى
صفة الضال المتحير : فلان لا ينفذ فى طريق يسلكه ، ولا يعلم أمامه أم وراءه خير
له. وعلى ذلك قول الشاعر :
__________________
|
فأصبح لا يدرى وإن كان حازما
|
|
أ قدّامه خير له أم وراؤه
|
وأما قوله سبحانه : ﴿ فَأَغْشَيْنَاهُمْ
فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾
فهو أيضا فى معنى الختم والطّبع ، وواقع على الوجه الذي يقعان عليه. وقد تقدم
إيماؤنا إليه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَآيَةٌ
لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴾ [٣٧] . وهذه
استعارة. والمراد نخرج منه النهار ، ونستقصى تخليص أجزائه ، حتى لا يبقى من ضوء
النهار شىء مع ظلمة الليل ، فإذا الناس قد دخلوا فى الظلام. وهذا معنى قوله تعالى
: ﴿
فَإِذَا
هُم مُّظْلِمُونَ ﴾
كما يقال : أفجروا. إذا دخلوا فى الفجر ، وأنجدوا. وأتهموا. إذا دخلوا نجدا
وتهامة.
والسّلخ : إخراج الشيء مما لابسه والتحم
به. فكل واحد من الليل والنهار متصل بصاحبه اتصال الملابس بأبدانها ، والجلود
بحيوانها. ففي تخليص أحدهما من الآخر ـ حتى لا يبقى معه منه ظرف ، ولا عليه منه
أثر ـ آية باهرة ، ودلالة قاهرة
. فسبحان الله رب العالمين.
وقوله سبحانه فى ذكر البعث : ﴿ قَالُوا
يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ، هَٰذَا مَا وَعَدَ
الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
﴾
[٥٢] وهذه استعارة. لأن المرقد هاهنا عبارة عن الممات ، فشبّهوا حال موتهم بحال
نومهم ، لأنها أشبه الأشياء بها. وكذلك قوة شبه حال الاستيقاظ بحال الإحياء
والإنشار. وعلى ذلك قوله عليهالسلام
: ( إنّكم تموتون كما تنامون ، وتبعثون كما تستيقظون )
. وقال بعضهم : الاستعارة هاهنا أبلغ من الحقيقة. لأن
__________________
النوم أكثر من الموت
، والاستيقاظ أكثر من الإحياء بعد الموت. لأن الإنسان الواحد يتكرر عليه النوم
واليقظة مرات ، وليس كذلك حال الموت والحياة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَوْ
نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ ، فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ
فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ
﴾
[٦٦] . وهذه استعارة. والمراد بالطمس هاهنا : إذهاب نور الأبصار حتى يبطل إدراكها
، تشبيها بطمس حروف الكتاب ، حتى تشكل قراءتها.
وفيه أيضا زيادة معنى ، لأنه يدلّ على
محو آثار عيونهم ، مع إذهاب أبصارها ، وكسف أنوارها. وقيل معنى الطّمس إلحام
الشقوق التي بين الأجفان حتى تكون مبهمة ، لا شقّ فيها ، ولا شفر لها. يقولون :
أعمى مطموس وطميس ، إذا كان كذلك.
وقوله سبحانه : ﴿ وَمَن
نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾
[٦٨] وقرئ : ننكّسه بالتشديد. وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ أنّا نعيد
الشيخ الكبير إلى حال الطفل الصغير فى الضّعف بعد القوّة ، والتثاقل بعد النهضة ،
والإخلاق
بعد الجدّة. تشبيها بمن انتكس على رأسه ، فصار أعلاه سفلا ، وأسفله علوا.
وقوله سبحانه : ﴿ لِّيُنذِرَ
مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾
[٧٠] وهذه استعارة. والمراد بالحي هاهنا : الغافل الذي يستيقظ إذا أوقظ ، ويتّعظ
إذا وعظ. فسمّى سبحانه المؤمن
الذي ينتفع بالإنذار حيا لنجاته ، وسمّى الكافر الذي لا يصغى إلى الزواجر ميتا
لهلكه.
وقوله سبحانه : ﴿ أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ
لَهَا مَالِكُونَ ﴾
[٧١] وهذه استعارة. والمراد بذكر الأيدى هاهنا قسمان من أقسام اليد فى اللغة
__________________
العربية. إما أن تكون
بمعنى القوة ، وبمعنى تحقيق الإضافة. فكأنه سبحانه قال : أ ولم يروا أنا خلقنا لهم
أنعاما اخترعناها بقوة تقديرنا ، ومتقن تدبيرنا.
أو يكون المعنى أنّ هذه الأنعام مما
تولّينا خلقه من غير أن يشاركنا فيه أحد من المخلوقين. لأن المخلوقين قد يعملون
سفائن البحر ، ولا يعملون سفائن البرّ ، التي هى الأنعام المذللة ظهورها ،
والمحلّلة لحومها. فهذا وجه فائدة الإضافة فى قوله تعالى : ﴿ مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
﴾
. والله أعلم.
ومن السورة التي يذكر
فيها « الصافات »
قوله تعالى : ﴿ وَعِندَهُمْ
قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ، كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾
[ ٤٨ ، ٤٩ ] وهذه استعارة. والمراد بالقاصرات الطّرف هاهنا : اللواتى جعلن نظرهن
مقصورا على أزواجهنّ. أي حبسن النظر عليهم ، فلا يتعدينهم إلى غيرهم. وجىء بذكر
الطّرف على طريق المجاز. وإلا فحقيقة المعنى أنهن حبسن الأنفس على الأزواج عفّة
ودينا ، وخلقا وصونا.
وإنما وقعت الكناية عن هذا المعنى بقصر
الطّرف ، لأن طماح الأعين فى الأكثر يكون سببا لتتبّع النفوس وتطرّب القلوب ، وعلى
هذا قول الشاعر :
|
و إنّكإن أرسلت طرفك رائدا
|
|
لقلبك يوما أتعبتك المناظر
|
والطرف هاهنا واحد فى تأويل الجميع :
ونظيره قوله سبحانه : ﴿
خَتَمَ
اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ
﴾
. أي على أسماعهم ،
أو مواضع استماعهم.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « ص »
قوله تعالى : ﴿ وَفِرْعَوْنُ
ذُو الْأَوْتَادِ ﴾
[١٢] وهذه استعارة على بعض الأقوال ، وهو أن يكون معنى ذى الأوتاد يعنى ذو الملك
الثابت ، والأمر الواطد ، والأسباب التي بها يثبت السلطان ، كما يثبت الخباء
بأوتاده ، ويقوم على عماده.
وقد يجوز أيضا أن يكون معنى ذى الأوتاد
، أي ذو الأبنية المشيّدة ، والقواعد الممهدة ، التي تشبّه بالجبال فى ارتفاع
الرءوس ورسوخ الأصول. لأن الجبال تسمى أوتاد الأرض. قال سبحانه : ﴿ وَالْجِبَالَ
أَوْتَادًا ﴾
.
وقوله سبحانه : ﴿ وَمَا
يَنظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴾ [١٥] . وقرئ : من
فواق بالضم. وقد قيل
إنهما لغتان ، وذلك قول الكسائي. وقال أبو عبيدة : من فتح أراد مالها من راحة ،
ومن ضمّ أراد مالها فى إهلاكهم من مهلة بمقدار فواق الناقة ، وهى الوقفة التي بين
الحلبتين. والموضع الذي يحقق الكلام بالاستعارة على قراءة من قرأ من فواق بالفتح ،
أن يكون سبحانه وصف تلك الصيحة بأنها لا إفاقة من سكرتها ، ولا استراحة من كربتها
، كما يفيق المريض من علته ، والسكران من نشوته. والمراد أنه لا راحة للقوم منها.
فجعل سبحانه الراحة لها على طريق المجاز والاتساع. ومثله كثير فى الكلام.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّ
هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ ،
فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴾ [٢٣] . وهذا الكلام
داخل فى حيّز الاستعارة. لأن النعاج هاهنا كناية عن النساء. وقد جاءت فى أشعارهم
الكناية عن المرأة بالشاة ، وعلى ذلك قول الأعشى.
|
فرميت غفلة عينه عن شاته
|
|
فأصبت حبة قلبها وطحالها
|
أي : عن امرأته. وقال عنترة :
|
يا شاة ما قنص لمن حلّت له
|
|
حرمت علىّ وليتها لم تحرم
|
وربما سمّوا الظّبية نعجة ، والظّبية
شبيهة بالمرأة ، فتكون اللفظة مستعارة على هذا التركيب.
وإنما شبّهت النساء بالنعاج لأن النعاج
يرتبطن للاحتلاب والاستنتاج ، والنساء يصطفين للاستمتاع والاستيلاد.
وقوله تعالى فى ذكر الخيل حاكيا عن
سليمان عليهالسلام
لما عرضت عليه ، فكاد أن يفوته للشّغل بها وقت صلاة كان يصلّيها ، فضرب رءوسها
وعراقيبها بالسيف ، على ما وردت به الأخبار : ﴿
رُدُّوهَا
عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ﴾ [٣٣] وهذه استعارة.
لأن المسح هاهنا ـ فى أكثر أقوال أهل التأويل ـ
__________________
كناية عن الضّرب
بالسيف. وامتسح رأسه : إذا فعل به ذلك. وهذه الباء هاهنا للإلصاق. فكأنه تعالى قال
: وألصق السيف بسوقها وأعناقها. كما يقول القائل : مسحت يدى بالمنديل. أي ألصقتها
به. وعلى ذلك قول الشاعر
:
|
نمشّ بأعراف الجياد أكفّنا
|
|
إذا نحن قمنا عن شواء مضهّب
|
أي نلصق أيدينا بأعرافها ، كما نلصقها
بالمناديل التي تمسح بها الأيدى. وقد صرّح بذلك الشاعر الآخر
فقال :
* أعرافهنّ لأيدينا
مناديل *
والشاهد الأعظم على ذلك ما ورد فى
التنزيل من قوله سبحانه : ﴿
وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾
على قراءة من قرأ : ﴿
وَأَرْجُلَكُمْ ﴾
حرّا. أي ألصقوا المسح بهذه المواضع. وهذه الآية يستدل بها أهل العراق على أنّ
استيعاب الرأس بالمسح ليس بواجب ، خلافا لقول مالك. وقال لى الشيخ أبو بكر محمد
__________________
ابن موسى
الخوارزمي ـ أدام الله توفيقه ـ عند بلوغي عليه فى القراءة من مختصر أبى جعفر
الطحاوي
إلى هذه المسألة : سألت أبا على الفارسي النحوي
وأبا الحسن على ابن عيسى الرماني
: هل يقتضى ظاهر الآية إلصاق الفعل بجميع المحل أو بالبعض ؟ فقالا جميعا : إذا
ألصق الفعل ببعض المحل تناوله الاسم. قال : وهذا يدل على الاقتصار على مسح بعض
الرأس كما يقوله أصحابنا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاذْكُرْ
عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي
وَالْأَبْصَارِ ﴾
[٤٥] وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ أولى القوى فى العبادة ، والبصائر
فى الطاعة.
ولا يجوز أن يكون المراد بالأبصار هاهنا
الجوارح والحواس ، لأن سائر الناس يشاركون الأنبياء عليهمالسلام
فى خلق ذلك لهم. ولا يحسن مدح الإنسان بأن له يدا وقدما وعينا وفما. وإنما يحسن أن
يمدح بأن له نفسا شريفة ، وهمة منيفة ، وأفعالا جميلة ، وخلالا محمودة.
وقيل أيضا معنى أولى الأيدى : أي أولى
النّعم فى الدين ، لأن ورود اليد بمعنى النعمة
__________________
مشهور فى كلامهم ،
فإنهم أسدوا إلى الناس أيديا بدعايتهم إلى الإيمان ، وافتلاتهم من حبائل الضّلال.
وأما قوله سبحانه وتعالى فى هذه السورة
: ﴿
مَا
مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [٧٥] فقد مضى من
الكلام على قوله تعالى فى يس : ﴿
أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ
لَهَا مَالِكُونَ ﴾
ما هو بعينه الكلام
على هذا الموضع ، فلا فائدة فى إعادته. وجملته أن المراد بقوله تعالى : ﴿ لِمَا
خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾
مزية الاختصاص بخلق آدم عليهالسلام
من غير معونة معين ، ولا مظاهرة ظهير.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الزّمر »
قوله تعالى : ﴿ يُكَوِّرُ
اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ ، وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ﴾ [٥] وهذه استعارة.
والمعنى : يعلى هذا على هذا. وذلك مأخوذ من قولهم : كار العمامة على رأسه يكورها.
إذا أرادها عليه. وقد قالوا : طعنه فكوّره. أي صرعه. ومنه قول أبى كبير الهذلي
:
|
متكورين على المعاري بينهم
|
|
ضرب كتعطاط المزاد الأنجل
|
ومنه الحديث المأثور : ( نعوذ بالله من
الحور بعد الكور )
أي من الإدبار بعد الإقبال. وقيل من القلة بعد الكثرة. لأنهم يسمّون القطيع الكثير
من البقر وغيرها كورا. ومنه قول أبى ذؤيب
فى صفة الثور :
__________________
|
و لا شبوب من الثيران أفرده
|
|
عن كوره كثرة الإغراء والطّرد
|
أي عن سربه الكثير.
فيجوز أن يكون معنى ﴿ يُكَوِّرُ
اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ﴾ على قول من يقول :
طعنه فكوّره ، يريد : فصرعه. أي يلقى الليل على النهار ، ويلقى النهار على الليل.
ويكون المعنى على قول من يذهب إلى أن
الكور اسم للكثرة ، أي يكثر أجزاء الليل على أجزاء النهار ، حتى يخفى ضوء النهار
وتغلب ظلمة الليل. ويكوّر النهار على الليل. أي يكثر أجزاء النهار ، حتى تظهر
وتنتشر وتتلاشى فيها أجزاء الليل وتضمحل.
وقوله سبحانه : ﴿ اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ، فَيُمْسِكُ
الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ
إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾
[٤٢] وفى هذا الكلام استعارة خفية. وذلك أنّ قوله تعالى : ﴿ اللَّهُ
يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾
أي يقبضها ﴿
وَالَّتِي
لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ﴾
منسوق تعبير. فظاهر الخطاب يقتضى أنه سبحانه يتوفّى الأنفس التي لم تمت فى منامها
أيضا. ونحن نجد أمارة بقاء نفس النائم فى جسده بأشياء كثيرة. منها ظهور التنفس
والحركة وحذف لسانه بالكلمة بعد الكلمة ، وغير ذلك مما يجرى مجراه. فيكون معنى
توفّى النفس النائمة هاهنا اقتطاعها عن الأفعال التمييزية ، والحركات الإرادية ،
كالعزوم
والقصود وترتيب القيام والقعود ، إلى غير ذلك مما فى معناه.
وقال بعضهم : الفرق بين قبض النوم وقبض
الموت أن قبض النوم يضاد اليقظة
__________________
وقبض الموت [ يضاد
الحياة ]
. وقبض النوم تكون الروح معه فى البدن ، وقبض الموت تخرج الروح معه من البدن.
وقوله سبحانه : ﴿
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ
اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
﴾
[٥٦] وهذه استعارة. وقد اختلف فى المراد بالجنب هاهنا. فقال قوم : معناه فى ذات
الله.
وقال قوم : معناه فى طاعة الله ، وفى
أمر الله. لأنه ذكر الجنب على مجرى العادة فى قولهم : هذا الأمر مغال فى جنب ذلك
الأمر أي فى جهته. لأنه إذا عبّر عنه بهذه العبارة دل
على اختصاصه به من وجه قريب من معنى صفته.
وقال بعضهم : معنى فى جنب الله. أي فى
سبيل الله ، أو فى الجانب الأقرب إلى مرضاته ، بالأوصل إلى طاعاته.
ولما كان الأمر كلّه يتشعب إلى طريقين :
إحداهما هدى ورشاد ، والأخرى غىّ وضلال ، وكلّ واحد منهما مجانب لصاحبه ، أو هو فى
جانب ، والآخر فى جانب ، وكان الجنب والجانب بمعنى واحد ، حسنت العبارة هاهنا عن
سبيل الله بجنب الله ، على النحو الذي ذكرناه.
وقوله تعالى : ﴿ لَّهُ
مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
[٦٣] وهذه استعارة. والمقاليد : المفاتيح. قال أبو عبيدة : واحدها مقليد ، وواحد
الأقاليد إقليد. وهما بمعنى واحد. وقال غيره : واحدها قلد على غير قياس.
__________________
وقال أبو عمرو بن العلاء
: وجهه فى العربية أن يكون الواحد على لفظ مقلد ؛ ثم تجمع مقالد. فمن شاء أن يشبع
كسرة اللام قال مقاليد. كما قالوا : درهم ودراهيم.
قال : وسمعت أبا المنذر يقول : واحد
المفاتيح مفتاح. وواحد المفاتح مفتح. والمعنيان جميعا واحد.
والمراد بمقاليد السموات والأرض هاهنا ـ
والله أعلم ـ أي مفاتيح خيراتهما ، ومعادن بركاتهما ، من إدرار الأمطار ، وإيراق
الأشجار ، وسائر وجوه المنافع ، وعوائد المصالح.
وقد وصف سبحانه السماء فى عدة مواضع
بأنّ لها خزائن وأبوابا ، فحسن على مقتضى الكلام أن توصف بأن لها مقاليد وأغلاقا.
قال سبحانه : ﴿ لَا
تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ﴾
وقال تعالى : ﴿ فَفَتَحْنَا
أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴾
وقال عزّ من قائل : ﴿ وَلِلَّهِ
خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
.
وقالوا : خزائن السموات الأمطار ،
وخزائن الأرض النبات. وقد يجوز أن يكون معنى : ﴿
لَّهُ
مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
أي طاعة السموات والأرض ومن فيهن. كما يقال : ألقى فلان إلى فلان مقاليده. أي
أطاعه ، وفوّض إليه أمره.
وعلى ذلك قول الأعشى
:
__________________
|
فتى لو ينادى الشّمس ألقت قناعها
|
|
أو القمر السّارى لألقى المقالدا
|
أي لسلم العلوّ إليه ، واعترف له به.
وقال بعض العلماء : ليس قول الشاعر
هاهنا : ينادى الشمس ، من النداء الذي هو رفع الصوت ، وإنما هو من المجالسة. تقول
: ناديت فلانا. إذا جالسته فى النادي. فكأنه قال : لو يجالس الشمس لألقت قناعها
شغفا به ، وتبرجا له. وهذا من غريب القول.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالْأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
﴾
[٦٧] وهاتان استعارتان. و معنى قبضته هاهنا أي ملك له وخالص ، قد ارتفعت عنه أيدى
المالكين من بريته ، والمتصرفين فيه من خليقته. وقد ورث تعالى عباده ما كان ملكهم
فى دار الدنيا من ذلك ، فلم يبق ملك إلا انتقل ، ولا مالك إلا بطل.
وقيل أيضا : معنى ذلك أن الأرض فى
مقدوره ، كالذى يقبض عليه القابض ، فتستولى عليه كفه ، ويجوزه ملكه ، ولا يشاركه
فيه غيره.
ومعنى قوله تعالى : ﴿ وَالسَّمَاوَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾
أي مجموعات فى ملكه ، ومضمومات بقدرته. واليمين هاهنا بمعنى الملك. يقول القائل :
هذا ملك يمينى. وليس يريد اليمين التي هى الجارحة. وقد يعبرون عن القوة أيضا
باليمين. فيجوز على هذا التأويل أن يكون معنى قوله سبحانه : ﴿ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ ﴾
أي يجمع أقطارها ويطوى انتشارها بقوته ، كما قال سبحانه : ﴿ يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾
. وقيل فى اليمين هاهنا وجه آخر. وهو أن تكون بمعنى القسم. لأنه سبحانه لما قال فى
« الأنبياء » : ﴿
يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ
نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا
__________________
إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ كان التزامه تعالى
فعل ما أوجبه على نفسه بهذا الوعد كأنه قسم أقسم به ليفعلنّ ذلك. فأخبر سبحانه فى
هذا الموضع من السورة الأخرى أن السموات مطويات بيمينه ، أي بذلك الوعد الذي ألزمه
نفسه سبحانه. وجرى مجرى القسم الذي لا بد أن يقع الوفاء به ، والخروج منه.
والاعتماد على القولين المتقدمين أولى.
ومن حم
وهی السورة
التی یذکر فیها « المؤمن »
قوله تعالى : ﴿ رَبَّنَا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ [٧] وهذه استعارة.
لأن حقيقة السعة إنما توصف بها الأوعية والظروف التي هى أجسام ، ولها أقدار
ومساحات ، والله سبحانه يتعالى عن ذلك.
والمراد ـ والله أعلم ـ أنّ رحمتك وعلمك
وسعا كلّ شىء ، فنقل الفعل إلى الموصوف على جهة المبالغة كقولهم : طبت بهذا الأمر
نفسا. وضقت به ذرعا. أي طابت نفسى ، وضاق ذرعى. وجعل العلم موضع المعلوم ، كما جاء
قوله سبحانه : ﴿
وَلَا
يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾
أي بشيء من معلومه.
وقوله سبحانه : ﴿ رَفِيعُ
الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ
﴾
[١٥] . وفى هذه الآية استعارتان. إحداهما قوله تعالى : ﴿ رَفِيعُ
الدَّرَجَاتِ ﴾
والمعنى : أن منازل العز ، ومراتب الفضل التي يخصّ بها عباده الصالحين ، وأولياءه
المخلصين رفيعة الأقدار ، مشرفة المنار.
فالدرجات المذكورة هى التي يرفع عباده
إليها ، لا التي يرتفع هو بها. تعالى عن ذلك علوّا كبيرا.
__________________
والاستعارة [
الأخرى ] قوله سبحانه : ﴿
يُلْقِي
الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ والرّوح هاهنا كناية
عن الوحى كقوله تعالى : ﴿
وَكَذَٰلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾
وإنما سمّى روحا لأن الناس يحيون به من موت الضلالة ، وينشرون من مدافن الغفلة.
وذلك أحسن تشبيه ، وأوضح تمثيل.
وقوله سبحانه : ﴿ يَعْلَمُ
خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [١٩] وهذه استعارة.
والمراد بخائنة الأعين ـ والله أعلم ـ الرّيب فى كسر الجفون ، ومرامز العيون.
وسمّى سبحانه ذلك خيانة ، لأنه أمارة
للريبة ، ومجانب للعفة.
وقد يجوز أن تكون خائنة الأعين هاهنا
صفة لبعض الأعين بالمبالغة فى الخيانة ، على المعنى الذي أشرنا إليه. كما يقال :
علّامة ، ونسّابة.
وأنشدوا قول الشاعر
فى مثل ذلك :
|
حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن
|
|
للغدر خائنة مغلّ الأصبع
|
أي لم تكن موصوفا بالمبالغة فى الخيانة.
ومعنى مغلّ الأصبع : أي سارق مختلس.
__________________
وأضاف الأغلال إلى الأصبع ، كما أضاف
الآخر الخيانة إلى اليد فى
قوله :
|
أولّيت العراق ورافديه
|
|
فزاريّا أحذّ يد القميص
|
أي خفيف اليد فى السرقة والأخذ الخفيف
السريع. وعنى برافديه : دجلة والفرات.
وإنما ذكرت اليد والأصبع فى هذين
الموضعين ، لأن فعل السارق والمختلس فى الأكثر إنما يكون باستعمال يده ، واستخدام
أصابعه.
__________________
ومن حم
وهى السورة التي تجب
فيها « السجدة »
قوله تعالى : ﴿ وَقَالُوا
قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ﴾ [٥] وهذه استعارة.
والأكنّة جمع كنان ، وهو الستر والغطاء. مثل : عنان ، وأعنّة. وسنان ، وأسنّة.
وليس هناك على الحقيقة شىء مما أشاروا
إليه. وإنما أخرجوا هذا الكلام مخرج الدلالة على استثقالهم ما يسمعونه من قوارع
القرآن ، وبواقع البيان. فكأنهم من قوة الزهادة فيه ، وشدّة الكراهية له ، قد وقرت
أسماعهم عن فهمه ، وأكنّت قلوبهم دون علمه.
وذلك معروف فى عادات الناس أن يقول
القائل منهم لمن يشنأ كلامه ، ويستثقل خطابه : ما أسمع قولك ، ولا أعى لفظك. وإن
كان صحيح حاسّة السمع. إلا أنه حمل الكلام على الاستثقال والمقت.
وعلى هذا قول الشاعر
:
|
و كلام سيّئ قد وقرت
|
|
أذنى عنه ، وما بي من صمم
|
__________________
وقوله تعالى : ﴿ ثُمَّ
اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ، فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
﴾
[١١] . وهذه استعارة. فليس هناك ـ على الحقيقة ـ قول ولا جواب ، وإنما ذلك عبارة عن سرعة تكوين
السموات والأرض. كما قال تعالى : ﴿
إِنَّمَا
قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾
ولو لم يكن المراد ما ذكرنا لكان فى هذا الكلام أمر للمعدوم ، وخطاب لغير الموجود.
وذلك يستحيل من من فعل الحكيم سبحانه.
ومعنى قوله تعالى : ﴿ قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾
أنهما جرتا على المراد ، ووقفتا عند الحدود والأقدار ، من غير معاناة طويلة ، ولا
مشقة شديدة. فكانت فى ذلك جارية مجرى الطائع المميّز إذا انقاد إلى ما أمر به ،
ووقف عند ما وقف عنده.
وقال بعضهم : معنى قوله سبحانه : ﴿ ائْتِيَا
طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ﴾
أي : كونا على ما أريد منكما من لين وشدة ، وسهل وحزونة ، وصعب وذلول ، ومبرم
وسحيل .
والكره والشدة بمعنى واحد فى اللغة
العربية. يقول القائل منهم لغيره : أنا أكره فراقك. أي يصعب علىّ أن أفارقك.
وقال سبحانه : ﴿ كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ﴾
أي شديد عليكم. ومعنى الطوع هاهنا : التشهد
والانقياد من غير إبطاء ولا اعتياص.
وإنما قال سبحانه : ﴿ قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾
لأنه جعل السموات والأرض كلّها كالواحدة والأرض جميعا كذلك ، فحسن أن يعبر عنهما
بعبارة الاثنين دون عبارة الجميع.
__________________
وأما قوله سبحانه : ﴿ قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾
فكان وجه الكلام أن يكون طائعتين ، أو طائعات ردا على معنى التأنيث. فالمراد به ـ
والله أعلم ـ عند بعضهم : قالتا أتينا بمن فينا من الخلق طائعين. فكان ( طائعين )
وصفا للخلق المميزين ، لا وصفا للسماوات والأرض.
وقال بعضهم : لمّا تضمّن الكلام ذكر
السموات والأرض فى الخطاب لهما ، والكناية عنهما بما يخاطب به أهل التمييز ويكنى
به عن السامعين الناطقين ، أجريتا فى رد الفعل إليهما مجرى العاقل اللبيب ،
والسامع المجيب. وذلك مثل قوله تعالى : ﴿
وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾
. ولو أجرى اللفظ
على حقيقته ، وحمل على محجّته لقيل ساجدات. ولكن المراد بذلك لما كان ما أشرنا
إليه حسن ، أن يقال ساجدين ، وطائعين.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأَمَّا
ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ ﴾ [١٧] وهذه استعارة.
والمراد بالعمى هاهنا ظلام البصيرة ، والمتاه فى الغواية. فإن ذلك أخفّ على
الإنسان وأشد ملاءمة للطباع ، من تحمل مشاق النظر ، والتلجيج فى غمار الفكر.
وقوله تعالى : ﴿ وَذَٰلِكُمْ
ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ
الْخَاسِرِينَ ﴾
[٢٣] وهذه استعارة. لأن الظن الذي ظنوه على الحقيقة لم يردهم بمعنى يهلكهم. وإنما
أهلكهم الله سبحانه جزاء على ما ظنوه به من الظنون السيئة ، ونسبوه إليه من
الأفعال القبيحة. فلما كان ذلك الظن سببا فى هلاكهم جاز أن ينسب إليه الهلاك
الواقع بهم.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً ، فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ﴾
[٣٩] وهذه استعارة. وقد مضى الكلام على نظيرها فى « الحج » . إلا أن هاهنا زيادة ،
وهى صفة الأرض بالخشوع ، كما وصفت هناك بالهمود. واللفظان جميعا يرجعان إلى معنى
واحد ، وهو ما يظهر على الأرض من آثار الجدب ، وأعلام المحل ، فتكون كالإنسان
الخاشع الذي قد سكنت أطرافه ، وتطأطأ استشرافه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَإِنَّهُ
لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ، لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ
خَلْفِهِ ، تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
﴾
[٤١] ، [٤٢] وهذه استعارة. وقد قيل فيها أقوال : منها أن يكون المراد بذلك أن هذا
الكتاب العزيز لا يشبهه شىء من الكلام المتقدم له ، ولا يشبهه شىء من الكلام
الوارد بعده. فهذا معنى : ﴿
مِن
بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾
لأنه لو أشبهه شىء من الكلام المتقدم أو الكلام المتأخر لأبطل معجزته ، وفصم حجته.
فكأن الباطل قد أتاه من إحدى الجهتين المذكورتين ، إما من جهة أمامه ، وإما من جهة
ورائه. وهذا معنى عجيب.
وقال بعضهم : معنى ذلك أنه لا تعلق به
الشّبهة من طريق المشاكلة ، ولا الحقيقة من جهة المناقضة ، فهو الحق الخالص الذي
لا يشوبه شائب ، ولا يلحقه طالب.
وقال بعضهم : معنى ذلك أن الشيطان
والإنسان لا يقدران على أن ينتقصا منه حقا ، ولا يزيدا فيه باطلا.
وقال بعضهم : معنى ذلك أنه لا باطل فيه
من الإخبار عمّا كان وما يكون. فكأنّ المراد بقوله سبحانه : ﴿ لَّا
يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ﴾ أي من جهة ما أخبر عنه
من الأمور الواقعة.
وبقوله : ﴿
وَلَا
مِنْ خَلْفِهِ ﴾
أي من جهة ما أخبر عنه من الأمور المتوقعة.
وقوله سبحانه : ﴿ أُولَٰئِكَ
يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾
[٤٤] وهذه استعارة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ صفتهم بالتباعد عن طريق الرشد ،
والإعراض عن دعاء الحق. كأنهم من شدة الذهاب بأسماعهم ، والانصراف بقلوبهم ينادون
من مكان بعيد. فالنداء غير مسمع لهم ، ولا واصل إليهم. ولو سمعوه لضلّ عنهم فهمه ،
للصدّ المنفرج بينهم
وبينه.
وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِذَا
أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ، وَإِذَا
مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴾
[٥١] وهذه استعارة ، والمراد بها صفة الدعاء بالسّعة والكثرة ، وليس يراد العرض
الذي هو ضد للطول. وذلك أن صفة الشيء بالعرض تفيد فيه معنى الطول ، لأنه لو لم يكن
مع العرض طول لكان العرض هو الطّول. ألا ترى أنهم يصفون الرّمح بالطول ، ولا
يصفونه بالعرض إذ كان طوله أضعاف عرضه. ويصفون الإزار بأنه عريض إذ كان عرضه
مقاربا لطوله.
وقد استقصينا شرح ذلك فى كتابنا الكبير
، واقتصرنا منه هاهنا على البلغة الكافية ، والنكتة الشافية.
__________________
ومن حم عسق
وهى السورة التي يذكر
فيها « الشورى »
قوله تعالى : ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا
تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾
[١٣] وهذه استعارة. والمراد بإقامة الدين إعلان شعاره ، وإعلاء مناره ، والدوام
على اعتقاده ، والثبات على العمل بواجباته.
وقد مضى الكلام على نظائر هذه الاستعارة
فيما تقدم.
وقوله سبحانه : ﴿ حُجَّتُهُمْ
دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾
[١٦] وهذه استعارة. والدحض : الزّلق. فكأنه تعالى قال : حجتهم ضعيفة غير ثابتة ،
وزالّة غير متماسكة ، كالواطئ الذي تضعف قدمه فيزلق عن مستوى الأرض ، ولا يستمر
على الوطء. وداحضة هاهنا بمعنى مدحوضة. وإذا نسب الفعل إليها فى الدحوض كان أبلغ
فى ضعف سنادها ، وو هاء عمادها. فكأنها هى المبطلة لنفسها من غير مبطل أبطلها ،
لظهور أعلام الكذب فيها ، وقيام شواهد التهافت عليها. وأطلق تعالى اسم الحجة عليها
وهى شبهة ، لاعتقاد المدلى بها أنها حجة ، وتسميته لها بذلك فى حال النزاع
والمناقلة.
وأيضا فإن المتكلم بها لما أوردها مورد
الحجة ، وأسلكها طريقها ، وأقامها مقامها ، جاز أن يطلق عليها اسمها.
وقوله سبحانه : ﴿ مَن
كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ، وَمَن
كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا
نُؤْتِهِ مِنْهَا ، وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ﴾ [٢٠] وهذه استعارة.
والمراد بحرث الآخرة والدنيا كدح الكادح لثواب الآجلة وحطام العاجلة ، فهذا من
التشبيه العجيب ، والتمثيل المصيب. لأن الحارث المزدرع إنما يتوقع عاقبة حرثه ،
فيجنى ثمرة غراسه ، ويفوز بعوائد ازدراعه.
وقيل معنى : ﴿ نَزِدْ
لَهُ فِي حَرْثِهِ ﴾
أي نعطيه بالحسنة عشرا إلى ما شئنا من الزيادة على ذلك. ومن عمل للدنيا دون الآخرة
أعطيناه نصيبا من الدّنيا دون الآخرة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَيَنشُرُ
رَحْمَتَهُ ، وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [٢٨] وهذه استعارة.
وليس المراد أن هناك رحمة كانت مطويّة فنشرت ، وخفيّة فأظهرت. وإنما معنى الرحمة
هاهنا الغيث المنزّل لإحياء الأرض ، وإخراج النّبت. ونشره عبارة عن إظهار النفع به
، وتعريف الخلق عواقب المصالح بموقعه.
وقوله تعالى : ﴿ وَتَرَاهُمْ
يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ [٤٥] وهذه استعارة.
وقد أشرنا إليها فيما تقدم لمعنى جرّ ذكرها. والمراد بذلك أن نظرهم نظر الخائف
الذليل ، والمرتاب الظّنين. فهو لا ينظر إلا مسترقا ، ولا يغضى إلا مشفقا. وهذا
معنى قولهم : فلان لا يملأ عينيه من فلان. إذا وصفوه بعظم الهيبة له ، وشدّة
المخافة منه. فكأنهم لا ينظرون بمتّسعات عيونهم ، وإنما ينظرون بشفافاتها
. من ذلّهم ومخافتهم.
__________________
وقد يجوز أن يكون الطرف هاهنا بمعنى
العين نفسها. فكأنه تعالى وصفهم بالنظر من عين ضعيفة ، على المعنى الذي أشرنا إليه
، أو يكون الطرف مصدر قولك : طرفت ، أطرف ، طرفا. إذا لحظت. فيكون المعنى أن لحظهم
خفىّ ، لأن نظرهم استراق ـ كما قلنا أولا ـ من عظيم الخيفة ، وتوقّع العقوبة.
ومن حم
وهى السورة التي يذكر
فيها « الزخرف »
قوله سبحانه : ﴿ أَفَنَضْرِبُ
عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ ﴾ [٥] وهذه استعارة.
ويقال : ضربت عنه وأضربت عنه بمعنى واحد.
وسواء قولك ذهبت عنه صفحا ، وأعرضت عنه
صفحا ، وضربت وأضربت عنه صفحا ، ومعنى صفحا هاهنا أي أعرضت عنه بصفحة وجهى.
والمراد ـ والله أعلم ـ أ فنعرض عنكم
بالذّكر ، فيكون الذّكر مرورا بصفحة عنكم من أجل إسرافكم وبغيكم ؟ أي لسنا نفعل
ذلك ، بل نوالى تذكيركم لتتذكروا ، ونتابع زجركم لتنزجروا. ولما كان سبحانه يستحيل
أن يصف نفسه بإعراض الصفحة ، كان الكلام محمولا على وصف الذّكر بذلك على طريق
الاستعارة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالَّذِي
نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا
كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ [١١] وهذه استعارة.
وقد مضى مثلها فيما تقدم ، إلا أن هاهنا إبدال لفظة مكان لفظة. لأن ما مضى
من نظائر هذه الاستعارة إنما يكون يرد بلفظ إحياء الأرض بعد موتها. وورد ذلك هاهنا
بلفظ الإنشار بعد الموت. وهو أبلغ. لأن الإنشار صفة تختص بها الإعادة بعد الموت ،
والإحياء قد يشترك فيه ما يعاد من الحيوان بعد موته ، وما يعاد من النبات والأشجار
بعد تسلبه
وجفوفه. يقال : قد أحيا الله الشجر.
__________________
كما يقال : قد أحيا
البشر. ولا يقال : أنشر الله النبات ، كما يقال : أنشر الأموات.
وقوله سبحانه : ﴿ وَجَعَلَهَا
كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [٢٨] وهذه استعارة.
لأن الكلام الذي هو الأصوات المقطّعة ، والحروف المنظومة ، لا يجوز عليه البقاء.
وإنما المراد ـ والله أعلم ـ أن إبراهيم عليهالسلام
جعل الكلمة التي قالها لأبيه وقومه وهى قوله : ﴿
إِنَّنِي
بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾ [ ٢٦ ، ٢٧ ] باقية
فى عقبه ، بأن وصّى بها ولده ، وأمرهم أن يتواصوا بها ما تناقلتهم الأصلاب ،
وتناسختهم الأدوار. وهذه الكلمة هى
كلمة الإخلاص والتوحيد. والله أعلم.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاسْأَلْ
مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ
الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴾
[٤٥] وهذا الكلام أيضا داخل فى قبيل الاستعارة. لأن مسألة الرسل الذين درجت قرونهم
وخلت أزمانهم غير ممكنة. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ واسأل أصحاب من أرسلنا من
قبلك من رسلنا ، أو استعلم ما فى كتبهم ، وتعرّف حقائق سننهم. وذلك على مثال : ﴿ وَاسْأَلِ
الْقَرْيَةَ ﴾
.
وقال بعضهم : مسألة الرسل هاهنا بمعنى
المسألة عنهم ، عليهمالسلام
، وعمّا أتوا به من شريعة ، وأقاموه من عماد سنّة. وقد يأتى فى كلامهم : اسأل كذا.
أي اطلبه ، واسأل عنه.
قال سبحانه : ﴿ وَأَوْفُوا
بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾
أي مسئولا عنه.
__________________
وقال تعالى : ﴿ وَإِذَا
الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴾
أي سئل عن قتلها ، وطلب بدمها. فكأنه تعالى قال لنبيه عليهالسلام : واسأل عن سنن
الأنبياء قبلك ، [و]
شرائع الرسل الماضين أمامك ، فإنك لا تجد فيها إطلاقا لعبادة معبود إلا الله
سبحانه. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا الكبير.
__________________
ومن حم
وهى السورة التي يذكر
فيها « الدخان »
قوله سبحانه : ﴿ فِيهَا
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾
[٤] وهذه استعارة ، وقد مضى الكلام على مثلها فى بنى إسرائيل. والمراد ـ والله
أعلم ـ تبيين كل أمر حكيم فى هذه الليلة ، حتى يصير كفرق الصبح فى بيانه ، أو مفرق
الطريق فى اتضاحه. ومنه قولهم : فرقت الشعر. إذا خلصت بعضه من بعض ، وبيّنت مخطّ
وسطه بالمدرى
أو بالإصبع.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأَن
لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ [١٩] وهذه استعارة.
والمراد بالعلوّ هاهنا : الاستكبار على الله سبحانه ، وعلى أوليائه.
ويوصف المستكبر فى كلامهم بأن يقال : قد
شمخ بأنفه. وهذه الصفة مثل وصفه بالعلو. لأن الشامخ : العالي.
وقال سبحانه : ﴿ إِنَّ
فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾
أي تجبّر فيها ،
واستكبر على أهلها. وليس يراد بذلك العلوّ الذي هو الصعود. وإنما يراد به العلوّ
الذي هو الاستكبار والعتوّ. وضدّ وصفهم المستكبر بالعلو والتطاول وصفهم المتواضع
بالخشوع والتضاؤل.
وقوله سبحانه : ﴿ فَمَا
بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ﴾ [٢٩] وهذه استعارة.
وقد قيل فى معناها أقوال : أحدها أن البكاء هاهنا بمعنى الحزن ، فكأنه
__________________
تعالى قال : فلم تحزن
عليهم السماء والأرض بعد هلاكهم وانقطاع آثارهم. وإنما عبّر سبحانه عن الحزن
بالبكاء لأن البكاء يصدر عن الحزن فى أكثر الأحوال. ومن عادة العرب أن يصفوا
الدّار إذا ظعن عنها سكّانها ، وفارقها قطّانها بأنها باكية عليهم ، ومتوجعة لهم.
على طريق المجاز والاتساع. بمعنى ظهور علامات الخشوع والوحشة عليها ، وانقطاع
أسباب النعمة والأنسة عنها.
ووجه آخر وهو أن يكون المعنى : لو كانت
السموات والأرض من الجنس الذي يصح منه البكاء لم تبكيا عليهم ، ولم تتوجّعا لهم ،
إذ كان الله سبحانه عليهم ساخطا ، ولهم ماقتا.
ووجه آخر ، قيل معنى ذلك : ما بكى عليهم
من السموات والأرض ما يبكى على المؤمن عند وفاته ، من مواضع صلواته ، ومصاعد
أعماله ، على ما ورد الخبر به.
وفى ذلك وجهان آخران يخرج بهما الكلام
عن طريق الاستعارة ، فأحدهما أن يكون المعنى : فما بكى عليهم أهل السماء والأرض.
ونظائر ذلك فى القرآن كثيرة. والآخر أن يكون المعنى أنه لم ينتصر أحد لهم ، ولم
يطلب طالب بثأرهم.
ومضى فى أشعار العرب : بكينا فلانا
بأطراف الرماح ، وبمضارب الصفاح. أي طلبنا دمه ، وأدركنا ثأره.
__________________
ومن حم
ومن السورة التي يذكر
فيها « الجاثية »
قوله تعالى : ﴿ ثُمَّ
جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا ﴾ [١٨] وهذه استعارة.
لأن الشريعة فى أصل اللغة اسم للطريق المفضية إلى الماء المورود. وإنما سمّيت
الأديان شرائع لأنها الطرق الموصّلة إلى موارد الثواب ، ومنافع العباد ، تشبيها
بشرائع المناهل التي هى مدرجة إلى الماء ، ووصلة إلى الرّواء.
وقوله سبحانه : ﴿ هَٰذَا
كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ﴾
[٢٩] وهذه استعارة. وقد مضت الإشارة إلى نظيرها فيما تقدم. والمعنى أن الكتاب ناطق
من جهة البيان ، كما يكون الناطق من جهة اللّسان. وشهادة الكتاب ببيانه ، أقوى من
شهادة الإنسان بلسانه.
ومن حم
وهى السورة التي يذكر
فيها « الأحقاف »
قوله تعالى : ﴿ ائْتُونِي
بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ ﴾
[٤] وهذه استعارة على أحد التأويلات. وهو أن يكون معنى : ﴿ أَوْ
أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ ﴾
أي شىء يستخرج من العلم بالكشف والبحث ، والطّلب والفحص ، فتثور حقيقته ، وتظهر
خبيئته ، كما تستثار الأرض بالمحافر ، فيخرج نباتها ، وتظهر نثائلها
. أو كما يستثار القنيص من مجاثمه ، ويستطلع من مكامنه.
وسائر التأويلات فى الآية تخرج الكلام
عن حيّز الاستعارة. مثل تأويلهم ذلك على معنى خاصة
من علم. أي بقية من علم ، وما يجرى هذا المجرى.
وأنشد أبو عبيدة للراعى
فى صفة ناقة :
|
و ذات أثارة أكلت عليها
|
|
نباتا فى أكمته قفارا
|
__________________
أي ذات بقية من شحم
رعت عليها هذا النبات المذكور. وقوله قفارا أي خاليا من الناس ، ليس به راعية
غيرها ، فهو أهنأ لها ، وأرفق بها.
وقال صاحب « الغريب
المصنف » : يقال سمنت الناقة على أثارة ، أي على سمن متقدم قد كان قبل ذلك.
__________________
ومن السورة
التي يذكر فيها «
محمد » صلىاللهعليهوآلهوسلم
قوله سبحانه : ﴿ فَإِمَّا
مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾ [٤] وهذه استعارة.
والمراد بالأوزار هاهنا الأثقال ، وهى آلة الحرب وعتادها ، من الدروع ، والمغافر ،
والرماح ، والمناصل وما يجرى هذا المجرى ، لأن جميع ذلك ثقل على حامله ، وشاقّ
على مستعمله.
وعلى هذا قول الأعشى.
|
و أعددت للحرب أوزارها
|
|
رماحا طوالا وخيلا ذكورا
|
|
و من نسج داود موضونة
|
|
تساق مع الحي عيرا فعيرا
|
والمراد بذلك فى الظاهر : الحرب ، وفى
المعنى : أهل الحرب ، لأنهم الذين يصحّ وصفهم بحمل الأثقال ووضعها ، ولبس الأسلحة
ونزعها.
وقوله سبحانه : ﴿ فَإِذَا
عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴾ [٢١] . وهذه استعارة
، لأن العزم لا يوصف بحقيقته إلا الإنسان المميز الذي يوطّن النفس على فعل الأمر
قبل وقته ، عقدا بالمشيئة على فعله. فيصح أن يسمّى عازما عليه ،
__________________
وإنما قال تعالى : ﴿ عَزَمَ
الْأَمْرُ ﴾
مجازا. أي قويت العزائم على فعله ، فصار كالعازم فى نفسه.
وقال بعضهم : معنى عزم الأمر ، أي جدّ
الأمر ، ومنه قول النابغة الذبياني
.
|
حياك ود فأنا لا يحلّ لنا
|
|
لهو النساء لأن الدين قد عزما
|
أي استحكم وجدّ ، وقوى واشتدّ.
وقوله سبحانه : ﴿ أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾
[٢٤] وهذه استعارة. والمراد : أم قلوبهم كالأبواب المقفلة ، لا تنفتح لوعظ واعظ ،
ولا يلج فيها عذل عاذل. وفى لغة العرب أن يقول القائل إذا وصف نفسه بضيق الصدر ،
وتشعّب الفكر : قلبى مقفل ، وصدرى ضيّق. وإذا وصف غيره بضد هذه الصفات : قال انفتح
قلبه ، وانفسح صدره.
وقد يجوز أيضا أن يكون المعنى أن
....
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « ق »
[﴿
وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ
إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾]
[١٦] .... وأراد سبحانه أنه يعلم غيب الإنسان ووساوس إضماره ، ونجىّ أسراره. فكأنه
باستبطانه ذلك منه أقرب إليه من وريده. لأن العالم بخفايا قلبه ، أقرب إليه من
عروقه وعصبه.
وليس القرب هاهنا من جهة المسافة
والمساحة ، ولكن من جهة العلم والإحاطة.
وقوله تعالى : ﴿ جَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ، ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [١٩] وهذه استعارة.
والمراد بسكرة الموت هاهنا : الكرب الذي يتغشى المحتضر عند الموت ، فيفقد له تمييزه
، ويفارق معه معقوله. فشبّه تعالى ذلك بالسّكرة من الشراب ، إلا أن تلك السّكرة
منعمة ، وهذه السّكرة مؤلمة.
وقوله تعالى : ﴿ بِالْحَقِّ
﴾
يحتمل معنيين : أحدهما أن يكون جاءت بالحق من أمر الآخرة ، حتى عرفه الإنسان
اضطرارا ، ورآه جهارا. والآخر أن يكون المراد ﴿
بِالْحَقِّ
﴾
هاهنا أي بالموت الذي هو الحق.
وقوله سبحانه : ﴿ لَّقَدْ
كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ
الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾
[٢٢] . وهذه استعارة والمراد بها ما يراه الإنسان عند زوال التكليف عنه من أعلام
السّاعة ، وأشراط القيامة ، فتزول عنه اعتراضات الشكوك ، ومشتبهات الأمور ، يصدّق
بما كذّب ، ويقرّ بما جحد ، ويكون كأنه قد نفذ
بصره بعد وقوف ،
__________________
وأحدّ بعد كلال
ونبوّ. فهذا معنى قوله سبحانه : ﴿
فَبَصَرُكَ
الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾
.
وقوله تعالى : ﴿ يَوْمَ
نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴾
[٣٠] . وهذه استعارة. لأن الخطاب للنار والجواب منها فى الحقيقة لا يصحان. وإنما
المراد ـ والله أعلم ـ أنها فيما ظهر من امتلائها ، وبان من اغتصاصها بأهلها ،
بمنزلة الناطقة بأنه لا مزيد فيها ، ولا سعة عندها. وذلك كقول الشاعر :
|
امتلأ الحوض وقال قطنى
|
|
مهلا رويدا قد ملأت بطني
|
ولم يكن هناك قول من الحوض على الحقيقة
، ولكن المعنى أن ما ظهر من امتلائه فى تلك الحال جار مجرى القول منه ، فأقام
تعالى الأمر المدرك بالعين ، مقام القول المسموع بالأذن.
وقيل : المعنى أنا نقول لخزنة جهنم هذا
القول ، ويكون الجواب منهم على حدّ الخطاب. ويكون ذلك من قبيل : ﴿ وَاسْأَلِ
الْقَرْيَةَ ﴾
فى إسقاط المضاف
وإقامة المضاف إليه مقامه. وذلك كقولهم : يا خيل الله اركبي. والمراد يا رجال الله
اركبي.
وعلى القول الأول يكون مخرج هذا القول
لجهنم على طريق التقرير لاستخراج الجواب بظاهر الحال ، لا على طريق الاستفهام
والاستعلام. إذ كان الله سبحانه قد علم امتلاءها قبل أن يظهر ذلك فيها. وإنما قال
سبحانه هذا الكلام ليعلم الخلائق صحة وعده ، إذ يقول تعالى : ﴿ لَأَمْلَأَنَّ
جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾
. والوجه
__________________
[ فى قوله
] تعالى فى الحكاية عن جهنم : ﴿
هَلْ
مِن مَّزِيدٍ ﴾
بمعنى لا من مزيد فىّ. وليس ذلك على طريق طلب الزيادة ، وهذا معروف فى الكلام.
ومثله قوله عليهالسلام
: ( وهل ترك
عقيل لنا من دار ؟ ) أي ما ترك لنا دارا.
وقوله سبحانه وتعالى : ﴿ إِنَّ
فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى
السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
﴾
[٣٧] وهذه استعارة. وقد مضى نظير لها فيما تقدم. والمعنى أنه بالغ فى الإصغاء إلى
الذكرى ، وأشهدها قلبه ، فكان كالملقى إليها سمعه ، دنوّا من سماعها ، وميلا إلى
قائلها.
والمراد بقوله تعالى : ﴿ إِنَّ
فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ [٣٧] أي عقل ولبّ. [
و] يعبّر عنهما بالقلب
، لأنهما يكونان بالقلب. أو يكون المعنى : لمن كان به قلب ينتفع به. لأن من القلوب
ما لا ينتفع به ، إذا كان مائلا إلى الغىّ ، ومنصرفا عن الرّشد.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الذاريات »
قوله سبحانه فى صفة حجارة القذف : ﴿ مُّسَوَّمَةً
عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾
[٣٤] وهذه استعارة. والمسوّمة : المعلمة. وأصل ذلك مستعمل فى تسويم الخيل للحرب.
أي تعليمها بعلامات تتميز بها من خيل العدو. شبّهت هذه الحجارة بها لأنها معلّمة
بعلامات تدلّ على مكروه المصابين ، وضرر المعاقبين ، كما كانت الخيل المسوّمة تدل
على ذلك فى لقاء الأعداء. وإرسال هذه للعراك كإرسال تلك للهلاك.
وقيل : إن التسويم فى تلك الحجارة هو أن
تجعل نكتة سوداء فى الحجر الأبيض ، أو نكتة بيضاء فى الحجر الأسود.
وقيل : كان عليها أمثال الطوابيع
والخواتيم. وقد تكلمنا على نظير هذه الاستعارة فى « هود » .
والمراد بقوله تعالى : ﴿ عِندَ
رَبِّكَ ﴾
أي خلقها سبحانه كذلك من غير أن يفعلها فاعل ، أو يجعلها جاعل. فلأجل هذه الحال
وجب أن يجعل لها تعالى هذا الاختصاص بقوله : ﴿
عِندَ
رَبِّكَ ﴾
. وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك أنها مسوّمة فى سلطان الله تعالى وملكوته.
وفى موضع العقاب المعدّ للمذنبين من خلقه.
وقوله تعالى : ﴿ فَتَوَلَّىٰ
بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ [٣٩] وهذه استعارة.
وقد قيل : إن المراد بها أنه أعرض
بجنوده الذين هم كالركن له ، والحجارة
دونه. وقد يسمّى
أعوان المرء وأنصاره أركانه واعتماده
، إذ كان بهم يصول ، وإليهم يؤول.
وقيل أيضا معنى ذلك فتولّى
وسلطانه ، فإن ذلك كالركن له والمانع منه. ونظيره قوله سبحانه حاكيا عن لوط عليهالسلام : ﴿ لَوْ
أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾
أي إلى عزّ دافع ، وسلطان قامع.
وقوله سبحانه : ﴿ وَفِي
عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾ [٤١] وهذه استعارة.
ومعنى العقيم هاهنا التي لا تحمل القطار ، ولا تلقح الأشجار ، ولا تعود بخير ، ولا
تنكشف عن عواقب نفع. فهى كالمرأة التي لا يرجى ولدها ، ولا ينمى عددها.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الطّور »
قوله تعالى : ﴿ أَمْ
تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَٰذَا ، أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [٣٢] وهذه استعارة.
أي كانوا حكماء عقلاء كما يدّعون ، فكيف تحملهم أحلامهم وعقولهم على أن يرموا رسول
الله صلىاللهعليهوسلم
بالسّحر والجنون ، وقد علموا بعده عنهما ، ومباينته لهما ؟
وهذا القول منهم سفه
وكذب ، وهاتان الصفتان منافيتان لأوصاف الحلماء ، ومذاهب الحكماء.
ومخرج قوله سبحانه : ﴿ أَمْ
تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَٰذَا ﴾ مخرج التبكيت لهم ،
والإزراء عليهم. ونظير هذا الكلام قوله سبحانه حاكيا عن قوم شعيب عليهالسلام : ﴿ قَالُوا
يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ﴾
أي دينك وما جئت به من شريعتك التي فيها الصلوات وغيرها من العبادات ، تحملك على
أمرنا بترك ما يعبد آباؤنا
. وقد مضى الكلام على ذلك فى موضعه.
وقوله سبحانه : ﴿ مِنَ
اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴾ [٤٩] وقرئ :
﴿
وَإِدْبَارَ
النُّجُومِ ﴾ بكسر الهمزة. وهذه
استعارة على القراءتين جميعا.
__________________
فمن قرأ بفتح الهمزة
كان معناه : وأعقاب النجوم. أي أواخرها إذا انصرفت. كما يقال : جاء فلان فى أعقاب
القوم. أي فى أواخرهم. وتلك صفة تخصّ الحيوان المتصرف الذي يوصف بالمجيء والذّهاب
، والإقبال والإدبار. ولكنها استعملت فى النجوم على طريق الاتساع. فأمّا قراءة من
قرأ : ﴿
وَإِدْبَارَ
النُّجُومِ ﴾
بالكسر فمعناه قريب من المعنى الأول. فكأنه سبحانه وصفها بالإدبار بعد الإقبال.
والمراد بذلك الأفول بعد الطلوع ، والهبوط بعد الصعود.
ومن السورة التي يذكر
فيها « النّجم »
قوله سبحانه : ﴿ مَا
كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ﴾
[١١] وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ أن ما اعتقده القلب من صحة ذلك المنظر
الذي نظره ، والأمر الذي باشره لم يكن عن تخيّل وتوهّم ، بل عن يقين وتأمّل. فلم
يكن بمنزلة الكاذب من طريق تعمّد الكذب ، ولا من طريق الشكوك والشّبه.
وقوله سبحانه : ﴿ مَا
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴾
[١٧] وهذه استعارة. وهى قريبة المعنى من الاستعارة الأولى. والمراد بذلك ـ والله
أعلم ـ أن البصر لم يمل عن جهة المبصر
إلى غيره ميلا يدخل عليه به الاشتباه ، حتى يشكّ فيما رآه. ولا طغى ، أي لم يجاوز
المبصر ويرتفع عنه ، فيكون مخطئا لإدراكه ، ومتجاوزا لمحاذاته.
فكأن تلخيص المعنى أن البصر لم يقصر عن
المرئىّ فيقع دونه ، ولم يزد
عليه فيقع وراءه ، بل وافق موضعه ، ولم يجاوز موقعه. وأصل الطغيان طلب العلو
والارتفاع ، من طريق الظلم والعدوان ، وهو فى صفة البصر خارج
على المجاز والاتساع.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « انشقاق القمر »
قوله تعالى : ﴿ فَفَتَحْنَا
أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى
الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
﴾
[ ١١ ، ١٢ ] وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ بتفتيح أبواب السماء تسهيل سبل
الأمطار حتى لا يحبسها حابس ، ولا يلفتها لافت. ومفهوم ذلك إزالة العوائق عن مجارى
العيون من السماء ، حتى تصير بمنزلة حبيس فتح عنه باب ، أو معقول أطلق عنه عقال.
وقوله تعالى : ﴿
فَالْتَقَى
الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴾ أي اختلط ماء
الأمطار المنهمرة ، بماء العيون المتفجرة ، فالتقى ماءاهما على ما قدره الله
سبحانه ، من غير زيادة ولا نقصان. وهذا من أفصح الكلام ، وأوقع العبارات عن هذه
الحال.
وقوله سبحانه : ﴿ أَأُلْقِيَ
الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴾ [٢٥] ولفظ إلقاء
الذّكر هاهنا مستعار : والمراد به أن القرآن لعظم شأنه ، وصعوبة أدائه ، كالعبء
الثقيل الذي يشقّ على من حمّله ، وألقى عليه ثقله.
وكذلك قال تعالى : ﴿ إِنَّا
سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾
. وكذلك قول القائل
:( ألقيت على فلان سؤالا ، وألقيت عليه حسابا) أي سألته عما يستكدّ له هاجسه ،
ويستعمل به خاطره.
وقوله سبحانه : ﴿ بَلِ
السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴾
[٤٦] وهذه استعارة. لأن المرارة لا يوصف بها إلا المذوقات والمتطعمات ، ولكنّ
الساعة لما كانت مكروهة عند مستحقّى العقاب ، حسن وصفها بما يوصف به الشيء المكروه
المذاق.
ومن عادة من يلاقى ما يكرهه ، ويرى ما
لا يحبّه ، أن يحدث ذلك تهيّجا فى وجهه ، يدل
__________________
على نفور جأشه ، وشدة
استيحاشه ، فكذلك هؤلاء إذا شاهدوا أمارات العذاب ، ونوازل العقاب ، ظهر فى وجوههم
ما يستدل به على فظاعة الحال عندهم ، وبلوغ مكروهها من قلوبهم ، فكانوا كلائك
المضغة المقرة ،
وذائق الكأس الصّبرة ، فى فرط التقطيب ، وشدة التهيج. وشاهد ذلك قوله سبحانه : ﴿ تَلْفَحُ
وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾
.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الرحمن » سبحانه
قوله تعالى : ﴿ وَالنَّجْمُ
وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ
﴾
[٦] وهذه استعارة : والنجم هاهنا ما نجم من النبات. أي طلع وظهر. والمراد بسجود
النبات والشجر ـ والله أعلم ـ ما يظهر عليها من آثار صنعة الصانع الحكيم ،
والمقدّر العليم ، بالتنقل من حال الاطلاع ، إلى حال الإيناع ، ومن حال الإيراق
إلى حال الإثمار ، غير ممتنعة على المصرّف ، ولا آبية على المدبّر.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالسَّمَاءَ
رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾
[٧] ولفظ الميزان هاهنا مستعار ، على أحد التأويلين. وهو أن يكون معناه العدل الذي
تستقيم
به الأمور ، ويعتدل عليه الجمهور. وشاهد ذلك قوله تعالى : ﴿ وَزِنُوا
بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴾
أي بالعدل فى
الأمور.
وروى عن مجاهد
أنه قال : القسطاس : العدل بالرومية. ويقال : قسطاس ، وقسطاس. بالضم والكسر ،
كقرطاس وقرطاس.
وقوله تعالى : ﴿ مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ﴾ [١٩] ، [٢٠] وهذه
استعارة. والمراد بها أنه سبحانه أرسل البحرين طاميين ، وأمارهما مائعين ،
__________________
وهما يلتقيان
بالمقاربة ، لا بالممازجة ، فبينهما حاجز يمنعهما من الانحراق
ويصدّهما عن الاختلاط.
ومعنى قوله تعالى : ﴿ لَّا
يَبْغِيَانِ ﴾
أي لا يغلب أحدهما على الآخر ، فيقلبه إلى صفته ، إمّا الملح على العذب ، أو العذب
على الملح. وكنى تعالى بلفظ البغي عن غلبة أحدهما على صاحبه. لأن الباغي فى الشاهد
اسم لمن تغلّب من طريق الظلم بالقوة والبسطة ، والتطاول والسطوة.
وقد مضى الكلام على مثل هذه الاستعارة
فيما تقدم. إلّا أن فيها هاهنا زيادة أوجبت إعادة ذكرها.
وقوله سبحانه : ﴿ وَيَبْقَىٰ
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [٢٢] وهذه استعارة.
وقد تقدم الكلام على نظيرها. والمراد : وتبقى ذات ربّك وحقيقته.
ولو كان الكلام محمولا على ظاهره لكان
فاسدا مستحيلا على قولنا وقول المخالفين. لأنه لا أحد يقول من المشبّهة والمجسّمة
، الذين يثبتون لله سبحانه أبعاضا مؤلفة
، وأعضاء مصرّفة إنّ وجه الله سبحانه يبقى ، وسائره يبطل ويفنى. تعالى الله عن ذلك
علوا كبيرا.
ومن الدليل على أن المراد بوجه الله
هاهنا ذات الله قوله سبحانه : ﴿
ذُو
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
﴾
أ لا ترى أنه سبحانه لما قال فى خاتمة هذه السورة : ﴿
تَبَارَكَ
اسْمُ رَبِّكَ ﴾
قال : ﴿
ذِي
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
[٧٨] ولم يقل ( ذو ) لأن اسم الله غير الله ، ووجه
__________________
الله هو الله ، وهذا
واضح البيان ، وقد مضى الكلام على هذا المعنى فيما تقدم.
وقوله سبحانه : ﴿ سَنَفْرُغُ
لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ﴾
[٣١] وهذه استعارة. وقد كان والدي الطاهر الأوحد ، ذو المناقب ، أبو أحمد الحسين
، بن موسى الموسوي ، رضى الله عنه وأرضاه ، سألنى عن هذه الآية فى عرض كلام جرّ
ذكرها ، فأجبته فى الحال بأعرف الأجوبة المقولة فيها. وهو أن يكون المراد بذلك :
سنعمد لعقابكم ونأخذ فى جزائكم على مساوئ أعمالكم ، وأنشدته بيت جرير كاشفا عن
حقيقة هذا المعنى. وهو قوله :
|
ألان وقد فرغت إلى نمير
|
|
فهذا حين صرت لها عذابا
|
فقال : فرغت إلى نمير ، كما يقول : عمدت
إليها. فأعلمنا أن معنى فرغت هاهنا معنى عمدت وقصدت. ولو كان يريد الفراغ من الشغل
لقال : فرغت لها ، ولم يقل فرغت إليها.
وقال بعضهم : إنما قال سبحانه : ﴿ سَنَفْرُغُ
لَكُمْ ﴾
ولم يقل : سنعمد. لأنه أراد أي سنفعل فعل من يتفرغ للعمل من غير تمجيع
فيه ، ولا اشتغال بغيره عنه ، ولأنه لما كان الذي يعمد إلى الشيء ربما قصّر فيه
لشغله معه بغيره ، وكان الفارغ له ـ فى الغالب ـ هو المتوفّر عليه دون غيره ،
دللنا بذلك على المبالغة فى الوعيد من الجهة التي هى أعرف عندنا ، ليقع الزجر
بأبلغ الألفاظ ، وأدلّ الكلام على معنى الإبعاد.
وقال بعضهم : أصل الاستعارة موضوع على
مستعار منه ومستعار له ، فالمستعار منه
__________________
أصل ، وهو أقوى.
والمستعار له فرع ، وهو أضعف. وهذا مطّرد فى سائر الاستعارات ، فإذا تقرر ذلك كان
قوله تعالى : ﴿
سَنَفْرُغُ
لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ﴾
من هذا القبيل.
فالمستعار منه هاهنا ما يجوز فيه الشغل
، وهو أفعال العباد ، والمستعار له ما لا يجوز فيه الشغل ، وهو أفعال الله تعالى.
والمعنى الجامع لهما الوعيد ، إلا أن الوعيد بقول
القائل : سأتفرغ لعقوبتك ، أقوى من الوعيد بقوله : سأعاقبك. من قبل أنه كأنما قال
: سأتجرد لمعاقبتك ، كأنه يريد استفراغ قوّته فى العقوبة له.
ثم جاء القرآن على مطرح كلام العرب ،
لأن معناه أسبق إلى النفس ، وأظهر للعقل ، والمراد به تغليظ الوعيد ، والمبالغة فى
التحذير. ومثل ذلك قوله تعالى فى المدّثّر ، عليه الصلاة والسلام : ﴿ ذَرْنِي
وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾
فالمستعار منه هاهنا
ما يجوز فيه المنع ، وهو أفعال العباد ، والمستعار له ما لا يجوز فيه المنع ، وهو
أفعال القديم سبحانه كما قلنا أولا. والمعنى الجامع لهما التخويف والتهديد.
والتهديد بقول القائل : ذرنى وفلانا ـ
إذا أراد المبالغة فى وعيده ـ أقوى من قوله : خوّف فلانا من عقوبتى ، وحذّره من
سطوتى. وهذا بيّن بحمد الله تعالى.
وقد يجوز أن يكون لذلك وجه آخر ، وهو أن
يكون معنى قوله تعالى : ﴿
سَنَفْرُغُ
لَكُمْ ﴾
أي سنفرّغ لكم ملائكتنا الموكّلين بالعذاب ، والمعدين لعقاب أهل النار. ونظير ذلك
قوله تعالى : ﴿
وَجَاءَ
رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾
أي جاء ملائكة ربّك.
ويكون تقدير الكلام : وجاء ملائكة ربّك وهم صفّا صفّا. كما تقول : أقبل القوم وهم
__________________
زحفا زحفا. و الملك
هاهنا لفظ الجنس، و إنما أعيد ذكر الملك ليدل على المحذوف الذي هو اسم الملائكة،
لأنه ما كان يسوغ أن يقول: و جاء ربك و هم صفّا صفّا، و يريد الملائكة على التقدير
الذي قدرناه، لأن الكلام كان يكون ملبسا، و النظام مختلا مضطربا.
و قد يجوز أيضا أن يكون المعنى: و جاء
أمر ربك، و الملك صفّا صفّا. كلا القولين جائز.
و قرأنا
حمزة و الكسائي: سيفرغ لكم، بالياء و فتحها، و قرأنا
: سنفرغ لكم بالنون كقراءة السبعة.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الواقعة »
قوله
تعالى : ﴿
لَيْسَ
لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾
[٢] وهذه استعارة. والمراد أنها إذا وقعت لم ترجع عن وقوعها ، ولم تعدل عن طريقها
، كما يقولون : قد صدق فلان الحملة
ولم يكذب. أي ولم يرجع على عقبه ، ويقف عن وجهة عزمه جبنا وضعفا ، أو وجلا وخوفا.
وكاذبة هاهنا مصدر ، كقولك : عافاه الله
عافية ، فيكون كذب كذبا وكاذبة. [ و]
تلخيص المعنى : ليس لوقعتها كذب ولا خلف. وقيل أيضا : ليس
لها قضية كاذبة ، لإخبار الله سبحانه بها ، وقيام الدلائل عليها ، فحذف الموصوف
وأقيمت الصفة مقامه ..
وذلك فى كلامهم أظهر من أن يتعاطى
بيانه.
وقيل أيضا : ليس لها نفس كاذبة فى الخبر
عنها ، والإعلام
بوقوعها. والمعنيان واحد.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الحديد »
قوله تعالى : ﴿ هُوَ
الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ
﴾
[٣].
وهذه استعارة عليه سبحانه ، كإطلاقنا
لذلك على غيره ، لأنه سبحانه لا يأتى بالكلام المستعار والمجاز عليه ـ كما قلنا فى
أول هذا الكتاب ـ ولكن لأن ذلك اللفظ أبعد فى البلاغة منزعا ، وأبهر فى الفصاحة
مطلعا.
والواحد منّا ـ فى الأكثر ـ إنما يستعير
أغلاق الكلام ، ويعدل عن الحقائق إلى المجازات ، لأن طرق القول ربما ضاق بعضها
عليه فخالف إلى
.... بقية الكلام ، وربما استعصى بعضها على فكره فعدل إلى المطاوعة.
معنى قوله تعالى : ﴿ هُوَ
الْأَوَّلُ ﴾
أي الذي لم يزل قبل الأشياء كلها ، لا عن انتهاء مدة ، ﴿ وَالْآخِرُ
﴾
أي الذي لا يزال بعد الأشياء كلّها ، لا إلى انتهاء غاية.
﴿
وَالظَّاهِرُ
﴾
المتجلى للعقول بأدلّته ، ﴿
وَالْبَاطِنُ
﴾
أي الذي لا تدركه
أبصار بريّته.
وقال بعضهم : قد يجوز أن يكون معنى
الظاهر هاهنا أي العالم بالأشياء كلها. من قولهم : ظهرت على أمر فلان أي علمته.
ويكون الظاهر مخصوصا بما كان فى الوجود والجهر ، ويكون الباطن مخصوصا بما كان فى
العدم والسر
.
__________________
وتلخيص معنى الظاهر والباطن أنه العالم
بما ظهر وما بطن ، وما استسرّ وما علن.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلِلَّهِ
مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
[١٠] وهذه استعارة على ما تقدم فى كلامنا من نظير ذلك. والمعنى أن الخلائق إذا
فنوا وانقرضوا خلّوا ما كانوا يسكنونه ، وزالت أيديهم عما كانوا يملكونه
..... إلا الله سبحانه ، وصار تعالى كأنه قد ورث عنهم ما تركوه
.... خلفوه. لأنه الباقي بعد فنائهم ، والدائم بعد انقضائهم.
وقوله سبحانه : ﴿ يَوْمَ
تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ﴾
[١٢] وهذه استعارة على أحد التأويلين
....
وقوله سبحانه : ﴿ مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [١٥] وهذه استعارة.
ومعنى مولاكم : أي أملك بكم ، وأولى بأخذكم. وهذا بمعنى المولى
من طريق الرق ، لا المولى من جهة العتق. فكأنّ النار ـ نعوذ بالله منها ـ تملكهم
رقا ، ولا تحررهم عتقا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأَنَّ
الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ ﴾
[٢٩] وهذه استعارة.
ومعنى بيد الله ، أي فى ملك الله وقدرته
، يبسطه إذا شاء على حسب المصالح والمفاسد ، والمغاوى والمراشد. وقد مضى الكلام
على نظائرها.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « المجادلة »
قوله سبحانه : ﴿ مَا
يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ
إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ ، وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ
إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا
﴾
[٧] وظاهر هذا الكلام محمول على المجاز والاتساع ، لأن المراد به إحاطته تعالى
بعلم نجوى المتناجين ، ومعاريض المتخافتين ، فكأنه سبحانه يعلم جميع ذلك ، سامع
للحوار ، وشاهد للسّرار.
ولو حمل هذا الكلام على ظاهره لتناقض. أ
لا ترى أنه تعالى لو كان رابعا لثلاثة فى مكان على معنى قول المخالفين ، استحال أن
يكون سادسا لخمسة فى غير ذلك المكان إلا بعد أن يفارق المكان الأول ، ويصير إلى
المكان الثاني ، فينتقل كما تنتقل الأجسام ، ويجوز عليه الزوال والمقام. وهذا واضح
بحمد الله وتوفيقه.
وقوله سبحانه : ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً
﴾
[١٢] وهذه استعارة. وقد مضت لها نظائر كثيرة.
والمراد بقوله تعالى : ﴿ بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ ﴾
أي أمام نجواكم ، وذلك كقوله سبحانه : ﴿
وَهُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ﴾
أي مطرقة أمام الغيث الوارد ، ومبشّرة بالخير الوافد.
وقوله سبحانه : ﴿ اتَّخَذُوا
أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [١٦] وهذه استعارة.
والكلام وارد فى شأن المنافقين.
والمراد أنهم جعلوا إظهار الإيمان الذين
يبطنون ضدّه جنّة
يعتصمون بها ويستلئمون
__________________
فيها ، تعوّذا بظاهر
الإسلام الذي يسع من دخل فيه ، ويعيذ
من تعوّد به.
وقوله سبحانه : ﴿ كَتَبَ
اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ، إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [٢١] وهذه استعارة.
والمراد بالكتابة هاهنا الحكم والقضاء. وإنما كنى تعالى عن ذلك بالكتابة ، مبالغة
فى وصف ذلك الحكم بالثبات ، وأنّ بقاءه كبقاء المكتوبات.
وقوله سبحانه : ﴿ أُولَٰئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ﴾ [٢٢] وفى هذا الكلام
استعارتان ، إحداهما قوله تعالى : ﴿
أُولَٰئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ﴾
ومعناه أنه ثبّته فى قلوبهم ، وقرّره فى ضمائرهم ، فصار كالكتابة الباقية ،
والرّقوم الثابتة ، على ما أشرنا إليه من الكلام على الاستعارة المتقدمة. وذلك
كقول القائل : هو أبقى من النقش فى الحجر ، ومن النقش فى الزّبر.
والاستعارة الأخرى قوله تعالى : ﴿ وَأَيَّدَهُم
بِرُوحٍ مِّنْهُ ﴾
ولذلك وجهان : إمّا أن يكون المراد بالروح هاهنا القرآن ، لأنه حياة فى الأديان ،
كما أنّ الروح حياة فى أمر الأبدان. وقال سبحانه : ﴿
وَكَذَٰلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ﴾
والمراد القرآن.
والوجه الآخر أن يكون الروح هاهنا معنى
النّصر والغلبة والإظهار للدولة. وقد يعبّر عن ذلك بالريح. والرّوح والريح يرجعان
إلى معنى واحد. وقال سبحانه : ﴿
وَلَا
تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
﴾
أي دولتكم
واستظهاركم.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الحشر »
قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ
تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ [٩] الآية. وهذه
استعارة لأن تبوّؤ الدار هو استيطانها والتمكن فيها ، ولا يصحّ حمل ذلك على حقيقته
فى الإيمان. فلا بدّ إذن من حمله على المجاز والاتساع.
فيكون المعنى أنهم استقروا فى الإيمان
كاستقرارهم فى الأوطان. وهذا من صميم البلاغة ، ولباب الفصاحة. وقد زاد اللفظ
المستعار هاهنا معنى الكلام رونقا. ألا ترى كم بين قولنا : استقرّوا فى الإيمان ،
وبين قولنا : تبوّءوا الإيمان.
وأنا أقول أبدا إن الألفاظ خدم للمعانى
، لأنها تعمل فى تحسين معارضها ، وتنميق مطالعها.
وقوله سبحانه : ﴿ لَوْ
أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا
مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
﴾
[٢١] وهذا القول على سبيل المجاز. والمعنى أن الجبل لو كان مما يعى القرآن ويعرف
البيان ، لخشع فى
سماعه ، ولتصدّع من عظم شأنه ، على غلظ أجرامه ، وخشونة أكنافه. فالإنسان أحق بذلك
منه ، إذ كان واعيا لقوارعه ، وعالما بصوادعه.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الامتحان
»
قوله تعالى : ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ ﴾
[١] وهذه استعارة على أحد التأويلين ، وهو أن يكون المعنى : تلقون إليهم بالمودة
ليتمسّكوا
بها منكم. كما يقول القائل : ألقيت إلى فلان بالحبل ليتعلق به ، وسواء قال : ألقيت
بالحبل ، أو ألقيت الحبل. وكذلك لو قال : ألقيت إلى فلان بالمودة ، أو ألقيت إليه
المودة. وكذلك قولهم : رميت إليه بما فى نفسى ، وما فى نفسى ، بمعنى واحد.
وقال الكسائي : تقول العرب : ألقه من
يدك وألق به من يدك ، واطرحه من يدك ، واطرح به من يدك ، كلام عربى صحيح. وقد قيل
: إن فى الكلام مفعولا محذوفا ، فكأنه تعالى قال : تلقون إليهم أسرار النبي صلىاللهعليهوسلم بالمودة التي بينكم.
وهذه الآية نزلت فى قوم من المسلمين ، كانوا يخالّون قوما من المنافقين ،
فيتسقّطونهم أسرار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، استزلالا لهم ، واستغمارا لعقولهم.
وقوله سبحانه : ﴿ وَيَبْسُطُوا
إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ ﴾ [٢] وهذه استعارة.
لأن بسط الألسن على الحقيقة لا يتأتّى كما يتأتّى بسط الأيدى ، وإنما المراد إظهار
الكلام السيّئ فيهم بعد زمّ الألسن عنهم ، فيكون الكلام كالشيء الذي بسط بعد
انطوائه ، وأظهر بعد إخفائه.
وقد يجوز أيضا أن يكون تعالى إنما حمل
بسط الألسن على بسط الأيدى ، ليتوافق الكلام ، ويتزاوج النظام ، لأن الأيدى
والألسن مشتركة فى المعنى المشار إليه ، فللأيدى الأفعال وللألسن الأقوال. وتلك
ضررها بالإيقاع ، وهذه ضررها بالسّماع.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ وَلا
تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ
﴾
[١٠] وقرأ أبو عمرو وحده ﴿
تُمْسِكُوا
﴾
بالتشديد ، وقرأ بقية السبعة ﴿
تُمْسِكُوا
﴾
بالتخفيف. وهذه استعارة. والمراد بها : لا تقيموا على نكاح المشركات ، وخلاط
الكافرات ، فكنى سبحانه عن العلائق التي بين النساء والأزواج بالعصم ، وهى هاهنا
بمعنى الحبال ، لأنها تصل بعضهم ببعض ، وتربط بعضهم إلى بعض. وإنما سميت الحبال
عصما ، لأنها تعصم المتعلق بها والمستمسك بقوّتها. وقال الشاعر :
و آخذ من كل حىّ عصم
أي حبالا. وهى بمعنى العهود فى هذا
الشعر.
وقال أبو عبيدة : العصمة : الحبل
والسّبب. وقال غيره : العصم : العقد. فكأنه تعالى قال : ولا تمسّكوا بعقد الكوافر
، أي بعقود نكاحهن. وأبو حنيفة يستشهد بهذه الآية على أنه لا عدّة فى الحربية إذا
خرجت إلى دار الإسلام مسلمة ، وبانت من زوجها بتخليفها له فى دار الحرب كافرا :
ويقول إن فى الاعتداد منه تمسّكا بعصمة الكافر التي وقع النهى عن التمسك بها.
ويذهب أن الكوافر هاهنا جمع فرقة كافرة ، كما أن الخوارج جمع فرقة خارجة. ليصحّ
حمل الكوافر على الذكور والإناث.
ويكون قوله تعالى : ﴿ وَلا
تُمْسِكُوا ﴾ خطابا للنبى صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين. والمعنى
: ولا تأمروا النساء بالاعتداد من الكفار ، فتكونوا كأنكم قد أمرتموهنّ بالتمسك
بعصمهم.
وقال أبو يوسف
ومحمد يجب عليها العدّة.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « الصف »
قوله سبحانه : ﴿ فَلَمَّا
زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾
[٥] وهذه استعارة. وكنا أغفلنا الكلام على نظيرها فى آل عمران. وهو قوله تعالى : ﴿ رَبَّنَا
لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾
لأن ذلك أدخل فى باب الكلام على الآي المتشابهة ، وأبعد من الكلام على الألفاظ
المستعارة. إلا أننا رأينا الإشارة إلى هذا المعنى هاهنا ، لأنه مما يجوز أن يجرى
فى مضمار كتابنا هذا ، فنقول :
إن المراد بقوله تعالى : ﴿ رَبَّنَا
لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا ﴾
أي لا تحمّلنا من التكاليف ما لا طاقة لنا به ، فتزيغ قلوبنا ، أي تميل عن طاعتك ،
وتعدل عن طريق مرضاتك ، فتصادفها زائغة ، أو يحكم عليها الزيغ عند كونها زائغة.
وقد يجوز أن يكون المراد بذلك : أي أدم
لنا ألطافك وعصمك لتدوم قلوبنا على الاستقامة ، ولا تزيغ
عن مناهج الطاعة. وحسن أن يقال : لا تزغ قلوبنا بمعنى الرغبة فى إدامة الألطاف ،
لما كان إعدام تلك الألطاف فى الأكثر يكون عنه زيغ القلوب ، ومواقعة الذنوب.
وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا
الكبير.
وأما قوله تعالى فى هذه السورة : ﴿ فَلَمَّا
زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾
فهو أوضح فيما يذهب إليه من الأول ، لأنه سبحانه لما زاغوا عن الحق حكم عليهم
بالزّيغ عنه ، وحكمه
__________________
بذلك أن يأمر أولياءه
بذمّهم ولعنهم والبراءة منهم عقوبة لهم على ذميم فعلهم. وقد يجوز أن يكون معنى ذلك
أنهم لما زاغوا عن الحق خذلهم وأبعدهم وخلّاهم واختيارهم ، وأضاف سبحانه الفعل إلى
نفسه على طريق الاتساع ، لما كان وقوع الزّيغ منهم مقابلا لأمره لهم باتباع الحقّ
، وسلوك الطريق النهج. كما قال تعالى : ﴿
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ
سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي
﴾
أي وقع نسيانكم
لذكرى ، فى مقابلة أمر أولئك العباد الصالحين لكم بأن تسلكوا الطريق الأسلم ،
وتتّبعوا الدين الأقوم.
ومن السورة التي يذكر
فيها « الجمعة »
قوله سبحانه : ﴿ وَلَا
يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمِينَ ﴾
[٧] وهذه استعارة. والمراد : ولا يتمنّون الموت أبدا خوفا مما فرط منهم من الأعمال
السيئة ، والقبائح المجترحة. ونسب تعالى تلك الأفعال إلى الأيدى لغلبة الأيدى على
الأعمال ، وإن كان فيها ما يعمل بالقلب واللسان.
ومن السورة التي يذكر
فيها « المنافقون »
قوله تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ
خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا
يَفْقَهُونَ ﴾
[٧] وهذه استعارة. والمراد بخزائن السموات والأرض مواضع أرزاق العباد ، من مدارّ
السحاب ، ومخارج الأعشاب ، وما يجرى مجرى ذلك من الأرفاق.
وقال بعضهم : المراد بالخزائن هاهنا
مقدورات الله سبحانه ، لأن فيها كلّ ما يشاء
__________________
إخراجه ، من مصالح
العباد ، ومنافع البلاد. وقد مضى الكلام على هذا المعنى فيما تقدّم.
ومن السورة التي يذكر
فيها « التغابن »
قوله تعالى : ﴿ فَآمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ﴾ [٨] وهذه استعارة.
والمراد بالنور هاهنا القرآن. وإنما سمّى نورا لأن به يهتدى فى ظلم الكفر والضلال
، كما يهتدى بالنور الساطع ، والشهاب اللامع. وضياء القرآن أشرف من ضياء الأنوار ،
لأن القرآن يعشو إليه القلب ، والنور يعشو إليه الطّرف.
وقوله سبحانه : ﴿ يَوْمَ
يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ﴾ [٩] فذكر التغابن
هاهنا مجاز ، والمراد به ـ والله أعلم ـ تشبيه المؤمنين والكافرين بالمتعاقدين
والمتبايعين ، فكأن المؤمنين ابتاعوا دار الثواب ، وكأنّ الكافرين اعتاضوا منها
دار العقاب ، فتفاوتوا فى الصّفقة ، وتغابنوا فى البيعة ، فكان الربح مع المؤمنين
، والخسران مع الكافرين.
ويشبه ذلك قوله تعالى : ﴿ هَلْ
أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ؟
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾
الآية.
وليس فى السورة التي يذكر فيها « الطلاق
» شىء من الغرض الذي
نقصده فى هذا الكتاب.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « التحريم »
قوله تعالى : ﴿ إِن
تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [٤] وهذه استعارة.
ومعنى صغت قلوبكما : أي مالت وانحرفت.
قال النضر بن
شميل : يقال قد صغوت إليه وصغيت ، وصغيت ، وأصغيت إليه ، وهو الكلام. ولم تمل
قلوبهما على الحقيقة ، وإنما اعتقد قلباهما خلاف الاستقامة فى طاعة النبي صلّى
الله عليه وعلى آله وسلّم ، فحسن أن يوصف بميل القلبين من هذا الوجه. وذلك كقول
القائل : قد مال إلى فلان قلبى. إذا أحبه. وقد نفر عن فلان قلبى. إذا أبغضه.
والقلب فى الأمرين جميعا بحاله ، لم يخرج عن نياطه ، ولم يزل عن مناطه.
وإنما قال سبحانه : قلوبكما ، والخطاب
مع امرأتين ، لأن كل شيئين من شيئين تجوز العبارة عنهما بلفظ الجمع فى عادة العرب.
قال الراجز
.
__________________
|
و مهمهين قذفين مرتين
|
|
ظهراهما مثل ظهور التّرسين
|
وقال الله سبحانه فى موضع آخر : ﴿ وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴾
وإنما أراد سبحانه قطع يمين السارق ، ويمين السارقة. وذلك مشهور فى اللغة.
وقوله سبحانه : ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ﴾ [٨] وهذه استعارة.
لأن نصوحا من أسماء المبالغة. يقال : رجل نصوح. إذا كان كثير النصح لمن يستنصحه.
وذلك غير متأت فى صفة التوبة على الحقيقة. فنقول : إن المراد بذلك ـ والله أعلم ـ
أنّ التوبة لما كانت بالغة غاية الاجتهاد فى تلافى ذلك الذّنب
، كانت كأنها بالغة غاية الاجتهاد فى نصح صاحبها ، ودلالته على طريق النجاة بها.
فحسن أن تسمّى « نصوحا » من هذا الوجه.
وقال بعضهم : النّصوح : هى التوبة التي
يناصح الإنسان فيها نفسه ، ويبذل مجهوده فى إخلاص الندم ، والعزم على ترك معاودة
الذنب. وقرأ أبو بكر بن عياش
عن عاصم
: ﴿
نصُوحاً
﴾
بضم النون. على المصدر. وقرأ بقية السبعة ﴿
نَصُوحاً ﴾
بفتح النون على صفة التوبة.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ،
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ﴾ [١٠] وهذه استعارة.
لأن وصف المرأة بأنها تحت الرجل ليس يراد به حقيقة الفوق والتّحت ، وإنما المراد
أنّ منزلة المرأة منخفضة عن منزلة الرجل ، لقيامه عليها ، وغلبته على أمرها. كما
قال سبحانه : ﴿
الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ
بَعْضٍ ، وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ
﴾
. وكما يقول القائل
: فلان الجندىّ تحت يدى فلان الأمير. إذا كان من شحنة عمله ، أو متصرفا على أمره.
وكما يقول الآخر : لا آخذ رزقى من تحت يدى فلان. إذا كان هو الذي يلى إطلاق رزقه ،
وتوفية مستحقه. وذلك مشهور فى كلامهم.
ومن السورة التي يذكر
فيها « الملك »
قوله تعالى : ﴿ تَبَارَكَ
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
[١] وهذه استعارة. وقد مضت لها نظائرها فيما تقدم. والمراد بذكر اليد هاهنا استيلاء
الملك وتدبير الأمر. يقال : هذه الدار فى يد فلان أي فى ملكه. وهذا الأمر فى يد
فلان أي هو المدبّر له.
فمعنى ﴿
بِيَدِهِ
الْمُلْكُ ﴾
أي هو مالك الملك ، ومدبّر الأمر.
وقوله سبحانه : ﴿ ثُمَّ
ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ
حَسِيرٌ ﴾
[٤] وهذه من الاستعارات المشهورة. والمراد بها ـ والله أعلم ـ أي كرّر أيها الناظر
__________________
بصرك إلى السماء
مفكرا فى عجائبها ، ومستنبطا غوامض تركيبها ، يرجع إليك بصرك بعيدا مما طلبه ،
ذليلا بفوت ما قدّره.
والخاسئ فى قول قوم : البعيد. من قولهم
: خسأت الكلب. إذا أبعدته. وفى قول قوم : هو الذليل
. يقال رجل خاس أي ذليل ، وقد خسى أي خضع وذلّ. والحسير : البعير المعيى ، الذي قد
بلغ السير مجهوده ، واعتصر عوده. فتلخيص المعنى أن البصر يرجع بعد سروحه فى طلب
مراده ، وإبعاده فى غايات مرامه ، كالّا معيى
، بعيدا من إدراك بغيته ، خائبا من نيل طلبته.
وقوله سبحانه فى صفة نار جهنم نعوذ
بالله منها : ﴿
إِذَا
أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ، تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ [ ٧ ، ٨ ] الآية.
وفى هذا الكلام استعارتان. إحداهما قوله
تعالى : ﴿
سَمِعُوا
لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ
﴾
والشهيق : الصوت الخارج من الخوف عند تضايق القلب من الحزن الشديد ، والكمد
الطويل. وهو صوت مكروه السماع. فكأنه سبحانه وصف النار بأنّ لها أصواتا مقطعة تهول
من سمعها ، ويصعق من قرب منها.
والاستعارة الأخرى قوله سبحانه : ﴿ تَكَادُ
تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾
من قولهم : تغيظت القدر. إذا اشتد غليانها ، ثم صارت الصفة به مخصوصة بالإنسان
المغضب. فكأنه سبحانه وصف النار ـ نعوذ بالله منها ـ بصفة المغيظ الغضبان ، الذي
من شأنه إذا بلغ ذلك الحد أن يبالغ فى الانتقام ، ويتجاوز الغايات فى الإيقاع
والإيلام.
وقد جرت عادتهم فى صفة الإنسان الشديد
الغيظ بأن يقولوا : يكاد فلان يتميز غيظا.
__________________
أي تكاد أعصابه
المتلاحمة تتزايل ، وأخلاطه المتجاورة تتنافى وتتباعد ، من شدة اهتياج غيظه ،
واحتدام طبعه. فأجرى سبحانه هذه الصفة ـ التي هى أبلغ صفات الغضبان ـ على نار جهنم
لما وصفها بالغيظ ، ليكون التمثيل فى أقصى منازله ، وأعلى مراتبه.
وقوله سبحانه : ﴿ هُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ﴾ [١٥] وهذه استعارة.
لأن الذّلول من صفة الحيوان المركوب. يقال : بعير ذلول. وفرس ذلول. إذا أمكن من
ظهره ، وتصرّف على مراده راكبه.
وضدّ ذلك وصفهم للمركوب المانع ظهره ،
والممتنع على راكبه بالصّعب والمصعب.
والمعنى : أنه سبحانه جعل الأرض للناس
كالمركوب الذلول ، ممكنة من الاستقرار عليها ، والتصرّف فيها ، طائعة غير مانعة ،
ومذعنة غير مدافعة.
والمراد بقوله تعالى : ﴿ فَامْشُوا
فِي مَنَاكِبِهَا ﴾
أي فى ظهورها وأعاليها ، وأعلى كلّ شىء منكب له.
وقال بعضهم : معنى ذلك أنه سبحانه لما
أصابنا فى بعض الأحيان بالرجفات والزلازل التي لا قرار معها على وجه الأرض ، وخلق
الجبال الخشن الملامس ، الصعبة المسالك لتكون للأرض ثقلا ، وللخلق معقلا ، أعلمنا
سبحانه أنه لو لا ما أنعم به علينا من تسكين الأرض وتوطئتها ، ونفى الحزونة
والوعوث عن أكثرها حتى أمكنت من التصرف على ظهرها ، لما كان عليها مثبت قدم ، ولا
مسرح نعم. وقد استقصينا الكلام على ذلك فى كتابنا الكبير.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ أَفَمَن
يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا
عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾
[٢٢] وهذه استعارة ، والمراد بها صفة من يخبط فى الضلال ، وينحرف عن طريق الرشاد.
لأنهم يصفون من تلك حاله بأنه ماش على وجهه. فيقولون : فلان يمشى على وجهه ، ويمضى
على وجهه ، إذا كان كذلك.
وإنما شبّهوه بالماشي على وجهه ، لأنه
لا ينتفع بمواقع بصره ، إذ كان البصر فى الوجه. وإذا كان الوجه مكبوبا على الأرض
كان الإنسان كالأعمى الذي لا يسلك جددا ، ولا يقصد سددا.
ومن الدليل على أن قوله تعالى : ﴿ أَفَمَن
يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ ﴾
من الكنايات عن عمى البصر ، قوله تعالى فى مقابلة ذلك : ﴿ أَمَّن
يَمْشِي سَوِيًّا ﴾
لأن السّوىّ ضدّ المنقوص فى خلقه ، والمبتلى فى بعض كرائم جسمه.
ومن السورة
التی یذکر فیها « ن والقلم »
قوله سبحانه : ﴿ يَوْمَ
يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾
[٤٢] وهذه استعارة. والمراد بها الكناية عن هول الأمر وشدته ، وعظم الخطب وفظاعته.
لأن من عادة الناس أن يشمّروا عن سوقهم عند الأمور الصّعبة ، التي يحتاج فيها إلى
المعاركة ، ويفزع عندها إلى الدفاع والممانعة. فيكون تشمير الذيول عند ذلك أمكن
للقراع ، وأصدق للمصاع.
وقد جاء فى أشعارهم ذكر ذلك فى غير
موضع. قال قيس
بن زهير بن جذيمة العبسي :
__________________
|
فإن شمّرت لك عن ساقها
|
|
فويها ربيع فلا تسأم
|
وقال الآخر
:
|
قد شمّرت عن ساقها فشدّوا
|
|
و جدّت الحرب بكم فجدّوا
|
وقوله سبحانه : ﴿ فَذَرْنِي
وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا
يَعْلَمُونَ ﴾
[٤٤] وهذه استعارة. ولها نظائر فى القرآن. منها قوله تعالى : ﴿ وَذَرْنِي
وَالْمُكَذِّبِينَ
أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ﴾ وقوله سبحانه : ﴿ ذَرْنِي
وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾
ومعنى ذلك أن الكلام
خرج على مذهب للعرب معروف ، وغرض مقصود. يقول قائلهم لمخاطبه إذا أراد تغليظ
الوعيد لغيره : ذرنى وفلانا فستعلم ما أنزله به. فالمراد إذن بهذا الخطاب النبي
صلّى الله عليه وعلى آله. فكأنه تعالى قال له : ذر عقابى وهؤلاء المكذبين. أي
اترك مسألتى فى التخفيف عنهم ، والإبقاء عليهم. لأن الله سبحانه لا يجوز عليه
المنع ، فيصح معنى قوله تعالى لنبيّه عليهالسلام
: ذرنى وكذا ، لأنه المالك لا ينازع ، والقادر لا يدافع.
وقوله تعالى : ﴿ وَإِن
يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا
الذِّكْرَ
__________________
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ [٥١] وهذه استعارة.
والمراد بالإزلاق هاهنا : إزلال القدم حتى لا يستقر على الأرض. وذلك خارج على
طريقة للعرب معروفة. يقول القائل منهم : نظر إلىّ فلان نظرا يكاد يصرعنى به. وذلك
لا يكون إلا نظر المقت والإبغاض ، وعند النزاع والخصام. وقال الشاعر
:
|
يتقارضون إذا التقوا فى موقف
|
|
نظرا يزيل مواقف الأقدام
|
وقد أنكر بعض العلماء أن يكون المراد
بقوله تعالى : ﴿
لَيُزْلِقُونَكَ
بِأَبْصارِهِمْ ﴾ الإصابة بالعين ،
لأن هذا من نظر السخط والعداوة ، وذلك من نظر الاستحسان والمحبّة.
ومن السور التي يذكر
فيها « الحاقة »
قوله تعالى : ﴿ وَأَمَّا
عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ [٦] وهذه استعارة.
والمراد بالصّرصر : الباردة. وهو مأخوذ من الصّرّ ، والعاتية : الشديدة الهبوب
التي ترد بغير ترتيب ، مشبّهة بالرجل العاتي ، وهو المتمرد الذي لا يبالى على ما
أقدم ، ولا فيما ولج ووقع.
وقوله سبحانه : ﴿ فَأَخَذَهُمْ
أَخْذَةً رَّابِيَةً ﴾
[١٠] وهذه استعارة. والمراد بالرابية هاهنا : العالية القاهرة. من قولهم : ربا
الشيء إذا زاد. والرّبا مأخوذ من هذا. فكأن تلك الأخذة كانت قاهرة لهم ، وغالبة
عليهم.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّا
لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴾ [١١] وهذه استعارة.
__________________
والمراد بها قريب من
المراد بالاستعارتين الأوليين
، وهو تشبيه للماء فى طموّ أمواجه ، وارتفاع أثباجه بحال الرجل الطاغي ، الذي علا
متجبرا ، وشمخ متكبرا.
وقال بعضهم : معنى طغى الماء أي كثر على
خزّانه ، فلم يضبطوا مقدار ما خرج منه كثرة ، لأن للماء خزنة ، وللرياح خزنة من
الملائكة عليهمالسلام
، يخرجون منهما على قدر ما يراه الله سبحانه من مصالح العباد ، ومنافع البلاد ،
على ما وردت به الآثار.
وقوله تعالى : ﴿ فَهُوَ
فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾
[٢١] وهذه استعارة. وكان الوجه أن يقال : فى عيشة مرضيّة. ولكن المعنى خرج على
مخرج قولهم : شعر شاعر ، وليل ساهر. إذا شعر فى ذلك الشعر وسهر فى ذلك الليل ،
فكأنهما وصفا بما يكون فيهما ، لا بما يكون منهما. فبان أنّ تلك العيشة لما كانت
بحيث يرضى الإنسان فيها حاله جاز أن توصف هى بالرضا. فيقال راضية. على المعنى الذي
أشرنا إليه. وعلى ذلك قول أوس بن حجر
.
|
جدلت على ليلة ساهرة
|
|
بصحراء شرج إلى ناظره
|
وصف الليلة بصفة الساهر فيها ، وظاهر
الصفة أنها لها.
وقال بعضهم : إنما قال تعالى : ﴿ فِي
عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾
لأنها فى معنى : ذات رضى ، كما قيل : لابن ، وتامر. أي ذو لبن ، وتمر.
وكما قالوا لذى الدّرع : دارع ، ولذى
النّبل : نابل ، ولصاحب الفرس : فارس. وإنما
__________________
جاءوا به على النّسب
، ولم يجيئوا به على الفعل. وعلى ذلك قول النابغة الذّبيانى
:
|
كلينى لهمّ يا أميمة ناصب
|
|
و ليل أقاسيه بطيء الكواكب
|
أي : ذى نصب. قال فكأن العيشة أعطيت من
النعيم حتى رضيت ، فحسن أن يقال : راضية ، لأنها بمنزلة الطالب للرضا ، كما أنّ
الشهوة بمنزلة الطالب المشتهى.
وقوله سبحانه : ﴿ وَلَوْ
تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ،
لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴾
[ ٤٤ ، ٤٥ ] وهذه استعارة على أحد التأويلات ، وهو أن يكون المراد باليمين هاهنا
القوة والقدرة. فيكون المعنى : أنه لو فعل ما نكره فعله لانتقمنا منه عن قدرة ،
وعاقبناه عن قوة.
وقد يجوز أن تكون اليمين هاهنا راجعة
على النبي صلىاللهعليهوسلم
، فيكون المعنى : لو فعل ذلك لسلبناه قدرته ، وانتزعنا منه قوّته. ويكون ذلك كقوله
سبحانه : ﴿
تَنبُتُ
بِالدُّهْنِ ﴾
أي تنبت الدّهن على
بعض التأويلات. وكقول الشاعر
:
نضرب بالسيف ونرجو
بالفرج
أي نرجو الفرج.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « سأل سائل »
قوله تعالى : ﴿ كَلَّا
ۖ إِنَّهَا لَظَىٰ ،
نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ،
تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴾
[١٧] وهذه استعارة. والمراد بدعائها من أدبر وتولّى ـ والله أعلم ـ أنه لما
استحقها بإدباره عن الحق صارت كأنها تدعوه إليها ، وتسوقه نحوها. وعلى ذلك قول ذى
الرّمة
فى صفة الثور :
|
غدا بوهنين مجتازا لمرتعه
|
|
بذي الفوارس تدعو أنفه الرّبب
|
والرّبب جمع ربّة ، وهى نبت من نبات
الصيف.
يقول لما وجد رائحة الربب مضى نحوها
فكأنها دعته إلى أكلها. وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك أنها لا يفوتها ذاهب ،
ولا يعجزها هارب. فكأنها تدعو الهارب منها فيجيبها ، مدّا له بأسبابها ، وردّا له
إلى عذابها.
وقال بعض المفسرين : إنه تخرج عنق من
النار ، فتتناول الكافر حتى تقحمه فيها ، فكأنها بذلك الفعل داعية له إلى دخولها.
وقد يجوز أن يكون المراد أنها تدعو من
أدبر عن الحق. بمعنى أنها تخوّفه بفظاعة الخبر عنها ، وتغليظ الوعيد بها ، فكأنها
تستعطفه إلى الرشد
، وتستصرفه عن الغى.
وحكى عن المبرّد أنه قال : تدعو من أدبر
وتولّى. أي تعذّبه. وحكى عن الخليل أن أعرابيا قال لآخر : دعاك الله. أي عذبك
الله. وقال ثعلب : معنى دعاك الله. أي أماتك الله. فعلى هذا القول يدخل الكلام فى
باب الحقيقة ، ويخرج عن حيز الاستعارة.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « نوح » عليهالسلام
قوله سبحانه : ﴿ مَّا
لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾
[١٣] وهذه استعارة. لأن الوقار هاهنا وضع وضع الحلم مجازا. يقال : رجل وقور. بمعنى
حليم.
فأما حقيقة الوقار الذي هو الرزانة
والثقل فلا يجوز أن يوصف بها القديم سبحانه ، لأنها من صفات الأجسام ، وإنما يجوز
وصفه تعالى بالوقار ، على معنى الحلم كما ذكرنا. والمعنى أنه يؤخر عقاب المذنبين
مع الاستحقاق ، إمهالا للتوبة ، وإنظارا للفيئة والرجعة. لأن الحليم فى الشاهد اسم
لمن يترك الانتقام عن قدرة. ولا يسمى غير القادر إذا ترك الانتقام حليما ، للعلّة
التي ذكرناها. وقوله تعالى : ﴿
لَا
تَرْجُونَ ﴾
هاهنا أي لا تخافون. فكأنه سبحانه قال : ما لكم لا تخافون لله حلما ؟ وإنما أخّر
عقوبتكم ، إمهالا لكم ، وإيجابا للحجة عليكم. وإلّا فعقابه من ورائكم ، وانتقامه
قريب منكم.
وقد جاء فى شعر العرب لفظ الرجاء ،
والمراد به الخوف. ولا يرد ذلك إلا وفى الكلام حرف نفى. لا يقال : فلان لا يرجو
فلانا بمعنى يخافه ، بل يقال : فلان لا يرجو فلانا. أي لا يخافه. وقال الهذلي أبو
ذؤيب :
|
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها
|
|
و حالفها فى بيت نوب عواسل
|
أراد : لم يخف لسعها.
__________________
وقال الآخر
:
|
لا ترتجى حين تلاقى الذائدا
|
|
أخمسة لاقت معا أو واحدا
|
أي لا تخاف. وقال بعض العلماء : إنما
كنوا عن الخوف بالرجاء فى هذه المواضع ، لأن الراجي ليس يستيقن ، فمعه طرف من
المخافة. وقال بعضهم : الوقار هاهنا بمعنى العظمة وسعة المقدرة. وأصل الوقار ثبوت
ما به يكون الشيء عظيما من الحلم والعلم اللذين يؤمن معهما الخرق والجهل.
ومن ذلك قول القائل : قد وقر قول فلان
فى قلبى. أي ثبت واستقرّ ، أو خدش وأثر.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ
أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴾
[١٧] وهذه استعارة. لأن حقيقة الإنبات إنما تجرى على ما تطلعه الأرض من نباتها ،
وتخرجه عند ازدراعها. ولما كان سبحانه يخرج البريّة من مضايق الأحشاء ، إلى مفاسح
الهواء ، ويدرجهم من الصغر إلى الكبر ، وينقلهم من الهيئات والصور ، كل ذلك على
وجه الأرض ، جاز أن يقول سبحانه : ﴿
وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ﴾
.
وقال بعضهم قد يجوز أن يكون المراد بذلك
خلق آدم عليهالسلام
من الطين ، وهو أصل الخليقة. فإذا خلقه سبحانه من طين الأرض كان نسله مخلوقين منها
، لرجوعهم إلى الأصل المخلوق من طينها. فحسن أن يقول سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ
أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ﴾
أي استخرجكم من طين الأرض. ونباتا هاهنا مصدر وقع مخالفا لما يوجبه بناء فعله.
وكان الوجه أن يكون : إنباتا. لأنه فى الظاهر مصدر أنبتكم. وقد قيل إن هناك فعلا
محذوفا
__________________
جرى المصدر عليه ،
فكأنه تعالى قال : والله أنبتكم من الأرض فنبتّم نباتا. لأن أنبت يدل على نبت من
جهة أنه مضمن به.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ
بِسَاطًا ،
لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ﴾
[ ١٩ ، ٢٠ ] وهذه استعارة. والمراد بالبساط هاهنا : المكان الواسع المستوي. مشبّه
بالبساط ، وهو النمط الذي يمد على الاستواء فيجلس عليه.
وقال الأصمعى
: وبنو تميم خاصة يقولون بساط ، بفتح الباء. وقال الشاعر :
|
و دون يد الحجّاج من أن ينالنى
|
|
بساط لأيدى الناعجات عريض
|
وتصيير الأرض بساطا ، كتصييرها فراشا
ومهادا.
وهذه الألفاظ الثلاثة ترجع إلى معنى
واحد :
ومن السورة التي يذكر
فيها « الجن »
قوله سبحانه : ﴿ وَأَنَّا
مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴾ [١١] وهذه استعارة.
والمراد بذلك ـ والله أعلم ـ كنا ضروبا مختلفة ، وأجناسا مفترقة.
__________________
والطرائق : جمع
طريقة. وهى ـ فى هذا الموضع ـ المذهب والنحلة. والقدد : جمع قدّة ، وهى القطعة من
الشيء المقدود طولا ، مثل فلذة وفلذ ، وقربة وقرب. وقد غلب على ما كان من القطع
طولا لفظ القدّ ، وعلى ما كان من القطع عرضا لفظ القطّ. فكأنه سبحانه شبه اختلافهم
فى الأحوال ، وافتراقهم فى الآراء بالسّيور المقدودة ، التي تتفرق عن أصلها ،
وتتشعب بعد ائتلافها.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأَمَّا
الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا
﴾
[١٥] وهذه استعارة. والمراد أن نار جهنم ـ ونعوذ بالله منها ـ يستدام وقودها بهم ،
كما يستدام وقود النار بالحطب ، لأن كل نار لا بدّ لها من حشاش يحشها ، ووقود
يمدها.
وقوله سبحانه : ﴿ وَأَنَّهُ
لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ [١٩] وهذه استعارة.
واللّبد هاهنا كناية عن الجماعات المتكاثرة التي تظاهرت من الكفار على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، أي اجتمعوا عليه متألبين ، وركبوه مترادفين. فكانوا كلبد الشّعر ، وهى طرائقه
وقطعه التي يركب بعضها بعضا. وواحدتها لبدة. ومنه قيل : لبدة الأسد. وهى الشعر
المتراكب على مناكبه. وذلك أبلغ ما شبّهت به الجموع المتعاظلة ، والأحزاب
المتألفة.
وقال بعض أهل التأويل : المراد بذلك أن
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
لما صلّى الصبح ببطن نخلة
منصرفا من حنين ، وقد حضره الوفد من الجن ـ وخبرهم مشهور ـ كادوا يركبون منكبه ،
ويطئون أثوابه ، لما سمعوا قراءته ، استحسانا لها ، وارتياحا إليها ، وتعجبا منها.
روى عن ابن عباس فى هذا المعنى ـ وهو
أغرب الأقوال ـ أن هذا الكلام من صلة كلام الجن لقومهم لما رجعوا إليهم ، فقالوا
إنّا سمعنا قرآنا عجبا. وذلك أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
لما قام ببطن
نخلة يصلى بأصحابه عجب الجن الحاضرون من طواعيتهم له فى
__________________
الركوع والسجود
والقيام والعقود ، فلما رجعوا إلى قومهم قالوا فى جملة ما قصّوه عليهم : وأنّه لما
قام عبد الله يدعوه ـ أي يصلى له ـ كادوا يكونون عليه لبدا. أي كاد أصحابه يركبونه
تزاحما عليه ، وتدانيا إليه ، واحتذاء لمثاله ، واستماعا لمقاله.
ومن السورة التي يذكر
فيها « المزمل »
عليه الصلاة والسلام
قوله تعالى : ﴿ إِنَّا
سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾
[٥] وهذه استعارة. لأن القرآن كلام ، وهو عرض من الأعراض. والثقل والخفة من صفات
الأجسام ، والمراد بها صفة القرآن بعظم القدر ، ورجاحة الفضل
، كما يقول القائل : فلان رصين رزين. وفلان راجح ركين. إذا أراد صفته بالفضل
الراجح ، والقدر الوازن.
وقوله سبحانه ﴿ إِنَّ
نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [٦] وقرئ : وطأ
بالقصر. وهذه استعارة.
والمراد بناشئة الليل هاهنا ما ينشأ
فعله ، أي يبتدأ به من عمل الليل ، كالتهجد فى أثنائه ، والتلاوة فى آنائه. ومعنى ﴿ أَشَدُّ
وَطْئًا ﴾
فى قول بعضهم ، أي أشد مواطاة ، وهو مصدر. يقال : واطاه ، مواطاة ، ووطاء. أي
يواطئ فيها السمع القلب ، واللسان
__________________
العمل ، لقلة الشواغل
العارضة ، واللوافت الصارفة ، ولأن البال فيها أجمع ، والقلب أفرغ ، فالقراءة فيها
أقوم ، والصلاة أسلم.
ومن جعل وطاء هاهنا اسما
لما يستوطى ويفترش ، كالمهاد وما يجرى مجراه ، فإنه ذهب إلى أن عمل الليل أوعث
مقاما ، وأصعب مراما. وعندهم أن كل ما ينشأ بالليل من قراءة ، أو تهجد ، أو طروق ،
أو ترحل أشقّ على فاعله ، وأصعب على مستعمله ، لأن الليل موحش هائل ، ومخوف محاذر.
[ فكل ] ما وقع فيه مما
أومأنا إليه كان كالنسيب له ، والشبيه به.
ومن قرأ وطأ بالقصر فالمعنى فيه قريب من
المعنى الأول. والمراد أن قيام الليل أشد وطأ عليك أي أصعب وأشق ، كما يقول القائل
: هذا الأمر شديد الوطأة علىّ. إذا وصف بلوغه منه وصعوبته عليه ومع أن عمل الليل
أشد كلفة ومشقة فهو أقوم صلاة وقراءة ، للمعنى الذي قدمنا ذكره.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّ
لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴾
[٧] وهذه استعارة. والمراد بها المضطرب الواسع ، والمجال الفاسح. وذلك مأخوذ من
السباحة فى الماء ، وهى الاضطراب فى غمراته ، والتقلب فى جهاته. فكأنه سبحانه قال
: إن لك فى النهار متصرفا ومتسعا ، ومذهبا منفسحا ، تقضى فيه أوطارك ، وتبلغ
آرابك.
وقوله سبحانه : ﴿ فَكَيْفَ
تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴾ [١٧] وهذه استعارة.
والمراد بها : أن الولدان الذين هم الأطفال لو جاز أن يشيبوا الرائع خطب ،
__________________
أو طارق كرب ، لشابوا
فى ذلك اليوم لعظيم أهواله ، وفظاعة أحواله. وذلك كقول القائل : قد لقيت من هذا
الأمر ما تشيب منه النواصي ـ كناية عن فظيع ما لاقى ، وعظيم ما قاسى.
ومن السورة التي يذكر
فيها « المدثر »
عليهالسلام
قوله سبحانه : ﴿ وَثِيَابَكَ
فَطَهِّرْ ﴾
[٤] وهذه استعارة على بعض التأويلات ، وهو أن تكون الثياب هاهنا كناية عن النفس أو
عن الأفعال والأعمال الراجعة إلى النفس. قال الشاعر
:
|
ألا أبلغ أبا حفص رسولا
|
|
فدى لك من أخى ثقة إزارى
|
قيل : أراد فدى لك نفسى. وكذلك قول
الفرزدق :
|
سكّنت جروتها وقلت لها اصبري
|
|
و شددت فى ضيق المقام إزارى
|
__________________
أي شددت نفسى ، وذمرت
قلبى. والإزار والثياب يتقارب معناهما. وعلى هذا فسّروا قول امرئ القيس :
فسلي ثيابى من ثيابك
تنسل
أي نفسى من نفسك ، أو قلبى من قلبك.
ويقولون : فلان طاهر الثياب ، أي طاهر
النفس ، أو طاهر الأفعال. فكأنه سبحانه قال : ونفسك فطهّر ، أو أفعالك فطهّر.
وقد يجوز أن يكون للثياب هاهنا معنى آخر
، وهو أن الله سبحانه سمّى الأزواج لباسا فقال تعالى : ﴿ هُنَّ
لِبَاسٌ لَّكُمْ ، وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾
واللباس والثياب بمعنى واحد. فكأنه سبحانه أمره أن يستطهر النساء. أي يختارهن
طاهرات من دنس الكفر ، ودرن العيب ، لأنهن مظانّ الاستيلاد ، ومضامّ الأولاد.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالصُّبْحِ
إِذَا أَسْفَرَ ﴾
[٣٤] وهذه استعارة ، والمراد بها انكشاف الصبح بعد استتاره ، ووضوحه بعد التباسه ،
تشبيها بالرجل المسفر الذي قد حطّ لثامه ، فظهرت مجالى وجهه ، ومعالم صورته.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « القيامة »
قوله تعالى : ﴿ بَلِ
الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ
﴾
[ ١٤ ، ١٥ ] وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ أن الإنسان حجة على نفسه فى يوم
القيامة ، وشاهد عليها بما اقترفت من ذنب ، واحتملت من وزر. وإن ألقى معاذيره. أي
هو وإن تعلّق بالمعاذير ولفّق الأقاويل شاهد على نفسه بما يوجب العقاب ، ويجر
النكال.
وقال الكسائي : المعنى : بل على نفس
الإنسان بصيرة. فجاء على التقديم والتأخير. أي عليه من الملائكة رقيب يرقبه ،
وحافظ يحفظ عمله. وقال أبو عبيدة : جاءت هذه الهاء فى بصيرة ، والموصوف بها مذكّر
، كما جاءت فى علّامة ، ونسّابة ، وراوية ، وطاغية. والمراد بها المبالغة فى
المعنى الذي وقع الوصف به.
ووجه المبالغة فى صفة الملك المحصى
لأعمال المكلّف بأنه بصيرة أنّ ذلك الملك يتجاوز علم الظواهر إلى علم السرائر ،
بما جعل الله تعالى له على ذلك من الأدلة ، وأعطاه من أسباب المعرفة. فهو للعلة
التي ذكرناها يوفى على كل رقيب حافظ ، ومراع ملاحظ.
والتأويل الآخر يخرج به الكلام عن حيّز
الاستعارة. وهو أن تكون المعاذير هاهنا من أسماء السّتور. لأن أهل اليمن يسمّون
السّتر بالمعذار. فكأن المراد أن الإنسان رقيب على نفسه ، وعالم بمستسر غيبه ،
فيما يفارقه من معصية ، أو يقاربه من ريبة ، وإن ألقى ستوره مستخفيا ، وأغلق
أبوابه متواريا.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالْتَفَّتِ
السَّاقُ بِالسَّاقِ ،
إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [ ٢٩ ، ٣٠]
وهذه استعارة على
أكثر الأقوال. والمراد بها ـ والله أعلم ـ صفة الشّدّتين المجتمعتين على المرء من
فراق الدنيا ، ولقاء أسباب الآخرة. وقد ذكرنا فيما تقدم مذهب العرب فى العبارة عن
الأمر الشديد ، والخطب الفظيع ، بذكر الكشف عن الساق ، والقيام عن ساق. فلا فائدة
فى تكرير ذلك وإعادته.
وقد يجوز أن يكون السّاق هاهنا جمع ساقة
كما قالوا : حاجة وحاج. وغاية وغاى. والساقة : هم الذين يكونون فى أعقاب الناس
يحفّزونهم على السّير ، وهذا فى صفة أحوال الآخرة وسوق الملائكة السابقين بالكثرة
، حتى يلتفّ بعضهم ببعض من شديد الحفز ، وعنيف السير والسّوق. ومما يقوّى ذلك قوله
تعالى : ﴿
إِلَىٰ
رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾
.
والوجه الأول أقرب ، وهذا الوجه أغرب.
ومن السورة التي يذكر
فيها
« هل أتى على الإنسان
»
قوله سبحانه : ﴿ وَيَخَافُونَ
يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾
[٧] وهذه استعارة. وحقيقة الاستطارة من صفات ذوات الأجنحة. يقال : طار الطّائر ،
واستطرته أنا إذا بعثته على الطيران. ويقولون أيضا من ذلك على طريق المجاز :
استطار لهيب النار. إذا انتشر وعلا ، وظهر وفشا. فكأنه سبحانه قال : يخافون يوما
كان شرّه فاشيا ظاهرا ، وعاليا منتشرا.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّا
نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ [١٠] وهذه استعارة.
لأن العبوس من صفة الإنسان القاطب المعبّس. فشبّه سبحانه ذلك اليوم ـ لقوّة دلائله
على عظيم عقابه ،
وأليم عذابه ـ بالرجل العبوس الذي يستدلّ بعبوسه وقطوبه على إرصاده بالمكروه ،
وعزمه على إيقاع الأمر المخوف. وأصل العبوس تقبيض الوجه ، وهو دليل السخط ، وضده
الاستبشار والتطلّق وهما دليلا الرضا والخير.
وكما سمّت العرب اليوم المحمود طلقا ،
فكذلك سمّت اليوم المذموم عبوسا. ويقال : يوم قمطرير وقماطر
إذا كان شديدا ضرّه ، طويلا شرّه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَدَانِيَةً
عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا ، وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ﴾ [١٤] وهذه استعارة.
والمراد بتذليل القطوف ـ وهى عناقيد الأعناب وواحدها قطف
ـ أنها جعلت قريبة من أيديهم ، غير ممتنعة على مجانيهم ، لا يحتاجون إلى معاناة فى
اجتنائها ، ولا مشقة فى اهتصار أفنانها ، فهى كالظّهر الذلول الذي يوافق صاحبه ،
ويواتى راكبه.
والتذليل هاهنا مأخوذ من الذّلّ بكسر
الذال ، وهو ضد الصعوبة. والذّل ـ بضم الذال ـ ضدّ العز والحميّة.
وقوله سبحانه : ﴿ إِنَّ
هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ، وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا
ثَقِيلًا ﴾
[٢٧] وهذه استعارة. وقد مضى الكلام على نظيرها فيما تقدم. والمراد باليوم الثقيل
هاهنا : استثقاله من طريق الشدة والمشقة ، لا من طريق الاعتماد بالأجزاء الثقيلة.
وقد يوصف الكلام بالثقيل على هذا الوجه ، وهو عرض من الأعراض ، فيقول القائل : قد
ثقل علىّ خطاب فلان. وما أثقل كلام فلان.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « المرسلات »
قوله سبحانه : ﴿ فَإِذَا
النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴾
[٨] وهذه استعارة. والمراد بطمس النجوم ـ والله أعلم ـ محو آثارها ، وإذهاب
أنوارها ، وإزالتها عن الجهات التي كان يستدلّ بها ، ويهتدى بسمتها. فصارت كالكتاب
المطموس الذي أشكلت
سطوره ، واستعجمت حروفه.
والطمس فى المكتوبات حقيقة. وفى غيرها
استعارة.
ومن السورة التي يذكر
فيها « عمّ يتساءلون »
قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ
نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ،
وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾
[ ٦ ، ٧ ] وهاتان استعارتان ، وقد مضى الكلام على الأولى منهما. أما معنى كون
الجبال أوتادا فلأنّ بها مساك الأرض وقوامها ، واعتدالها وثباتها ، كما يثبت البيت
بأوتاده ، والخباء على أعماده.
ومن السورة التي يذكر
فيها « النازعات »
قوله سبحانه : ﴿ فَإِنَّمَا
هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ،
فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴾
[ ١٣ ، ١٤ ] وهذه استعارة. لأن المراد بالساهرة هاهنا ـ على ما قال المفسرون والله
أعلم ـ الأرض.
قالوا إنما سمّيت ساهرة على مثال : عيشة
راضية. كأنه جاء على النسب : ذات السّهر وهى الأرض المخوفة. أي يسهر فى ليلها ،
خوفا من طوارق شرّها.
__________________
وقيل أيضا : إنما سمّيت الأرض ساهرة
لأنها لا تنام عن إنماء نباتها وزروعها ، فعملها فى ذلك ليلا كعملها فيه نهارا.
سورة « عبس »
ولم نجد فى السورة التي يذكر فيها : ﴿ عَبَسَ
وَتَوَلَّىٰ ﴾
شيئا من المعنى الذي
قصدنا له.
ومن السورة التي يذكر
فيها « إذا الشمس كوّرت »
قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا
الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ،
بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴾
[ ٨ ، ٩ ] وهذه استعارة. والمراد ـ والله أعلم ـ أنها سئلت لا لاستخراج الجواب
منها ، ولكن لاستخراج الجواب من قاتلها. ويكون ذلك على جهة التوبيخ للقاتل إذ قتل
من لا يعرب عن نفسه ، ولم يذنب ذنبا يؤخذ بجريرته. وقيل معنى سئلت أي طلب بدمها ،
كما يقول القائل : سألت فلانا حقى عليه. أي طالبته به.
وإنما سميت موءودة للثّقل الذي يلقى
عليها من التراب. وتقول : آدنى هذا الأمر. أي أثقلنى. ومنه قوله تعالى ﴿ وَلَا
يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾
أي لا يثقله ذلك ، كما يثقل أحدنا فى الشاهد حفظ المتشعبات ، وضبط المنتشرات.
وقوله سبحانه : ﴿ فَلَا
أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ،
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴾
[ ١٥ ، ١٦ ] وهاتان استعارتان. فهما جميعا فى صفة النجوم. فأما الخنّس فالمراد بها
التي تخنس نهارا ، وتطلع ليلا. والخنّس جمع خانس وهو الذي يقبع ويستسرّ ، ويخفى
ويستتر. وأما الكنّس
__________________
فجمع كانس ، وهو أيضا
المتوارى المستخفى ، مشبّها بانضمام الوحشية إلى كناسها ، وهو الموضع الذي تأوى
إليه من ظلال شجر. وألفاف خمر
. وجمعه كنّس.
فشبه سبحانه انقباء النجوم فى بروجها ،
بتوارى الوحوش فى كنسها.
وقوله تعالى : ﴿ وَالصُّبْحِ
إِذَا تَنَفَّسَ ﴾
[١٨] وهذه من الاستعارات العجيبة. والتنفس هاهنا عبارة عن خروج ضوء الصبح من عموم
غسق الليل. فكأنه متنفّس من كرب ، أو متروّح من همّ ، ومن ذلك قولهم : قد نفّس عن
فلان الخناق. أي انجلى كربه ، وانفسح قلبه. وقد يجوز أن يكون معنى ﴿ إِذَا
تَنَفَّسَ ﴾
أي إذا انشق وانصدع. من قولهم : تنفّس الإناء إذا انشق ، وتنفست القوس إذا انصدعت.
وهذا التأويل يخرج اللفظ من باب الاستعارة. وقد استقصينا الكلام على هذا المعنى ،
فى كتابنا الكبير ، عند موضع اقتضى ذكره.
سورة « الانفطار »
وليس فى السورة التي يذكر فيها ﴿ إِذَا
السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴾
شىء من غرض كتابنا
هذا.
__________________
ومن السورة التي يذكر
فيها « المطففون »
وبقية المفصل إلى آخر
القرآن العظيم
قوله سبحانه : ﴿ كَلَّا
إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾ [١٥] وهذه استعارة
مجاز ، لأن الحجاب لا يطلق إلا على من يصح عليه الظهور والبطون ، والاستتار
والبروز. وذلك من صفة الأجسام المحدثة ، والأشخاص المؤلفة. والمراد بذكر الحجاب
هاهنا أنهم ممنوعون من ثواب الله سبحانه ، مذودون عن دخول جنته ، ودار مقامته.
وأصل الحجب المنع. ومنه قولنا فى الفرائض : الإخوة يحجبون الأم عن الثلث إلى
السدس. أي يمنعونها من الثلث ، ويردّونها إلى السدس. ومن ذلك أيضا قولهم : حجب
فلان عن باب الأمير. أي ردّ عنه ، ودفع دونه. ويجوز أن يكون كذلك معنى آخر ، وهو
أن يكون المراد أنهم غير مقربين عند الله سبحانه بصالح الأعمال واستحقاق الثواب.
فعبّر سبحانه عن هذا المعنى بالحجاب. لأن المبعد المقصى يحجب عن الأبواب ، ويبعد
من الجناب.
سورة « الانشقاق »
وقوله تعالى : ﴿ وَإِذَا
الْأَرْضُ مُدَّتْ ،
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴾
[ ٣ ، ٤ ] وهذه استعارة. والمراد بها بعث الأموات ، وإعادة الرفات. فكأن الأرض
كانت حاملا بهم فوضعتهم ، أو حاملة لهم فألقتهم ، فكانوا كالجنين المولود ، والثقل
المنبوذ.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّيْلِ
وَمَا وَسَقَ ﴾
[١٧] وهذه استعارة. ومعنى « وسق » هاهنا أي ضم وجمع. فكأنه يضم الحيوانات الإنسية
إلى مساكنها ، والحيوانات الوحشية إلى
موالجها ، والطيور
إلى أوكارها ومواكنها
. فكأنه ضم ما كان بالنهار منتشرا ، وجمع ما كان متبددا متفرقا. والأوساق مأخوذة
من ذلك ، لأنها الأحمال التي يجمع فيها الطعام وما يجرى مجراه. ويقال : طعام
موسوق. أي مجموع فى أوعيته.
وقد قيل : إن معنى « وسق » أي طرد.
والوسيقة : الطريدة. فكأن الليل يطرد الحيوانات كلها إلى مثاويها ، ويسوقها إلى
مخافيها.
وقوله سبحانه : ﴿ لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴾
[١٩] وهذه استعارة على بعض التأويلات. والمراد بها لتنقلبنّ من حال شديدة إلى حال
مثلها ، من حال الموت وشدته ، إلى حال الحشر وروعته.
وقيل : لتركبن سنّة من كان قبلكم من
الأمم.
وقيل : المراد بذلك تنقّل الناس فى
أحوال الأعمار ، وأطوار الخلق والأخلاق. والعرب تسمى الدواهي « بنات طبق » . وربما
سمّوا الداهية : أم طبق. قال الشاعر
.
|
قد طرّقت ببكرها أمّ طبق
|
|
فنتجوها خبرا ضخم العنق
|
موت الإمام فلقة من الفلق
__________________
والفلق أيضا من أسماء الدواهي. واحدها
فلقة وفليقة.
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴾
[٢٣] وهذه استعارة. والمراد بها ما يسرّون فى قلوبهم ، ويكنّون فى صدورهم.
يقول : القائل أوعيت هذا الأمر فى قلبى.
أي جعلته فيه كما يجعل الزاد فى وعائه ، ويضمّ المتاع فى عيابه ، فالقلوب أوعية
لما يجعل فيها من خير أو شر ، وعلم أو جهل ، أو باطل أو حق.
سورة « الطارق »
وقوله سبحانه : ﴿ وَالسَّمَاءِ
وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴾ [ ١ ، ٢ ] وهذه
استعارة. لأن الطارق هاهنا كناية عن النجم. فحقيقة الطارق هو الإنسان الذي يطرق
ليلا. فلما كان النجم لا يظهر إلا فى حال الليل حسن أن يسمّى طارقا. وأصل الطّرق :
الدقّ. ومنه المطرقة. قالوا : وإنما سمّى الآتي بالليل طارقا ، لأنه يأتى فى وقت
يحتاج فيه إلى الدق أو ما يقوم مقامه للتنبيه على طروقه ، والإيذان بوروده.
وقوله سبحانه : ﴿ خُلِقَ
مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ،
يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾
[ ٦ ، ٧ ] وهذه استعارة. وحقيقة هذا الماء أنه مدفوق لا دافق. ولكنه خرج على مثل
قولهم : سرّ كاتم ، وليل نائم. وقد مضت لهذه الآية نظائر كثيرة.
وعندى فى ذلك وجه آخر ، وهو أن هذا
الماء لما كان فى العاقبة يؤول إلى أن يخرج منه الإنسان المتصرف ، والقادر المميز
، جاز أن يقوى أمره فيوصف بصفة الفاعل لا صفة
المفعول ، تمييزا له
عن غيره من المياه المهراقة ، والمائعات المدفوقة. وهذا واضح لمن تأمّله.
وقوله سبحانه : ﴿ وَالسَّمَاءِ
ذَاتِ الرَّجْعِ ،
وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾
[ ١١ ، ١٢ ] وهذه استعارة. والمراد بها صفة السماء بأنها ترجع بدرور
الأمطار ، وتعاقب الأنواء ، مرة بعد مرة ، وتعطى الخير حالة بعد حالة.
وقد قيل : إن الرّجع الماء نفسه.
وأنشدوا للمتنخل
الهذلي يصف السيف :
|
أبيض كالرّجع رسوب إذا
|
|
ما ثاخ فى محتفل يختلى
|
والمراد بالأرض ذات الصّدع : انصداعها
عن النبات ، وتشققها عن الأعشاب. وأنشد صاحب « العين
» لبعض العرب :
|
و جاءت سلتم لا رجع فيها
|
|
و لا صدع فتحتلب الرّعاء
|
فالرجع : المطر ، والصّدع : العشب ،
والسّلتم : السنة المجدبة.
سورة « الغاشية »
وقوله سبحانه : ﴿ وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ،
عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ﴾
[ ٢ ، ٣ ] وهذه استعارة.
والمراد بالوجوه هاهنا أرباب الوجوه.
ومثل ذلك قوله تعالى : فى السورة التي يذكر فيها
__________________
القيامة : ﴿ وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ،
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾
والدليل على ما قلنا
إضافته سبحانه النظر إليها ، والنّظر إنما يصح من أربابها لا منها. لأنه تعالى قال
عقب ذلك : ﴿
وَوُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ،
تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ
﴾
وكذلك قوله تعالى
هاهنا : ﴿
وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ ،
لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾
[ ٨ ، ٩ ] والرّضا والسخط إنما يوصف به أصحاب الوجوه.
فانكشف الكلام على الغرض المقصود.
وقوله تعالى : ﴿ فِي
جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ،
لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴾
[ ١٠ ، ١١ ] وهذه استعارة. وقد مضت لها نظائر كثيرة جدا فيما تقدم من كلامنا. أي لا
تسمع فيها كلمة ذات لغو. فلما كان صاحب تلك الكلمة يسمّى لاغيا بقولها ، سمّيت هى
لاغية ، على المبالغة فى وصف اللغو الذي فيها.
وقال بعضهم : معنى ذلك : لا يسمع فيها
نفس حالفة على كذب ، ولا ناطقة برفث. لأن الجنة لا لغو فيها ولا رفث ، ولا فحش ولا
كذب.
سورة « الفجر »
وقوله سبحانه : ﴿ وَاللَّيْلِ
إِذَا يَسْرِ ﴾
[٤] وهذه استعارة. والمراد بسرى الليل دوران فلكه ، وسيران نجومه حتى يبلغ غايته ،
ويسبق فى قاصيته ، ويستخلف النهار موضعه.
وقوله سبحانه : ﴿ وَفِرْعَوْنَ
ذِي الْأَوْتَادِ ﴾
[١٠] وهذه استعارة. والمراد وفرعون ذى الملك المتقرم
والأمر المتوطد ، والأسباب المتمهدة التي استقر بها بنيانه ، وتمكن سلطانه ، كما
تنبت البيوت بالأوتاد المضروبة ، والدعائم المنصوبة. وقد مضى نظير ذلك.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ فَصَبَّ
عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴾
[١٣] وهذه من مكشوفات الاستعارة. والمراد بها العذاب المؤلم ، والنكال المرمض. لأن
السّوط فى عرف عادة العرب يكون على الأغلب سببا للعقوبات الواقعة ، والآلام
الموجعة.
وقال بعضهم : يجوز أن يكون معنى ﴿ سَوْطَ
عَذَابٍ ﴾
أي أوقع عذاب يخالط اللحوم والدماء ، فيسوطها سوطا ، إذا حرّك ما فيها وخلطه.
فالسّوط على هذا القول هاهنا مصدر وليس باسم.
ومن سورة « البلد »
وقوله سبحانه ﴿ يَقُولُ
أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا ﴾
[٦] وهذه استعارة. وقد مضى نظير لها. والمراد باللّبد هاهنا المال الكثير الذي قد
تراكب بعضه على بعض ، كما تلبّدت طرائق الشّعر ، وسبائخ
القطن.
وقد يجوز أن يكون ذلك مأخوذا من قولهم :
رجل لبد. إذا كان لازما لبيته لا يبرحه. وبه سمّى نسر لقمان لبدا ، لمماطلته للعمر
، وطول بقائه على الدهر. فكأنه قال : أهلكت مالا كان باقيا لى ، وثابتا عندى.
وقوله سبحانه : ﴿ وَهَدَيْنَاهُ
النَّجْدَيْنِ ،
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾
[ ١٠ ، ١١ ] وهذه استعارة. والمراد بالنّجدين هاهنا الطريقان المفضيان إلى الخير
والشر. والنّجد : المكان العالي ، وإنما سمّى تعالى هذين الطريقين بالنجدين ، لأنه
بيّنهما للمكلّفين بيانا واضحا ليتّبعوا سبيل الخير ، ويجتنبوا سبيل الشر. فكأنه
تعالى بفرط البيان لهما قد رفعهما للعيون ، ونصبهما للناظرين.
__________________
وقوله سبحانه : ﴿ فَلَا
اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾
[١١] استعارة أخرى. وفسّر تعالى المراد بالعقبة فقال : فكّ رقبة أو أطعم فى يوم ذى
مسغبة [ ١٣ ، ١٤ ] الآية.
وقرئ ﴿
فَكُّ
رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾
فشبه سبحانه هذا الفعل ـ لو فعله الإنسان ـ باقتحام العقبة ، أي صعودها أو قطعها.
لأن الإنسان ينجو بذلك كالناجى من الطريق الشاق ، إذا اقتحم عقبته ، وتجاوز
مخافته. وحسن تمثيل هذا الفعل هاهنا بالعقبة لما شبّه سبحانه سبيلى الخير والشر
بالنّجدين اللذين هما الطريقان الواضحان والعقاب
إنما تكون فى طريق السالكين ، وسبيل المسافرين. وعليها يكون بهر الأنفاس ، وشدة
الضغاط والمراس.
سورة « الضحى »
وقوله تعالى : ﴿ وَالضُّحَىٰ
وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ﴾
[ ١ ، ٢ ] وهذه استعارة. ومعنى سجى ، أي سكن. والليل لا يسكن ، وإنما تسكن حركات
الناس فيه ، فأجرى سبحانه صفة السكون عليه لما كان السكون واقعا فيه. وقد مضى
الكلام على نظائر ذلك.
سورة « الانشراح »
وقوله سبحانه : ﴿ أَلَمْ
نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ،
وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ،
الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ﴾
[ ١ ، ٢ ، ٣ ] وهذا القول مجاز واستعارة ، لأن النبي صلىاللهعليهوسلم
لا يجوز أن ينتهى عظم ذنبه إلى حال إنقاض الظّهر ، وهو صوت تقعقع العظام من ثقل
__________________
الحمل. لأن هذا القول
لا يكون إلا كناية عن الذنوب العظيمة ، والأفعال القبيحة. وذلك غير جائز على
الأنبياء عليهمالسلام
، فى قول من لا يجيز عليهم الصغائر ولا الكبائر ، وفى قول من يجيز عليهم الصغائر
دون الكبائر. لأن الله سبحانه قد نزّههم عن موبقات الآثام ، ومسحقات
الأفعال ، إذ كانوا أمناء وحيه ، وألسنة أمره ونهيه ، وسفراءه إلى خلقه.
وقد استقصينا الكلام على ذلك فى باب
مفرد من كتابنا الكبير.
فنقول : إن المراد هاهنا بوضع الوزر ليس
على ما يظنه المخالفون من كونه كناية عن الذنب ، وإنما المراد به ما كان يعانيه
النبي صلىاللهعليهوسلم
من الأمور المستصعبة ، والمواقف المخطرة فى أداء الرسالة ، وتبليغ النذارة
، وما كان يلاقيه عليهالسلام
من مضار قومه ، ويتلقّاه من مرامى أيدى معشره. وكلّ ذلك حرج فى صدره ، وثقل على
ظهره. فقرّره الله سبحانه بأنه أزال عنه تلك المخاوف كلها ، وحطّ عن ظهره تلك
الأعباء بأسرها ، وأذاله من أعدائه ، وفضّله على أكفائه ، وقدّم ذكره على كل ذكر ،
ورفع قدره على كل قدر ، حتى أمن بعد الخيفة ، واطمأنّ بعد القلقة.
__________________
فهارس الکتاب
١ ـ فهرس مقدمة محقق النص
٢ ـ فهرس الأعلام الواردة فی
مقدمة المحقق
٣ ـ فهرس تفصیلی لمسائل
الکتاب
٤ ـ فهرس السور
٥ ـ فهرس الآیات
٦ ـ فهرس الأحادیث النبویة
٧ ـ فهرس الأشعار والأراجیز
٨ ـ فهرس الأعلام
٩ ـ فهرس الأعلام المترجمة بالهوامش
١٠ ـ فهرس اللغة
١١ ـ فهرس المراجع والمصادر للتحقیق
والبحث
١ ـ فهرس مقدمة
محقق الکتاب
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
|
المجازات
في القرآن
|
|
٥
|
|
الجاحظ
و مجازات القرآن
|
|
١٠
|
|
ابن
قتيبة و مجازات القرآن
|
|
١٤
|
|
تلخيص
البيان
|
|
١٩
|
|
هذه
الطبعة من تلخيص البيان
|
|
٢٤
|
|
القيمة
العلمية و الأدبية لهذا الكتاب
|
|
٢٩
|
|
القراءات
فى تلخيص البيان
|
|
٤٢
|
|
إفاضة
الشريف الرضى فى البيان
|
|
٤٤
|
|
القرآن
الكريم بين الحقيقة و المجاز
|
|
٥٥
|
|
مكان
تلخيص البيان بين كتب التفسير
|
|
٥٨
|
|
أيهما
أسبق مجازات القرآن أم المجازات النبوية؟
|
|
٦٢
|
|
عصر
الشريف الرضى
|
|
٦٥
|
|
الحياة
الأدبية فى عصر الشريف
|
|
٧١
|
|
الشعر
و الشعراء فى عصر الشريف
|
|
٧٥
|
|
الشريف
الرضى بين أهل السنة و الشيعة
|
|
٨٠
|
|
أساتذة
الشريف الرضى
|
|
٨٤
|
|
الشريف
الرضى بين القرآن و الحديث و كلام الإمام على
|
|
٩٤
|
|
تآليف
الشريف الرضى
|
|
٩٧
|
|
استقلال
شخصية الشريف فى النقد
|
|
١٠٢
|
٢ ـ فهرس الأعلام
الواردة بمقدمة
المحقق
|
أ
الآمدی :
٧٤ ، ٩٧
آدم متز : ٧٨ ،
١٠٠
ابن أبی
الحدید : ٢٧ ، ٩٦ ، ٩٨
ابن أبی
الفوارس : ٩٠ ، ٩٢
ابن
الاثیر : ١٧ ، ٤٢
ابن
الاعرابی : ٦٢
ابن
الاکفانی : ٨١ ، ٨٣ ، ٩٣
ابن
الانباری : ١٨ ، ٦٢
ابن بسام : ٧٥
ابن بقیة
: ٦٧
ابن جنی :
١٨ ، ٢١ ، ٣٨ ، ٧٤ ، ٨٥،
٨٧ ، ٨٨ ، ٩٧
ابن
الجوزی : ٧٠ ، ٨١ ، ٨٢ ،
٨٣ ، ٨٦ ، ٨٦ ،
٨٨ ، ٨٩ ، ٩٠ ،
٩١ ، ٩٢
ابن حجاج : ٧٧ ،
٧٨ ، ١٠٠ ،
١٠١
ابن حجر : ٩٢
ابن حزم : ٩٦
ابن حفض
الکنانی : ٩٠
ابن حنبل : ٣٩ ،
٤٠
ابن
خالویه : ١٨ ، ٧٤
|
|
ابن خلکان : ٥٩ ، ٧٥ ، ٩٢ ،
٩٦ ، ٩٩ ، ١٠٠
ابن خویز منداد : ٥٥
ابن درید : ٦٢
ابن درستویه : ٦٢
ابن رستم : ٦٢
ابن زولاق : ٩٧
ابن سعد : ٣٩
ابن سکرة : ٧٧
ابن سینا : ١٩
ابن شاکر : ٣١
ابن شهراشب : ١٠٠
ابن عباس : ٣٦
ابن عمر : ٣٦
ابن العمید : ٧١ ، ٧٢ ، ٧٤ ، ٩٧
ابن عنبسه : ١٠١
ابن فارس : ٧٥ ، ٩٧
ابن الفرات : ٦٥
ابن القاص : ٥٥
ابن قتیبیة : ٦ ، ١٣ ، ١٤
، ١٥ ، ١٦
١٧ ، ١٨ ،٢٩ ، ٣٤ ، ٤٦ ، ٤٨ ،
٥٠ ، ٥١ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٦ ، ٦٢
ابن القوطیة : ٩٧
|
|
ابن کثیر
: ٣٧ ، ٤٣ ، ٤٤
ابن
مسکویه : ٩٧
ابن المعتز : ١٧
ابن نباتة
السعدی » ٧٦
ابن نباتة
الفارقی : ٧٦ ، ٩٣
ابن نباتة
المصری : ٧٦
ابن
الندیم : ٩ ، ٣٦ ، ٤٥ ، ٧٣ ،
٩٧ ، ١٠١
ابن هانیء
الاندلسی : ٧٥ ، ٧٦
ابن
الهذیل : ١٥
ابو احمد
الحسین الموسوی : ٢٠ ، ٥١ ، ٧١
،٨٢
ابو الاسود : ٤٩
ابو اسحاق
الصابی : ٧٢ ، ٧٣ ،٧٤ ،
٧٩ ، ١٠١
ابو بکر
الزبیدی : ١٨
ابو بکر بن
عیاش : ٤٤
ابو بکر
الخوارزمی : ٧٤ ، ٩٧ ،١٠١
ابوبکر محمد
الخوارزمی : ٢٠ ، ٨٥ ، ٨٨ ،
٨٩ ، ٩١
ابو تمام : ٧٦
ابو جعفر
الطحاوی : ٢٠
ابو حامد
الاسفراینی : ٢١ ، ٨٨
ابو الحسن
الرمانی : ١٨ ، ٧٤ ، ٩١
|
|
ابن الحسن علی بن
عیسی الربعی : ٣٩ ،
٧٥ ، ٩١
ابو حنیفه : ٨٩
ابو حیان : ٥٩ ، ٦٠ ، ٩٧
ابو داود : ٤٠
ابو ذؤیب الهذلی : ٢٥ ،
٣٩
ابو الطفیل : ٣٥
ابو العباس النامی : ٧٦
ابو عبیدة : ٥ ، ٦ ، ٧ ،٨ ، ٩ ،
١٧ ،
٢٩ ، ٣٦ ، ٤٤ ، ٤٥
، ٤٦ ، ٤٧ ،
٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٥٢
، ٦٢
ابو عثمان
المازنی : ١٨
ابوالعلاء
المعری : ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٩ ، ٩٧
ابو علی
التنوخی : ٧٤
ابو علی
الجبائی : ١٥
ابو علی
الفارسی : ١٨ ، ٣٨ ، ٧٢ ،
٧٤ ، ٩٧ ، ٨٨ ، ٩١
ابو عمرو بن
العلاء : ٥ ، ٤٣
ابو الفتح
البستی :٧٤
ابو الفتح کشاجم
: ٧٥
ابو الفرج الیبغاء
: ٧٦
ابو فراس
الحمدانی : ٧٥
ابو الفضل
الشیرازی : ٧٠
ابو القاسم
عیسی بن داود : ٨٩ ، ٩٠
ابو کبیر
الهذلی : ٣٩
ابو هریرة
: ٣٩ ، ٤٠
ابو
الهندی : ٣٩
|
|
احمد
الاسکندری : ٤٤ ، ٤٥
احمد عارف
الزین : ٧٣
احمد عباس
الازهری : ٩٩
احمد فؤاد
الاخوانی : ١٩
احمد محمد شاکر
: ٤٠ ، ٦٣
الاخطل : ٣٥
الازهری
:٧٥ ، ٩٧
اسامة بن منقذ :
٦٣
الاصمعی :
٦٢
الاعشی :
٧ ، ١٠٤
الافوه
الاودی : ٣٩
ام سلمة : ٤١
امرؤ
القیس : ٣٩
الانباری
الشاعر : ٦٧
ب
البختری :
٧٦
البخاری :
٤٠
بدیع
الزمان الهمذانی : ٧٤ ، ٩٧
بقیلة
الاکبر : ٣٩
بهاء الدولة بن
بویه : ٢٠ ، ٦٧ ، ٦٨ ،
٦٩ ، ٧٢ ، ٨٢
البیضاوی
: ٣٧
تاج الدولة
البویهی : ٧٢
التلعکبری
: ٩٣
ثعلب : ١٨
الثعالبی
: ٧٢ ، ٩٧ ، ١٠٠ ، ١٠١
الثعلبی :
٦٠ ، ٦١
|
|
ج ـ ح خ
الجاحظ : ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤
٢٧ ، ٢٩
الجرجانی
: ١٧
جریر
الشاعر : ٣٥ ، ٣٩ ، ٥١
جورجی
زیدان : ٣٩ ، ٩٦ ، ١٠١
الجوهری :
٧٥ ، ٩٧
حاجی
خلیفة : ٣١ ، ٣٢ ، ١٠٢
حسان بن ثابت :
٨٣ ، ٨٤
حسین
علی محفوظ : ٢٤ ، ٩٩
الحصری
القیروانی : ٩٧
الحضرمی :
٦٢
حمزة بن
حبیب : ٤٣
خالد
الواسطی : ٤٠
الخبز
أرزی : ٧٥
الخطام : ٣٩
الخطیب
البغدادی :٨٩ ، ٩٠
د ـ ذ
داود
النبی علیه السلام : ١٥
داود
الظاهری : ٥٦
ذو الرمة : ٦ ، ٣٩
الراغب
الاصبهانی : ٩٧
رضی
الدین العزی : ٣١ ، ٣٣
رکن الدولة : ٧٢
رویس
القاریء : ٤٣
|
|
رؤیة
الراجز : ٦
ریتر
المستشرق : ٥ ، ٤٤
الزبیر بن
العوام : ٤١
الزجاج : ١٨ ، ٥٩
الزرقانی
: ٣٥
الزرکلی ـ
خیر الدین : ٢١ ، ٨٨ ،
٩٣ ، ١٠٠
زکی مبارک
: ٨٢
الزمخشری
: ٤٢ ، ٥٧
الزهری :
٣٩ ، ٤٠
س
سابور بن
اردشیر : ٧٢
سامی
الخانجی : ٥ ، ٤٥
السجستانی
: ١٧ ، ١٨
السری
الرفاء : ٧٥
سعید
المحدث : ٣٩ ، ٤٠
السکاکی :
١٠ ، ١٧
السلامی :
٧٢ ، ٧٦
سلطان الدولة بن
بویه : ٦٧
سلمة بن هشام :
٤٠
السلمی :
٦٢
سهل
الدیباجی : ٩١
السیرافی
: ١٨ ، ٣٨ ، ٧٤ ، ٨٦ ،
٩١
سیف
الدولة : ٨٨٩٣
ش
شرف الدولة بن
بویه : ٢٠ ، ٦٧
الشریف
الرضی : ٥ ، ٧ ، ٨ ، ١٢ ،
١٧ ، ١٨ ، ١٩ ، ٢٠
، ٢١ ، ٢٢ ،
|
|
٢٣ ، ٢٥ ، ٢٧ ، ٢٨
، ٢٩ ، ٣٠ ،
٣٢ ، ٣٣ ، ٣٦ ، ٣٧
، ٣٨ ،
٣٩ ، ٤٠ ، ٤٢ ، ٤٣
، ٤٤ ،
٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠
، ٥١ ، ٥٢ ،
٥٣ ، ٥٤ ، ٥٥ ، ٥٧
، ٥٨ ، ٥٩ ،
٦١ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٦٤
، ٦٥ ، ٦٦ ،
٦٧ ، ٦٨ ، ٦٩ ، ٧٠
، ٧١ ، ٧٣ ،
٧٤ ، ٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩
، ٨٠ ، ٨١ ،
٨٢ ، ٨٣ ، ٨٤ ، ٨٥
، ٨٦ ، ٨٨ ،
٩٠ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٣
، ٩٤ ، ٩٥ ،
٩٦ ، ٩٧ ، ٩٨ ، ٩٩
، ١٠٠ ، ١٠١ ،
١٠٢ ، ١٠٣ ، ١٠٤
، ١٠٥ ،
١٠٦
الشریف
المرتضی : ٧٤ ، ٨٢ ،
٩٢ ، ٩٦ ، ٩٧
ص
صاحب بن عباد :
٧١ ، ٧٢ ، ٧٤ ،
٧٩ ، ٩٧ ، ١٠١
صریع
الدولة : ٧٦
صمصام الدولة
البویهی : ٦٧ ، ٨٢
ط
الطائع ـ
الخلیفة العباسی : ٦٥
الطبری
المؤرخ : ٣٥ ، ٣٦ ، ٤٥ ،
٥٩
الطبری
الفقیه المالکی : ٨٣ ، ٨٤ ،
٨٦ ، ٩٠ ، ٩١
طرفة ـ الشاعر :
٣٩
الطوسی :
٤١
ع
عاصم بن
ابی النجود : ٤٣ ، ٤٤
|
|
عاصم
الجهدری : ٤٣
عبد
الحسین احمد الامینی النجفی : ٢١ ،
٢٣ ، ٣٩ ، ٥٩ ، ٧٧
، ٨٧ ، ٩١ ،
١٠٠ ، ١٠١
عبد
الحسین الحلی : ٢٣
عبد
الرحیم بن نباتة : ٣٩
عبد السلام
هارون : ١٠ ، ٢٦
عبد القاهر
الجرجانی : ٥٣
عبدة بن
الطبیب : ٣٩
العدیل بن
فرخ : ٣٩
العرجی
الشاعر : ١١
عز الدولة
بختیار : ٣٠ ، ٧٢
عضد الدولة بن
بویه : ٦٧ ، ٦٨ ،
٧٢ ، ٨٨
عقیل بن
ابی طالب : ٣٥ ، ٣٨ ، ٨٤ ،
٩٤ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٧
، ٩٨ ، ٩٩
علی بن
الجهم : ٩٠
علی خان
المدنی : ٧٣
عمر بن
ابراهیم الکنانی : ٣٩
عنترة
العبسی : ٣٩
عیاش بن
ابی ربیعة : ٤٠
عیسی
الثقفی : ٤٣
عیسی
الحلبی : ١٤ ، ٢٧ ، ٦٨
عیسی
بن عمر : ٤٣
ف
فخر الدولة بن
بویه : ٧٢
|
|
فخر الدین
الرازی : ٦٠ ، ٦١
الفراء : ١٧ ، ٣٦
الفضل بن
دکین : ٤٠
الفضل بن
دکین : ٤٠
فؤاد
سزکین : ٥ ، ٤٤
ق
القادر ـ
الخلیفة العباسی :٦٥ ، ٦٦ ،
٨١ ، ٨٢
قتادة : ٥١
قتادة بن دعامة
السدوسی : ٥
القرطبی :
٣٧ ، ٦٠ ، ٦١
القزوینی
: ١٠
القفطی :
٣٩ ، ٧٥
ك
الکسائی
کعب
الغنوی : ٧
م
مالک بن انس :
١١
المبرد : ١٨
المتنبی :
٧٢ ، ٧٥ ، ٧٦ ، ٨٧ ، ٩٣
المتنخل : ٣٩
محمد ـ
النبی علیه السلام : ٦ ، ٢٩ ،
٣٤ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٨
، ٣٩ ، ٤٠ ،
٤١ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٨٣
، ٨٤ ، ٩٢ ،
٩٤ ، ٩٥ ، ٩٨ ، ١٠٥
محمد بن
ابی بکر الرازی : ٧٥
محمد بن النعمان
: ٨١
محمد ابو زهرة :
٥٦
محمد بن ابو
الفضل ابراهیم : ٣٩
|
|
محمد
اللبابیدی : ٩٩
محمد
محیی الدین عبدالحمید : ٩٦ ، ٩٩ ،
محمد المشکاة :
١٩ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٨ ،
٣٢ ، ٤١ ، ٨١ ، ٩٨
محمود
توفیق : ٥٦
محمود
مصطفی : ١٩ ، ٩٨
المرزبان : ٩٢ ،
٩٣
المتکفی ـ
الخلیفة العباسی : ٦٦ ، ٨٠
مسلم : ٤٠
المسیح
علیه السلام : ١٤ ، ١٥
مصطفی
عنانی : ٤٥
المطیع ـ
الخلیفة العباسی : ٦٥ ، ٦٦
معاویة
الاموی : ٨٠
المعز
لدین الله الفاطمی : ٧٦
معز الدولة
البویهی : ٦٥ ، ٦٦ ، ٧٠ ، ٨٠
معمر المحدث :
٣٥ ، ٤٠
المفید :
الشیخ ابو عبدالله بن المعلم محمد ابن النعمان : ٩٢
المقتدر ـ الخلیفة
العباسی : ٦٥
المقریزی
المؤرخ : ٤١
المکتفی ـ
الخلیفة العباسی : ٦٥
ملاعب الاسنة :
٣٩
المنخل بن
سبیع : ٧
المنصور ـ
الخلیفة العباسی : ٩٣
مهیار
الدیلمی : ٧٦
|
|
مؤید
الدولة البویهی : ٧٢
موسی
علیه السلام : ١٥ ، ١٦
المولی
تاج الدین حسن : ٩٨
المولی
سلطان محمود : ٩٨
المولی
عبد الباقی الخطاط: ٩٨
میمونة
رضی الله عنها : ٤١
ن
النابغة
الذبیانی : ٣٩
نافع القارئ :
٤٣
النجاشی :
١٠٠
النسابة
العمری : ٥٩
النسفی :
٣٧
ه ـ و
هشیم
المحدث : ٤٠
الوأواء : ٧٦
الواحدی :
٥٩
الولید بن
الولید : ٤٠
وهب بن عبدالله
: ٣٥
ی
یاقوت
الحوی الرومی : ٧٥ ، ٧٨
یحی
بن سعید : ٧٠
یزید
بن الصعق : ١٠
یزید
بن معاویة : ٩٣
یعقوب
علیه السلام : ١٥
یعقوب ـ
صاحب اصلاح المنطق : ٨
یوسف
علیه السلام : ١٦ ، ٤٠ ، ٥٧
یونس
المحدث القارئ : ٤٠
|
٣ ـ فهرس
تفصیلی
لمسائل الکتاب
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
|
مسائل سورة البقرة
|
|
١١٦
|
معنی النکال لما بین
یدی الأمة
|
|
١١٣
|
العقوبة علی الکفر بالطبقع
علی القلوب
|
|
١١٦
|
أحاطة الخطیئة بالمرء استعارة
عن عظم خطئه
|
|
١١٣
|
بیان الاستعارة فی قوله
تعالی : ( وَعَلَىٰ
أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ )
|
|
١١٦
|
معنی : ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ )
|
|
١١٣
|
المرض فی القلوب کنایة عن
فساده
|
|
١١٧
|
التعبیر عن مخالطة حب العجل
قلوبهم بقوله : ( وَأُشْرِبُوا
فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
)
|
|
١١٣
|
معنی استهزاء الله
بالکافرین
|
|
١١٧
|
الإستعارة فی قوله تعالی
:(
بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ
إِيمَانُكُمْ )
|
|
١١٤
|
إمداد الله للکافین فی
طغیانهم
|
|
١١٨
|
بیان أن الإسلام الوجه لله هو
الإقبال علی عبادته والتوجه الیه سبحانه
|
|
١١٤
|
الاستعارة فی قوله تعالی ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ
آمَنُوا )
|
|
١١٨
|
المجاز فی قوله تعالی : ( فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )
|
|
١١٥
|
استبدال العنی بالرشاد
والتعبیر عن ذلک باشتراء الضلالة بالهدی
|
|
١١٨
|
التعبیر عن ظهور علامات الموت
بحضوره
|
|
١١٥
|
ذهاب البرق بالابصار
|
|
|
|
|
١١٥
|
معنی کون الارض فراشا والسماء
بناء
|
|
|
|
|
١١٥
|
استوی الل الی السماء
أی قصد الی خلقها
|
|
|
|
|
١١٥
|
إلباس الحق بالباطل
|
|
|
|
|
١١٥
|
الإستعارة فی قوله تعالی
: ( ضُرِبَتْ
عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ
) .
أی اشتملت علیهم
|
|
|
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
١١٨
|
التعبیر عن دین الله
بالصبغة ولم کان ذلک ؟
|
|
|
مسائل آل عمران
|
|
١١٨
|
الإستعارة فی قوله تعالی
: ( فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
)
|
|
١٢٢
|
کیف تکون الآیات المحکمات
أمّا للکتاب
|
|
١١٨
|
الانجذاب فی قیاد
الشیطان هو اتباع لخطواته
|
|
١٢٢
|
التعبیر عن المتمکن فی
العلم بالراسخ فیه
|
|
١١٩
|
الإستعارة فی قوله تعالی
: ( مَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ )
|
|
١٢٢
|
الإستعارة فی قوله تعالی
: ( وَبِئْسَ
الْمِهَادُ
)
|
|
١١٩
|
اشتراء الضلاة بالهدی
|
|
١٢٢
|
التعبیر عن فساد الأعمال
بالحبوط
|
|
١١٩
|
لماذا عبر عن النساء بأنهن لباس
للرجال ، وعن الرجال بأنهم لباس للنساء
|
|
١٢٣
|
لماذا عبر الله عن دخول اللیل
والنهار کل منهما فی صاحبه بالإیلاج
|
|
١١٩
|
کیف یختان الإنسان نفسه ؟
|
|
١٢٣
|
لمذا اطلقت لفظة « الکلمة » علی
السید المسیح علیه السلام
|
|
|
کیف یتبین
الخیط الأبیض من الخیط الأسود من الفجر
|
|
١٢٣
|
ما معنی مَکرُ الله ، وهل
یجوز المکر علیه سبحانه
|
|
١٢٠
|
المجاز فی قوله تعالی : ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ
قَرْضًا حَسَنًا
)
|
|
١٢٣
|
التعبیر عن أول النهار بوجهه
|
|
١٢٠
|
إفراغ الله الصبر علی الناس
|
|
١٢٤
|
وصف الله بالواسع وهو وصف لسعة عطائه
أو اتساع علمه
|
|
١٢١
|
استعارة النور للإیمان والظلمات
للکفر
|
|
١٢٤
|
التعبیر عن رحمة الله بالنظر
|
|
١٢١
|
إذا أثم القلب فهو إثم لصحابه
|
|
١٢٤
|
تشبیه الله للمشفی بسوء
عمله علی دخول النار بالمشی لزلة قدمه علی الوقع فی
النار
|
|
|
|
|
١٢٤
|
ما معنی رجوع الامور الی
الله
|
|
|
|
|
١٢٥
|
معنی : ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ) ووجه الاستعارة فیها
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
١٢٥
|
قَطع طَرَفٍ من الکافر هو نقص عددهم
لإضعافهم
|
|
|
مسائل سورة النساء
|
|
١٢٥
|
لقاء الموت مجاز وحقیقته لقاء
أسبابه
|
|
١٢٧
|
معنی قوله تعالی : ( مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
إِلَّا النَّارَ )
|
|
١٢٥
|
الانقلاب علی الأعقاب هو الرجوع
عن الدین
|
|
١٢٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: (
حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ
الْمَوْتُ
).
لان الذی یتوفی هو ملک الموت
|
|
١٢٥
|
التعبیر عن المشی
فی الأرض بالضرب فیها
|
|
١٢٧
|
معنی قوله تعالی : ( وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ). وجریان ذلک علی طرائق
العرب
|
|
١٢٦
|
هم دَرَجات عند الله . أی هم
أصحاب درجات عنده
|
|
١٢٧
|
إزالة الکلام عن جهة الصواب هو
تحریف له عن مواضعه
|
|
١٢٦
|
التعبیر عن حطام الدنیا
الزائل بمتاع الغرور
|
|
١٢٨
|
التعبیر عن الطعن
والوقعیة بلِّی الألسنة
|
|
١٢٦
|
مذاق الموت هو الإحساس بکر به وعذابه
|
|
١٢٨
|
التعبیر عن مسخ الوجوه بطمسها
|
|
١٢٦
|
المجاز فی قوله تعالی : ( مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) . لأن الأمور لا عزم لها
|
|
١٢٨
|
قلة متاع الدنیا
|
|
١٢٦
|
التعبیر عن إغفال الشیء
بنبذه وراء الظهور .
|
|
١٢٨
|
التعبیر عن ضیق الصدور
بحصرها
|
|
١٢٦
|
قوله تعالی : ( بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ) أی بمنجاة منها
|
|
١٢٨
|
التعبیر عن المسألة والموادعة
بإلقاء السّلَم
|
|
١٢٦
|
التعبیر عن کثرة السفر بالتقلب
فی البلاد
|
|
١٢٨
|
معنی إحضار الأنفس الشُّحّ
|
|
|
|
|
١٢٩
|
التعبیر عن مناقلة الحدیث
بالخوض فیه
|
|
|
|
|
١٢٩
|
معنی قوله تعالی : ( وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا )
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
١٣١
|
تسمیة المسیح علیه
السلام بالکلمة
|
|
١٣٤
|
ما معنی إقامة التوراة
والإنجیل
|
|
١٣١
|
تسمیة المسیح علیه
السلام بالروح
|
|
١٣٤
|
الکنایة عن سعة الرزق بالأکل من
فوق ومن تحت الأرجل
|
|
|
مسائل سورة المائدة
|
|
١٣٤
|
التعبیر عن توکید
الأَیمان بتعقیدها حتی تکون بمنزلة العقد المؤکد
|
|
١٣٢
|
معنی إحلال شعائر الله
|
|
١٣٥
|
لما کان الرمح مباشرا لنیل
القنیصة سمی نائلا فقیل : تنال الرماح شیئا من
الصید
|
|
١٣٢
|
معنی مجیء الرسول
علی فترة من الرسل
|
|
١٣٥
|
ما معنی إتیان الشهادة
علی وجهها ، وهل للشهادة وجه ؟
|
|
١٣٢
|
التعبیر عن الارتداد بالانقلاب
|
|
١٣٥
|
تأویل قوله تعالی ( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ، وَلَا
أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ)
|
|
١٣٢
|
طَوَّعت له نفسه أی سهلت وسولت
|
|
١٣٥
|
مسائل سورة الأنعام
|
|
١٣٢
|
استبقاء النفوس بعد استحقاقها القتل
هو إحیاء لها
|
|
١٣٦
|
المراد بقوله تعالی ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
ظَلَمُوا
)
|
|
١٣٢
|
هل تؤمن القلوب أم یؤمن أصحابها
؟ ووجه المجاز فی ذلک
|
|
١٣٦
|
التعبیر عن إبطال الحواس بأخذ
الله الأسماع والأبصار
|
|
١٣٢
|
کیف أن الکتاب نزل بالحق
|
|
١٣٦
|
بیان الحسن فی قوله
تعالی : ( وَعِندَهُ
مَفَاتِحُ الْغَيْبِ
)
|
|
١٣٢
|
مصدّقا لما بین
یدیه من الکتاب
|
|
١٣٧
|
التعبیر عن إثارة الحدیث
بالخوض فیه
|
|
١٣٣
|
التعبیر عن إطاعة الامر باتباع
الأهواء
|
|
|
|
|
١٣٣
|
المبادرة الی فعل الخیرات
هو استباق لها ، تشبیها بسباق الخیل
|
|
|
|
|
١٣٣
|
بیان المعنی فی
قوله تعالی : ( بَلْ
يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ
)
|
|
|
|
|
١٣٤
|
لیس للحرب نار علی
الحقیقة ، وإنما شبهت بالنار لأنهها تأکل أهلها کما تأکل النار الحطب
|
|
|
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
١٣٧
|
التعبیر عن إحاطة الله بکل
شیء بقوله : ( وَسِعَ
رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا
)
|
|
١٤٠
|
لما اغتر الناس بالدنیا حسن أن
یقال إنها غرّتهم
|
|
١٣٧
|
أم القری هی مکة ، ولماذا
سمیت بذلک ؟
|
|
١٤٠
|
لا تتفرق السبل بأصحابها
والسالکین فیها ، وکنهم هم الذین یفارقون نهجها
|
|
١٣٧
|
التعبیر عن کرب الکوت بالغمرات
|
|
١٤١
|
تأویل قوله تعالی : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَىٰ
)
|
|
١٣٧
|
التعبیر عن زوال أسباب المودة
بتقطیع البین
|
|
|
مسائل سورة الأعراف
|
|
١٣٨
|
کیف یخرج الله الحی
من المیت ویخرج المیت من الحی
|
|
١٤٢
|
الخسران یکون فی الأثمان
والأمال فلما ذا عبر به القرآن عن النفوس
|
|
١٣٨
|
التعبیر عن إخراج الله للصبح من
اللیل بقوله : ( فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ
)
|
|
١٤٢
|
التعبیر عن الدین بالصراط
|
|
١٣٨
|
معنی قوله : ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا)
|
|
١٤٣
|
انتصاب الاسم بحذف الجار ومثال من
الشعر
|
|
١٣٩
|
التعبیر عن الاتساع فی
دعوی البنین والبنات لله بقوله : ( وَخَرَقُوا
لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ
)
|
|
١٤٣
|
تأویل قوله تعالی : ( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ )
|
|
١٣٩
|
التعبیر عن تزیین
القول للتغریر بزخرفته
|
|
١٤٤
|
لماذا سمی اللباس ریشا .
ومامعنی لباس التقوی
|
|
١٣٩
|
التعبیر عن الحیرة
والمخافة بتقلیب الأفئدة والأبصار
|
|
١٤٤
|
ما معنی إقامة الوجوه عند کل
مسجد
|
|
١٤٠
|
إذا مالت الأفئدة الی الشیء
فقد صغت الیه ، کمیل السمع الی المسموعات
|
|
١٤٤
|
التعبیر عن الوصول الی
الجنة . بتفتح أبواب السماء
|
|
١٤٠
|
التعبیر عن الحنة بدار السلام
|
|
١٤٤
|
معنی قوله تعالی : ( لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن
فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ
)
|
|
|
|
|
١٤٥
|
کیف یصح معنی نزع
الغل من الصدور
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
١٤٥
|
ما معنی وراثة المؤمنین
الجنة
|
|
١٥١
|
معنی الرغبة بالنفس عن رسول
الله
|
|
١٤٦
|
الذین یلتمسون سبیل
الله ویبتغون عنا المتحاول
|
|
١٥٢
|
معنی أن رسول الله من أنفُس
العرب
|
|
|
مسائل سورة التوبة
|
|
١٥٢
|
کیف یعز علی رسول
الله عنت المسلمین وحرماتهم الثواب
|
|
١٤٧
|
کیف یصح الأذی
علی الله فی قوله : ( الَّذِينَ
يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
)
|
|
|
مسائل سورة
یونس
|
|
١٤٧
|
المجاز فی نطق السورة وإخبارها
بما فی قلوب المنافقین
|
|
١٥٣
|
قدم الصدق هی السابقة فی
الایمان
|
|
١٤٨
|
معنی الخوالف والخالفین
|
|
١٥٣
|
الاستواء بالأجسام أما استواء الله
علی العرش فهو بمعنی الاستیلاء
|
|
١٤٨
|
معنی قوله : ( وَلَا
تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ
)
|
|
١٥٤
|
تحیة المؤمنین فی
الجنة
|
|
١٤٩
|
تسمیة الأیام والشهور
دوائر علی سبیل الاستعارة
|
|
١٥٥
|
تزین الارض بالنبات
|
|
١٤٩
|
مسجد الضرار الذی بناه
المنافقون . ومسجد قباء الذی رفعه المؤمنون
|
|
١٥٥
|
کیف تکون الارض حصیدا مع
ان الحصید للنبات
|
|
١٥٠
|
ذکر بنیان مسجد الضرار
لایزال ریبة فی قلوب المنافقین
|
|
١٥٥
|
لا یوصف اللیل بان له
قطعا مظلمة الا علی سبیل المجاز
|
|
١٥٠
|
معنی شراء الله أنفس
المؤمنین وأموالهم
|
|
١٥٦
|
النهار المبصر هو تعبیر استعاری
معناه ان المبصرین هم اهله
|
|
١٥٠
|
بیان الاستعارة فی
زیغ القلوب
|
|
١٥٦
|
معنی : ( لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ
غُمَّةً )
|
|
١٥١
|
کیف تضیق النفوس
علی اصحابها
|
|
١٥٦
|
معنی الطمس علی الاموال
|
|
|
|
|
١٥٧
|
معنی الشد علی القلوب
|
|
|
|
|
١٥٧
|
حدیث اللهمّ اشدد وطأتک
علی من مضَرَ
|
|
|
|
|
١٥٧
|
معنی إقامة الوجه للدین
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
|
مسائل سورة هود
|
|
١٦٥
|
معنی ( بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ )
|
|
١٥٨
|
معنی تفصیل آیات
الکتاب
|
|
١٦٦
|
الإستعارة فی قوله تعالی
: ( أَصَلَاتُكَ
تَأْمُرُكَ
)
|
|
١٥٨
|
ثنی الصدور علی عداوظ
الله ورسوله أو ثنیها بمعنی الإخفاء والمسارة
|
|
١٦٦
|
اتخاذ الله ظهریا معنا أنهم
جعلوا أمر الله وراء ظهورهم
|
|
١٥٩
|
الاستعارة فی إذاقة الله الناس
الرحمة
|
|
١٦٧
|
کیف تأخذ الصیحة
الذین ظلموا
|
|
١٥٩
|
نزع الرحمة أی ازالتها
|
|
١٦٧
|
جعل النار بمنزلة الماء فی ورود
الکافرین علیها
|
|
١٦٠
|
الرحمة لا توسف بالعمی ولکن
الناس یعمون عنها
|
|
١٦٨
|
لیس عذاب الکافرین رفدا
وإنما هو علی طریق المجاز ، کقوله : ( فَبَشِّرْهُم
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
)
|
|
١٦٠
|
معنی : ( تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ )
|
|
١٦٨
|
معنی القری القائمة
والحصیدة
|
|
١٦٠
|
هل یرید الله إغواء الناس
کما فی ظاهر قوله : ( إِن
كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ
)
|
|
|
مسائل سورة
یوسف
|
|
١٦١
|
واصنع الفلک بأعیننا أی
بأمرنا
|
|
١٦٩
|
لم قال الله تعالی : ( رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ). ولم یقل ساجدة
|
|
١٦١
|
أمر السماء والارض مع انهما مما لا
یعقل فلا یخاطبان
|
|
١٧٠
|
معنی قوله تعالی : ( وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ
بِدَمٍ كَذِبٍ )
|
|
١٦٢
|
لماذا یوصف العذاب بالغلظ
|
|
١٧١
|
معنی تسویل النفس للإنسان
|
|
١٦٣
|
الاستناد الی الکثرة من القوم
والأهل هو استناد الی رکن شدید
|
|
١٧١
|
معنی أضغاث احلام
|
|
١٦٤
|
ما هی الحجارة المسوّمة ؟
|
|
١٧٢
|
المراد بالسبع الشداد هو السنون
المجدبة
|
|
١٦٤
|
معنی الخیل المسومة
|
|
|
|
|
١٦٥
|
وصف الیوم بالإحاطة او العذاب
بالإحاطة فی قوله : ( وَإِنِّي
أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ )
|
|
|
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
١٧٢
|
معنی قوله : ( لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ )
|
|
|
مسائل سورة
إبراهیم
|
|
١٧٢
|
معنی النفس الأمّارة
|
|
١٨٠
|
التذکیر بأیام الله
|
|
١٧٣
|
رفع الدرجات لیس حقیقة
وإنما هو مجاز
|
|
١٨٠
|
معنی قوله : ( فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي
أَفْوَاهِهِمْ )
|
|
١٧٣
|
( اسْأَلِ
الْقَرْيَةَ ) . أی اسأل أهلها
|
|
١٨٢
|
المقصود بمقام الله هو یوم
القیامة
|
|
١٧٤
|
رَوح الله هو فرجه الذی
یأتی بعد الکرب
|
|
١٨٣
|
معنی : ( وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ
مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ
)
|
|
١٧٤
|
الغاشیة من العذاب والمطبق
بأصبحابه
|
|
١٨٤
|
کیف تهوی الأفئدة
الی المکان
|
|
|
مسائل سورة الرعد
|
|
١٨٤
|
معنی قوله : ( وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ
مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ
)
|
|
١٧٥
|
معنی قوله : ( أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ )
|
|
١٨٥
|
حکایة « إنّ وراکبها » المنسوبة
الی ابن زبیر
|
|
١٧٥
|
معنی : خلت مثلات
|
|
١٨٦
|
کیف تزول الجبال من مکر
الکافرین
|
|
١٧٦
|
معنی : ( تَغِيضُ
الْأَرْحَامُ )
|
|
|
مسائل سورة الحجر
|
|
١٧٦
|
کیف یسبح الرعد بحمد الله
وکیف تسبح الملائکة ؟
|
|
١٨٧
|
العمه فی السکرات أی
التردد فی الغی
|
|
١٧٧
|
معنی : ( وَلِلَّهِ
يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
)
|
|
١٨٧
|
معنی خفض الجناح للمؤمنین
|
|
١٧٨
|
معنی ضرب الله الأمثال
|
|
١٨٧
|
تفسیر قوله تعالی : ( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ
عِضِينَ )
|
|
١٧٩
|
معنی القیام علی کل
نفس بما کسبت
|
|
١٨٨
|
معنی قوله : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ )
|
|
١٧٩
|
معنی نقصان الله الأرض من
أطرافها
|
|
١٩٠
|
مسائل سورة النحل
|
|
|
|
|
|
معنی قوله ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ )
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
١٩٠
|
کلام لابن حنی فی
معنی قولهم : لعمر الله ماقلت ذلک
|
|
١٩٦
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَأَذَاقَهَا
اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
)
|
|
١٩١
|
معنی : ( لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا
بِشِقِّ الْأَنفُسِ
)
|
|
|
مسائل سورة الإسراء
|
|
١٩١
|
لیس الطریق جائرا ، وإنما
یجور من یسیر فیه .
|
|
١٩٨
|
معنی : ( فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ )
|
|
١٩١
|
المجاز فی قوله تعالی : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً
)
|
|
١٩٨
|
معنی : ( وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ
مُبْصِرَةً
)
|
|
١٩٢
|
معنی : فأتی الله
بنیانهم من القواعد
|
|
١٩٩
|
قوله تعالی : ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ
طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
)
|
|
١٩٢
|
هل یلقی السَّلَم
علی الحقیقة
|
|
٢٠٠
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
)
|
|
١٩٢
|
تفسیر قوله تعالی : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا
أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )
|
|
٢٠٠
|
الکنایة فی قوله
تعالی : ( وَلَا
تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ
الْبَسْطِ
)
|
|
١٩٣
|
الظلال ـ علی الحقیقة ـ
لا تتفیأ
|
|
٢٠١
|
الاستعارة فی جعل الأکنة
علی القلوب
|
|
١٩٣
|
معنی قوله : ( فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا )
|
|
٢٠١
|
الوصف بالمصدر فی قوله
تعالی : ( وَإِذْ
هُمْ نَجْوَىٰ
)
|
|
١٩٣
|
هل العسل خارج من بطون النحل وإذا کان
ذلک غیر صحیح فما معنی قوله تعالی : ( يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ )
|
|
٢٠١
|
الإستعارة فی قوله تعالی
: ( وَآتَيْنَا
ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً
)
|
|
١٩٤
|
معنی إلقاء القول
|
|
٢٠٢
|
معنی قوله تعالی : ( لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا
قَلِيلًا
)
|
|
١٩٥
|
معنی زلل القدم فی
الدّین بعد ثبوتها
|
|
٢٠٣
|
معنی دلوک الشمس
|
|
١٩٥
|
المقصود بروح القدس هو جبریل
|
|
٢٠٤
|
معنی قوله تعالی : ( وَزَهَقَ الْبَاطِلُ )
|
|
١٩٥
|
المجاز فی کلمة اللسان
|
|
٢٠٤
|
معنی قوله تعالی : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ
شَاكِلَتِهِ
)
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
٢٠٤
|
معنی خزائل رحمة الله
|
|
٢١٣
|
المجاز فی قوله تعالی : ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا )
|
|
٢٠٥
|
معنی قوله تعالی : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ )
|
|
٢١٣
|
معنی قوله : ( وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ
حَصِيرًا )
|
|
|
مسائل سورة الکهف
|
|
٢١٤
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )
|
|
٢٠٦
|
وصف الکلام بالاستقامة والعوج والمجاز
فیه
|
|
٢١٤
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا )
|
|
٢٠٦
|
وصف الکلمة بالکبر استعارة
|
|
٢١٥
|
معنی قوله : ( لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ )
|
|
٢٠٦
|
الإستعارة فی قوله تعالی
: ( وَإِنَّا
لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا )
|
|
٢١٥
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ )
|
|
٢٠٧
|
معنی الضرب علی الآذان ،
ولم لا یکون الضرب علی الأبصار ؟
|
|
٢١٥
|
هل للجدار إرادة حتی
یرید أن ینقض ؟
|
|
٢٠٨
|
معنی قوله تعالی : ( وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ
)
|
|
٢١٦
|
أکاد أخفیها أی
أرید إظهارها
|
|
٢٠٩
|
معنی نشر رحمة الله
|
|
٢١٧
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ
يَمُوجُ فِي بَعْضٍ
)
|
|
٢٠٩
|
المجاز فی قوله تعالی : ( وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم
مِّرْفَقًا )
|
|
٢١٨
|
استعارة فی قوله تعالی : ( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي
غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي
)
|
|
٢٠٩
|
معنی تزاور الشمس
|
|
٢١٨
|
معنی ضلال السعی فی
الدنیا
|
|
٢١٠
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَإِذَا
غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ )
|
|
٢١٨
|
معنی الکفر بلقاء الله
|
|
٢١٠
|
معنی قوله تعالی : ( وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا
عَلَيْهِمْ
)
|
|
٢١٩
|
استعارة فی قوله تعالی : ( فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَزْنًا
)
|
|
٢١٠
|
معنی الرجم بالغیب
|
|
|
|
|
٢١١
|
معنی ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا )
|
|
|
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
|
مسائل سورة
مریم
|
|
٢٢٦
|
تشبیه الأرض بالمهاد
|
|
٢٢٠
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا )
|
|
٢٢٦
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَعَنَتِ
الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ )
|
|
٢٢٠
|
استعارة فی قوله تعالی : ( فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ
جِذْعِ النَّخْلَةِ
)
|
|
|
مسائل سورة
الأنبیاء
|
|
٢٢٠
|
اللسان هو الثناء الجمیل
|
|
٢٢٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَكَمْ
قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً
)
|
|
|
مسائل سورة طه
|
|
٢٢٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَمَا
زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ )
|
|
٢٢١
|
تفسیر قوله تعالی : ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ
أُخْفِيهَا )
|
|
٢٢٨
|
الاستعارة فی قذف الحق
علی الباطل
|
|
٢٢٣
|
بیان قوله تعالی : ( سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ
)
|
|
٢٢٨
|
الاستعارة فی فتق السماوات
والارض بعد أن کانتا رتقا
|
|
٢٢٣
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ
جَنَاحِكَ )
|
|
٢٢٩
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَجَعَلْنَا
السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا )
|
|
٢٢٤
|
تفسیر قوله تعالی : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي )
|
|
٢٢٩
|
تفسیر قوله تعالی : ( كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )
|
|
٢٢٤
|
تفسیر قوله تعالی : ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً
مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي
)
|
|
٢٣٠
|
معنی قوله تعالی : ( خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ )
|
|
٢٢٥
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي )
|
|
٢٣٠
|
معنی النفحة من العذاب
|
|
٢٢٥
|
بیان استعارة فی قوله
تعالی : ( رَبُّنَا
الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ )
|
|
٢٣١
|
المجاز قوله : ( ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ
رُءُوسِهِمْ )
|
|
|
|
|
٢٣١
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَنَجَّيْنَاهُ
مِنَ الْقَرْيَةِ
)
|
|
|
|
|
٢٣١
|
معنی تسبیح الطیر
والجبال
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
٢٣٢
|
معنی قوله : ( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا )
|
|
٢٤١
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( مِن
سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ
)
|
|
٢٣٢
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ )
|
|
٢٤١
|
المراد بالطرائق : السماوات
|
|
٢٣٣
|
کیف یکون المشرکون
وآلهتهم حصب جهنم
|
|
٢٤١
|
معنی قوله : ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا )
|
|
٢٣٤
|
استعارة فی قوله تعالی : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ
السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ
)
|
|
٢٤٢
|
الاستعارة فی قوله تعالی :
( فَجَعَلْنَاهُمْ
غُثَاءً )
|
|
|
مسائل سورة الحج
|
|
٢٤٢
|
کیف ینطق الکتاب بالحق
وبیان المجاز فیه
|
|
٢٣٦
|
الاستعارة فی زلزلة الساعة
|
|
٢٤٣
|
معنی قوله تعالی : ( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ
هَٰذَا
)
|
|
٢٣٦
|
الاستعارة فی اهتزاز الارض
بنزول الماء
|
|
٢٤٣
|
المجاز قوله : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ
أَهْوَاءَهُمْ )
|
|
٢٣٧
|
بیان الاستعارة فی قوله
تعالی : ( ثَانِيَ
عِطْفِهِ
)
|
|
|
مسائل سورة النور
|
|
٢٣٧
|
معنی عبادة الله علی حرف
، وبیان المجاز فیها
|
|
٢٤٤
|
الاستعاره فی شهادة الالسنه
والأیدی والأرجل
|
|
٢٣٧
|
ما معنی سجود الشمس والقمر
|
|
٢٤٥
|
المجاز فی ضرب الخمار علی
الجیوب
|
|
٢٣٨
|
استعارة فی قوله تعالی : ( قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ )
|
|
٢٤٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( اللَّهُ
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
)
|
|
٢٣٩
|
لماذا وصف الله القلوب بقوله : ( الَّتِي فِي الصُّدُورِ )
|
|
٢٤٥
|
معنی تقلّب القلوب والأبصار
|
|
٢٤٠
|
کیف یکون الیوم
عقیما فی قوله تعالی : ( أَوْ
يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ
)
|
|
٢٤٦
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ )
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
٢٤٦
|
استعارة فی قوله تعالی : ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن
جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ
)
|
|
٢٥٤
|
تشبیه الشمس أو النجوم بالسراج
فی الهدایة
|
|
٢٤٧
|
المجاز فی قوله تعالی : ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ )
|
|
٢٥٤
|
معنی خلقة اللیل للنهار
|
|
|
مسائل سورة الفرقان
|
|
٢٥٥
|
الصم عن قوارع النذر التعبیر عن
ذلک بقوله تعالی : ( لَمْ
يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا )
|
|
٢٤٨
|
هل تری جهنم أهلها
|
|
|
مسائل سورة الشعراء
|
|
٢٤٨
|
المجاز فی تغیظ النار
وزفیرها
|
|
٢٥٦
|
بیان قوله تعالی : ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ )
|
|
٢٤٩
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَقَدِمْنَا
إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ
)
|
|
٢٥٧
|
الفتح والفتاحة معناه الحکم
|
|
٢٤٩
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَجَعَلْنَاهُ
هَبَاءً مَّنثُورًا
)
|
|
٢٥٧
|
معنی النخل الهضیم
|
|
٢٥٠
|
الاستعارة فی وصف الجنة بکونها
: ( أَحْسَنُ
مَقِيلًا )
|
|
٢٥٨
|
المجاز فی قوله تعالی : ( وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )
|
|
٢٥٠
|
الاستعارة فی تشقّق السماء
|
|
٢٥٨
|
معنی قوله تعالی : ( يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ
كَاذِبُونَ
)
|
|
٢٥١
|
معنی قوله : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ
إِلَٰهَهُ هَوَاهُ )
|
|
٢٥٩
|
وصف الشعراء بالهیمان فی
کل وادٍ
|
|
٢٥١
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: (
أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ ) الخ
|
|
|
مسائل سورة النمل
|
|
٢٥٢
|
الاستعارة فی جعل اللیل
لباسا
|
|
٢٦٠
|
آنس النار بمعنی رآها
|
|
٢٥٣
|
الاستعارة فی جعل النهار نشورا
|
|
٢٦٠
|
المجاز فی قوله تعالی:( قَاطِعَةً أَمْرًا)
|
|
٢٥٣
|
إحیاء الارض بالنباب
وبیان الاستعاره فیه
|
|
٢٦١
|
المقصود بارتداد الطرف وبیان
الاستعارة فیه
|
|
٢٥٣
|
معنی قوله تعالی(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ)
|
|
٢٦١
|
العمی المجازی لا
یقصد به فقد عضو الإبصار
|
|
|
|
|
٢٦٢
|
المجازفی قوله تعالی:(إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ
يَقُصُّ ) الخ
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
|
مسائل سورة الأحزاب
|
|
٢٧١
|
کیف
یحیق المکر السیء بأهله
|
|
٢٦٤
|
التعبیر عن إلقاء الرعب بقذفه
فی القلوب
|
|
|
مسائل سورة
یس
|
|
٢٦٤
|
الفاحشة التی تبین حال
صاحبها
|
|
٢٧٢
|
الإقماح فی قوله تعالی : ( فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم
مُّقْمَحُونَ
).
|
|
٢٦٤
|
صفة النبی بالسراج المنیر
وبیان المجاز فیه
|
|
٢٧٤
|
معنی سلخ اللیل من النهار
والنهار من اللیل
|
|
٢٦٥
|
إباء السماوات والارض حمل الأمانة
وحمل الإنسان إیاها
|
|
٢٧٤
|
التعبیر عن الممات بالمرقد ووجه
الاستعارة فیه
|
|
|
مسائل سورة سبأ
|
|
٢٧٥
|
معنی الطمس علی
العیون
|
|
٢٦٦
|
معنی قوله تعالی : ( فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ )
|
|
٢٧٥
|
معنی التعمیر
والتنکیس فی الخلق
|
|
٢٦٦
|
الکتب السابقة علی القرآن کأنها
بین یدیه
|
|
٢٧٥
|
التعبیر عن الغافل إذا
تیقظ بالحی
|
|
٢٦٧
|
المراد بمکر اللیل والنهار
|
|
٢٧٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی ( مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا )
|
|
٢٦٧
|
صفة النبی علیه السلام
بالنذیر
|
|
|
مسائل سورة الصافات
|
|
٢٦٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَمَا
يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ )
|
|
٢٧٧
|
المراد بقاصرات الطرف ووجه الاستعارة
فیه
|
|
٢٦٨
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَيَقْذِفُونَ
بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
)
|
|
|
مسائل سورة ص
|
|
|
مسائل سورة فاطر
|
|
٢٧٨
|
معنی ( وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ )
|
|
٢٦٩
|
کیف یصعد الکلم
الطیب الی السماء
|
|
٢٧٨
|
الصیحة التی مالها من
فواق والأقوال فی ذلک
|
|
٢٧٠
|
معنی قوله تعالی : ( وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ
حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ)
|
|
|
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
٢٧٩
|
الکنایة عن المرأة بالنجعة
|
|
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( رَفِيعُ
الدَّرَجَاتِ )
|
|
٢٨٠
|
معنی المسح بالسوق والأعناق
|
|
٢٨٩
|
الروح کنایة عن الوحی
|
|
٢٨١
|
استطرداد فی مسح بعض الرأس
فی الوضء
|
|
٢٥٩٠
|
المراد بخائنة الأعین
|
|
٢٨١
|
أولوا الأیدی معناها :
أولو القوة
|
|
|
مسائل سورة السجدة
|
|
|
مسائل سورة الزمر
|
|
٢٩٠
|
کیف تکون القلوب فی أکنة
؟
|
|
٢٨٣
|
الاستعارة فی تکویر کل من
اللیل والنهار علی صاحبه
|
|
٢٩٢
|
خطال الله للسماوات والأرض
|
|
٢٨٤
|
معنی الحدیث المأثور :
نعوذ بالله من الحور بعد الکور
|
|
٢٩٣
|
لماذا قال تعالی : ( أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) . ولم یقل طائعات
|
|
٢٨٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( يَا
حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ )
|
|
٢٩٤
|
العمی : هو ظلام البصیرة
|
|
٢٨٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( لَّهُ
مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
)
|
|
٢٩٤
|
التعبیر عن جدب الارض بالخشوع
فی قوله تعالی : ( تَرَى
الْأَرْضَ خَاشِعَةً
)
|
|
٢٨٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالْأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
|
|
٢٩٥
|
الاستعارة فی وصف القرآن بأنه
لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه
|
|
٢٨٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالسَّمَاوَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
)
|
|
٢٩٥
|
المجاز فی قوله تعالی : ( أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن
مَّكَانٍ بَعِيدٍ
)
|
|
|
مسائل سورة المؤمن
|
|
٢٩٦
|
الاستعارة فی صفة الدعاء
بالعریض
|
|
٢٨٩
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: (
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا )
|
|
٢٩٦
|
الاستعارة فی إقامة الدین
|
|
|
|
|
٢٩٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( حُجَّتُهُمْ
دَاحِضَةٌ
)
|
|
|
|
|
٢٩٨
|
الاستعارة فی حرث الدنیا
والآخرة
|
|
|
|
|
٢٩٨
|
بیان المجاز فی نشر رحة
الله
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
٢٩٨
|
النظر من طرف خفی وبیان
المجاز فیه
|
|
|
مسائل سورة محمد
|
|
|
مسائل سورة الزخرف
|
|
٣٠٨
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( حَتَّىٰ
تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا )
|
|
٣٠٠
|
معنی قوله تعالی : ( أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ
صَفْحًا )
|
|
٣٠٩
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَإِذَا
عَزَمَ الْأَمْرُ )
|
|
٣٠٠
|
لماذا قال الله تعالی : ( فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا )
|
|
|
مسائل سورة ق
|
|
٣٠١
|
الکلمة الباقیة فی عقب
إبراهیم هی کلمة الإخلاص والتوحید
|
|
٣١٠
|
معنی سکرة الموت
|
|
٣٠١
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَاسْأَلْ
مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا )
|
|
٣١٠
|
معنی کشف الغطاء یوم
القیامة
|
|
|
مسائل سورة الدخان
|
|
٣١١
|
کیف تنطق جهنم وبیان
المجاز فی ذلک
|
|
٣٠٣
|
معنی قوله تعالی : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
)
|
|
٣١٢
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( لِمَن
كَانَ لَهُ قَلْبٌ
)
|
|
٣٠٣
|
العلو : هو مجاز یقصد به
الاستکبار
|
|
|
مسائل سورة
الذاریات
|
|
٣٠٣
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَمَا
بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ
)
|
|
٣١٣
|
معنی الحجارة المسومة
|
|
|
مسائل سورة
الجاثیة
|
|
٣١٣
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَتَوَلَّىٰ
بِرُكْنِهِ
)
|
|
٣٠٥
|
معنی قوله تعالی :
علی شریعة من الأمر
|
|
٣١٤
|
معنی الریح العقیم
وبیان المجاز فیها
|
|
٣٠٥
|
کیف ینطق الکتاب بالحق ؟
|
|
|
مسائل سورة الطور
|
|
|
مسائل سورة الأحقاف
|
|
٣١٥
|
معنی قوله : ( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم )
|
|
٣٠٦
|
معنی الأثارة من العلم
|
|
٣١٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَمِنَ
اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ )
|
|
|
|
|
|
مسائل سورة النجم
|
|
|
|
|
٣١٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: (
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
٣١٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( مَا
زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ
)
|
|
|
مسائل سورة
الحدید
|
|
|
مسائل سورة القمر
|
|
٣٢٦
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( هُوَ
الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)
|
|
٣١٨
|
کیف تفتح أبواب السماء بماء
منهمر
|
|
٣٢٧
|
کیف یرث الله السماوات
والأرض ، والاستعارة فی ذلک
|
|
٣١٨
|
الاستعارة فی إلقاء الذّکر
|
|
٣٢٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( مَأْوَاكُمُ
النَّارُ ، هِيَ مَوْلَاكُمْ
)
|
|
٣١٨
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالسَّاعَةُ
أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ
)
|
|
٣٢٧
|
بیان المجاز فی قوله تعالی
: ( وَأَنَّ
الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ
)
|
|
|
مسائل سورة الرحمن
|
|
|
مسائل سورة
المجادلة
|
|
٣٢٠
|
کیف یسجد النجم والشجر
والاستعارة فی ذلک
|
|
٣٢٨
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( مَا يَكُونُ
مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ )
|
|
٣٢٠
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَوَضَعَ
الْمِيزَانَ
)
|
|
٣٢٨
|
کیف تکون الأیمان جُنة
|
|
٣٢٠
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( مَرَجَ
الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
)
|
|
٣٢٩
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( كَتَبَ
اللَّهُ ) الخ
|
|
٣٢١
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَيَبْقَىٰ
وَجْهُ رَبِّكَ
)
|
|
٣٢٩
|
کیف یؤید الله بروح
منه ؟
|
|
٣٢٢
|
معنی قوله تعالی : ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ
الثَّقَلَانِ
)
|
|
|
مسائل سورة الحشر
|
|
|
مسائل سورة الواقعة
|
|
٣٣٠
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالَّذِينَ
تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ )
|
|
٣٢٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( لَيْسَ
لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ )
|
|
٣٣٠
|
کیف یتصدع الجبل من
خشیة الله . وبیان المجاز فیه
|
|
|
|
|
|
مسائل سورة
الممتحنة
|
|
|
|
|
٣٣١
|
الاستعارة فی الإلقاء بالمودة
|
|
|
|
|
٣٣١
|
بسط الألسن بالسوء علی المجاز
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
|
معنی قوله تعالی : ( وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ
الْكَوَافِرِ
)
|
|
|
مسائل سورة الملک
|
|
|
مسائل سورة الصف
|
|
٣٣٨
|
کیف یکون الملک بید
الله ؟
|
|
٣٣٢
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَلَمَّا
زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ )
|
|
٣٣٨
|
تردید البصر فی السماء
|
|
|
مسائل سورة الجمعة
|
|
٣٣٩
|
المجاز فی شهیق النار
|
|
٣٣٣
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَلَن
يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ )
|
|
٣٣٩
|
معنی تمیز النار من
الغیظ
|
|
٣٣٤
|
مسائل سورة «
المنافقون »
|
|
٣٤٠
|
الاستعارة فی صفة الارض بالذلول
|
|
٣٣٤
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَلِلَّهِ
خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
|
|
٣٤١
|
لماذا جعل الخابط فی الضلال
مکبا علی وجهه
|
|
|
مسائل سورة التغابن
|
|
|
مسائل سورة القمر
|
|
٣٣٥
|
القرآن هو النور الذی أنزل
علی النبی علیه السلام
|
|
٣٤١
|
الکنایة عن هول الأمور بالکشف
عن السوق
|
|
٣٣٥
|
المجاز فی « یوم التغابن
»
|
|
٣٤٢
|
تغلیظ الوعید بقوله
تعالی : (
ذَرْنِي )
|
|
|
مسائل سورة
التحریم
|
|
٣٤٣
|
معنی قوله تعالی : ( لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ )
|
|
٣٣٦
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَقَدْ
صَغَتْ قُلُوبُكُمَا
)
|
|
|
مسائل سورة الحاقة
|
|
٣٣٧
|
المراد بقطع ید السارق والسارقة
قطع الیمین
|
|
٣٤٣
|
معنی الریح الصرصر ،
ولاستعارة فی وصفها بالعتوّ
|
|
٣٣٧
|
ما معنی التوبة النصوح ؟
|
|
٣٤٣
|
المقصود بالأخذ الرابیة
|
|
٣٣٨
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( كَانَتَا
تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ )
|
|
٣٤٤
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( طَغَى
الْمَاءُ )
|
|
|
|
|
٣٤٤
|
المجاز فی قوله تعالی : ( عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ )
|
|
|
|
|
٣٤٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( لَأَخَذْنَا
مِنْهُ بِالْيَمِينِ
)
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
|
مسائل سورة سأل
سائل
|
|
|
مسائل سورة المدثر
|
|
٣٤٦
|
کیف تدعو النار من أدبر
وتولی
|
|
٣٥٣
|
المقصود بتطهیر الثیاب
تطهیر النفس علی سبیل المجاز فی قوله تعالی : ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ )
|
|
|
مسائل سورة نوح
|
|
٣٥٤
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالصُّبْحِ
إِذَا أَسْفَرَ
)
|
|
٣٤٧
|
معنی قوله تعالی : ( لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ) وتفسیر لا ترجون بمعنی لا
تخافون
|
|
|
مسائل سورة
القیامة
|
|
٣٤٨
|
معنی إنباتنا من الأرض
|
|
٣٥٥
|
بیان قوله تعالی : ( بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ
نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
)
|
|
٣٤٩
|
معنی : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ
بِسَاطًا
)
|
|
٣٥٦
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالْتَفَّتِ
السَّاقُ بِالسَّاقِ
)
|
|
|
مسائل سورة الجن
|
|
|
مسائل سورة الدهر
|
|
٣٤٩
|
( كُنَّا
طَرَائِقَ قِدَدًا ) ، أی ضروبا مختلفة
|
|
٣٥٦
|
کیف یستطیر الشر
|
|
٣٥٠
|
کیف یکون القاسطون حطبا
لجهنم
|
|
٣٥٦
|
الاستعارة فی وصف الیوم
بالعبوس
|
|
٣٥٠
|
الکنایة عن الجماعات بالّلبد
|
|
٣٥٧
|
المجاز فی قوله تعالی : ( وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا )
|
|
|
مسائل سورة المزمل
|
|
٣٥٧
|
الاستعارة فی وصف الیوم
بالثقیل
|
|
٣٥١
|
وصف القرآن بالثقل معناه وصفه برجاحة
القدر
|
|
|
مسائل سورة
المرسلات
|
|
٣٥١
|
معنی ناشئة اللیل .
ولماذا کانت أشد وطأ وأقوم قیلا
|
|
٣٥٨
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَإِذَا
النُّجُومُ طُمِسَتْ )
|
|
٣٥٢
|
الشیخ الطویل فی
النهار هو استعارة للتصرف والعمل الواسع بالنهار
|
|
|
مسائل سورة عم
|
|
|
|
|
٣٥٨
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( أَلَمْ
نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا
)
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
|
مسائل سورة
النازعات
|
|
٣٦٣
|
لماذا قال تعالی : ( مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ) ولم یقل : مدفوق ؟
|
|
٣٥٨
|
لمذا سمیت الأرض بالساهرة ؟
|
|
٣٦٤
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالسَّمَاءِ
ذَاتِ الرَّجْعِ
)
|
|
|
مسائل سورة
التکویر
|
|
|
مسائل سورة
الغاشیة
|
|
٣٥٩
|
سؤال الموءودة عن سبب قتلها
|
|
٣٦٤
|
المقصود بالوجوه هو أصحاب الوجوه
فی قوله تعالی : ( وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ )
|
|
٣٥٩
|
الاستعارة فی صفة النجوم
بالخنّس الکنّس
|
|
٣٦٥
|
المجاز فی قوله تعالی : ( لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً )
|
|
٣٦٠
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَالصُّبْحِ
إِذَا تَنَفَّسَ
)
|
|
|
مسائل سورة الفجر
|
|
|
مسائل سورة «
المطففون »
|
|
٣٦٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: (وَاللَّيْلِ
إِذَا يَسْرِ
)
|
|
٣٦١
|
کیف یحجب الکفار عن ربهم
؟
|
|
٣٦٥
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: (وَفِرْعَوْنَ
ذِي الْأَوْتَادِ
)
|
|
|
مسائل سورة
الانشقاق
|
|
٣٦٦
|
بیان الاستعارة فی قوله
تعالی : (فَصَبَّ
عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ)
|
|
٣٦١
|
المراد بإلقاء الارض ما فیها هو
بعث الأموات وإعادة الرفات
|
|
|
مسائل سورة البلد
|
|
٣٦٢
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( وَاللَّيْلِ
وَمَا وَسَقَ
)
|
|
٣٦٦
|
معنی قوله تعالی : ( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا )
|
|
٣٦٢
|
التعبیر عن الانقلاب من حال
شدیدة الی حال مثلها بقوله تعالی : ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ )
|
|
٣٦٦
|
المراد فی قوله تعالی : ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )
|
|
٣٦٣
|
مجاز قوله تعالی : ( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ )
|
|
|
|
|
|
مسائل سورة الطارق
|
|
|
|
|
٣٦٣
|
الطارق کنایة عن النجم
|
|
|
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
الصفحة
|
الموضوع
|
|
٣٦٧
|
الاستعارة فی قوله تعالی
: ( فَلَا
اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
)
|
|
|
مسائل سورة
الانشراح
|
|
|
مسائل سورة الضحی
|
|
٣٦٧
|
بیان وضع الوزر الذی أنقض
ظهر النبی علیه السلام
|
|
٣٦٧
|
معنی سجا اللیل ، ووجه
المجاز فیه
|
|
|
|
٤ ـ فهرس السور
|
الصفحة
|
اسم
السورة
|
|
الصفحة
|
اسم
السورة
|
|
١١٣
|
سورة
البقرة
|
|
٢٦٤
|
سورة
الأحزاب
|
|
١٢٢
|
سورة
آل عمران
|
|
٢٦٦
|
سورة
سبأ
|
|
١٢٧
|
سورة
النساء
|
|
٢٦٩
|
سورة
فاطر « الملائکة »
|
|
١٣١
|
سورة
المائده
|
|
٢٧٢
|
سورة
یس
|
|
١٣٦
|
سورة
الأنعام
|
|
٢٧٧
|
سورة
الصافات
|
|
١٤٢
|
سورة
الأعراف
|
|
٢٧٨
|
سورة
ص
|
|
١٤٧
|
سورة
التوبة
|
|
٢٨٣
|
سورة
الزمر
|
|
١٥٣
|
سورة
یونس
|
|
٢٨٩
|
سورة
المؤمن
|
|
١٥٨
|
سورة
هود
|
|
٢٩٢
|
سورة
فصلت
|
|
١٦٩
|
سورة
یوسف
|
|
٢٩٧
|
سورة
الشوری
|
|
١٧٥
|
سورة
أبراهیم
|
|
٣٠٠
|
سورة
الزخرف
|
|
١٨٠
|
سورة
الحجر
|
|
٣٠٣
|
سورة
الدخان
|
|
١٨٧
|
سورة
النحل
|
|
٣٠٥
|
سورة
الجاثیة
|
|
١٩٠
|
سورة
الإسراء « بنو اسرائیل »
|
|
٣٠٦
|
سورة
الأحقاف
|
|
١٩٨
|
سورة
الکهف
|
|
٣٠٨
|
سورة
محمد
|
|
٢٠٦
|
سورة
مریم
|
|
٣١٠
|
سورة
ق
|
|
٢٢٠
|
سورة
طه
|
|
٣١٣
|
سورة
الذاریات
|
|
٢٢٧
|
سورة
الأنبیاء
|
|
٣١٥
|
سورة
الطور
|
|
٢٣٦
|
سورة
الحج
|
|
٣١٧
|
سورة
النجم
|
|
٢٤١
|
سورة
المؤمنون
|
|
٣١٨
|
سورة
القمر
|
|
٢٤٤
|
سورة
النور
|
|
٣٢٠
|
سورة
الرحمن
|
|
٢٤٨
|
سورة
الفرقان
|
|
٣٢٥
|
سورة
الواقعة
|
|
٢٥٦
|
سورة
الشعراء
|
|
٣٢٦
|
سورة
الحدید
|
|
٢٦٠
|
سورة
النمل
|
|
٣٢٨
|
سورة
المجادلة
|
|
الصفحة
|
اسم
السورة
|
|
الصفحة
|
اسم
السورة
|
|
٣٣٠
|
سورة
الحشر
|
|
٣٥٥
|
سورة
القیامة
|
|
٣٣١
|
سورة الممتحنة
|
|
٣٥٦
|
سورة
الدهر
|
|
٣٣٣
|
سورة
الصف
|
|
٣٥٨
|
سورة
المرسلات
|
|
٣٣٤
|
سورة
الجمعة
|
|
٣٥٨
|
سورة
عم یتساءلون
|
|
٣٣٤
|
سورة
المنافقون
|
|
٣٥٨
|
سورة
النازعات
|
|
٣٣٥
|
سورة
التغابن
|
|
٣٥٩
|
سورة
عبس
|
|
٣٣٦
|
سورة
التحریم
|
|
٣٥٩
|
سورة
التکویر
|
|
٣٣٨
|
سورة
الملک
|
|
٣٦٠
|
سورة
الانفطار
|
|
٣٤١
|
سورة
القلم
|
|
٣٦١
|
سورة
المطففین
|
|
٣٤٣
|
سورة
الحاقة
|
|
٣٦١
|
سورة
الانشقاق
|
|
٣٤٦
|
سورة
المعارج
|
|
٣٦٣
|
سورة
الطارق
|
|
٣٤٧
|
سورة
نوح
|
|
٣٦٤
|
سورة
الغاشیة
|
|
٣٤٩
|
سورة
الجن
|
|
٣٦٥
|
سورة
الفجر
|
|
٣٥١
|
سورة
المزمل
|
|
٣٦٦
|
سورة
البلد
|
|
٣٥٣
|
سورة
المدثر
|
|
٣٦٧
|
سورة
الضحی
|
|
|
|
|
٣٦٧
|
سورة
الانشراح
|
٥ ـ فهرس
الآیات والسور
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ )
|
٧
|
البقرة
|
١١٣
|
|
(
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا )
|
١٠
|
"
|
١١٣
|
|
(
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
|
١٥
|
"
|
١١٣
|
|
(
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ
)
|
٩
|
"
|
١١٤
|
|
(
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا
رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ)
|
١٦
|
"
|
١١٤
|
|
(
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ )
|
٢٠
|
"
|
١١٤
|
|
(
يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )
|
٤٣
|
النور
|
١١٥
|
|
(
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً )
|
٢٢
|
البقرة
|
١١٥
|
|
( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ
فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ )
|
٢٩
|
"
|
١١٥
|
|
(
وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ )
|
٣٩
|
"
|
١١٨
|
|
(
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ )
|
٦١
|
"
|
١١٥
|
|
(
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا )
|
٦٦
|
"
|
١١٥
|
|
(
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
|
٧٤
|
"
|
١١٦
|
|
(
بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ )
|
٨١
|
"
|
١١٦
|
|
(
وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ )
|
٨٨
|
البقرة
|
١١٦
|
|
(
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ )
|
٥
|
فصلت
|
١١٦
|
__________________
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ )
|
٩٣
|
البقرة
|
١١٧
|
|
(
بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
|
٩٣
|
"
|
١١٧
|
|
(
وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
|
١٠٢
|
"
|
١١٧
|
|
(
بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ )
|
١١٢
|
"
|
١١٨
|
|
(
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )
|
١١٥
|
"
|
١١٨
|
|
(
إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ )
|
١٣٠
|
"
|
١١٨
|
|
(
إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ )
|
١٣٣
|
"
|
١١٨
|
|
(
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً )
|
١٣٨
|
"
|
١١٨
|
|
(
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )
|
١٥٠
|
"
|
١١٨
|
|
(
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ )
|
١٦٨
|
"
|
١١٨
|
|
(
مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ )
|
١٧٤
|
"
|
١١٩
|
|
(
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ )
|
١٧٤
|
"
|
١١٩
|
|
(
هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ )
|
١٨٧
|
"
|
١١٩
|
|
(
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ )
|
١٨٧
|
"
|
١١٩
|
|
(
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ
الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ )
|
١٨٧
|
"
|
١٢٠
|
|
(
وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى
الْحُكَّامِ)
|
١٨٨
|
"
|
١٢٠
|
|
(
مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا )
|
٢٤٥
|
"
|
١٢٠
|
|
(
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا )
|
٢٥٠
|
"
|
١٢٠
|
|
(
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ )
|
٢٥٧
|
"
|
١٢١
|
|
( وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ )
|
٢٨٣
|
"
|
١٢١
|
|
(
مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ )
|
٧
|
آل
عمران
|
١٢٢
|
|
(
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ )
|
٧
|
"
|
١٢٢
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )
|
١٢
|
آل
عمران
|
١٢٢
|
|
(
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ )
|
٢٢
|
"
|
١٢٢
|
|
(
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ )
|
٢٧
|
"
|
١٢٣
|
|
(
مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ )
|
٣٩
|
"
|
١٢٣
|
|
(
وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ )
|
٥٤
|
"
|
١٢٣
|
|
(
آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ
وَاكْفُرُوا آخِرَهُ )
|
٧٢
|
"
|
١٢٣
|
|
(
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
|
٧٣
|
"
|
١٢٤
|
|
(
وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
|
٧٧
|
"
|
١٢٤
|
|
(
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّقُوا )
|
١٠٣
|
"
|
١٢٤
|
|
(
وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا )
|
١٠٣
|
"
|
١٢٤
|
|
(
وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ )
|
١٠٩
|
"
|
١٢٤
|
|
(
ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ
اللَّهِ )
|
١١٢
|
"
|
١٢٥
|
|
(
لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا )
|
١٢٧
|
"
|
١٢٥
|
|
(
وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ
رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ )
|
١٤٣
|
"
|
١٢٥
|
|
(
أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ )
|
١٤٤
|
"
|
١٢٥
|
|
(
وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى )
|
١٥٦
|
"
|
١٢٥
|
|
(
هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )
|
١٦٣
|
"
|
١٢٦
|
|
(
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )
|
١٨٥
|
"
|
١٢٦
|
|
(
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )
|
١٨٥
|
"
|
١٢٦
|
|
(
وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
|
١٨٦
|
"
|
١٢٦
|
|
(
فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ )
|
١٨٧
|
"
|
١٢٦
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ )
|
١٨٨
|
آل
عمران
|
١٢٦
|
|
(
لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ، مَتاعٌ قَلِيلٌ
)
|
١٩٦
|
"
|
١٢٦
|
|
(
إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ، وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا )
|
١٠
|
النساء
|
١٢٧
|
|
(
فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ )
|
١٥
|
"
|
١٢٧
|
|
(
وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ )
|
٣٣
|
"
|
١٢٧
|
|
(
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ )
|
٤٦
|
"
|
١٢٧
|
|
(
لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ )
|
٤٦
|
"
|
١٢٧
|
|
(
مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا )
|
٤٧
|
"
|
١٢٨
|
|
(
قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ )
|
٧٧
|
"
|
١٢٨
|
|
(
حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ )
|
٩٠
|
"
|
١٢٨
|
|
(
فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ )
|
٩٠
|
"
|
١٢٨
|
|
(
وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ )
|
١٢٨
|
"
|
١٢٨
|
|
(
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ )
|
١٥٧
|
"
|
١٢٨
|
|
(
فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ )
|
١٤٠
|
"
|
١٢٩
|
|
(
مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
)
|
١٥٧
|
"
|
١٢٩
|
|
(
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ )
|
١٧١
|
"
|
١٣٠
|
|
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ )
|
٢
|
المائدة
|
١٣١
|
|
(
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ )
|
١٦
|
"
|
١٣١
|
|
(
قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ
الرُّسُلِ )
|
١٩
|
"
|
١٣١
|
|
(
وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ )
|
٢١
|
"
|
١٣١
|
|
(
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
|
٣٠
|
"
|
١٣٢
|
|
(
أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ
فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )
|
٣٢
|
"
|
١٣٢
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ )
|
٤١
|
المائدة
|
١٣٢
|
|
(
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
مِنَ الْكِتَابِ )
|
٤٨
|
"
|
١٣٢
|
|
(
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ )
|
٤٨
|
"
|
١٣٣
|
|
(
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ )
|
٤٨
|
"
|
١٣٣
|
|
(
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )
|
٥٤
|
"
|
١٣٣
|
|
(
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ،
وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )
|
٦٤
|
"
|
١٣٣
|
|
(
كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ )
|
٦٤
|
"
|
١٣٣
|
|
(
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم
مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم )
|
٦٦
|
"
|
١٣٤
|
|
(
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
|
٩٦
|
الأعراف
|
١٢٤
|
|
(
وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ )
|
٨٩
|
المائدة
|
١٣٤
|
|
(
لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ
وَرِمَاحُكُمْ )
|
٩٤
|
"
|
١٣٥
|
|
(
ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ
وَجْهِهَا )
|
١٠٨
|
"
|
١٣٥
|
|
(
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ، وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ )
|
١١٦
|
"
|
١٣٥
|
|
(
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ)
|
٤٥
|
الأنعام
|
١٣٦
|
|
(
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ )
|
٤٦
|
"
|
١٣٦
|
|
(
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ )
|
٥٩
|
"
|
١٣٦
|
|
(
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ )
|
٦٨
|
"
|
١٣٧
|
|
(
وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا )
|
٨٠
|
"
|
١٣٧
|
|
(
وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَ )
|
٩٢
|
"
|
١٣٧
|
|
(
وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ )
|
٩٣
|
"
|
١٣٧
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ )
|
٩٤
|
الأنعام
|
١٣٧
|
|
(
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ )
|
٩٥
|
"
|
١٣٨
|
|
(
فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا )
|
٩٦
|
"
|
١٣٨
|
|
(
وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ )
|
١٠٠
|
"
|
١٣٩
|
|
(
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا )
|
١١٢
|
"
|
١٣٩
|
|
(
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ
مَرَّةٍ )
|
١١٠
|
"
|
١٣٩
|
|
(
وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
)
|
١١٣
|
"
|
١٤٠
|
|
(
لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ )
|
١٢٧
|
"
|
١٤٠
|
|
(
قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
)
|
١٣٠
|
"
|
١٤٠
|
|
(
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ )
|
١٥٣
|
"
|
١٤٠
|
|
(
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ )
|
١٦٤
|
"
|
١٤١
|
|
(
وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا )
|
٤٨
|
البقرة
|
١٤١
|
|
(
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم )
|
٧
|
الأعراف
|
١٤١
|
|
(
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )
|
١٦
|
"
|
١٤٢
|
|
(
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ )
|
٢٢
|
"
|
١٤٣
|
|
(
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ )
|
٢٦
|
"
|
١٤٣
|
|
(
وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ )
|
٢٩
|
"
|
١٤٤
|
|
(
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ
لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ )
|
٤٠
|
"
|
١٤٤
|
|
(
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ )
|
١١
|
القمر
|
١٤٤
|
|
(
لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ )
|
٤١
|
الأعراف
|
١٤٤
|
|
(
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ )
|
٤٣
|
"
|
١٤٥
|
|
(
وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )
|
٤٣
|
"
|
١٤٥
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ )
|
٥٨
|
القصص
|
١٤٥
|
|
(
وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
|
١٨٠
|
آل
عمران
|
١٤٥
|
|
(
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ
وَمَغَارِبَهَا )
|
١٣٧
|
الأعراف
|
١٤٥
|
|
(
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ
تَطَئُوهَا )
|
٢٧
|
الأحزاب
|
١٤٦
|
|
(
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا )
|
٤٥
|
الأعراف
|
١٤٦
|
|
(
خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
|
٥٣
|
"
|
١٤٦
|
|
(
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا )
|
٥٤
|
"
|
١٤٦
|
|
(
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )
|
٥٧
|
الأحزاب
|
١٤٧
|
|
(
يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا
فِي قُلُوبِهِمْ )
|
٦٤
|
التوبة
|
١٤٧
|
|
(
رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ )
|
٨٧
|
"
|
١٤٨
|
|
(
فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ )
|
٨٣
|
"
|
٤٧
|
|
(
وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ )
|
١٠
|
الممتحنة
|
١٤٨
|
|
(
وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ )
|
٩٨
|
التوبة
|
١٤٩
|
|
(
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ
هَارٍ ، فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ )
|
١٠٩
|
"
|
١٤٩
|
|
(
لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن
تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ )
|
١١٠
|
"
|
١٥٠
|
|
(
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم
بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ )
|
١١
|
"
|
١٥٠
|
|
(
مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ )
|
١١٧
|
"
|
١٥٠
|
|
(
حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ )
|
١١٨
|
"
|
١٥١
|
|
(
مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن
يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ )
|
١٢٠
|
"
|
١٥١
|
|
(
وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ
هَٰذِهِ إِيمَانًا)
|
١٢٤
|
"
|
١٥١
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ،
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ
رِجْسِهِمْ ، وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ )
|
١٢٥
|
التوبة
|
١٥١
|
|
(
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ، حَرِيصٌ عَلَيْكُم ، بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ
رَّحِيمٌ )
|
١٢٨
|
"
|
١٥٢
|
|
(
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ )
|
٢
|
یونس
|
١٥٣
|
|
(
ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ )
|
٣
|
"
|
١٥٣
|
|
(
رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )
|
١٢٩
|
التوبة
|
١٥٤
|
|
|
٢٦
|
النمل
|
١٥٤
|
|
|
٨٦
|
المؤمنون
|
١٥٤
|
|
(
وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ )
|
١٠
|
یونس
|
١٥٤
|
|
(
حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ
أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا )
|
٢٤
|
"
|
١٥٥
|
|
(
خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ )
|
٣١
|
الأعراف
|
١٥٥
|
|
(
فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا )
|
٢٤
|
یونس
|
١٥٥
|
|
(
كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا )
|
٢٧
|
"
|
١٥٥
|
|
(
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ
مُبْصِرًا )
|
٦٧
|
"
|
١٥٥
|
|
(
فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ، ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ
عَلَيْكُمْ غُمَّةً )
|
٧١
|
"
|
١٥٦
|
|
(
رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ
قُلُوبِهِمْ )
|
٨٨
|
"
|
١٥٦
|
|
(
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ، وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ )
|
١٠٥
|
"
|
١٥٧
|
|
(
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ )
|
١
|
هود
|
١٥٨
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ )
|
٥
|
هود
|
١٥٨
|
|
(
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ
لَيَئُوسٌ كَفُورٌ)
|
٩
|
"
|
١٥٩
|
|
( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ
ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي )
|
١٠
|
"
|
١٥٩
|
|
(
وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ )
|
٢٨
|
"
|
١٦٠
|
|
(
وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ
خَيْرًا )
|
٣١
|
"
|
١٦٠
|
|
(
وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ )
|
٣٤
|
"
|
١٦٠
|
|
(
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ)
|
٥٩
|
مریم
|
١٦١
|
|
(
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا )
|
٣٧
|
هود
|
١٦١
|
|
(
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي )
|
٢٤
|
"
|
١٦١
|
|
(
وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ )
|
٥٨
|
"
|
١٦٢
|
|
(
وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
بِرَحْمَةٍ مِّنَّا )
|
٥٨
|
"
|
١٦٣
|
|
(
قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ )
|
٨٠
|
"
|
١٦٣
|
|
(
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )
|
٨٣
|
"
|
١٦٤
|
|
(
يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ )
|
١٢٥
|
آل
عمران
|
١٦٤
|
|
(
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ )
|
١٤
|
"
|
١٦٤
|
|
(
وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ )
|
٨٤
|
هود
|
١٦٥
|
|
(
بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
|
٨٦
|
"
|
١٦٥
|
|
(
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ، أَوْ أَن
نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ )
|
٨٧
|
"
|
١٦٦
|
|
(
وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ )
|
٩٤
|
"
|
١٦٦
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ )
|
٩٩
|
هود
|
١٦٧
|
|
(
وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ
الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ )
|
٩٩
|
"
|
١٦٧
|
|
(
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )
|
٢١
|
آل
عمران
|
١٦٨
|
|
(
ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا
قَائِمٌ وَحَصِيدٌ )
|
١٠٠
|
هود
|
١٦٨
|
|
(
وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ )
|
٤٥
|
الحج
|
١٦٨
|
|
(
وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا )
|
٢٥٩
|
البقرة
|
١٦٨
|
|
(
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ )
|
١١٩
|
هود
|
١٦٨
|
|
(
يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )
|
٤
|
یوسف
|
١٦٩
|
|
(
يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ، لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ )
|
١٨
|
النمل
|
١٦٩
|
|
(
وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا )
|
٢١
|
فصلت
|
١٦٩
|
|
(
فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ )
|
٤
|
الشعراء
|
١٧٠
|
|
(
وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ )
|
١٨
|
یوسف
|
١٧٠
|
|
(
إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ
الذِّئْبُ )
|
١٧
|
"
|
١٧٠
|
|
(
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ )
|
١٨
|
"
|
١٧١
|
|
( قَدْ
شَغَفَهَا حُبًّا )
|
٣٠
|
"
|
١٧١
|
|
( قَالُوا
أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ، وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ)
|
٤٤
|
"
|
١٧١
|
|
(ثُمَّ
يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ
لَهُنَّ)
|
٤٨
|
"
|
١٧٢
|
|
( لَا
يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ)
|
٥٢
|
"
|
١٧٢
|
|
(وَمَا
أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ
رَبِّي)
|
٥٣
|
"
|
١٧٢
|
|
(نَرْفَعُ
دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ)
|
٧٦
|
"
|
١٧٣
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا
فِيهَا )
|
٨٢
|
یوسف
|
١٧٣
|
|
(
وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ،
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ )
|
٧٤
|
الأنبیاء
|
١٧٣
|
|
(
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ )
|
٧٧
|
"
|
١٧٣
|
|
(
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ )
|
٩٤
|
یوسف
|
١٧٤
|
|
(
وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ )
|
٨٧
|
"
|
١٧٤
|
|
(
أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ )
|
١٠٧
|
"
|
١٧٤
|
|
(
أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ )
|
٥
|
الرعد
|
١٧٥
|
|
(
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن
قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ )
|
٦
|
"
|
١٧٥
|
|
(
اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ ، وَمَا تَغِيضُ
الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ )
|
٨
|
"
|
١٧٦
|
|
(
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ )
|
١٣
|
"
|
١٧٦
|
|
(
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا )
|
١٥
|
"
|
١٧٧
|
|
(
كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ )
|
١٧
|
"
|
١٧٨
|
|
(
فَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )
|
٣٣
|
"
|
١٧٨
|
|
(
وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا
دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا )
|
٧٥
|
آل
عمران
|
١٧٩
|
|
(
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا )
|
٤١
|
الرعد
|
١٧٩
|
|
(
وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ
صَبَّارٍ شَكُورٍ )
|
٥
|
إبراهیم
|
١٨٠
|
|
(
جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي
أَفْوَاهِهِمْ )
|
٩
|
"
|
١٨٠
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي
آذَانِهِمْ ، وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ ، وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا
اسْتِكْبَارًا )
|
٧
|
نوح
|
١٨٢
|
|
(
ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ )
|
١٤
|
إبراهیم
|
١٨٢
|
|
(
يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
|
٦
|
المطففین
|
١٨٢
|
|
(
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )
|
٤٦
|
الرحمن
|
١٨٢
|
|
(
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ )
|
٣٩
|
النمل
|
١٨٣
|
|
(
وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ، وَمِن
وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ )
|
١٧
|
إبراهیم
|
١٨٣
|
|
(
أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ )
|
١٨
|
"
|
١٨٤
|
|
(
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )
|
٣٧
|
"
|
١٨٤
|
|
(
لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ )
|
٤٣
|
"
|
١٨٤
|
|
(
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا )
|
١٠
|
القصص
|
١٨٥
|
|
(
وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ )
|
٤٦
|
إبراهیم
|
١٨٥
|
|
(
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ )
|
٧٢
|
الحجر
|
١٨٧
|
|
(
وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ )
|
٨٨
|
"
|
١٨٧
|
|
(
الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ )
|
٩١
|
"
|
١٨٧
|
|
(
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ )
|
٩٤
|
"
|
١٨٨
|
|
(
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ )
|
٢
|
النحل
|
١٩٠
|
|
(
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا )
|
٥٢
|
الشوری
|
١٩٠
|
|
(
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ)
|
١٧١
|
النساء
|
١٩٠
|
|
(
وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ )
|
٩
|
السجدة
|
١٩٠
|
|
(
أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا )
|
٩٧
|
النساء
|
١٩٠
|
|
(
إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ )
|
٧
|
النحل
|
١٩١
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ )
|
٩
|
النحل
|
١٩١
|
|
(
لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
|
٢٥
|
"
|
١٩١
|
|
(
فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ )
|
٢٦
|
"
|
١٩٢
|
|
(
فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ )
|
٢٨
|
"
|
١٩٢
|
|
(
وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )
|
١٩٥
|
البقرة
|
١٩٢
|
|
(
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
)
|
٤٠
|
النحل
|
١٩٢
|
|
(
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ
ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ )
|
٤٨
|
"
|
١٩٣
|
|
(
فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ )
|
٦٩
|
"
|
١٩٣
|
|
(
فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ )
|
٨٦
|
"
|
١٩٤
|
|
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ
أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ )
|
١
|
الممتحنة
|
١٩٤
|
|
(
تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ )
|
٢٠
|
المؤمنون
|
١٩٤
|
|
(
يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ )
|
٣٢٣
|
الشعراء
|
١٩٤
|
|
(
وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ ، قَالُوا رَبَّنَا
هَٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ )
|
٨٦
|
النحل
|
١٩٤
|
|
(
وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ )
|
٨٧
|
"
|
١٩٥
|
|
(
وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ
ثُبُوتِهَا )
|
٩٤
|
"
|
١٩٥
|
|
(
فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا )
|
|
"
|
|
|
(
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ )
|
١٠٢
|
"
|
١٩٥
|
|
(
لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ، وَهَٰذَا لِسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)
|
|
"
|
|
|
(
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا
رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ ، فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )
|
١١٢
|
"
|
١٩٦
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ، فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ ،
وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً )
|
١٢
|
الأسراء
|
١٩٨
|
|
(
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ )
|
١٣
|
"
|
١٩٩
|
|
(
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ )
|
٢٤
|
"
|
٢٠٠
|
|
(
وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ ، وَلَا تَبْسُطْهَا
كُلَّ الْبَسْطِ )
|
٢٩
|
"
|
٢٠٠
|
|
(
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ، وَكَانَ
بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا)
|
٦٧
|
الفرقان
|
٢٠٠
|
|
(
وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ، وَفِي
آذَانِهِمْ وَقْرًا )
|
٤٦
|
الأسراء
|
٢٠١
|
|
(
نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ ، إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ
وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ)
|
٤٧
|
"
|
٢٠١
|
|
(
وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً )
|
٥٩
|
"
|
٢٠١
|
|
(
لَّهَا شِرْبٌ ، وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ )
|
١٥٥
|
الشعراء
|
٢٠١
|
|
(
لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا )
|
٦٢
|
الإسراء
|
٢٠١
|
|
(
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ )
|
٧٨
|
"
|
٢٠٣
|
|
(
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا )
|
٨١
|
"
|
٢٠٣
|
|
(
وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )
|
٥٥
|
التوبة
|
٢٠٤
|
|
(
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ )
|
٨٤
|
الإسراء
|
٢٠٤
|
|
(
قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ
خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ )
|
١٠٠
|
"
|
٢٠٤
|
|
(
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ )
|
١٠٦
|
الإسراء
|
٢٠٥
|
|
(
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ
يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ، قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ )
|
١
|
الکهف
|
٢٠٦
|
|
(
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا )
|
٥
|
"
|
٢٠٦
|
|
(
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا )
|
٨
|
"
|
٢٠٦
|
|
(
فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا )
|
١١
|
"
|
٢٠٧
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
|
١٤
|
الکهف
|
٢٠٨
|
|
(
فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ )
|
١٦
|
"
|
٢٠٩
|
|
(
وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا )
|
١٦
|
"
|
٢٠٩
|
|
(
وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ
|
١٧
|
"
|
٢٠٩
|
|
(
وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ
حَقٌّ )
|
٢١
|
"
|
٢١٠
|
|
(
فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا )
|
١٠٧
|
المائدة
|
٢١٠
|
|
(
وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ )
|
٢٢
|
الکهف
|
٢١٠
|
|
(
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )
|
٢٨
|
"
|
٢١١
|
|
(
أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ
مِّنْهُ )
|
٢٢
|
المجادلة
|
٢١١
|
|
(
أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ )
|
|
"
|
|
|
(
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ، وَإِن
يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ
الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)
|
٢٩
|
الکهف
|
٢١٣
|
|
(
وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا )
|
٨
|
الإسراء
|
٢١٣
|
|
(
إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ )
|
٨،٩
|
الهمزة
|
٢١٣
|
|
(
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )
|
١٨
|
الرعد
|
٢١٤
|
|
(
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا )
|
٣٣
|
"
|
٢١٤
|
|
(
وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ )
|
٥٦
|
"
|
٢١٥
|
|
(
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ
مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ )
|
٥٧
|
"
|
٢١٥
|
|
(
ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ )
|
١٨٢
|
آل
عمران
|
٢١٥
|
|
(
فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ )
|
٧٧
|
الکهف
|
٢١٥
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ )
|
٧٦
|
یوسف
|
٢١٦
|
|
(
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا )
|
١٥
|
طه
|
٢١٦
|
|
(
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ )
|
٩٩
|
الکهف
|
٢١٧
|
|
(
الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي )
|
١٠١
|
"
|
٢١٨
|
|
(
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )
|
١٠٤
|
"
|
٢١٨
|
|
(
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا )
|
١٠٥
|
"
|
٢١٨
|
|
(
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا )
|
٤
|
مریم
|
٢٢٠
|
|
(
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ )
|
٢٣
|
"
|
٢٢٠
|
|
(
وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا ، وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ
عَلِيًّا )
|
٥٠
|
"
|
٢٢٠
|
|
(
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا )
|
١٥
|
طه
|
٢٢١
|
|
(
لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ )
|
١٥
|
"
|
٢٢٣
|
|
(
قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ، سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ )
|
٢١
|
"
|
٢٢٣
|
|
(
قهِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ، وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي )
|
١٨
|
"
|
٢٢٣
|
|
(
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )
|
٢٢
|
"
|
٢٢٣
|
|
(
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )
|
١٢
|
النمل
|
٢٢٣
|
|
(
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي )
|
٢٧،٢٨
|
طه
|
٢٢٤
|
|
(
وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي )
|
٣٩
|
"
|
٢٢٤
|
|
( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي )
|
٤١
|
"
|
٢٢٥
|
|
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي
أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ )
|
٥٠
|
"
|
٢٢٥
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ )
|
٣٤
|
إبراهیم
|
٢٢٥
|
|
(
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا )
|
٥٣
|
طه
|
٢٢٦
|
|
(
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ، وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )
|
١١١
|
"
|
٢٢٦
|
|
(
وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً )
|
١١
|
الأنبیاء
|
٢٢٧
|
|
(
فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا
خَامِدِينَ )
|
١٥
|
"
|
٢٢٧
|
|
(
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ، فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ
، وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )
|
١٨
|
"
|
٢٢٨
|
|
(
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا
رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا )
|
٣٠
|
"
|
٢٢٨
|
|
(
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا )
|
٣٢
|
"
|
٢٢٩
|
|
(
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ
فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )
|
٣٣
|
"
|
٢٢٩
|
|
(
إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )
|
٤
|
یوسف
|
٢٣٠
|
|
(
قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ )
|
١٨
|
النمل
|
٢٣٠
|
|
(
خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ )
|
٣٧
|
الأنبیاء
|
٢٣٠
|
|
(
وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا
وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ )
|
٤٦
|
"
|
٢٣٠
|
|
(
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ ، لَقَدْ عَلِمْتَ مَا
هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ )
|
٦٥
|
"
|
٢٣١
|
|
(
وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ،
إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ )
|
٧٤
|
"
|
٢٣١
|
|
(
وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ، وَكُنَّا
فَاعِلِينَ )
|
٧٩
|
الأنبیاء
|
٢٣١
|
|
(
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ )
|
١٣
|
الرعد
|
٢٣١
|
|
(
يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ )
|
١٠
|
سبأ
|
٢٣٢
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا )
|
٧
|
المزمل
|
٢٣٢
|
|
(
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ، فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا )
|
٩١
|
الأنبیاء
|
٢٣٢
|
|
(
وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ ، كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ )
|
٩٣
|
"
|
٢٣٢
|
|
(
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا
وَارِدُونَ )
|
٩٨
|
"
|
٢٣٢
|
|
(
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ
لِلْكَافِرِينَ )
|
٢٤
|
البقرة
|
٢٣٤
|
|
(
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ )
|
١٠٤
|
الأنبیاء
|
٢٣٤
|
|
(
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ
عَظِيمٌ )
|
١
|
الحج
|
٢٣٦
|
|
(
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ )
|
٢
|
"
|
٢٣٦
|
|
(
وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً ، فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ
اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )
|
٥
|
"
|
٢٣٦
|
|
(
ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )
|
٩
|
"
|
٢٣٧
|
|
(
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ )
|
٨٣
|
الإسراء
|
٢٣٧
|
|
|
٥١
|
فصلت
|
٢٣٧
|
|
(
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ، فَإِنْ أَصَابَهُ
خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ )
|
١١
|
الحج
|
٢٣٧
|
|
(
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ ، وَمَن فِي
الْأَرْضِ ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَابُّ )
|
١٨
|
الحج
|
٢٣٧
|
|
(
فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ )
|
١٩
|
"
|
٢٣٨
|
|
(
سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ )
|
٥٠
|
إبراهیم
|
٢٣٨
|
|
(
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ، وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ
الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
|
٤٦
|
الحج
|
٢٣٨
|
|
(
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )
|
١١
|
النجم
|
٢٣٨
|
|
(
حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً ، أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ
يَوْمٍ عَقِيمٍ )
|
٥٥
|
الحج
|
٢٤٠
|
|
(
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ
الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ )
|
٧٢
|
"
|
٢٤٠
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ )
|
١٢
|
المؤمنون
|
٢٤١
|
|
(
وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ ، وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ
غَافِلِينَ)
|
١٧
|
"
|
٢٤١
|
|
(
اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا )
|
٢٧
|
"
|
٢٤١
|
|
(
وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي )
|
٣٩
|
طه
|
٢٤١
|
|
(
فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
|
٤١
|
المؤمنون
|
٢٤٢
|
|
(
وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )
|
٦٢
|
"
|
٢٤٢
|
|
(
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَٰذَا )
|
٦٣
|
"
|
٢٤٢
|
|
(
وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
وَمَن فِيهِنَّ )
|
٧١
|
"
|
٢٤٣
|
|
(
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ
فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ )
|
١٠٣
|
"
|
٢٤٣
|
|
( يَوْمَ
تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ )
|
٢٤
|
النور
|
٢٤٤
|
|
(
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ
وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )
|
٦٥
|
یس
|
٢٤٤
|
|
(
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ )
|
٣١
|
النور
|
٢٤٥
|
|
(
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
|
٣٥
|
النور
|
٢٤٥
|
|
(
يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ )
|
٣٥
|
"
|
٢٤٥
|
|
(
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )
|
٣٧
|
"
|
٢٤٥
|
|
(
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ
مَاءً ، حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ، وَوَجَدَ اللَّهَ
عِندَهُ )
|
٣٩
|
"
|
٢٤٦
|
|
(
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن
يَشَاءُ )
|
٤٣
|
"
|
٢٤٦
|
|
(
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )
|
٤٤
|
"
|
٢٤٧
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا )
|
١٢
|
الفرقان
|
٢٤٨
|
|
(
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا )
|
٢٤
|
"
|
٢٥٠
|
|
(
وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا )
|
٦٢
|
مریم
|
٢٥٠
|
|
(
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا
)
|
٢٥
|
الفرقان
|
٢٥٠
|
|
(
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ )
|
٤٨
|
إبراهیم
|
٢٥٠
|
|
(
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ )
|
١٠٤
|
الأنبیاء
|
٢٥٠
|
|
(
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ
وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ )
|
٢١٠
|
البقرة
|
٢٥١
|
|
(
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ
وَكِيلًا )
|
٤٣
|
الفرقان
|
٢٥١
|
|
(
أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ
لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ، ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ، ثُمَّ
قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا )
|
٤٥،٤٦
|
"
|
٢٥١
|
|
(
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا )
|
٤٧
|
"
|
٢٥٢
|
|
(
وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا )
|
٤٧
|
"
|
٢٥٢
|
|
(
لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا )
|
٤٩
|
"
|
٢٥٣
|
|
(
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ
وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)
|
٥٣
|
"
|
٢٥٣
|
|
(
تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا
وَقَمَرًا مُّنِيرًا)
|
٦١
|
"
|
٢٥٤
|
|
(
وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا )
|
١٦
|
نوح
|
٢٥٤
|
|
(
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن
يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا )
|
٦٢
|
الفرقان
|
٢٥٤
|
|
(
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا
صُمًّا وَعُمْيَانًا )
|
٧٣
|
الفرقان
|
٢٥٥
|
|
(
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ، قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ )
|
٦١
|
الشعراء
|
٢٥٦
|
|
(
فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ، وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ )
|
١١٨
|
"
|
٢٥٧
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ )
|
٢٦
|
سبأ
|
٢٥٧
|
|
(
وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ )
|
١٤٨
|
الشعراء
|
٢٥٧
|
|
(
فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا )
|
١١٢
|
طه
|
٢٥٨
|
|
(
وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ )
|
٢١٩
|
الشعراء
|
٢٥٨
|
|
(
يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ )
|
٢٢٣
|
"
|
٢٥٨
|
|
(
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ
وَادٍ يَهِيمُونَ )
|
٢٢٤
|
"
|
٢٥٩
|
|
|
٢٢٥
|
"
|
٢٥٩
|
|
(
إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا )
|
٢٨
|
النمل
|
٢٦٠
|
|
(
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا )
|
٢٨
|
الکهف
|
٢٦٠
|
|
(
وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )
|
٥١
|
الأعراف
|
٢٦٠
|
|
(
مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ )
|
٣٢
|
النمل
|
٢٦٠
|
|
(
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )
|
٤٠
|
"
|
٢٦١
|
|
(
بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ، بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ،
بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ )
|
٦٦
|
"
|
٢٦١
|
|
(
قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ )
|
٧٢
|
"
|
٢٦٢
|
|
(
إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )
|
٧٦
|
النمل
|
٢٦٣
|
|
(
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )
|
٢٦
|
الأحزاب
|
٢٦٤
|
|
(
مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ
ضِعْفَيْنِ )
|
٣٠
|
"
|
٢٦٤
|
|
(
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )
|
٤٦
|
"
|
٢٦٤
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ،
فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا ، وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ، وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )
|
٧٢
|
الأحزاب
|
٢٦٤
|
|
(
حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا ، قَالَ رَبُّكُمْ
قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ )
|
٢٣
|
سبأ
|
٢٦٦
|
|
(
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا
بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)
|
٣١
|
"
|
٢٦٦
|
|
(
بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ
بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا )
|
٣٣
|
"
|
٢٦٧
|
|
(
إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ )
|
٤٦
|
"
|
٢٦٧
|
|
(
قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ )
|
٤٩
|
"
|
٢٦٧
|
|
(
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ )
|
٢٧
|
الروم
|
٢٦٧
|
|
(
وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ )
|
٥٣
|
سبأ
|
٢٦٨
|
|
(
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ )
|
١٠
|
فاطر
|
٢٦٩
|
|
(
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ، وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ
إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا
قُرْبَىٰ )
|
١٨
|
"
|
٢٦٩
|
|
(
وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ )
|
٤٣
|
"
|
٢٧٠
|
|
(
إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم
مُّقْمَحُونَ ، وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ
سَدًّا ، فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ )
|
٧،٨
|
یس
|
٢٧٢
|
|
(
وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ )
|
١٠
|
"
|
٢٧٢
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ
وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ )
|
٧
|
البقرة
|
٢٧٢
|
|
(
وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ
)
|
٣٧
|
یس
|
٢٧٤
|
|
(
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ، هَٰذَا مَا
وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ )
|
٥٢
|
"
|
٢٧٤
|
|
(
وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ ، فَاسْتَبَقُوا
الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ )
|
٦٦
|
"
|
٢٧٥
|
|
(
وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ )
|
٦٨
|
"
|
٢٧٥
|
|
(
لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ )
|
٧٠
|
"
|
٢٧٥
|
|
(
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)
|
٧١
|
"
|
٢٧٥
|
|
(
وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ، كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ )
|
٤٨،٤٩
|
الصافات
|
٢٧٧
|
|
(
خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ )
|
٧
|
البقرة
|
٢٧٧
|
|
(
وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ )
|
١٢
|
ص
|
٢٧٥
|
|
(
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا )
|
٧
|
عم
|
٢٧٨
|
|
(
وَمَا يَنظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن
فَوَاقٍ )
|
١٥
|
ص
|
٢٧٨
|
|
(
إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ
وَاحِدَةٌ ، فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )
|
٢٣
|
"
|
٢٧٩
|
|
(
رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ )
|
٣٣
|
"
|
٢٧٩
|
|
(
وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )
|
٦
|
المائدة
|
٢٨٠
|
|
(
وَأَرْجُلَكُمْ )
|
|
"
|
|
|
(
وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي
وَالْأَبْصَارِ )
|
٤٥
|
ص
|
٢٨١
|
|
(
مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )
|
٧٥
|
"
|
٢٨٢
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا
أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)
|
٧١
|
یس
|
٢٨٢
|
|
(
يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ ، وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ
)
|
٥
|
الزمر
|
٢٨٣
|
|
(
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي
مَنَامِهَا ، فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ
الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى )
|
٤٢
|
"
|
٢٨٤
|
|
( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا
حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ
لَمِنَ السَّاخِرِينَ )
|
٥٦
|
"
|
٢٨٥
|
|
(
لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
|
٦٣
|
"
|
٢٨٥
|
|
(
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ )
|
٣٩
|
الأعراف
|
٢٨٦
|
|
(
وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
|
١١
|
القمر
|
٢٨٦
|
|
(
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالسَّمَاوَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )
|
٦٧
|
الزمر
|
٢٧٨
|
|
(
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ )
|
١٠٤
|
الأنبیاء
|
٢٨٧
|
|
(
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا )
|
٧
|
المؤمن
|
٢٨٩
|
|
(
وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ )
|
٢٥٥
|
البقرة
|
٢٨٩
|
|
(
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ
عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ )
|
١٥
|
المؤمن
|
٢٨٩
|
|
(
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا )
|
٥٢
|
الشوری
|
٢٩٠
|
|
(
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )
|
١٩
|
المؤمن
|
٢٩٠
|
|
(
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي
آذَانِنَا وَقْرٌ )
|
٥
|
فصلت
|
٢٩٢
|
|
(
ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ، فَقَالَ لَهَا
وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )
|
٥
|
"
|
٢٩٣
|
|
(
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
)
|
٤٠
|
النحل
|
٢٩٣
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ )
|
٢١٦
|
البقرة
|
٢٩٣
|
|
(
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )
|
٤
|
یوسف
|
٢٩٤
|
|
(
وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى
الْهُدَىٰ )
|
١٧
|
فصلت
|
٢٩٤
|
|
(
وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ )
|
٢٣
|
"
|
٢٩٤
|
|
(
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً ، فَإِذَا أَنزَلْنَا
عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ )
|
٣٩
|
"
|
٢٩٥
|
|
(
وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ، لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ
وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )
|
٤١،٤٢
|
"
|
٢٩٥
|
|
(
أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ )
|
٤٤
|
"
|
٢٩٦
|
|
(
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ،
وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ )
|
٥١
|
"
|
٢٩٦
|
|
(
أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )
|
١٣
|
الشوری
|
٢٩٧
|
|
(
حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ )
|
١٦
|
"
|
٢٩٧
|
|
(
مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ، وَمَن كَانَ
يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا ، وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن
نَّصِيبٍ )
|
٢٠
|
"
|
٢٩٧
|
|
(
وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ، وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )
|
٢٨
|
"
|
٢٩٨
|
|
(
وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن
طَرْفٍ خَفِيٍّ )
|
٤٥
|
"
|
٢٩٨
|
|
(
أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ )
|
٥
|
الزخرف
|
٣٠٠
|
|
(
وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً
مَّيْتًا كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ )
|
١١
|
"
|
٣٠٠
|
|
(
وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )
|
٢٨
|
"
|
٣٠١
|
|
(
إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ
سَيَهْدِينِ )
|
٢٦،٢٧
|
"
|
٣٠١
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ
الرَّحْمَٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ )
|
٤٥
|
الزخرف
|
٣٠١
|
|
(
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا )
|
٨٢
|
یوسف
|
٣٠١
|
|
(
وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا )
|
٣٤
|
الإسراء
|
٣٠١
|
|
(
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )
|
٨،٩
|
التکویر
|
٣٠٢
|
|
(
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )
|
٤
|
الدخان
|
٣٠٣
|
|
(
وَأَن لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ )
|
١٩
|
"
|
٣٠٣
|
|
(
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ )
|
٤
|
القصص
|
٣٠٣
|
|
(
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ )
|
٢٩
|
الدخان
|
٣٠٣
|
|
(
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا )
|
١٨
|
الجاثیة
|
٣٠٥
|
|
(
هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ )
|
٢٩
|
"
|
٣٠٥
|
|
(
ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن
كُنتُمْ صَادِقِينَ)
|
٤
|
الأحقاف
|
٣٠٦
|
|
(
فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ
أَوْزَارَهَا )
|
٤
|
محمد
|
٣٠٨
|
|
(
فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ )
|
٢١
|
"
|
٣٠٨
|
|
(
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
|
٢٤
|
"
|
٣٠٩
|
|
(
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ )
|
١٦
|
ق
|
٣١٠
|
|
(
جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ، ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ
تَحِيدُ )
|
١٩
|
"
|
٣١٠
|
|
(
مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )
|
٢٢
|
"
|
٣١٠
|
|
(
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ )
|
٣٠
|
"
|
٣١١
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا )
|
٨٢
|
یوسف
|
٣١١
|
|
(
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )
|
١١٩
|
هود
|
٣١١
|
|
(
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى
السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )
|
٣٧
|
ق
|
٣١٢
|
|
(
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ )
|
٣٤
|
الذاریات
|
٣١٣
|
|
(
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ )
|
٣٩
|
"
|
٣١٣
|
|
(
لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ )
|
٨٠
|
هود
|
٣١٤
|
|
(
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ )
|
٤١
|
الذاریات
|
٣١٤
|
|
(
أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَٰذَا ، أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ )
|
٣٢
|
الطور
|
٣١٥
|
|
(
قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ
آبَاؤُنَا )
|
٨٧
|
هود
|
٣١٥
|
|
(
مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ )
|
٤٩
|
الطور
|
٣١٥
|
|
(
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )
|
١١
|
النجم
|
٣١٧
|
|
(
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ )
|
١٧
|
"
|
٣١٧
|
|
(
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى
الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ )
|
١١،١٢
|
القمر
|
٣١٨
|
|
(
أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ )
|
٢٥
|
"
|
٣١٨
|
|
(
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )
|
٥
|
المزمل
|
٣١٨
|
|
(
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ )
|
٤٦
|
القمر
|
٣١٨
|
|
(
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ )
|
١٠٤
|
المؤمنون
|
٣١٩
|
|
(
وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ )
|
٦
|
الرحمن
|
٣٢٠
|
|
(
وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ )
|
٧
|
"
|
٣٢٠
|
|
(
وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ )
|
٣٥
|
الإسراء
|
٣٢٠
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ )
|
١٩،٢٠
|
الرحمن
|
٣٢٠
|
|
(
وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
|
٢٢
|
"
|
٣٢١
|
|
(
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
|
٧٨
|
"
|
٣٢١
|
|
(
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ )
|
٣١
|
"
|
٣٢٢
|
|
(
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا )
|
١١
|
المدثر
|
٣٢٣
|
|
(
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )
|
٢٢
|
الفجر
|
٣٢٣
|
|
(
لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ )
|
٢
|
الواقعة
|
٣٢٥
|
|
(
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ )
|
٣
|
الحدید
|
٣٢٦
|
|
(
وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
|
١٠
|
"
|
٣٢٧
|
|
(
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم )
|
١٢
|
"
|
٣٢٧
|
|
(
مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
|
١٥
|
"
|
٣٢٧
|
|
(
وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ، وَاللَّهُ ذُو
الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
|
٢٩
|
"
|
٣٢٧
|
|
(
مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا
خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ ، وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ
وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا )
|
٧
|
المجادلة
|
٣٢٨
|
|
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا
بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )
|
١٢
|
"
|
٣٢٨
|
|
(
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ )
|
٥٦
|
الأعراف
|
٣٢٨
|
|
(
اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ )
|
١٦
|
المجادلة
|
٣٢٨
|
|
(
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ، إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )
|
٢١
|
"
|
٣٢٩
|
|
(
أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ
مِّنْهُ )
|
٢٢
|
"
|
٣٢٩
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا )
|
٥٢
|
الشوری
|
٣٢٩
|
|
(
وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )
|
٤٦
|
الأنفال
|
٣٢٩
|
|
(
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ )
|
٩
|
الحشر
|
٣٣٠
|
|
(
لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ
خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
|
٢١
|
الحشر
|
٣٣٠
|
|
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ
أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ )
|
١
|
الممتحنة
|
٣٣١
|
|
(
وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ )
|
٢
|
"
|
٣٣١
|
|
(
وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ )
|
١٠
|
"
|
٣٣٢
|
|
(
فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ )
|
٥
|
الصف
|
٣٣٣
|
|
(
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا )
|
٨
|
آل
عمران
|
٣٣٣
|
|
(
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي )
|
١١٠
|
المؤمنون
|
٣٣٤
|
|
(
وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمِينَ )
|
٧
|
الجمعة
|
٣٣٤
|
|
(
وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَلَٰكِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ)
|
٧
|
المنافقون
|
٣٣٤
|
|
(
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا )
|
٨
|
التغابن
|
٣٣٥
|
|
(
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ )
|
٩
|
التغابن
|
٣٣٥
|
|
(
هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ،
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ )
|
١٠،١١
|
الصف
|
٣٣٥
|
|
(
إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )
|
٤
|
التحریم
|
٣٣٦
|
|
(
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا )
|
٣٨
|
المائدة
|
٣٣٧
|
|
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا )
|
٨
|
التحریم
|
٣٣٧
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ
، كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )
|
١٠
|
"
|
٣٣٨
|
|
(
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ
عَلَىٰ بَعْضٍ ، وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
|
٣٤
|
النساء
|
٣٣٨
|
|
(
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
)
|
١
|
الملک
|
٣٣٨
|
|
(
ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا
وَهُوَ حَسِيرٌ )
|
٤
|
"
|
٣٣٨
|
|
(
إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ، تَكَادُ
تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ )
|
٨،٧
|
"
|
٣٣٩
|
|
(
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا)
|
١٥
|
"
|
٣٤٠
|
|
(
أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي
سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
|
٢٢
|
"
|
٣٤١
|
|
(
يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ)
|
٤٢
|
القلم
|
٣٤١
|
|
(
فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ
حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ )
|
٤٤
|
القلم
|
٣٤٢
|
|
(
وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا )
|
١١
|
المزمل
|
٣٤٢
|
|
(
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا )
|
١١
|
المدثر
|
٣٤٢
|
|
(
وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا
سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ )
|
٥١
|
القلم
|
٣٤٢
|
|
(
وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ )
|
٦
|
الحاقة
|
٣٤٣
|
|
(
فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً )
|
١٠
|
"
|
٣٤٣
|
|
(
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ )
|
١١
|
"
|
٣٤٣
|
|
(
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ )
|
٢١
|
"
|
٣٤٤
|
|
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الْأَقَاوِيلِ ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ )
|
٤٥،٤٤
|
"
|
٣٤٥
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
تَنبُتُ بِالدُّهْنِ )
|
٢٠
|
المؤمنون
|
٣٤٥
|
|
(
كَلَّا إِنَّهَا لَظَىٰ ، نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ ، تَدْعُو مَنْ
أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ )
|
١٧
|
المعارج
|
٣٤٦
|
|
(
مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا )
|
١٣
|
نوح
|
٣٤٧
|
|
(
وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا )
|
١٧
|
"
|
٣٤٨
|
|
(
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ، لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا)
|
٢٠،١٩
|
"
|
٣٤٩
|
|
(
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ
قِدَدًا )
|
١١
|
الجن
|
٣٤٩
|
|
(
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا )
|
١٥
|
"
|
٣٥٠
|
|
(
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ
لِبَدًا )
|
١٩
|
"
|
٣٥٠
|
|
(
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )
|
٥
|
"
|
٣٥١
|
|
(
إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا )
|
٦
|
"
|
٣٥٢
|
|
(
إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا )
|
٧
|
المزمل
|
٣٥٢
|
|
(
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا )
|
١٧
|
"
|
٣٥٢
|
|
(
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ )
|
٤
|
المدثر
|
٣٥٣
|
|
(
هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ ، وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ )
|
١٨٧
|
البقرة
|
٣٥٤
|
|
(
وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ )
|
٣٤
|
المدثر
|
٣٥٤
|
|
(
بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَىٰ
مَعَاذِيرَهُ )
|
١٥،١٤
|
القیامة
|
٣٥٥
|
|
(
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ، إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ )
|
٣٠،٢٩
|
"
|
٣٥٥
|
|
(
وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )
|
٧
|
الدهر
|
٣٥٦
|
|
(
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا )
|
١٠
|
"
|
٣٥٦
|
|
(
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا ، وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا )
|
١٤
|
"
|
٣٥٧
|
|
(
إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ، وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ
يَوْمًا ثَقِيلًا )
|
٢٧
|
"
|
٣٥٧
|
|
(
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ )
|
٨
|
المرسلات
|
٣٥٨
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ، وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا )
|
٧،٦
|
عم
|
٣٥٨
|
|
(
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ، فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ )
|
١٤،١٣
|
النازعات
|
٣٥٨
|
|
(
عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ )
|
١
|
عبس
|
٣٥٩
|
|
(
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )
|
٩،٨
|
التکویر
|
٣٥٩
|
|
(
وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
|
٢٥٥
|
البقرة
|
٣٥٩
|
|
(
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ )
|
١٦،١٥
|
التکویر
|
٣٥٩
|
|
(
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ )
|
١٨
|
"
|
٣٦٠
|
|
(
إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ )
|
١
|
الانفطار
|
٣٦٠
|
|
(
كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ )
|
١٥
|
المطففون
|
٣٦١
|
|
(
وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ، وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ )
|
٤،٣
|
الانشقاق
|
٣٦١
|
|
(
وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ )
|
١٧
|
"
|
٣٦١
|
|
(
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ )
|
١٩
|
"
|
٣٦٢
|
|
(
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ )
|
٢٣
|
"
|
٣٦٣
|
|
(
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ )
|
٢،١
|
الطارق
|
٣٦٣
|
|
(
خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ ، يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ )
|
٧،٦
|
"
|
٣٦٣
|
|
(
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ، وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ )
|
١٢،١١
|
"
|
٣٦٤
|
|
(
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ، عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ )
|
٣،٢
|
الغاشیة
|
٣٦٤
|
|
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ، إِلَىٰ
رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
|
٢٣،٢٢
|
القیامة
|
٣٦٥
|
|
(
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ، تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ )
|
٢٥،٢٤
|
"
|
٣٦٥
|
|
(
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ )
|
٩،٩
|
الغاشیة
|
٣٦٥
|
|
(
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ، لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً )
|
١١،١٠
|
"
|
٣٦٥
|
|
(
وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ )
|
٤
|
الفجر
|
٣٦٥
|
|
الآیة
|
رقمها
|
السورة
|
الصفحة
|
|
(
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ )
|
١٠
|
الفجر
|
٣٦٥
|
|
(
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ )
|
١٣
|
"
|
٣٦٦
|
|
(
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا )
|
٦
|
البلد
|
٣٦٦
|
|
(
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ، فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ )
|
١١،١٠
|
"
|
٣٦٦
|
|
(
فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ )
|
١٤،١٣
|
"
|
٣٦٧
|
|
(
وَالضُّحَىٰ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ )
|
٢،١
|
الضحی
|
٣٦٧
|
|
(
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ، وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ، الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ )
|
٣،٢،١
|
الانشراح
|
٣٦٧
|
٦ ـ فهرس
الأحادیث
|
|
الصفحة
|
|
الریح من نفس الله
|
١٧٤
|
|
الریح من روح الله
|
١٧٤
|
|
اللهم اشدد وطأتک علی مضر
|
١٥٧
|
|
اللهم انا نعوذ بک من وعثاء السفر ، و
وكآبة المنقلب ، والحور بعد العیادة قدر فواق الناقة
|
٢٧٨
|
|
الکور ، وسوء المنظر فی الأهل
والمال
|
٢٨٣
|
|
أنا بریء من کلّ مسلم مع مشرک .
لاتتراءی ناراهما
|
٢٥٦،٢٤٨
|
|
إنکم تموتون کما تنامون ، وتبعثون کما
تستیقظون
|
٢٧٤
|
|
ما من مؤمن إلا وله فى السماء بابان :
باب ينزل منه رزقه ، وباب يدخل منه كلامه وعمله ، فإذا مات فقداه فبكيا عليه
|
٣٠٤
|
|
نعوذ بالله من الحور بعد الکور
|
٢٨٣
|
|
وهل ترک عقیل لنا من دار ؟
|
٣١٢
|
٧ ـ فهرس الأشعار
والأراجیز
الهمزة
الصفحة
|
و جاءت سلتم لا رجع فيها
|
|
و لا صدع فتحتلب الرّعاء ٣٦٤
|
|
من بنى عامر لها نصف قلبى
|
|
قسمة مثلما يشقّ الرّداء ١٩١
|
|
بدت شواكل حبّ كنت تضمره
|
|
فى القلب أن هتفت فى الدّار ورقاء ٢٠٤
|
|
فأصبح لا يدرى وإن كان حازما
|
|
أقدّامه خير له أم وراؤه ٢٧٤
|
ب
|
لدن بهز الكف يعسل متنه
|
|
فيه ، كما عسل الطريق الثعلب ١٤٣
|
|
ظلّت دماء بنى عوف كأنهم
|
|
عند الهياج رعاة بين أكداب ١٧١
|
|
نمشّ بأعراف الجياد أكفّنا
|
|
إذا نحن قمنا عن شواء مضهّب ٢٨٠
|
|
خليلى مرا بي على أم جندب
|
|
نقض لبانات الفؤاد المعذب ٢٨٠
|
|
غدا بوهنين مجتازا لمرتعه
|
|
بذي الفوارس تدعو أنفه الرّبب ٣٤٦
|
|
كلينى لهمّ يا أميمة ناصب
|
|
و ليل أقاسيه بطيء الكواكب ٣٤٥
|
|
ألان وقد فرغت إلى نمير
|
|
فهذا حين صرت لها عذابا ٣٢٢
|
ت
|
نشكو إليك سنة قد أجحفت
|
|
و احتنكت أموالنا وجلّفت ٢٠٣
|
ج
|
نحن بنو جعدة أرباب الفلج
|
|
نضرب بالبيض ونرجو بالفرج ٣٤٥
|
ح
|
و نحن على جوانبها قعود
|
|
نغضّ الطّرف كالإبل القماح ٢٧٣
|
د
الصفحة
|
قد شمّرت عن ساقها فشدّوا
|
|
و جدّت الحرب بكم فجدّوا ٣٤٢
|
|
لا ترتجى حين تلاقى الذائدا
|
|
أ خمسة لاقت معا أو واحدا ٣٤٨
|
|
فإن تجمّع أوتاد وأعمدة
|
|
و ساكن بلغوا الأمر الذي كادوا ٢١٦
|
|
و لا شبوب من الثيران أفرده
|
|
عن كوره كثرة الإغراء والطّرد ٢٨٤
|
|
أجدك ودعت الصبا والولائدا
|
|
وأصبحت بعد الجور فيهن قاصدا ٢٨٦
|
|
فتى لو ينادى الشمس ألقت قناعها
|
|
أو القمر الساري لألقى المقالدا ٢٨٧
|
|
أ منخرم شعبان لم تقض حاجة
|
|
من الحاج كنا فى الأصم نكيدها ٢٢٢
|
|
لعمرك ما أمرى على بغمة
|
|
نهارى ، ولا ليلى على بسرمد ١٥٦
|
ر
|
شربنا شربة من ذات عرق
|
|
بأطراف الزجاج من العصير ١٧٦
|
|
وإنّك إن أرسلت طرفك رائدا
|
|
لقلبك يوما أتعبتك المناظر ٢٧٧
|
|
و ذات أثارة أكلت عليها
|
|
نباتا فى أكمته قفارا ٣٠٦
|
|
و أعددت للحرب أوزارها
|
|
رماحا طوالا وخيلا ذكورا ٣٠٨
|
|
ألا أبلغ أبا حفص رسولا
|
|
فدى لك من أخى ثقة إزارى ٣٥٣
|
|
سكّنت جروتها وقلت لها اصبري
|
|
و شددت فى ضيق المقام إزارى ٣٥٣
|
|
جدلت على ليلة ساهرة
|
|
بصحراء شرج إلى ناظره ٣٤٤
|
س
|
إذا ما الضجيع ثنى جيده
|
|
تثنت عليه فكانت لباسا ١١٩
|
ص
|
أولّيت العراق ورافديه
|
|
فزاريّا أحذّ يد القميص ٢٩١
|
|
أكاشره وأعلم أن كلانا
|
|
على ما ساء صاحبه حريص ١٨٦
|
ض
الصفحة
|
و دون يد الحجّاج من أن ينالنى
|
|
بساط لأيدى الناعجات عريض ٣٤٩
|
|
كادت وكدت ، وتلك خير إرادة
|
|
لو عاد من لهو الصّبابة ما مضى ٢١٦
|
ع
|
أمن المنون وريبها نتوجع
|
|
والدهر ليس بمعتب من يجزع ٣٨٣
|
|
حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن
|
|
للغدر خائنة مغلّ الأصبع ٢٩٠
|
|
إذا لم تستطع شيئا فدعه
|
|
وجاوزه إلى ما تستطيع ٢١٢
|
|
أيتها النفس أجملى جزعا
|
|
إن الذي تحذرين قد وقعا ٣٤٤
|
ق
|
قد استوى بشر على العراق
|
|
من غير سيف ودم مهراق ١٥٤
|
|
قد طرّقت ببكرها أمّ طبق
|
|
فنتجوها خبرا ضخم العنق ٣٦٢
|
ل
|
وإن تك قد ساءتك منى خليقة
|
|
فسلى ثيابى من ثيابك تنسل ٣٥٤
|
|
و النّبع فى الصخرة الصماء منبته
|
|
و النخل ينبت بين الماء والعجل ٢٣٠
|
|
متكورين على المعاري بينهم
|
|
ضرب كتعطاط المزاد الأنجل ٢٨٣
|
|
أبيض كالرّجع رسوب إذا
|
|
ما ثاخ فى محتفل يختلى ٣٦٤
|
|
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها
|
|
و حالفها فى بيت نوب عواسل ٣٤٧
|
|
يريد الرمح صدر أبى براء
|
|
و يرغب عن دماء بنى عقيل ٢١٧
|
|
سألنا فأحمدنا ابن كلّ مرزّإ
|
|
جواد وأبخلنا ابن كلّ بخيل ٢١٢
|
|
فرميت غفلة عينه عن شاته
|
|
فأصبت حبة قلبها وطحالها ٢٧٩
|
|
لقد علم الأيقاظ أخفية الكرى
|
|
تزجّجها من حالك واكتحالها ٢١٢
|
|
إذ أشرف الدّيك يدعو بعض أسرته
|
|
لدى الصّباح وهم قوم معازيل ١٦٩
|
الصفحة
|
ثمت قمنا إلى جرد مسومة
|
|
أعرافهن لأيدينا مناديل ٢٨٠
|
|
فى مهمه فلقت به هاماتها
|
|
فلق الفئوس إذا أردن نصولا ٢١٧
|
م
|
و كلام سيّئ قد وقرت
|
|
أذنى عنه ، وما بي من صمم ٢٩٢
|
|
ندمت على لسان فات منى
|
|
فليت بأنه فى جوف عكم ١٩٦
|
|
فإنّ أباكم تارك ما سألتم
|
|
فمهما أتيتم فاقدموه على علم ٢٤٩
|
|
يا شاة ما قنص لمن حلّت له
|
|
حرمت علىّ وليتها لم تحرم ٢٧٩
|
|
فإن شمّرت لك عن ساقها
|
|
فويها ربيع فلا تسأم ٣٤٢
|
|
يتقارضون إذا التقوا فى موقف
|
|
نظرا يزيل مواقف الأقدام ٣٤٣
|
و آخذ من كل حىّ عصم
|
فما كان قيس هلكه هلك واحد
|
|
ولكنه بنيان قوم تهدما ١٦٩
|
|
بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما
|
|
واحتلت الشرع فالأجزاع من أضما ٣٠٩
|
|
حياك ود فأنا لا يحلّ لنا
|
|
لهو النساء لأن الدين قد عزما ٣٠٩
|
|
وذات أثارة أكلت عليها
|
|
نباتا فى أكمته تؤاما ٣٠٦
|
ن
|
قل لخفيف القصبات الجوفان
|
|
جيئوا بمثل عامر والعلهان ١٨٤
|
|
و مهمهين قذفين مرتين
|
|
ظهراهما مثل ظهور التّرسين ٣٣٧
|
|
لسان السّوء تهديها إلينا
|
|
و حنت وما حسبتك أن تحينا ١٩٦
|
|
إذا ما الغانيات برزن يوما
|
|
وزججن الحواجب والعيونا ٣٢٢
|
|
امتلأ الحوض وقال قطنى
|
|
مهلا رويدا ! قد ملأت بطني ٣١١
|
ی
|
و عمّى الّذى كانت فتاحة قومه
|
|
إلى بيته حتّى يجهّز غاديا ٢٥٧
|
|
ألا من مبلغ عمرا رسولا
|
|
فإنى عن فتاحتكم غنى ٢٥٧
|
٨ـ فهرس الأعلام
|
آدم : ١٤٣ ، ٢٤١ ، ٢٥٨ ، ٢٨٢ ، ٣٤٨
الآمدی : ٣١٢ ، ٣٣٦
إبراهیم « النبی
علیه السلام » ١٨٠ ،
إبلیس : ١٤٢ ، ١٤٣
ابن الاثیر : ٢٧٤
احمد امین : ٣٤٢
احمد محمد شاکر : ١٥٧ ، ١٦٩ ، ١٧٩ ،
٢٠٢ ، ٢٧٢
احمد بن فارس : ٣٠٦
احمد بن یحیی
البلاذری : ٢٥١
الأخطل : ٢٧٩
الأخفش : ٣٤٩
آرثری جفری : ٣٢٠
ابن ابی اسحاق : ٣٥١
الاشعر الجعفی : ٢٥٧
الاصمعی : ٣٤٩ ، ٣٦٢
الاعرج : ٣٢٤
الأعشی : ٢٧٩ ، ٢٨٦ ، ٣٠٨
الأعمش : ١٦٠
الأفوه الأودی : ٢١٦
امرؤ القیس : ٢٨٠ ، ٣٥٤
الأمین العباسی : ١٨٥
|
|
الأمینی =
عبدالحسین الأمینی : ٢١٢
الأنباری : ٢١٦
أنس بن مالک : ٣٠٤
أوس بن مالک : ٣٠٤
أوس بن حجر : ٣٤٤
أیوب القاریء : ٣١٥
ب
البخاری : ١٥٧
أبو براء : ٢١٧
أبو بردة : ٣٦٢
بشر : ١٥٤
بشر بن أبی خازم : ٢٧٢
بقیة الأکبر الأشجعی :
٣٥٣
البکری : ٣٤٥
البلاذری = أحمد بن
حیی
البلخی = أبو القاسم عبدالله
أبوبکر محمد بن موسی
الخوارزمی : ٢٨٠
أبوبکر بن عیاش : ٣٣٧
البیضاوی : ٢٢٦
البیقهی : ١٧٤
ت
تأبط شرا : ٢٨٣
التبریزی : ٢٧٩
ث
الثعالبی : ٣٦٢
|
|
ثعلب = أحمد بن
یحیی ، ٢٥٦ ، ٣٤٦
ثمود : ١٨٠
ج
جابر بن حیان : ١٧٧
الجاحظ : ٢١٢ ، ٢٥٤
الجبائی = أبو علی محمد
جریر : ١٨٤ ، ٣٠٦ ، ٣٢٢
جریر بن عبدالله : ٢٤٨
جعدة بن عبدالله : ٣٥٣
جعفر بن محمد الصادق : ١٧٧
أبو جعفر الطحاوی : ٢٨١
ابن جنی = أبو الفتح عثمان
جورجی زیدان : ٣٢٠
الجوهری : ٢٧٨
ح
أبو الحارث غیلان = ذو الرمه
٣٤٦
الحارث بن قیس بن عدی :
٢٥١
الحارث بن وعلة بن مجالد
الرقاشی : ٢٨٦
الحجاج بن یوسف : ٣٤٩
الحسن : ١٣٨ ، ١٤٤ ، ١٧١
الحسن بن أحمد بن عبدالغفار = أبو
علی فارسی
الحسین بن موسی = أبو
أحمدن والد
الشریف : ٣٢٢
الحسین : ١٧٧
الحسین بن علی
الجعفی : ١٤٤
الحسین بن مسعود : ١٨٦
|
|
أبو الحسین عبد الجبار بن احمد
= قاضی القضاة : ٣١٢ ، ٢٤٢
الخطیئة : ١٩٦
حفض : ٢٣٤
حماد الروایة : ١١٤ ، ١٢٧ ، ١٣٨
، ١٦٠ ،
١٦٤ ، ٢٣٤ ، ٢٥٤ ، ٢٧٨ ، ٣٢٤
حمید : ٣٥١
ابن حنبل : ٣٥١
أبو حنیفه : ١٧٧ ، ٢٨١ ، ٣٣٢
ابن حوقل : ١٦٧
أبو حیوة : ٣٥١
خ
الخانجی : ٣٢٠
الخطام الشاعر : ٣٣٦
خلف الشاعر : ٣٣٦
خلف الأحمر : ٣٦٢
خلف القاریء : ٢٣٤
ابن خلکان : ٢٨١
الخلیل بن أحمد : ٢٢٢ ، ٣٤٦ ، ٣٦٤
د
داود علیه السلام :٢٣١ ، ٢٣٢
ذ
ذو الرمة : ٣٤٦
أبو ذؤیب الهذلی : ٢٨٣ ، ٣٤٧
ر
الراعی : ٢١٧ ، ٢٢٢ ، ٣٠٦
الرشید العباسی : ١٨٥ ، ٢٥٤
، ٣٣٢
الرمانی = علی بن
عیسی
|
|
رویس : ١٣٨
رویشد بن رمیض
العنبری : ٣٤٢
ز
زبان بن عمار = أبو عمرو بن العلاء :
١٧١
الزبیر بن العوام : ٣١٢
ابن الزبیر : ١٨٥
الزرقانی : ٢٢٩
الزرکلی = خیر
الدین : ١٧١ ، ٢١٢ ،
٢٩١ ، ٢٩٢ ، ٣٤٣
زین العابدین « رضی
الله عنه » : ١٧٧
س
ساعدة بن جؤیة : ١٤٣ ، ٢٨٣
سالم بن أبی الجعد : ٣١٥
سامی الخانجی : ٢٠٣
السجستانی : ٢١٧
ابن السراج : ٢٨١
ابن سعد : ١٥٧
سعید بن جبیر : ١٢٢ ، ٣٢٠
ابن السکیت : ٢٠٢
سلام القارئ : ٣١٥
سلمة بن هشام : ١٥٧
أم سلمة « رضی الله عنها » :
٣١٢
سلیمان النبی «
علیه السلام » : ١٨٣ ،
٢٦٠ ، ٢٧٩
سیبویه : ٢٨١ ، ٣٦٤
|
|
السیوطی : ١٧١ ، ٢٢٩
ش
ابن الشجری : ٢٧٢
شرف الدولة بن بویه : ٣٢٢
شریح بن ضبیعة =
رویشد العنبری
الشریف الرضی : ١٤٨ ، ١٨٦
، ٢٢١ ،
٢٢٩ ، ٢٧٠ ، ٢٨١ ، ٣٠٦ ، ٣٠٨ ،
٣٢٢ ، ٣٣٥ ، ٣٥٩
الشریف المرتضی : ٣٢٢
شعیب علیه السلام : ١٩٩ ،
٣١٥
ابن شهاب : ٣٢٤
ص
أبوصالح : ١٢٢
ط
طرفة الشاعر : ١٥٦
ع
عائشة : ١٧١
عاد : ١٨٠
عاصم : ١١٤ ، ١٥٦ ، ١٦٤ ،
٣٣٧
أبو العالیة : ٣٥١
ابن عامر : ١١٤ ، ١٦٤ ، ٣٥١
العباب الشاعر = العدیل : ٣٤٩
ابن عباس : ١٢٢ ، ٢٢٩ ، ٣٠٤ ،
٣٢٠ ، ٣٥٠
|
|
عبد السلام محمد هارون : ١٦٩ ، ٢٠٢ ،
٢٥٦ ، ٢٧٢ ، ٣٠٦ ، ٣٤٢
عبد العزیز الیمنی
: ٢١٢
عبد القادر البغدادی : ٣٣٦
عبد الله بن الزبیر : ٢٨٣
عبد المؤمن = أبو الهندی : ١٧٩
عبد الوهاب حمود : ٣٣٧
عبدة بن الطبیب : ١٦٩ ، ٢٨٠
أبو عبید : ٢٤٨
أبو عبیدة : ١١٦ ، ٢٠٣ ، ٢١٧ ، ٢٥٤
،
٢٧٨ ، ٢٨٥ ، ٣٠٦ ، ٣٣٢
عضد الدولة بن بویه : ٣٢٢
ابن عطیة : ٣٢٠
عقیل بن أبی طالب : ٣١٢
عکرمة : ١٢٢
علی بن أبی طالب : ٢٢٩ ، ٣٠٤
، ٣٢٠
أبو علی = محمد الجبائی :
١٦٧
أبو علی الفارسی : ٢٢١ ، ٢٨١
أبو علی القالی : ٢١٢
علی بن عیسی
الرمانی : ١٨١
علی بن کبشة : ١٢٧
عمر بن أبی ربیعة : ٢١٦
عمر بن الخطاب : ٢٥٣
عمر بن هبیرة : ٢٩١
أبو عمرو بن أسحاق بن مرار
الشیبانی : ٣٠٧
أبو عمرو : ١١٤ ، ١٤٤ ، ١٦٤ ،
١٧١ ، ٢٨٦ ، ٣٣٢ ، ٣٥١ ، ٣٦٧
|
|
عمرو بن معد یکرب
الزبیدی : ٢١٢
عنترة الشاعر : ٢٧٩
عیاش بن أبی ربیعة
: ١٥٧
عیسی « النبی
علیه السلام » : ١٢٣ ،
١٢٩ ، ١٣٠ ، ١٣٥ ، ١٩٠ ، ٢٣٢
عیسی الحلبی : ١٧٩
عیسی بن عمر : ١٣٨
غ
أبو الغصن الأعرابی : ٢٧٧
ف
أبو الفتح عثمانی بن جنی
: ١٤٨ ،
١٩٠ ، ٢٢١
الفراء = یحیی بن
زیاد : ١٨٦
الفرزدق : ٢٩١ ، ٣٠٦ ، ٣٥٣
فرعون : ١٦٧ ، ٢٢٤ ، ٣٠٣ ، ٣٦٥
الفیروز أبادی : ٢٠٧
ق
القاسم بن سلام = أبو عبید :
٣٠٧
أبو القاسم البلخی =
البلخی ١٦٧
ابن قتیبیة : ١١٩ ، ١٦٩ ،
١٧٩ ، ٢١٧ ،
٢٧٢ ، ٢٧٧ ، ٢٨٠ ، ٢٩١ ، ٣٤٧
القرطبی : ١٤٤ ، ١٥٤ ، ١٨٦ ،
١٩٦ ، ١٩٨ ، ٢٠٣ ، ٢١٦ ، ٢٣٠ ،
٢٧٢ ، ٣٠٦ ، ٣٠٨ ، ٣١٥ ،
٣٣٦ ، ٣٥١
|
|
قیس : ٢٤٨
قیس بن زهیر بن جذیمه : ٣٤١
قیس بن معدیکرب : ٢٧٩
قیصر ملک الروم : ٣٤٩
ك
أبو کبیر الهذلی : ٢٨٣
ابن کثیر : ١١٤ ، ١٦٤ ، ٣٦٧
الکسائی : ١١٤ ، ١٣٨ ، ١٦٠ ، ١٦٤
،
١٨٥ ، ٢٠٢ ، ٢٣٤ ، ٢٥٤ ، ٢٧٨ ،
٣٢٤ ، ٣٣١ ، ٣٥٥ ، ٣٦٧
الکلابی الشاعر : ٢٩٠
ل
لقمان « علیه السلام » : ٣٦٦
لوط « علیه السلام » : ١٦٣ ، ١٦٤
،
٣١٤ ، ٣٣٨
لویس شیخو ـ الأب : ٢٨٠
م
المأمون العباسی : ١٨٦ ، ٢٥١ ، ٣٣٦
ابن مالک : ٢٢٢
مالک ـ الأمام : ١٧٧ ، ٢٨٠
المبرد : ٢٠٢ ، ٣٤٦
المتنبی : ١٤٨
المتنخل الهذلی : ٣٦٤
المتوکل العباسی : ٢٥١
مجاهد : ٣٢٠ ، ٣٥١
محب الدین أفندی : ٢١٦ ، ٢٧٧
،
٢٩٠ ، ٣٣٦
|
|
محمد « صلی الله علیه
وآله » : ١١٦ ،
١٤٩ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٧ ، ١٥٨ ،
١٧٤ ، ١٩٤ ، ٢٠١ ، ٢١٢ ، ٢٤٨ ،
٢٥٢ ، ٢٥٤ ، ٢٥٦ ، ٢٥٨ ، ٢٥٩ ،
٢٦٧ ، ٢٧٤ ، ٣٠٢ ، ٣٠٤ ، ٣٠٨ ،
٣١٢ ، ٣٢٨ ، ٣٣١ ، ٣٣٢ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٣٣٧
، ٣٤٢ ، ٣٤٥ ، ٣٥٠ ،
٣٦٧ ، ٣٦٨
محمد الباقر : ١٧٧
م . محمد حسین : ٢٧٩
المرزوقی : ٢٧٧ ، ٣٤٢
مریم « علیها السلام » :
١٩٠ ، ٢٢٠ ،
٢٥٠
ابن مسعود : ١٩٨
مسلم : ١٥٨
ابن مطرف الکنانی : ٢١٧ ، ٢٧٢ ،
٢٧٩ ، ٣٣٦ ، ٣٤٥ ، ٣٥٣
المعتمد : ٢٥١
المعری = أبو العلاء : ٣٢٢
معمر بن المثنی : أبو
عبیدة
المفضل الصبی : ١٤٤ ، ١٦٩
المغیرة : ٣٥١
المقریزی المؤریخ :
٣١٢
|
|
ملاعب الأسنة : ٢١٧
أبو المنذر : ٣٦٢
المنصور العباسی : ٣٦٢
أبو المنهال = بقیلة : ٣٥٣
المهدی العباسی : ٣٣٢
مهیار الدیلمی :
٣٢٢
موسی « علیه السلام » :
١٥٦ ، ١٨٥
٢٢١ ، ٢٢٣ ، ٢٦٠
میمونة « رضی الله عنها »
: ٣١٢
ن
النابغة الجعدی : ١١٩ ، ٣٤٥
النابغة الذبیانی : ٣٠٩ ،
٣٤٥
نافع القاریء : ١١٤ ، ١٢٢ ، ١٦٤
،
٢٣٤
نافع بن خلیفة الغنوی :
٢١٢
ابن الندیم
النسائی : ٢٤٨
النضر بن شمیل : ٣٣٦ ، ٣٦٤
النعمان بن المنذر : ٣٤٥
أبو نواس : ٢٧٩
نوح «علیه السلام» : ١٥٦ ، ١٨٢
،
٢٥٤ ، ٣٣٨ ، ٣٤٧
ه
الهادی العباسی : ٣٣٢
|
|
ابن هشام النحوی : ١٤٣
هناد بن السری : ٢٤٨
أبو الهندی الشاعر = عبد المؤمن
: ١٧٩
هود « علیه السلام » : ١٥٨ ، ١٨٨
،
٣١١ ، ٣١٤
هوذة بن علی الحنفی : ٢٨٦
و
ولیام أهاورت : ٣٤٩
الولید بن الولید : ١٥٧
ی
یحیی القاریء
: ٢٣٤
یحیی بن زیاد
= الفراء : ١٨٦
یزید الرقاشی : ٣٠٤
یزید بن عبدالملک
الأموی : ٢٩١
یعقوب « علیه السلام » :
١١٨
یعقوب القاریء : ١٣٨ ، ٣١٥
یعقوب = ابن السکیت
یوسف « علیه السلام » :
١٥٧ ، ١٦٩ ،
١٧٠ ، ١٧١ ، ٢١٦ ، ٢٩٤ ، ٣٠١ ،
٣١١
أبو یوسف صاحب أبی
حنیفة : ٣٣٢
یونس « علیه السلام » :
١٥٣
یونس النحوی : ٣٦٢
|
٩ ـ فهرس الأعلام المترجمة بالهوامش
|
الأصمعی : ٣٤٩
الأعشی : ٢٧٩ ، ٢٨٦
الأفوه الأودی : ٢١٦
امرؤ القیس : ٢٨٠
أوس بن حجر : ٣٤٤
أبو براء : ٢١٧
بشر بن أبی خازم : ٢٧٢
بقیلة الأکبر الأشجعی :
٣٥٣
البلاذری : ٢٥١
البلخی : ١٦٧
أبو بکر محمد بن موسی
الخوارزمی : ٢٨١
أبو بکر بن عیاش : ٣٣٧
ثعلب : ٢٥٦
الجبائی : ١٦٧
جعفر بن محمد الصادق : ١٧٧
أبو جعفر الطحاوی : ٢٨١
ابن جنی : ١٤٨ ، ٢٢١
أبو الحسن الرمانی : ٢٨١
الحسین أبو أحمد بن موسی
: ٣٢٢
أبو الحسین عبدالجبار بن أحمد
قاضی القضاة : ٢١٢
الخطام الشاعر : ٣٣٦
|
|
خلف الأحمر : ٣٦٢
الخلیل بن أحمد : ٣٦٤
ذو الرمة : ٣٤٦
أبو ذؤیب الهذلی : ٢٨٣ ، ٣٤٧
الراعی النمیری :
٣٠٦
رویشد بن رمیض
العنبری : ٣٤٢
ابن السکیت : ٢٠٢
عاصم : ٣٣٧
عبدة بن الطبیب : ١٦٩
أبو عبید القاسم بن سلام : ٣٠٧
أبو عبیدة : ٢٥٤
العدیل بن الفرخ الشاعر : ٣٤٩
أبو علی الفارسی : ٢٢١ ، ٢٨١
علی بن عیسی
الرمانی : ٢٨١
عمرو بن معدیکرب : ٢١٢
أبو عمرو بن العلاء : ١٧١ ، ٢٨٦
الفراء : ١٨٦
الفرزدق : ٢٩١
أبو القاسم البلخی : ١٦٧
قیس بن زهیر بن
جذیمة : ٣٤١
أبو کبیر الهذلی : ٢٨٣
الکسائی : ١٨٥
المتنخل الهذلی : ٣٦٤
مجاهد : ٣٢٠
|
|
محمد بن الحسن الشیبانی :
٣٣٢
النابغة الجعدی : ٣٤٥
النابغة الذبیانی : ٣٤٥
نافع بن خلیفة الغنوی :
٢١٢
|
|
النضر بن شمیل : ٣٣٦
أبو الهندی الشاعری : ١٧٩
یعقوب بن السکیت : ٢٠٢
أبو یوسف : ٣٣٢
|
۱۰ ـ فهرس اللغة *
(١)
|
صفحة
|
|
|
المعنى
|
|
٣٥٩
|
آدنى هذا الأمر
|
|
أي أثقلني
|
|
٢١١
|
أنخلت فلانا
|
|
إذا نسبته إلى البخل
|
|
١٩٢
|
أتى فلان من مأمنه
|
|
أي ورد عليه الخوف من طريق الأمن
|
|
٢٢٥
|
اتخذت هذا الغلام لنفسي
|
|
أي جعلته خاصالخدمتى لا يشاركني فيه
أحدغيري
|
|
١٩٢
|
أتيت من جهة فلان
|
|
أی جاءني المكروه من قبله ، أي
من ناحيته
|
|
۲۰۳
|
احتنك الجراد الأرض
|
|
إذا أتى على نباتها
|
|
٢١٢
|
أحمدت فلانا
|
|
أي وجدته محمودا
|
|
١٥٥
|
أخذت المرأة قناعها
|
|
ای لبسته
|
|
١٨١
|
أخذت هذا الأمر باليد
|
|
أى أخذته بالسلطان
|
|
١٢٧
|
أخذت يد فلان مصافحة على كذا
|
|
إذا عاقدته على أمر
|
|
٢٦٩
|
ارتفع أمر القوم إلى القاضي
|
|
إذا انتهوا إلى أن يحكم بينهم ويفصل
خصامهم
|
|
٣٥٦
|
استطار لهيب النار
|
|
أي انتشر وعلا
|
|
١٥٤
|
استوى الملك على سرير ملكه
|
|
أي استولى على تدبير الملك
|
__________________
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
١٣١
|
أشعرت البدنة
|
|
إذا جرحتها في سنامها ليسيل دمها
|
|
١٣٠
|
أصاب شاكلة الأمر
|
|
أي بلغ حقيقته
|
|
٣٠٠
|
أضربت عنه صفحا
|
|
أي أعرضت عنه بصفحة وجهى
|
|
٣٠٠
|
أعرضت عنه صفحا
|
|
أي تركته وأهملته
|
|
١٢۷
|
أعطاني فلان صفقة يمينه
|
|
إذا عاهدني على شيء
|
|
١٤٤
|
أعطيته رجلا بريشه
|
|
أي بكسوته
|
|
٢٧٥
|
أعمى مطموس ، وطميس
|
|
أي ملتحم الشقوق بين الأجفان
|
|
١٣٦
|
افتح على
|
|
أي بين لي
|
|
١٧٢
|
أکلتهم الضبع
|
|
أی نهکتهم سنة الجدب
|
|
١١٥
|
ألبس على هذا الأمر
|
|
إذا نسبته إلى الكفر
|
|
٢٨٦
|
ألقى إليه مقاليده
|
|
أی أعطاه وفوض الیه أمره
|
|
١٩٢
|
ألقى إلى فلان بيده
|
|
إذا سلم لأمری
|
|
١٩٥
|
ألقی فلان ید
العانی
|
|
أی خضع خضوع الأسیر
|
|
٣١٨
|
ألقیت علیه حسابا
|
|
أی سألته
|
|
٣٣١
|
ألقيت إليه المودة
|
|
إذا منحته الود
|
|
٢٥٩
|
ألقيت إليك سمعى
|
|
أی صرفت سمعی نحو
حدیثک
|
|
٢٤٦
|
الله عند لسان كل قائل
|
|
أی یجاز به علی
الحق والباطل من القول
|
|
٣٦٢
|
أم طبق
|
|
هذه کنایة عن الداهیة
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
١٦١
|
أنا بعين الله
|
|
أی بمکان من حفظ الله
|
|
١١٦
|
أنا بين يديك
|
|
أی قریب منک
|
|
٢٦١
|
أنا ممدود الطرف إليك
|
|
أی أنا بانتظار أمر یرد
علیّ من جهتک
|
|
١٥٢
|
أنت من قلبی
|
|
أی أنت قسیم قلبی
|
|
١٥٢
|
أنت من نفسی
|
|
" أنت شقیق نفسی
|
|
٢٢٥
|
أنت بمرای ومسمع
|
|
إذا کان منصرفا إلیه
بالعنایة
|
|
٣٠١
|
انشر الله الاموات
|
|
ای احیاهم بعد موتهم
|
|
٣٠١
|
انشر الله الاموات
|
|
ای احیاهم بعد موتهم
|
|
٣٠٩
|
انفتح قلبه وانفسخ صدره
|
|
اذا کان واسع الصدر
|
|
٢٣٠
|
انما هو حجر جامد
|
|
اذا کان بلید الطبع والحس
|
|
٢٣٠
|
انما هو نار تتوقد
|
|
اذا کان ذکیا شدید الذکاء
|
|
١٢٩
|
این یذهب بک ؟
|
|
ای این تذهب بک ؟
|
|
(ب)
|
|
١٧١
|
بطن الرحل
|
|
ای اصاب بطنه
|
|
١٦٦
|
البقیة البقیة
|
|
ای نسالکم الابقاء علینا
|
|
٣٠٤
|
بکینا فلانا باطراف الرماح
|
|
ای طلبنا دمه وادرکنا ثاره
|
|
٣٠٤
|
بکینا فلان بمضارب الصفاح
|
|
" " " "
|
|
٢٥٦
|
بیوتهم ریاء او رثاء
|
|
ای متقابلة
|
|
(ت)
|
|
١٥٣
|
تخطی فلان الی غیر
الواجب
|
|
ای انتقل الیه
|
|
٢٦٩
|
ترقی الامر الی
الامیر
|
|
ای عرفه علی حقیقته
|
|
١٦٦
|
ترکت مقالتی دبر اذنک
|
|
اذا اهمت امری فلم تطعه
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
٢٥٠
|
تشققت السحاب بالرعد
|
|
ای کثر فیها الرعد
|
|
٢٥٠
|
" الغمائم بالبرق
|
|
ای کثر فیها البرق
|
|
٢٣٩
|
تغیظت القدر
|
|
اذا اشتد غلیانها
|
|
٢٠٢
|
تقاد الدابة بحنکها
|
|
ای تؤخذ بحنکها
|
|
٣٦٠
|
تنفس الاناء
|
|
اذا انشق
|
|
٣٦٠
|
تنفست القوس
|
|
ای انصدعت
|
|
(ث)
|
|
٣٥٧
|
ثقل علیّ خطاب فلان
|
|
ای صار غیر محتمل
علی نفسی
|
|
(ج)
|
|
٣١٦
|
جاء فلان فی أعقاب القوم
|
|
ای فی اواخرهم
|
|
٢٢٠
|
جاءنی لسان فلان
|
|
ای بلغنی مدحه او ذمّه
|
|
١٩١
|
جار عن الطریق
|
|
ای ضل عن نهجه وخرج عن سمته
|
|
١٦٦
|
جعلت حاجتی وراء ظهرک
|
|
ای لم تعن بحاجتی
|
|
٢٢٨
|
جعله الله حصید سیفک
|
|
ای جعل الله سیفک
یحصده کما یحصد الزرع بالمنجل
|
|
(ح)
|
|
٢٣٣
|
حضب فلان فلانا
|
|
ای قذفه بالحصباء
|
|
٢٣٣
|
حصبنا الجمار
|
|
ای قذفناها بالحصبات
|
|
٢٠٢
|
حنک الدابة
|
|
اذا شد فی حنکها الاسفل جبلا
یقودها به
|
|
(خ)
|
|
١٥٥
|
خذی علیک ثوبک
|
|
ای البسیه
|
|
٣٣٩
|
خسأت الکلب
|
|
ای ابعدته وزجرته
|
|
صفحه
|
|
|
المعنی
|
|
١٨٧
|
خفض جناحه
|
|
ای صار لین الکنف کاظما
عند الغضب
|
|
١٩١
|
خفیف الظهر
|
|
ای قلیل عدد العیال
، او قلیل الذنوب والآثام
|
|
١٧٥
|
خلت الدار
|
|
ای خلا سکانها
|
|
(د)
|
|
١٤٩
|
دارت علیهم الدوائر
|
|
اذا اهلکتهم الایام وافنتهم
الاعوام
|
|
١٤٩
|
دارت لهم الدنیا
|
|
اذا واتاهم الاقبال
|
|
٢١٩
|
داری تلقاء دار فلان
|
|
ای فی مقابلتها
|
|
٢٣٦
|
دکه الله ودکدکه
|
|
ای زلزل قدمه
|
|
٢٤٨
|
دور بنی فلان تتراءی
|
|
ای یتقارب بعضها من بعض
|
|
(ذ)
|
|
٢٢٣
|
ذرنی وفلان
|
|
هذه صیغة للمبالغة فی
الوعید والتخویف
|
|
٣٤٢
|
ذرنی وفلان فستعلم ما انزل به
|
|
صیغة یراد بها
تغلیظ الوعید
|
|
١٩٦
|
ذق غبّ فعلک
|
|
ای لاق جزاء جریرتک
|
|
٣٠٠
|
ذهبت عنه صفحا
|
|
اذا اعرضت عنه بصفحة وجهی
|
|
(ر)
|
|
٢٠٨
|
ربط الله علی قلبک بالصبر
|
|
ای شد علی قلبک بالصبر
|
|
٢٢٨
|
رتق فتق الخباء
|
|
ای خاط الفتق بالخیمة او
الفسطاط
|
|
٢٢٨
|
رتق فلان الفتق
|
|
ای خاطه
|
|
٣٦٦
|
رجل لبد
|
|
اذا کان ملازما لبیته
|
|
١٩٩
|
رجل مخبث او مضعف
|
|
اذا کان اهله خبثاء او ضعفا
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
١٥١
|
رغبت بنفسی عن الضیم
|
|
ای صنت نفسی عن الذل
والهوان
|
|
٣٣١
|
رمیت الیه بما فی
نفسی
|
|
اذا افضیت الیه بما
فی نفسی
|
|
(ز)
|
|
١٨٠
|
زالت ید الامیر
|
|
ای عزل عن ولایته
|
|
٣٣٦
|
زلزل الله قدمه
|
|
ای ازالها عن ثباتها فعثر
|
|
٢٠٤
|
زهقت نفس فلان
|
|
ای فاضت روحه
|
|
(س)
|
|
٢١٢
|
سالناکم فما ابحخلناکم
|
|
ای سالنا کم فلم نصادفکم بخلاء
|
|
٣٦٣
|
شرکاتم
|
|
ای مکتوم
|
|
٢٦٧
|
سکت فلان فلم یعد ولم یبد
|
|
ای لم یتکلم ابتداء ولا احار
جوابا
|
|
٢٦٧
|
سکت فما اعاد ولا ابدی
|
|
ای تحیر یتکلم
|
|
١٧١
|
سلبت الرجل
|
|
اذا اخذت سلبه
|
|
٣٠٧
|
سمنت الناقة علی اثارة
|
|
ای علی سِمَنٍ متقدم
|
|
٢٠٧
|
سیف جراز
|
|
ای قاطع یبری
المفاصل
|
|
(ش)
|
|
٢٦١
|
شاخص البصر نحوک
|
|
ای منتظر منک امرا یرد من
جهتک
|
|
٣٤٤
|
شعر شاعر
|
|
مبالغة فی وصف الشعر بالشعور
|
|
١٧١
|
شفقها حبا
|
|
ای ان حبه تغلغل الیها
واصاب شفافها
|
|
١٩١
|
شقیق النفس
|
|
ای قسیمها ، کانه شقٌّ
لها
|
|
(ص)
|
|
١٦١
|
صحبتک عین الله
|
|
ای لازمتک رعایة الله
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
٣٠٩
|
صدری ضیق
|
|
ای شدید التبرم بالامر
|
|
١٨٨
|
صدع الرداء
|
|
ای شقه فاصبه بصدع
|
|
١٨٨
|
صدع الزجاجة
|
|
ای ظهور الکسر فیها
|
|
٣٢٥
|
صدق فلان الحملة ولم بکذب
|
|
ای لم یرجع علی
عقبه
|
|
٢٦١
|
صرم الامر
|
|
ای فغ من فعله بسرعة
|
|
١٤٠
|
صغی فلان الی فلان
|
|
ای مال الیه
|
|
(ض)
|
|
١٧٨
|
ضربت الخباء
|
|
اذا نصبته
|
|
٣٠٠
|
ضربت عنه صفحا
|
|
ای اعرضت عنه
|
|
٢٤٥
|
ضربت الفسطاط
|
|
ای اقمته ونصبت اوتاده
|
|
٢٠٨
|
صربت فلان علی مالی
|
|
ای اخذه وحال بینی
وبینه
|
|
١٧٨
|
ضرب فی الارض
|
|
ای اوغل السیر فیها
وابعد
|
|
٢٨٩
|
ضقت بهذا الامر ذرعا
|
|
ای لم یتسع له صدری
|
|
(ط)
|
|
٢١٤
|
طارقت النعل
|
|
ای وضعت لها الطرائق وهی
قطع الجلود
|
|
٢٠٠،١٨٧
|
طار طیره
|
|
ای ذهب عنه حامه
|
|
١٨٧
|
طاش وقاره
|
|
ای ذهب عنه الحلم والوقار
|
|
١٨٨
|
طبق المفصل
|
|
ای اصاب فی کلامه
|
|
١٣٠
|
طبق مفصل الرای
|
|
ای ادرک حقیقته
|
|
١٩١
|
طریق جائر
|
|
ای یجار فیه
بالسیر
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
١٩١
|
طریق قاصد
|
|
ای یبلغ القصد فیه
|
|
١٥٦
|
طمست الریح ربع الحی
|
|
ای محت رسومه ومعالمه
|
|
٢٣٤
|
طوی الدهر آل فلان
|
|
اذا اهلکهم
|
|
(ع)
|
|
١٦٢
|
عرض فلان دقیق
|
|
وصف للرجل المنثلم العرض
|
|
٢٤٠
|
عرفت فی وجه فلان الشر
|
|
ای عرفت منه ارادة فعل
القبیح
|
|
٢٢٤
|
علی وجه فلان قول
|
|
ای یسر به کل ناظر
الیه
|
|
١٦٠
|
عمی علیّ خبرهم
|
|
ای خفی عنی خبرهم
|
|
١٦٠
|
عُمّی عل اثرهم
|
|
ای خفی علی اثر
القوم
|
|
٢٢٦
|
عوان عند ازواجهن
|
|
ای النساء اسیرات عند
الازواج
|
|
(غ)
|
|
١٢١
|
غُمّ علیه امره
|
|
اذا کان جاهلا بما یراه
ویفعله
|
|
١٥٦
|
غمّ علیه امره
|
|
اذا تغطی وجهه بما یحجب
رؤیته
|
|
١٥٦
|
غیبٌ مرجّم
|
|
ای یرمیه الناس
بظنونهم
|
|
(ف)
|
|
٣٣٨
|
فلان الجندی تحت
یدی الامیر فلان
|
|
ای انه متصرف علی امر
|
|
١٩١
|
فلان خفیف الظهور
|
|
ای قلیل عدد العیال
، او قلیل الذنوب
|
|
٣٥١
|
" راجح رکین
|
|
ای له وزن فی الفضل
ورحجان العقل
|
|
١٣٨
|
" سَکَن فلان
|
|
اذا کانت تطمئن نفسه الیه
|
|
٣٥٤
|
فلان طاهر الثیاب
|
|
کنایة عن طهارة النفس
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
٢١٩
|
فلان عندی المیزان الراجح
|
|
ای هو کریم علیّ ،
حبیب الیّ
|
|
١٣٤
|
" مغمور فی النعیم
|
|
ای انه واسع الرزق
|
|
١٥٢
|
" من انفُس بنی فلان
|
|
ای من صمیم انسابهم
|
|
٢٧٣
|
" لا ینقض فی
طریق یسلکه
|
|
کنایة عن الضلال والحیرة
|
|
٢٧٣
|
" لایعلم امامه ام وراءه
خیر له
|
|
" " " "
|
|
(ق)
|
|
٢١٢
|
قاتلناکم فما اجبنّاکم
|
|
ای لم نجدکم جبناء عند القتال
|
|
٢٤٩
|
قام فلان بفلان فی الناس
|
|
اذا اظهر ذمه وعیبه فی
الناس
|
|
١٢٩
|
قتل ارضا عالمها
|
|
|
|
١٢٩
|
قتلت ارض اهلها
|
|
|
|
١٢٩
|
قتلت الخبر علما
|
|
اذا استقصیت بحثه ومعرفته
|
|
١٧٣
|
قری الماء فی الحوض
|
|
ای جمع الماء فی الحوض
|
|
٣٠٩
|
قلبی مقفل
|
|
ای صدری ضیق
وفکری متشعب
|
|
٢٥٦
|
قوم ریاء ، ورثاء
|
|
ای یقابل بعضهم بعضا
|
|
(ک)
|
|
١١٦
|
کذا بین یدی کذا
|
|
ای قریب منه ، او متقدم
امامه
|
|
(ل)
|
|
٣٣٨
|
لا آخذ رزقی من تحت ید
فلان
|
|
ای لیس فلان متصرفا
فی امر رزقی
|
|
٢٦١
|
لا اقطع امرا دونک
|
|
ای لا اقرر العزم علی امر
حتی آخذ رایک فیه
|
|
٢٥٧
|
لا تتراءی نارهما
|
|
ای لا تتقارب دورهما
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
٢١٠
|
لاعثرن علیک بخطیئة
فاعاقبک
|
|
ای لاقفن علی خطیئة
منک
|
|
٢٩٨
|
لا یملا عینیه من
فلان
|
|
ای یخافه ویهابه
|
|
٢٢٤
|
لسان فلان منطلق
|
|
ای انه جریء علی
الکلام
|
|
٢٢٤
|
" " معقود
|
|
" " یخاف من الکلام
|
|
١٦٢
|
لقی فلان فلانا بکلام
غلیظ
|
|
ای قابله بکلام شدید
الوقع علی النفس
|
|
٣٥٣
|
لقیت من هذا الامر ما
تشیب منه النواصی
|
|
هذه کنایة عن لقاء الامر النفظیع
|
|
١٣٣
|
لیس لی بهذا الامر
یدان
|
|
ای لا قبل لی به ، ولا
طاقة لی علیه
|
|
١٩٩
|
لی فی رقبة فلان دم
|
|
ای لی عند فلان دم وثار
|
|
١٩٩
|
لی فی رقبة فلان
دین
|
|
ای لی عند فلان دین
|
|
١٥٦
|
لیل اعمی
|
|
ای لایبصر الناس
فیه لشدة ظلمته
|
|
١٧٢
|
لیل خائف
|
|
ای یخاف الناس فیه
|
|
٣٤٤
|
لیل ساهر
|
|
ای یسهر فیه
|
|
١٩٩
، ٣٦٣
|
لیل نائم
|
|
ای ینام فیه
|
|
١٥٦
|
لیلة عمیاء
|
|
لا یبصر الناس فیها
لظلامها
|
|
(م)
|
|
٢٦٧
|
ما زال بنا سیر اللیل
والنهار
|
|
ای ما زلنا نَصِل السیر
لیلا ونهارا
|
|
٣٣٦
|
مال الی فلان قلبی
|
|
ای احببته
|
|
١٨٠
|
ما لفان علی فلان ید
|
|
ای لیس له علیه
سلطان
|
|
٢٥٤
|
مرج الامیر الناس
|
|
ای خلاهم بعضهم علی بعض
|
|
١١٦
|
مضی فلان بین
یدیک
|
|
ای تقدم امامک
|
|
١٣٤
|
مغمور فی النعیم
|
|
کنایة عن کثرة الرزق وسعته
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
٢١٥
|
مکان دحض
|
|
ای مزلق
|
|
١٥٢
|
من انفُس بنی فلان
|
|
ای من صمیم انسابهم
|
|
(ن)
|
|
٢٣٠
|
نار تتوقد
|
|
یقال للرجل الذکی : هو
نار تتوقد
|
|
٢٢٦
|
الناس عوان عند ازواجهن
|
|
ای اسیرات عند الازواج
|
|
٣٤٣
|
نظر الی نظرا یکاد
یصرعنی به
|
|
اذا نظر الی بمقت وکراهة
|
|
١٣٤
|
النعمة من قرنه الی قدمه
|
|
هذه کنایة عن سعة الرزق
|
|
٢٨٣
|
ننعوذ بالله من الحور بعد الکور
|
|
هذا حدیث شریف معناه نغوذ
بالله من النقصان بعد الزیادة
|
|
٢٣١
|
نفح الفرس فلانا بحافره
|
|
اذا اصابه خفیفة
|
|
٢٣١
|
نفخ فلان فلانا بیده
|
|
" " " "
|
|
٣٦٠
|
نفِّس عن فلان الخناق
|
|
ای انجلی کربه ، وانفسخ
قلبه
|
|
١١٨
|
نفس فلان سفیة
|
|
ای ان صاحبها سفیه
|
|
١٩٩
|
نهار صائم
|
|
ای یصام فیه
|
|
(ه)
|
|
٢١٢
|
هاجیناکم فما افحمناکم
|
|
ای لم نجدکم ذوی عی
فی المقال
|
|
٢١١
|
خذا الامر غیب مرجّم
|
|
ای یرمیه الناس
بظنونهم
|
|
٢٨٥
|
هذا الامر مغال فی جنب ذلک
الامر
|
|
ای قریب منه قربا
شدیدا
|
|
١٥٨
|
هذا الامر فی طی
ضمیری
|
|
ای قد اشتمل علیه
قلبی
|
|
٢٣٩
|
هذا الشیء منی
بمرأی ومسمع
|
|
ای بحیث اعرفه واعلمه
|
|
٢٢٦
|
هذه المرأة فی حبال فلان
|
|
ای فی عصمة فلان
|
|
صفحة
|
|
|
المعنی
|
|
٢٥٨
|
هضیم الحشا
|
|
ای لطیف البطن . وهو وصف
ملاحة
|
|
١٨٧
|
هفا حلمه
|
|
ای ذهب عنه الحلم واشتد به
الغضب
|
|
٢٥١
|
الهوی اله معبود
|
|
ای انه یطاع امره
|
|
٢٣٩
|
هو ابقی من النقش فی
الحجر
|
|
ای ثابت دائم
|
|
٢٣٩
|
هو عربی قلبا
|
|
ای هو عربی صریح
خالص النسب
|
|
١٢١
|
هو علی الواضحة من امره
|
|
اذا کان عالما یقدم علیه
من الامر
|
|
٢٣٠
|
هو نار تتوقد
|
|
ای ذکی شدید الذکاء
|
|
(و)
|
|
١٥٣
|
وضع فلان رجله فی الباطن
|
|
ای اشترک فی عمل الباطل
|
|
٢٤٨
|
وقر قول فلان فی قلبی
|
|
ای ثبت واستقر فی
نفسی
|
|
(ی)
|
|
٣١١
|
یا خیل الله ارکبی
|
|
ای یا رجال الله
ارکبی
|
|
٢٥٩
|
یطیر بکل جناح
|
|
اذا کان تابعا لکل قائد
|
|
١٨٨
|
یفصل الخطاب
|
|
ای یصیب حقائقه
|
|
٢٣٩
|
یکاد یتمیز
غیظا
|
|
ای تکاد اعصابه المتلاحمة
تتزایل
|
|
٣٤١
|
یمشی علی وجهه
|
|
ای ینحرف عن طریق
الرشاد
|
|
٣٤١
|
یمضی علی وجهه
|
|
" " " "
|
|
٢٥٩
|
یهیب مع کل ریح
|
|
اذا کان تابعا لکل قائد
|
|
١٧٢
|
یوم آمن
|
|
ای ینتشر الامن فیه
|
|
٣٥٧
|
یوم قمطریر
|
|
اذا کان شدیدا ضره ،
طویلا شرّه
|
|
٣٥٧
|
یوم قماطر
|
|
" " " " "
|
۱۱ ـ فهرس مراجع
التحقيق والبحث
مرتبة وفق الحروف
الأبجــــــــدية
الإتقان في علوم القرآن : للسيوطي .
القاهرة ١٣٥٤ هـ
أدب الكاتب : لابن قتيبة . مصر ١٣٥٥ ه
الأدب في ظل بني بويه : لمحمود غناوي
الزهيري . القاهرة ١٣٦٨ ه
أساس البلاغة : للزمخشري ، دار الكتب
المصرية سنة ١٣٤١ ه
إصلاح المنطق : لابن السكيت . دار
المعارف ، مصر سنة ١٣٦٨ ه
إعجاز القرآن : للباقلاني . السلفية ،
سنة ١٣٤٩ هـ
إعجاز القرآن : للخطابى . دار التأليف
سنة ١٣٧٢ هـ
الأعـــــــلام : لخير الدين الزركلي .
. القاهرة ١٣٤٧ هر
الإفصاح : لعبدالفتاح الصعيدي ، وحسين
يوسف موسى : دارالكتب المصرية ١٣٤٨ه
الأمالي : لأبى على القالي . دار الكتب
المصرية . سنة ١٣٤٤ هـ
أمالي المرتضى : للشريف المرتضى . مطبعةالسعادةسنة
١٣٢٥ ه
إمتاع الأسماع : للمقريزى . القاهرة
١٩٤١ م
أنوار التنزيل وأسرار التأويل . القاهرة
١٣٣٠ ه
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك : لا
بن هشام المصرى . القاهرة سنة ١٣٦٨ هـ
البداية والنهاية : لابن كثير . القاهرة
بغية الوعاة : للسيوطي . مصر
١٣٢٦ هـ
البلاغة العربية في دور نشأتها : لسيد
نوفل . القاهرة سنة ١٩٤٨
البيان والتبيين : للجاحظ . تحقيق عبد
السلام محمد هارون . القاهرة ١٣٦٧ هـ
تأويل مشكل القرآن : لابن قتيبة . دار
إحياء الكتب العربية . القاهرة ١٣٧٣ ه
تاریخ آداب الامة العربية :
لجورجي زيدان . القاهرة
تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي .
القاهرة ١٣٤٩ هـ
تحقيق النصوص ونشرها : لعبدالسلام محمد
هارون . القاهرة ١٣٧٤ هـ
تفسير الكشاف : للزمخشري .
تفسير النسقى : للنسفى
تنزيل الآيات ، على الشواهد من الأبيات
: لمحب الدين أفندي . المطبعة الأميرية بولاق سنة ١٢٨١ ه
ثمار القلوب : للثعالبي . القاهرة
١٩٠٨ م
الجامع في أحكام القرآن : للقرطبي. دار
الكتب المصرية ١٩٣٥م
جمهرة أشعار الغرب : بولاق سنة ١٣٠٨ ه
جمهرة أنساب العرب : لابن حزم. دار
المعارف بمصر سنة ١٩٤٨ م
جمهرة خطب العرب : لأحمد زكى صفوت ،
القاهرة ١٩٣٣ م
جمهرة رسائل العرب: لأحمد زكى صفوت ،
القاهرة ١٩٣٣ م
الحضارة الإسلامية في القرن الرابع
الهجري : للستشرق آدم متز . القاهرة ١٩٤٠ م
حماسة ابن الشجري : طبع حیدر آباد
الدكن ١٣٤٥ ه
الحيوان : للجاحظ . تحقیق
عبدالسلام محمد هارون . القاهرة سنة ١٣٦٤ هـ
خزانة الأدب : لعبد القاهر البغدادي .
القاهرة ١٣٥١ هـ
دائرة المعارف الإسلامية : الترجمة
العربية
ديوان الأعشى الكبير : تعليق وشرح م .
محمد حسين . القاهرة ـ ١٩٥١م
دیوان امرئ القيس : المطبعة
الرحمانية . سنة ١٩٣٠م
دیوان حسان بن ثابت : مطبعة
السعادة ١٣٣١ ه
ديوان عمر بن أبي ربيعة : الميمنية .
القاهرة ١٣١١ هـ
ديوان النابغة الذبياني : من مجموعة
فحول الشعراء. بيروت ١٩٣٤ م
ديوان الهذليين : دار الكتب المصرية
١٣٦٩ هـ
زهر الآداب : للحصري تحقيق على البجاوي
. القاهرة ١٩٥٣ م
سمط اللآلى : للبكرى . القاهرة ١٣٥٤ هـ
سنن النسائي : لأبي عبدالرحمن أحمد بن
شعيب : المطبعة الميمنية
سيرة ابن هشام : بتحقيق محمد محيى الدين
عبد الحميد . مطبعة حجازي ١٣٥٦ هـ
شذرات الذهب : لابن العماد الحنبلي .
حسام الدين القدسي سنة ١٣٥٠ ه
شرح ديوان الحماسة : للمرزوق . تحقيق
أحمد أمين وعبدالسلام هارون . القاهرة ١٣٧١ه
شرح ديوان الشريف الرضي : دار إحياء
الكتب العربية ١٣٦٨ هـ
شرح شذور الذهب : لابن هشام . القاهرة
١٩٤٨ م
شرح القصائد العشر : للتبريزي ، مصر
١٣٤٣ ه
شروح سقط الزند : دار الكتب المصرية ـ
١٩٤٨ م
الشعر والشعراء : لابن قتيبة، تحقيق
الشيخ أحمد محمد شاكر ، القاهرة ١٣٦٤ هـ
شعراء النصرانية : للأب لويس شيخو .
بيروت ١٩٢٦
صحيح أبي داود : لأبي داود سلمان بن
الأشعث . القاهرة ١٢٨٠ هـ
صحيح البخاري : المطبعة الأميرية .
بولاق ١٣١٤ هـ
صحیح مسلم : القاهرة بدون تاريخ
الصناعتين : لأبي هلال العسكرى .
القاهرة ١٣٧١ هـ
عبقرية الشريف الرضي : لزكي مبارك .
بغداد ١٣٥٧ هـ
العقد الفريد : لابن عبد ربه . لجنة
التأليف والترجمة والنشر
العمدة في صناعة الشعر ونقده : لابن
رشيق ، مصر سنة ١٩٢٥ م
عيون الأخبار : لابن قتيبة . دار الكتب
المصرية ١٣٤٣ هـ
الغدير : للشيخ عبدالحسين أحمد الأمينى
. النجف ١٣٦٥ ه
الفائق في غريب الحديث : للزمخشرى .
القاهرة
فتح الرحمن ، لطالب آيات القرآن : بيروت
۱۳۲۳
ه
الفقه على المذاهب الأربعة : للجنة من
العلماء . القاهرة ١٣٥٥ هـ
الفهرست : لابن النديم . القاهرة
القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب
: لعبدالفتاح القاضي . القاهرة
القرطين : لا بن مطرف الكناني . القاهرة
سنة ١٣٥٥ هـ
الكامل : لابن الأثير . القاهرة
الكامل : للمبرد
کشف الظنون : لملاكاتب چلبی ،
استنبول ۱۳۱۰
ه
لسان العرب : لابن منظور . بولات ....۱۳
المثل السائر : لابن الأثير . القاهرة
١٩٣٩ م
المجازات النبوية : للشريف الرضى.
القاهرة ١٣٥٦ هـ
مجاز القرآن : لأبي عبيدة . القاهرة سنة
١٣٧٤
مجالس ثعلب : تحقيق عبد السلام محمد
هارون ، دار المعارف بمصر سنة ١٩٤٨ م
محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية : للشيخ
محمد الخضري . القاهرة بدون تاريخ
محمد : لمحمد رضا . القاهرة ١٩٣٨م
المسند : لا بن حنبل . تحقيق الشيخ أحمد
محمد شاكر . دار المعارف . مصر سنة١٣٦٥ه
معجم ألفاظ القرآن الكريم : مجمع اللغة
العربية . القاهرة ١٩٥٣ م
معجم الشعراء : للمرز بانى . القاهرة
١٣٥٤ هـ
معجم غريب القرآن : لمحمد فؤاد عبد
الباقى . القاهرة ١٩٥٠ م
معجم ما استعجم : للبكرى . القاهرة سنة
١٣٦٤ ه
معجم مقاييس اللغة : لابن فارس . تحقیق
عبدالسلام محمد هارون . القاهرة سنة ١٣٦٦ هـ
معجم المطبوعات العربية والمعربة :
ليوسف سركيس . القاهرة سنة ١٩٢٨
المعول عليه في المضاف والمضاف إليه :
للمحبى . مخطوط مصور بمجمع اللغة العربية .القاهرة
مغني اللبيب: لا بن هشام . القاهرة سنة
١٣٥٦ ه
المفضليات : للمفضل الضبي . القاهرة سنة
١٣٦١ هـ
مقدمتان في علوم القرآن : لا بن عطية
وآخر . القاهرة سنة ١٩٥٤ م
المنتظم : لابن الجوزي . حيدر أباد
الدكن . الهند ١٣٥٩ هـ
المؤتلف والمختلف : للامدى . القاهرة ١٣٥٤
هـ
نهاية الأرب :للنويرى . دار الكتب
المصرية
نهج البلاغة : القاهرة بدون تاريخ
وفيات الأعيان : لا بن خلكان . طبع
بولاق
يتيمة الدهر : للثعالبي . القاهرة ١٩٣٤
م
(والحمد لله الذی بنعمته تتم
الصالحات)
|